بقلم السيد محمد الموسوي المتحدث باسم تجمع التظافر الإعلامي للثورة
ليس من الغريب أو العجيب مرافقة أي وضع متأزم أو وضع مضطرب ولادة تجمعات أو تكتلات غير رسمية تأخذ على عاتقها حماية مصالح جهة تواجه المازق الكبير في ذاك الوضع . وهذه الحماية قد تكون اقتصادية أو إعلامية أو حتى ميدانية كما شهدناها في وقتنا هذا متمثلة بما يسمى بـ(بلطجية النظام الحاكم) التي أخذت ومقابل مصالحها الضيقة والشخصية والفئوية تحارب وتقتل أبناء شعبها كما حصل في ثورة 25 يناير في مصر . حيث جند نظام مبارك المئات من رخيصي الذمة للهجوم على ثوار ميدان التحرير . وكان مثال هذا ما فعله قبله نظام زين الهاربين وما فعله بعده القذافي من تأسيس ما عرف لاحقاً بـ(كتائب العقيد) وكذلك علي عبد الله صالح في اليمن . كل هذه المجاميع أستقتلت لأجل أدامة نظام الحكم في تلك البلدان ولكن كل التجارب التي تم ذكرها هنا فشلت فشلاً ذريعاً بل أن الندم والخيبة أصاب من انجرف في موجة هذه المجاميع ( البلطجية ) ولكن مع هذا كله . فأن تلك المجاميع كانت تؤمن ولو بالقليل بأحقية نظام الحكم في بلدها لسبب أو لأخر وتؤمن بالمقابل ببطلان الثورة القائمة وضرورة أنهائها بأسرع وقت .هذا الأيمان غالباً ما كان نابعاً من عقيدة يعتقدها أفراد تلك المجاميع لأسباب قومية أو فكرية أو حاجة مادية .
ومع هذا لم ينجح مبتغاهم بسبب أنحياز قوى الامن للشعب كما حدث في تونس ومصر وليبيا .ولكن في البحرين نعترف أعترافاً صريحاً بأستحالة تكرار هذا الأنحياز من قبل قوى الأمن كون الفرد فيها يمثل وجهتين او كما يقال ( وجهين لعملة واحدة ) ففي وقت الدوام الرسمي للمجند . يقوم هذا الفرد بدوره كاملاً كعنصر في قوات الامن البحريني من قتل وأطلاق للرصاص بشكل عشوائي وضرب للمسنين وأهانة النساء وترويع الأطفال وأنتهاك المقدسات والحرمات . وبعد أنتهاء الدوام الرسمي ياتي هذا الفرد بسيارته الخاصة مسلحاً بسلاح حديث ليكمل واجبه لما يراه ( أخلاصاً للمملكة ولمليكها القائم بالعدل ) فيكرر فعلته عند عمله تحت عنوان ( البلطجة المرخصة ) ليس ضد أجانب أحتلوا البلاد كما هو حاصل في العراق مثلاً . حيث يتجند البعض في قوات الأمن العراقية لاجل التقرب من قوات الاحتلال الامريكي فيقومون بأطلاق النار عليهم . وبعدها اما يهربوا أو يقتلوا في مكانهم فينالوا الشهادة . ليس هذا الذي يحصل في البحرين .حيث أن المستهدف في كل هجوم ليس محتلاً ولا دائرة للمخابرات أو جاسوساً بل مواطناً بحرينياً وداراً أمنة . فهذا يجعلنا في بعد عن احتمال الانحياز المذكور ( أنحياز قوى الأمن ) . ويجعلنا نتوجه الى أحتمال أخر وهو أنحياز ( البلطجة الغير مرخصة ) والتي تتمثل بالشباب المغرر به . والشباب الطائش والذي تخلى عن عقله وأتبع هواه في نصرة أعداء الله . الذين قاتلوا أخوتهم في الدين والوطن ليس لأجل اعلاء الحق ولا لأجل أحقاقه .بل لاجل أرضاء حمد بن عيسى هذا الطاغوت المتجبر الذي لم يقم ديناً ولم يبقي دنيا . ولأجل حصولهم على أبتسامة على وجه خليفة الأسود . فيكونوا في عملهم هذا قد تجاوزا (بلطجية ) مصر وليبيا واليمن . حيث أن بلطجية مصر كانوا يقولون ان الثورة صنيعة أسرائيلية تهدف للأطاحة بمبارك لمواقفه ( التاريخية ) معها في حرب أكتوبر وبلطجية اليمن يقولوا ان الثورة خطط لها بغرف أسرائيلية وأمريكية (وكتائب القذافي ) تقول ان الثورة هي حرب صليبية هدفها الأطاحة بـ( أمام المسلمين القائد معمر القذافي ) . فيكون النموذجين في مصر واليمن وليبيا أحدها يمتلك وجهاً قومياً كما في مصر واليمن والأخر وجهاً دينياً كما في ليبيا . ولكن البطلجية في البحرين من نوع أخر . فعند عرض أعمالهم على الدين نجدهم من عباد السلاطين . حاربوا أخوانهم لأجل شخص وحكموا على اغلب أهل بلادهم ظلماً بالعمالة والخيانة . وعند عرض أعمالهم على الوجه القومي . نراهم يحاربون ( العرب ) بمساندة ( أعاجم ) أستوردهم النظام من الخارج .وهذا الحال شبيه بحال بلطجية ليبيا الذين يحاربون بجانب ( أفارقة ) استوردهم القذافي . لكن أيضاً هم يختلفون عن بلطجية البحرين حيث أن (بلطجية) ليبيا رموا المرتزقة في سوح القتال والمواجهة المباشرة وهم تحصنوا في بعض المدن بانتظار الثوار حفاظاً على سلامتهم كونهم مقاتلين من الدرجة الاولى ( أبناء الوطن ) . وفي البحرين يأتي ( البلطجي ) البحريني ليتقدم المرتزق في ساحة المواجهة وليقول له ( يالمرتزق .. نحري دون نحرك ) كأعادة لسيناريو ( من ياتي برأس الحسين بن علي اولاً ) متجاهلاً بأن المستهدف هو أخ له في الدين ونظير له في الخلق وزميل له في الدراسة وصديق له في الشارع وهذا حقيقة ما شجع الكثير من دوريات المرتزقة المستوردين على الاكثار من جرائمهم وعدم المبالاة في العواقب . وبلطجية البحرين يتجاهلون الحقيقة ومهما طال بهم الدهر بأنه سوف تأتي الساعة التي يكون فيه المرتزق المستورد فوق رؤوسهم وهو يقول لهم ( اكلتم يوم أكل الثور الابيض )
10-10-2011, 04:40 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
