إن المترقي في منازل الآخرة يحتاج إلى القدوات التي يقتدي بها في مسيرته إلى الله ، حتى تكون له عوناً ودافعاً أكثر للعطاء والاستمرار ، والازدياد في الترقي .. وهذه بعض الصور المشرقة من حياة سلفنا الصالح في عبادتهم .. وأخلاقهم .. وذكرهم لله .. · الصورة الأولى : قال زيد بن أسلم : كان رجلُ يطوف على العلماء ويقول : دلوني على عمل لا أزال به عاملاً لله تعالى ، فقيل له : " إنْوِ الخير " فإنك لا تزال عاملاً وإن لم تعمل ، فالنية تعمل وإن عدم العمل ، فإنه من نوى أن يصلي بالليل فنام ، كتب له ثواب ما نوى أن يفعله . - أخي المباركأختي الفاضلة : هل نويت الخير عند خروجك من البيت بحيث أنك ما ترى مسلماً إلا وسلمت عليه ، ولا فقيراً إلا وتصدقت عليه ، ولا محتاجاً إلا وأعنته ... · الصورة الثانية :كان خالد بن معدان رحمه الله : يسبح كل يوم أربعين ألف تسبيحة ، سوى ما يقرأ من القرآن ، فلما مات وُضِع على سريره ليغسل ، فجعل يشير بإصبعه ويحركها بالتسبيح .
- أخي المسلم :أختي المسلمة قارن بين حالهم وحالنا،لتتعجب من تقصيرك وتكاسلك في طاعة الله وقلّة ذكره . · الصورة الثالثة : قال مخلد بن الحسين رحمه الله : ما تكلمت منذ خمسين سنة بكلمة أريد أن أعتذر منها .(يعني أمام الله أو أمام الخلق) - الله أكبر ... منذ خمسين سنة .. ونحن في مجالسناكثيرا ما نقول كلاماً نريد أن نعتذر منه ونود أن لانكون قد قلناه، ..كالغيبة و السخرية أو الاستهزاء والسب والقذف نسأل الله العافية في الدنيا ولآخرة .. · الصورة الرابعة : كان السلف يتساءلون ومرادهم القيام بشكر لله في ذكرنعمه الظاهرة والباطنة ، فيكون الشاكر مطيعاً والمستنطق مطيعاً ، وروي أن رجلاً سلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فرد عليه ، ثم قال له عمر : كيف أصبحت ؟ قال : أحمد الله ، فقال عمر : ذاك الذي أردت . - فهل استشعرت هذا الأمر عندما تسلم على أحد من الناس حتى تكون في أرفع مستوى في استحضارك للنية في أعمالك كلها صغيرها وكبيرها . · الصورة الخامسة :وجاء الإمام طاووس بن كيسان رحمه الله : إلى رجل وقت السحر ، فقالوا هو نائم .. فقال : ما كنت أرى أن أحداً ينام وقت السحر . · مثال : لو قال ملك من ملوك الدنيا ، أنه سيفتح قصره كل ليلة يستقبل شكاوي الناس واستفساراتهم ، حتى يقضيها لهم .. لوجدت الناس يتقاتلون عند قصره ، ويقفون طوابير عنده ،كل ذلك رغبة وطمعا وثقة بما في يد هذا الملك . وملك الملوك سبحانه وتعالى ، يدعوهم كل ليلة لسؤاله ودعائه واستغفاره ، ولا تجد أحداً يرفع يده طمعا بما في يد الكريم الرحيم الغني ..!
فإلى الله نشكو حالنا .. والله المستعان في تغيير أحوالنا .