إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-16-2011, 02:10 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,610
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

من أنطلياس والرويس إلى حماة... نعم لقد طفح الكيل

محمد الحسيني

طفح الكيل... مصطلح بات يكثر استخدامه في المرحلة الراهنة، وهو يعبّر عن نفسه في حروفه ومعانيه ودلالاته السياسية، ويتم تداوله بلغات ولهجات عديدة أبرزها: الأميركية والإسرائيلية والتركية والعربية واللبنانية، ولا غرابة أن يمتد استخدام هذا التعبير إلى شرائح شعبية وقواعد اجتماعية متعددة الجنسية والجغرافية المترامية الأطراف على وجه البسيطة وفي أنحاء الكرة الأرضية.

ولعل لاستخدام هذا المصطلح ما يبرّره على ألسنة مطلقيه، فقد ضاق صبر "أولي الأمر" إلى درجة لم يعد ممكناً الانتظار أكثر والعالم يتفرّج على المذابح التي ترتكب بحق الشعوب العربية من قبل أنظمتها الديكتاتورية، وهي شعوب ضاقت ذرعاً بحكامها الذين تسلّطوا لعشرات السنين، وسلّطوا أسلحتهم خلالها على رقاب الناس المستضعفين والفقراء التائقين إلى الحرية من إيران أولاً إلى تونس وليبيا واليمن ومصر وصولاً إلى سوريا، وكان لهذه الديمقراطية فرصة كبيرة للتحقق مع هبوب عواصفها الأميركية على المنطقة العربية والإسلامية منذ 11 ايلول/ سبتمبر 2001 على أفغانستان والعراق وفلسطين مروراً بالحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006.

طفح الكيل... وعيل صبر الأميركيين والإسرائيليين والأتراك والعرب من استمرار انتهاك حقوق الإنسان في الدول العربية التي تشهد مخاض ولاداتها الجديدة، وبات لزاماً استكمال مسيرة إعادة صوغ هذه الأنظمة المتهالكة، ولا سيما تلك الدول التي تنتمي إلى "محور الشر"، ولا بد أن تأتي الصياغة طبعاً على شاكلة النموذج التابع للإدارة الأميركية و"محور الاعتدال"... ولكن ماذا عن لبنان؟ وماذا عن البحرين؟ وماذا عن فلسطين؟ وماذا عن إرادة هذه الشعوب الفعلية التي تتجسّد يوماً بعد يوم في رفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية؟


حين شنّت "إسرائيل" حربها المدمرة على لبنان في تموز 2006 برز من حكام العرب من قال إن حفنة من المغامرين أدخلوا لبنان في أتون حرب غير محسوبة العواقب، وتبعته أبواق بعض اللبنانيين التابعين في التنظير للهزيمة، وسحبوا أيديهم وتبرأوا من نصر المقاومة، وتجمّعوا على مائدة كوندوليسا رايس في السفارة الأميركية في عوكر، ومنهم من أمر بإكرام المحتل وتقديم الشاي لجنود العدو في ثكنة الجيش اللبناني في مرجعيون، بل ألحّ هؤلاء على واشنطن بالمضي في استمرار الحرب، من دون أن يرف لهم جفن، بل انهمرت دموعهم على سقوط مراهناتهم، وكانت النتيجة أن انهزمت "إسرائيل" هزيمة نكراء شهد فيها العدو نفسه والأميركي الذي يدعمه، ولكن لا يريد هؤلاء حتى اليوم الاعتراف بهذا الانتصار... ولم نسمع آنذاك عبارة "طفح الكيل"!!!

وحين شنّت "إسرائيل" حربها على قطاع غزة أواخر العام 2008، تنصّل معظم حكام العرب من دعم الفلسطينيين ولو بالكلمة، بل بادر حاكم مصر آنذاك إلى التبرّع بضرب حصار اقتصادي ومعيشي محكم على سكان قطاع غزة بأمر أميركي ـ إسرائيلي، بذريعة أن حركة حماس تريد بـ "طيشها" أن تقضي على القضية الفلسطينية، ولم يرفّ لهؤلاء الحكام جفن، بل أغمضوا عيونهم وشاحوا بأبصارهم عن سيل المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني المحاصر، وذهبوا إلى تكريم المجرم في خيامهم الصحراوية، بل استنكر هؤلاء مبادرة حزب الله إلى دعم هذا الشعب بما تيسّر من السلاح تهريباً في أنفاق مظلمة هرباً من بطش الاعتدال العربي، وحين انتصر الفلسطينيون أنكر هؤلاء هزيمة "إسرائيل"، وطفقوا يبحثون عن تسويات لتحصيل نصر سياسي لـ"إسرائيل" بعدما لم تستطع تحصيله بالحرب... ولم نسمع آنذاك عبارة "طفح الكيل"!!!

بالأمس حصل حادث فردي في انطلياس، وقبله انفجرت قارورة غاز في الرويس، وسرعان ما تجدّدت المطالبات بسحب السلاح، وانطلقت التصريحات النارية تماهياً مع القرار الاتهامي البائس والجائر بحق أبطال المقاومة الذين صنعوا مجد لبنان واستردوا كرامته وحرروا أرضه من المحتل الإسرائيلي ومن داعمه الأميركي "الديمقراطي"، وبرزت عبارة "طفح الكيل" من أشخاص لفظهم التاريخ القديم والحديث، وشهدت الوقائع على ارتهانهم المزمن والمستمر لحكم الخارج وتوجيهات الأميركي والإسرائيلي، وهم أنفسهم الذين ضاقوا ذرعاً بقوافل النازحين الذين افترشوا الشوارع والأرصفة والحدائق العامة هرباً من آلة الدمار والقتل الإسرائيلية خلال حرب تموز، بدعوى أنهم "يلوثون البيئة"، وكأنهم جراثيم متنقلة أزعجت صيفيتهم وعكّرت صفاء منتجعاتهم... وغيرها.. ولم نسمع آنذاك عبارة "طفح الكيل"!!!


ومن انطلياس والرويس إلى حماة وقبلها في دير الزور وجسر الشغور ودرعا وغيرها معزوفة ممجوجة تعكس حرصاً مزيّفاً وقلقاً كاذباً على الإنسان في سوريا، وكأن العصابات ـ التي انفضح تزوّدها بالسلاح المستقبلي عبر المهرّبين من مرافئ لبنانية إلى مرافئ سورية ـ هي وحدها التي تحمل الهوية السورية، أما الجيش الوطني والأجهزة الرسمية والمؤسسات المدنية فهي طارئة على سوريا برأي هؤلاء المتسلّلين إلى الحضور السياسي، وبالتالي كان لزاماً على أصحاب السيادة والاستقلال في لبنان أن يصدّروا "ثورتهم" المظللة بالأرز، زوراً وبهتاناً، إلى الأراضي السورية لتحقق انتصاراً للحرية... كيف لا والجهابذة المستقبليون فاخروا بأنهم هم الذين كانوا يقفون وراء الربيع العربي في مصر وغيرها، وهم كانوا قبل أيام قليلة من الثورة يحجّون إلى عرّابهم البائد حسني مبارك!!!.


طفح الكيل باللغة الأميركية والإسرائيلية والعربية واللبنانية والتركية، من سلاح المقاومة في لبنان ومن الممارسات القمعية في سوريا، ولكن الكيل كان مثقوباً حين كان الأميركيون يرتكبون المجازر في العراق وأفغانستان، وكان مثقوباً حين أقحمت السعودية جنودها في البحرين لتنتهك حرمات البحرانيين على مرأى ومسمع "العالم الحرّ"، وحين أقحمت قبلها جنودها في اليمن التي تعيش تيه النظام اليوم، وكان مثقوباً حين كانت "إسرائيل" ولا تزال تنتهك سيادة كل العرب جواً وبحراً وبرّاً، من مصر إلى فلسطين وسوريا والعراق، وترتكب المجازر ولا سيما بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني منذ أكثر من ستين عاماً وحتى اليوم... ولا نسمع عبارة "طفح الكيل"!!!

نعم لقد طفح الكيل... وبات لزاماً ومحتوماً على هؤلاء الحفنة من محترفي الكذب والتزوير ومدّعي الحرية والعدالة والسيادة والاستقلال والعروبة أن يسقطوا وأن يرحلوا، وهم سيسقطون عاجلاً أم عاجلاً وليس آجلاً، مع بدء تهاوي امبراطوريات الديمقراطية الزائفة وأنظمة الورق الهشّة من واشنطن إلى تل أبيب إلى عواصم الاستعمار عبر التاريخ في القارة العجوز.

http://www.alintiqad.com/essaydetail...id=46246&cid=4
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رئيس الدولة يتبادل التهاني بعيد الفطر المبارك مع سلطان عُمان والرئيس اللبناني محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-08-2010 06:00 AM
رئيس الدولة يتبادل التهاني بعيد الفطر المبارك مع سلطان عُمان والرئيس اللبناني محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-08-2010 06:00 AM
خليفة يتلقى برقيات تعزية من خادم الحرمين والرئيس المصري والعاهل الأردني 【الهامورة】 اخبار محلية و عالمية 8 04-01-2010 03:06 AM
خليفة والرئيس الكوري يشهدان توقيع اتفاقيات لبناء أربع محطات نووية بقيمة 75 مليار درهم محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-28-2009 07:30 AM
فاض الكيل يا ناس عيطموس حلقات الميدان للصغار 4 9 08-01-2009 01:05 AM


الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML