|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
جمعية «احنا ندري ما بنفوز» بدأت حمى الانتخابات التي تقبل علينا بعد شهر في التصاعد شيئاً فشيئاً، وكلما اقتربنا من يوم حسم المعركة الانتخابية كلما بدأت تتضح معالم الصورة التي ستظهر عليها انتخابات البحرين 2010. وكلما بدأ أفراد جمعية «احنا ندري ما بنفوز» في الوضوح للعيان أكثر. وجمعية «احنا ندري ما بنفوز» هي أكبر جمعية في البحرين رغم أنها ليست مسجلة في أي مكان، ولا نعرف هل ينطبق عليها تصنيف «جمعية سياسية» أم لا، فأعضاؤها ليسوا بالضرورة من ذوي الاهتمامات السياسية، بل إن كثيرين منهم حديثو العهد على السياسة المحلية. وعلى الرغم من أنهم ذوي اهتمامات متفرقة وأيديولوجيات متفرقة، وطبقات اجتماعية مختلفة، وذوي دوافع متباينة، إلا أن ما يجمعهم هو أنهم قرروا جميعاً ودون سبق إصرار أو ترصد أو سابق اتفاق أو تنسيق أن يتقدموا للترشيح للانتخابات المقبلة، وهم يعلمون علم اليقين أنهم لن يفوزوا في الانتخابات. سيقول قائل منكم: ولماذا يرشحون إذا كانوا يعلمون بأنهم لن يفوزوا في الانتخابات؟ وهل من المعقول أن يخوض أحد ما سباقاً دون أن يكون هدفه منه الفوز؟ ولماذا يتكبدون عناء الوقوف في طابور المترشحين ودفع الثلاثمئة دينار رسوم الترشح؟ وما الذي يدفعهم لتحمل مصاريف خيم انتخابية وطباعة بروشورات دعائية وتحمل الضغط الإعلامي لوسائل الإعلام، إن لم يكن لديهم على الأقل ولو حلم بالفوز، أو سعي من أجله؟ لا تستبقوا الحكم عليهم، فأفراد جمعية «احنا ندري ما بنفوز» ليسوا جميعاً سيئي النية من وراء ترشحهم. بل إن بينهم شخصيات معروفة جداً بتاريخها السياسي أو الاجتماعي، وعلى الرغم من أنهم يعرفون أنهم «ما راح يفوزون» لكنهم قرروا النزول في دوائر بعينها لتسجيل موقف ما، سياسياً أو اجتماعياً. تضم هذه الجمعية أفراد من النساء أيضاً، اللاتي قرّرن مع سابق إصرار على التقدم بأسمائهن للترشح في هذه الانتخابات، تسجيلاً لموقف نسائي أو رغبة نسائية في المشاركة، أو تثبيتاً لحق سياسي آمن بأنه يجب أن يستخدم، حتى لو علمن أن المجتمع لايزال لا يقف معهن وأنهن «ما راح يفوزوا». سمعنا عن عاطل عن العمل يريد أن يرشح لأنه لم يجد عملاً، وحارس مدرسة أراد أن يصل لرئاسة مجلس النواب، سمعنا عن مرشحين يخوضون الانتخابات احتجاجاً على أداء ممثلي دوائرهم السابقين، وآخرين يريدون ضرب تيار سياسي معين سيطر على مناطقهم طويلاً. كل هؤلاء يريدون من وراء ترشحهم إرسال رسائل ما، فردية أو وطنية أو شعبية، بسيطة أو عميقة، لكنهم يتفقون جميعاً على أنهم يعرفون تماماً بأنهم لن يفوزوا، لكنهم مع ذلك قرروا خوض السباق، ليتسجلوا كأعضاء شرف في جمعية «احنا ندري ما بنفوز». لكن عضويات بعضهم سقطت بالضرورة من الجمعية بعد أن انسحبوا من السباق باكراً، بعد أن أوصلوا رسالتهم، وأوضحوا مواقفهم، وقرروا الانسحاب، ليخلفوا وراءهم خمسة دوائر فاز نوابها السابقون فيها بالتزكية. غير أن نوعاً آخر من المرشحين انضم لجمعية «احنا ندري ما بنفوز». وهذا النوع الجديد/ القديم لا يظهر إلا في فترة الانتخابات التي يعتبرها موسماً خصباً للصيد. يضم هذا النوع شخصيات لا تملك بالضرورة موقفاً محدداً تريد أن تسجله، ولا رسالة شخصية أو وطنية أو شعبية تريد أن توجهها، بل إن كثيراً منهم لا يعرفون ما هو دور البرلمان أصلاً، ولا يريدون أن يعرفوا، فهم لم يرشحوا لأنهم يريدون أن يعرفوا أو أن يفوزوا، لقد قاموا بالترشيح لأنه موسم يمكن أن يستفيدوا منه بطريقة أو أخرى. فربما حصلوا على مبلغ ما من هذا المنافس أو ذاك نظير انسحابهم، وربما استطاعوا تأمين بعض المصالح لهم أو للمقربين منهم من خلال ظهورهم على خارطة الترشح. وفي الظهور على خريطة الترشح فوائد جمّة يعرفها الحصيفون جيداً، قد تأتي بمنصب أو وجاهة أو سمعة وصيت، لكل ذلك فوائده طبعاً التي تبتعد بالضرورة عن الرغبة في خدمة الناس. إنه موسم الانتخابات من جديد، ويا له من موسم ندى الوادي صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2942 - الأحد 26 سبتمبر 2010م الموافق 17 شوال 1431هـ __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |