|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
صحابي اليوم سيدنا ثابت بن قيس النبي عليه الصلاة والسلام له شاعر ، وله خطيب .... وكان ثابت خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت الكلمات تخرج من فمه قويةً صادعةً جامعةً رائعةً . وفي عام الوفود وفد على المدينة وفد بني تميم جئنا نفاخرك ، فأذن لشاعرنا وخطيبنا ، هكذا كانت العادات في الجاهلية : جئنا نفاخرك ، أي جئنا لنفتخر عليك ، وهو النبي عليه الصلاة والسلام فالنبي عليه الصلاة والسلام قال : ((أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم)) . لو أنه طردهم ، أو نهرهم ما فعل شيئاً ، ولكنه حلم عليهم ، واستوعبهم ـ بالتعبير الحديث ـ واحتواهم ، كلمة كبيرة جداً أن يقول إنسان لرسول الله : جئنا نفاخرك ، جئنا نفتخر عليك ، نحن كذا ، نحن كذا ، مَن من البشر بإمكانه أن يقول كلمة مدح لنفسه أمام النبي الكريم ؟! فابتسم النبي عليه الصلاة والسلام وقال : ((قد أذنت لخطيبكم فليقل )) تفضل فاخرنا يا أخي ، فقام خطيبهم عطارد بن حاجم ووقف يزهو بمفاخر قومه ، ولما آذن بانتهاء ونهض ثابت فقال :" الحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ، ووسع كرسيه علمه ، ولم يكن شيءٌ قط إلا من فضله ثم كان من قدرته أن جعلنا أئمة ، واصطفى من خير خلقه رسولاً ، أكرمهم نسباً ، وأصدقهم حديثاً ، وأفضلهم حسباً ثم دعا الناس إلى الإيمان به ، فآمن به المهاجرون من قومه وذوي رحمه أكرم الناس أحساباً ، وخيرهم فعالاً ، ثم كنا نحن الأنصار أول الخلق إجابة فنحن أنصار الله ووزراء رسوله " . هذا الخطيب اللامع ، دائماً أهل اللسان بطولاتهم في اللسان فقط ، في الخطابة ، والتأليف .. لكن قلما يجمع الإنسان بين بطولة السنان واللسان أمّا هذا الخطيب الصحابي الجليل فبقدر ما هو خطيب مصقع ، بقدر ما هو بطل شجاع ففي معركة اليمامة التي شن فيها مسيلمة الكذاب حرباً شعواء على المسلمين ثم ذهب غير بعيد ، وعاد ، وقد تحنَّط ، ولبس أكفانه ، وصاح مرة أخرى : " اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ـ يعني جيش مسلمة ـ وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء " ، أي تراخي المسلمون في القتال . وعلى الإخلاص له ، فكان معهم أو لم يكن معهم ، فأنت إذا كنت داعية لله عز وجل المفروض أن تبني إخوانك بناء حيث يكونون ورعين معك ، وبعيداً عنك في حلهم وترحالهم ، في جدِّهم ولهوهم ، في إقامتهم وسفرهم في يسرهم وعسرهم ، في إقبال الدنيا عليهم ، وفي إدبارها عنهم ، ماذا قال الله عز وجل ؟ سورة الأحزاب فهذا الصحابي الجليل لما رأى شيئا من التقصير في منازلة مسيلمة الكذاب قال : " والله ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثم ذهب غير بعيد ، وعاد ، وقد تحنط ، ولبس أكفانه ، وصاح مرة أخرى : " اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ـ يعني جيش مسلمة ـ وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء " ، أي تراخي المسلمون في القتال ، وانضم إليه سالم مولى النبي عليه الصلاة والسلام وكان يحمل راية المهاجرين وحفر الإثنان لنفسيهما حفرة عميقة ، ثم نزلا فيها قائمين وأهالا الرمال عليهما حتى غطت وسط كل منهما وهكذا وقف طودين شامخين ، نصف كل منهما غائص في الرمال مثبت في أعماق الحفر بينما نصفه الأعلى صدره وجبهته وذراعاه يستقبلان جيوش الوثنية والكذب وراحا يضربان بسيفيهما كل من يقترب منهما من جيش مسيلمة حتى استشهدا في مكانهما . خطيبٌ ، ولكنه بطل ، هكذا كان السلف الصالح ، بقدر ما هو عالم بقدر ما هو شجاع بقدر ما هو منطقي ، ونظري ، وفكري بقدر ما هو عملي ، ويضحي قال : وكان مشهدهما رضي الله عنهما هذا أعظم صيحة أسهمت في رد المسلمين إلى مواقعهم حيث جعلوا من جيش مسيلمة الكذاب تراباً تطأه الأقدام : هذا الخطيب المصقع كما يقولون لما نزل قوله تعالى إن الله لا يحب كل مختالا" فخورا....سورة لقمان أغلق ثابت باب الدار ، وجلس يبكي ، وطال مكثه على هذه الحال حتى نمي إلى النبي عليه الصلاة والسلام أمره وقد خشيت أن أكون بهذا من المختالين " ، الإيمان الحقيقي إذا قرأت كتاب الله عز وجل ورأيت وصفاً من أوصاف المؤمنين لا ينطبق عليك ، أو رأيت وصفاً من أوصاف المنافقين ينطبق عليك ، يجب ألا تنام الليل هذا الحد الأدنى في الإيمان ، أما أن تقرأ أوصاف المؤمنين ، وأنت بعيد عنها أن تقرأ أوصاف المنافقين ، وبعضها متلبِّس بها ، وتنام مطمئن البال مرتاحاً ليس هذا من صفات المؤمنين قال : " يا رسول الله إني أحب الثوب الجميل ، والنعل الجميل ، وقد خشيت أن أكون بهذا من المختالين " فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضحك راضياً : ((إنك لست منهم ، بل تعيش بخير ، وتموت بخير وتدخل الجنة )) ، فبشره النبي عليه الصلاة والسلام . حادثة مشابهة ، لما نزل قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي سورة الحجرات يبدو أنه كان قد يعلو صوته فوق صوت النبي ، فظن أن هذه الآية قد تنطبق عليه فجلس يبكي ويندب حظه ، فلما سأله النبي عن غيابه قال : " يا رسول الله إني امرئ جهير الصوت وقد كنت أرفع صوتي فوق صوتك يا رسول الله وإذاً فقد حبط عملي ، وأنا من أهل النار " أيضاً النبي الكريم أجابه : ((إنك لست منهم ، بل تعيش حميداً ، وتقتل شهيداً ، ويدخلك الله الجنة )) . آخر قصة من قصص هذا الخطيب الصحابي الجليل : لما استشهد سيدنا ثابت رضي الله عنه ، مر به واحد من المسلمين الذين كانوا حديثي عهد بالإسلام ورأى على جثمانه درعاً ثمينة ، فظن هذا الرجل الحديث العهد بالإسلام أن من حقه أن يأخذها فأخذها ، ولندع راوي الواقعة يرويها بنفسه : بينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه ، فقال له : إني أوصيك بوصية ، فإياك أن تقول : هذا حلم فتضيعه إني لما استشهدت بالأمس ، ومر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي وإن منزله في أقصى الناس ، وقد كفأ على الدرع برمة ، وفوق البرمة رحل ، فأتِ خالدًا فمره أن يبعث فيأخذها ، فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له : إني عليَّ من الدين كذا وكذا " ، هذه كرامة ، أن إنسانًا استشهد وعليه دين وكان على جسمه درع ثمين ، جاء رجل فأخذها من غير حق في المنام رأى أحد المسلمين سيدنا ثابت بن قيس في المنام وقال له : إن الدرع التي على جسمي أخذها فلان ، مكانه بالمكان الفلاني وقل لسيدنا خالد أن يأمر من يأخذ منه هذه الدرع ثم إذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر فقل له : إن علي من الدين كذا وكذا فليقم بسداده . فلما استيقظ الرجل من نومه أتى خالد بن الوليد فقص عليه رؤياه فأرسل خالد من يأتي بالدرع ، فوجدها كما وصف ثابت تماماً ولما رجع المسلمون إلى المدينة ، قص المسلم على الخليفة الرؤيا فأنجز وصية ثابت وقالوا : هذه ليس في الإسلام كله وصية ميت أنجزت بعد موته على هذا النحو سوى وصية ثابت بن قيس . المصدر: منتديات لوشا التطويرية ehfj fk rds>>o'df vs,g hggi wg,hj ,sghli ugdi
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |