هذه القصة حدثت في رابع عيد الأضحى عام 1405هـ

و من راس صاحبها وبالتفصيل الممل

و صاحبها قليل من التصرف بالعبارات من جنابنا المحترم .

صلو على النبي

( اللهم صلي وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين )

( الخير يانا وياكم والشر تعدانا وتعداكم ..... وش عندها حبابه )

انصحك يا أخي بحفظ المشاركة وقراءتها فيما بعد

ما طول عليكم :

يقول كان في آخر فصل الصيف أيام عيد الأضحى المبارك وليلة اليوم

الرابع اجتمعت العائلة عندي لتناول طعام العشاء

بعد تناول طعام العشاء بدأ السمر والحديث ومن أطرافه تحدثنا عن البحر

والحداق وأخذنا الشوق إلى الحـداق وأتفقنا على القيام برحلة في صباح الغد

الباكر.

وقد حاولنا مع أبي رحمه الله أن يشاركنا في هذه الرحلة لكنه أبى , وكان رفضه

رحمة من الله له كي لا ينال ما نلنا من التعب والعناء ذلك اليوم .

طبعاً حانت ساعة الانطلاق و أنا قد جهزت العدة والطعم والثلج ثلاث حافظات

الأولى ثلج والأخرى ( عصيرات قريف فروت وبرتقال وسفن أب ) ومعجنات

( السويت رول – الدونات – شرائح الخبز – وشرائح الجبن )ومعجنات منزلية

( القهوة والشاي والرطب ) والثلاجة الثالثة الطعم ( سمك السلس من صيد

قبل العيد لغرض الحداق- و الحبار- والربيان – وسمك الجواف - وسمك الميد ) .

هذه التجهيزات من أجل الأخوة الثلاثة وهم على التوالي حسب الكبر .....

أبو محمد :- أحبه كثيراً لأنه يصغرني وثقافته عاليه ويحب الأدب العربي ويحفظ

كثير من الأشعار والقصص في ذلك الزمن أما الآن فيحب السياسة والكلام فيها

وأنا أعـد السياسة تياسة وليست كياسة .

طبعاً كان هو المدلل بيننا ولكنه أكتسب الطباع الأمريكية فهو متأمرك في ذلك

الزمن لتأثره بزملاء الدراسة والعمل .

أبو أنس :- لا يحب الكلام كثيرا ما تراه صامتاً وهو القبطان الذي لف العالم شرق

وغربه على أكبر سفن العالم حتى نال شهادة الماستر في ما وراء البحار.

أبو فهد :- أصغرانا وأظرفنا وهو روح الفكاهة بيننا أديب يحب الأدب

ويقرض الشعر.

أبو علي :- الأخ الأكبر( النوخـذة ) ومشهور بين إخوانه ( النوخذة بن عيدان )

وملم بكثير من الفنون والعلوم ( الرسم والخط والتاريخ والأدب وعلوم البحار

والأحياء والبيئة ومصور سينمائي وفوتوغرافي ) بحكم وظيفته .

نعود بعد هذه النبذة عن شخصيات القصة إلى قصتنا ..

في الوقت المحدد التقينا نحن الثلاثة عند منزلي بقي الأخ أبو محمد وتبدأ الاتصالات

على هاتف منزله لا يجيب ونكرر المحاولة حتى ردت علينا زوجته وإذا بالأخ نائم

فقلت : أيقضيه كي يذهب معنا نحن متعطلين ننتظر قدومه , أجابت بالإيجاب .

طبعاً معظم تجهيزات الأغذية مخصصة لابو محمد لأن الفترة التي تأمرك فيها

كانت كافية لتأمركه غذائياً.

اتصلت مرة أخرى للتأكد من قيامه من النوم رن الهاتف وردت زوجته وقلت :

أين زوجك فرد علي : أن أذهبوا إلى المنزل وأنا سأحضر هناك فقلت: له

لا تستطيع تحتاج إلى سيارة دفع رباعي لكن سننتظرك .

عند الثامنة وصل أبو محمد وإذا بالضحك من أبو فهد قد بدأ والسخرية

على ملابسه حيث كان يرتدي

( شورت جنز وتي شيرت وقبعة صيد ونظارة شمسية وبيده حقيبة من القماش

المخصصة للصيد ) وإذا أبو فهد يقول الأخ وين رايح أي بحيرة أنت هنا في

الـ ( S.A ) يالخو.. وكان لابد من ضحك الجميع ولم نلومه على التأخير ..

طبعاً كان رد أبو محمد ( وأنت وين رايح مبارة ) لأنه كان يرتدي بدلة رياضية

بشعار النادي ورقمه الذي يلعب فيه ..

ملاحظة : كان تصريح الإبحار في ذلك الزمن من سلاح الحدود في الدمام أيام

الإجازة لمدة أسبوع والأيام العدية لمدة 24 أو 48 ساعة حسب الطلب .

كان قاربنا

( الطراد صلاح من إنتاج مصنع الروضان بمحرك إيفن رود 55 حصان

أمريكي ليس سنغافوري كمحركات اليوم ) تم شراءه من الروضان بالشويخ

أيام زمان ما أحلاها ....

ركبنا السيارة وانطلقنا إلى الشاطئ كان في تلك الفترة راس متعب ولم يكن هناك

حي الشاطئ فكنا نستعمل سيارات رباعية الدفع فكان ( البليزر شفر80 بمحرك 350

وبإطارات شواهين تويو 900x 15 أسفلت ورمل ) غاية الطلب ذلك الوقت ...

بعد الإنزال أصبحنا على ظهر القارب الساعة التاسعة صباحاً وكان الضحك والتعليق

على ما يرتديه الشباب وطريقة ركوب القارب من أبو فهد آخر كلام .

وبن عيدان كان يرتدي الوزار والفلينة والغترة الجرينبة ويوجد في القارب

شدة نظارات شمسية بوخمسة لكثرة مايقع في البحرمن على عينه

من النظارات أمام عينه .

خرجنا من مدخل الراس باتجاه الجعيمة والمسافة تقريباً 17ميل بحري .

وعند تجاوزنا غبة خورة والجزيرة الصناعية ( السي آيلند ) أصبحت على

يسارنا سمعت صوتاً بالمحرك كصوت الدق البسيط المنتظم الناعم المتلاحق

أوقفت المحرك ورفعته لرؤية الرفاس ( البروانة ) والتأكد من عدم وجود

شوائب عالقة به وإذا هي سليمة .

ثم أعدت المحرك , وكانت على وجوه الشباب علامات استفهام يسهل

قراءتها .. ثم قال أبو محمد : لنعد أدراجنا إذا كان المحرك عطلان

وتعالت الأصوات لنعد أدراجنا , عندها يقول بن عيدان : خالجني شعور

غريب من الشجاعة فقلت وبكل حزم : بعد أن قطعنا هذه المسافة لن نعود

حتى تمتلئ الحافظات الثلاث , وكانت هذه الإجابة أقوى من السيف الصارم

على مسامع الأخوة واستسلموا لإرادة بن عيدان - مع العلم أن أبو محمد

هذه رحلته الأولى بعد أن كان بحاراً ماهراً في دارين قبل أن تكون رحلته

مع العمل تغيره تغير جذري , أما أبو فهد فقد كان شاباً يافعاً لا يأبه

كثيراً بالنظم ولا يهمه سوى النادي حيث كان في المرحلة الثانوية أبان

الرحلة أما القبطان فلا يهمه شيء من هذا فهو لا يتكلم إلا قليلاً حسب

الحاجة فأكثر كلامه فِعَالاً . شغلت المحرك وانطلقت به نحو ( السفرة )

و قد خففت من سرعته تحسباً لأي طارئ , وبينما نسير تذكرت أني

قبل العيد غيرت زيت ناقل الحركة عند الورشة الجديدة التي فتحت

أمام سلاح الحدود في الدمام وكان الفني فيها فلبيني الجنسية وأظنه

لم يحكم إغلاق فتحة تغير الزيت فلم أنهي هذه الفكرة إلا والقارب تخف

سرعته ويقف مع استمرار المحرك بالدوران وعند النظر إلى الرفاس

( البروانة ) وجدته لا يدور وحاولت أمام أوخلف دون حراك

عندها أيقنت أن ماء البحر قد دخل إلى ناقل الحركة بدل الزيت وأثناء

الإحتكاك والحرارة تحطمت التروس التي تقوم بدوران الرفاس عندها كنا

بمحاذاة ( بوية شيب حظرة ) وهي منطقة قريبة جداً مكن رأس تنوره ونحن

بحريها أي جهة الشرق والبحر في آخر حالة الجزر فكان الريح والموج

يدفعنا إلى الشاطئ بزاوية مائلة عنه بمقدار 60ْ نحو الشمال أي نتجه إلى

الشاطئ بخط مائل عندها أدركنا أننا في منطقة محظورة ولابد من الخروج

منها فوراً ودون جدوى استعملنا جميع إشارات السيمافورم وبوق النجاة

وعلم النجدة وهذه كلها على أصول الملاحة العالمية والبركة في أبو أنس

وكل هذه الإشارات كانت لـ ( زلف 8 ) وهو قارب قطر لشركة أرآمكو

ولم يستجب لنا بل أنه كان يمر بشكل دوري علينا ولا يبعد عنا سوى

مئات الأمتار وكنا نرى البحارة فيه يشيرون إلينا ولعل أحـدهم فذلك الوقت

كان يعرف بن عيدان وقاربه لكن دون جدوى عندها خطر ببالي قلت : يمكن تكون

هذه المياه ضحلة على ( زلف 8 ) أو أنه في مهمة , لابد أنه أبلغ سلاح الحدود

سيأتيننا الزورق الآن ... أنتظرنا

أكثر من نصف ساعة من توقف الرفاس لم يأتي أحـد ...

عندها قلت للشباب لقد صدنا في هذه المنطقة منذ سنين وكانت مليئة بالخير

فهيا لنبدأ العمل فكل واحـد تناول له عدة الصيد والطعم وبدأنا في الصيد ولم

نصدق أن السمك أصبح يتدفق علينا دون عناء نرمي ونسحب ( شعري و

عندق و بالول و اسبتي ) و( الدرية ) وهي خيط للأسماك الكبيرة

( هامور وآخر ) وعندها لم نصدق أننا نقهقه من الضحك على أبومحمد

حيث كان يقول : حرام عليك يا بن عيدان والله أنك مجرم الشمس حرقتني

ضع الظل لنا والحقيقة أمنه ليس موعد الظل بعد لأننا لو وضعناه سيدفعنا

الهواء وبقوة نحو الشاطئ وبزاوية 90ْ ولما رأيناه وأذا رقبته وخـده قد

تحول إلى اللون الأحمر المحروق وإذا به يسحب الشنطة خاصته ويخرج

منها أنابيب لحروق الجلد وكل مراهم ( شركة جنسون ) وبدأ يدهن جسمه

المحروق ونحن نضحك وبعد أن فرغ رمى خيطه للصيد فأصبحت يده زَلِقَة

من الدهون وإذا صاد شيئاً قال لأخيه الأصغر أبو فهد هيا تعال أسحب

فك السمك ضع الطعم وهكذا حتى تألمت جنوبنا من الضحك عليه ومل

الصيد واشترط أمن أضع الظل فوافقت على مضض وقمت لأضع الظل

وأصبح كالشراع يقذف بنا نحو الشاطئ لكني أنزلت المرساة ( الباورة )

للتخفيف من السرعة ونجحت الخطة ووقف البحر من الجزر وهدأت الريح

وبقينا كأننا وقوف عندها توقف الصيد قليلاً وفجأة عاد ت حركة القارب

وبدأ الصيد مرة أخرى نشطة الريح وساقتنا باتجاه الشمال الموازي للشاطئ

الآن الساعة الواحدة والنصف بدأنا نتناول طعامنا ونتقاذف التعليقات على

الذي صاد أكثر وكان أبو محمد يصير على أنه هو الذي صاد الأكثر وكنا

نضحك على هذه العبارة ومازال إلى الآن يصر على أنه من صاد وأننا

مشغولون أنا بإصلاح المحرك وأبو أنس بالإشارات وأبو فهد يقول

أبو محمد : ما يعرف يصيد !!!

فرغنا من تناول الطعام وتناولنا أطراف الحديث حيث كان الصيد عندها

قليلاً بدأنا نلوم بعضنا حيث قلت من فالكم السيئ كُسِرَت تروس ناقل الحركة

وإذا أبو محمد يقول : قلنا لك أرجع ورفضت ماذا نفعل الآن طبعاً

أبو أنس مدرب على هذا وأنا يسعدني أن أجلس بالبحر شهراً فقلت الطعام

لدينا يكفينا للغد وسنجد النجدة لاتستعجلون ثم بعد ساعة بدأ المد وتحولت

الريح لتعيدنا إلى الشاطئ بزاوية 60ْ باتجاه الجنوب وبدأ الصيد ذروته

وبدأنا في النشاط وإذا أبو محمد يصيح يريد أن يغسل يديه من الدهون

لأنه زاد الكمية ونحن نتحدث وكان يريد ماءً عذباً والحقيقة أنا عندي ماء

في قاع القارب ( الخن ) 10لتر لكن هو للضرورة فلم أخبره عن هذا حتى نسي

وبدأ يغسل يده بالبحر أذن المغرب ونحن اقتربنا من الشاطئ بالقرب من

كرنيش رحيمة الآن بين مركز بومريخة والكازينو حملت المرساة إلى القارب

بعد أن مُلِئَتْ الحافظات الثلاث وسلتين ( بانتين ) و( الخن ) به تسعة هوامير

وثلاثة اسبتية وأربعة نواعيض وعند ما أصبح القارب خفيفاً أتجه بسرعة

نحو الشاطئ والقمر بدراً حاولنا مساعدته بالتجديف والتوجيه وعندما اقتربنا

أكثر شاهدنا سيارة على الشاطئ بعد حاولي النصف ساعة وصلنا إلى منطقة

تسمح بالنزول فنزلت وجذبت القارب إلى الشاطئ وكانت السيارة

ومن فيها يراقبونا ويجعلون إضاءة السيارة علينا وهم على رأس التل الرملي حيث

كان الشاطئ تلالاً رملية حتى وصلنا إلى منطقة الشاطئ الرملي ووقف القارب عن

التقدم تركت الشباب وذهبت إلى السيارة وكانت لسلاح الحـدود وإذا أحـدهم يوجه

بندقيته نحوي فقلت السلام عليكم نحن متعطلين وقذفنا البحر إلى هنا

فقال أحـدهم من أي مركز فعرفت قصده فقلت سلاح حدود الدمام

( وحدة أمن المنطقة ) وأعطيته دفتر القارب قال : ومن في القارب ؟

قلت : أخوتي الثلاثة , قال :دعهم يأتون إلينا هيا أحضرهم فذهبت إليهم

وربطنا القارب إلى الأرض بشكل جيد حتى لا تقتلعه مياه المـد في الغـد

وذهبنا إليهم عندها قد أخبر المركز عن طريق اللاسلكي فوصلنا

هناك عبر التلال حيث لم يكن يبعد عن مكاننا إلا 15دقيقة وإذا بالنقيب

الشاب يستقبلنا استقبال المجرمين أو اللصوص نحن نسلم وهو لا يرد السلام ـ

أين أوراقكم ؟ فأعطيناه البطاقات ـ لماذا أنتم هنا ؟

لقد تعطلنا وساقتناالرياح إلى هنا ـ

لما علمتم أن هناك رياح لماذا تدخلون البحر ؟

لم يكن هناك رياح .. ولكن .. أنا أقول أنتم لا تعرفون للبحر

لماذا تقحمون أنفسكم فيه ؟

قلت له نحن من أهل دارين , وما حـدث بأمر الله وقضاءه , والأولى

أن تقول الحمد لله على السلامة وترد السلام وتعلم من بطاقاتنا أننا أخوة

ولنا أبناء عمومة هنا في رحيمة دعنا نستخدم الهاتف حتى يأتي أحدهم

قال : هل فلان الفلاني يقرب لكم قلنا نعم هذا ولد عمنا لزم دعنا نتصل عليه

عندها قال : لا مشكلة , وكلمنا ولد العم وأخبرناه أننا نحتاج للمساعدة

وليأتي بسيارة والده الدفع الرباعي وعندما انتهيت من المكالمة وإذا بالنقيب

تحول إلى شخص آخر كأننا أصحاب من سنين فقلت له نريد أن نصلي العشاء

فأعتقنا لوجه الله وعندما فرغنا من صلاة العشاء وإذا بابن العم قد وصل

وسلم على النقيب سلاماً حاراً وإذا بهم أصدقاء ويمزح معه وكانت هذه

الصداقة وراء العفو عنا نحن اللصوص ...

ركبنا بالسيارة واتجهنا إلى القارب وحملنا ما به من الصيد والعدة واتجهنا

إلى الدمام بعد أن تخلصنا من ابن عمنا وإصراره علينا لتناول طعام العشاء

والمبيت عنده وصلنا إلى البيت الساعة 11.30ليلاً

واتفقنا أنا وأبو أنس لأداء صلاة الصبح على خط رأس تنورة وفعلاً صلينا

الصبح في الخط وأقبلنا على القارب نجر العربة خلفنا بأول الصبح ولم يكن

البحر قد أمتد إليه بشكل كافي وأنزلنا السيارة من على الكثيب الرملي

حيث لم يكن يتعبها شيئاً كانت تنال التلال وهي تجر القارب بكل سهولة

ويسر والساعة الثامنة صباحاً وصلنا بقاربنا أمام منزلي .

منذ عام 1405هجرية إلى الآن لم يدخل أبو محمد البحر .

وكان بحاراً ماهراً في طفولته وشبابه .

وما زال بن عيدان يصارع الأمواج .

بعد أن أصلح ناقل الحركة بنفسه. وأستبدل القارب المبروك

بقارب آخر أبرك و أكبر ,, وايضاً الروضان .

وبو أنس ركب أمواج بحر الظلمات أكثر من مئة مرة .

وبوفهد مازل يقهقه على الشواطئ ( الكرنيش ) .

أجمل تحية القاص

أبو الحزم