بسم الله الرحمن الرحيم



الخليفة الخطاط محمود الثاني:




هو محمود الثاني بن السلطان عبد الحميد الأول ولد في 13 رمضان 1199هـ
تولى السلطنة في جمادى الأولى 1223هـ وهو في الرابعة والعشرين من عمره ، وهو السلطان الثلاثون في ترتيب خلفاء الدولة العثمانية.
امتاز السلطان محمود الثاني بالشخصية القوية والهمة العالية، والعزيمة الصادقة ، وسعى جاهداً للنهوض بالدولة العثمانية
صدرت في عهده التنظيمات العثمانية التي كانت خطوة على طريق الإصلاح، وقضى على فرقة الانكشارية احدى اقوى فرق الجيش العثماني.
حاول السلطان إصلاح أجهزة الدولة المركزية، فوضع الأوقاف تحت إشرافه وألغى الإقطاعات الصغيرة وضمها إلى أملاك السلطان،
وأجرى أول إحصاء للأراضي الزراعية العثمانية في العصر الحديث، وأدخل تحسينات على شبكة المواصلات، وأنشأ طرقا جديدة وأدخل البرق، وخطوط السكك الحديدية، كما أنشأ اول جريدة رسمية للدولة العثمانية .
عُني السلطان محمود الثاني بتنظيم التعليم حيث أنشأ المدارس الابتدائية والثانوية الى جانب المدارس الملحقة بالمساجد، كما أنشئت مدارس تـُعِـد طلابها للالتحاق بمدارس البحرية والطب والزراعة والهندسة والمدفعية.
وأقام مدارس للطوبجية والبحرية والهندسة، وأنشأ مدرسة حربية لتخريج الضباط على غرار المدارس الحربية الأوروبية وطبق نظام التجنيد الإجباري لأبناء المسلمين عدى ابناء مكة والمدينة ، وجعل مدة التجنيد عشر سنوات، وأرسل الضباط في بعثات للخارج على نطاق واسع، وأعاد فتح مدرسة البحرية التي كان قد أنشأها السلطان مصطفى الثالث، وأنشأ السلطان عددا من الترسانات البحرية في عدد من الموانئ.

شهد عصره نشاطا في حركة التعمير، فأنشأ في سنة 1241هـ/1825م جامع نصرت، أي جامع النصر في استانبول، وأعاد تعمير مسجد آيا صوفيا وغيره من مساجد ومباني العاصمة.

جامع نصرت او نصرتي / Nusretiye Mosque


كان السلطان محمود محبا للأدب حيث ينضم الشعر ويجيد الخط العربي بمختلف انواعه.. وقد تعلم الخط على يد الخطاط الشهير مصطفى افندي راقم (وعينه استاذاً وسكرتيرا خاصاً له)
وله في دار الكتب المصرية ومتاحف اسطنبول بعض الأعمال التي تشهد ببراعته واتقانه لهذا الفن الأصـيل.

وهذه بعض اعماله:
















وإضافة الى ولعه بالخط العربي اهتم ايضا بالطباعة وأسس مطبعة الآستانة(من اسماء اسطنبول) والتي اشتهرت بطباعة المصحف الشريف الذي سمي بمصحف الآستانة.


ضربت في عهده عدة عملات معدنية وفضية وذهبية تحمل اسمه.. وهذه بعض منها:







اصيب السلطان بعدوى السل ، ولما اشتد به المرض نُقل إلى إحدى ضواحي إستانبول للاستشفاء بهوائها النقي، لكن المرض اشتد به حتى توفي، في 19 ربيع الثاني 1255هـ / 1 يوليو 1839م عن عمر يناهز السادسة والخمسين عاماً.. رحمه الله وغفر له.