إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2010, 06:30 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

الشيخ سعيد النوري
مسجد الغدير المبارك
5 مايو 2010م
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
عنوان الكملة: دور العلماء في المجتمع الإسلامي
لا شك أن لعلماء الدين والمرجعيات الدينية دور كبير وهام في قيادة الأمة الإسلامية والمجتمع . وقد أصبح دور العلماء ومواقفهم من قضايا المجتمع موضعا للبحث، فمتى يكون هناك موقف حازم للعلماء؟ ومتى يكون هناك موقف حيادي متوازن؟.
وسأقف هنا عند ثلاث تجارب في هذا الشأن:
أولاً: تجربة الإمام الخميني (قده )
ثانيا: تجربة سماحة السيد السيستاني ( دام ظله )
ثالثاً: التجربة البحرانية
نلاحظ – أيها الأحبة – عند دراسة حياة الإمام الخميني العامرة بالجهاد والتضحية أنه كان يقف من بعض القضايا موقف حازم قوي وغير متردد، فيما كان له موقف محايد متوازن من قضايا أخرى. فمتى كان الإمام يقف الموقف الحازم ومتى كان يقف الموقف المحايد ؟
أولاً: قضايا الظلم والفساد الواضح . فالإمام الخميني وقف مواقف حازمة غير مترددة في القضايا التي كانت ترتبط بالفساد والإنحراف والإستكبار، في موقفه ضد الشاه و أمريكا وإسرائيل وضد المنافقين وعبثهم بمصير الشعب الإيراني، فهو مع هؤلاء كان حازماً غير متردداً.
ثانيا : قضايا الإختلاف بين المؤمنين . ومن جهة الأخرى نجد أن الإمام الخميني وقف مواقف الحياد من قضايا من نوع آخر ، وهي التي كانت تتعلق بالإختلافات التفضيلية التي كانت تقع داخل المجتمع المؤمن وفي الأجواء الإيمانية ، كالإختلاف حول أساليب العمل السياسية والإجتماعي، حيث كان كل طرف يرى منهجاً معيناً للعمل، وهذه المواقف
تجلت في عدة أمثلة:
- داخل الجمهورية الإسلامية كان هناك حزبان سياسيان منتميان للخط الثوري الإسلامي وكان يوجد بينهما خلاف في العمل في بعض القضايا، وقد علق الإمام على وجود هذه الحالة بإن وجود تيارين أصيلين هو شيئ إيجابي في مصلحة النظام حيث تتكامل جهود التيارين في قيادة الساحة، فكان يؤكد على وجود التيارين دون أن ينحاز إنحياز كاملا لأحدهما دون الآخر وكان يظلهم جميعاً تحت عباءته.
- في إنتخابات الرئاسة الإيرانية كان هناك مرشحون عدة، والإمام الخميني كمواطن كان يميل قلبياً إلى أحد المرشحين ومع ذلك لم يكن يعط أي إشارة لا ضمنية ولا صريحة لأحد المرشحين حتى أن المقربين من الإمام كانوا يقولون إننا لانعرف لمن صوت الإمام الخميني!
- كذلك في الإنتخابات النيابية كان الإمام لا يعلن تأييده لأحد بشكل من الأشكال ، وكذلك كان المراجع في إيران . وقد يعترض علي بعض الإخوة قائلين: هل يعني ذلك أن تترك الساحة دون توجيه ؟ لا ليس مطلوباً أن يترك العلماء الساحة ، ولكن العلماء دورهم أن يعطوا الضوابط العامة كأن يقولوا مثلاً : إنتخبوا الأمين، إنتخبوا الكفوء أو كما قال السيد القائد الخامنئي: إنتخبوا من يعادي الإستكبار!
إذا هناك موقفان للإمام الخميني موقف حازماً كان يقفه في مواقف تتعلق بجوهر الدين و الثوابت السياسية في مواجهة الانحراف والاستكبار ، و موقف آخر كان يقفه في قضايا أخرى يقع فيها الخلاف في العمل بين المؤمنين الملتزمين وهو موقف الحياد المتوازن.
ثانيا: تجربة سماحة السيد السيستاني: نجد أن تجربة السيد السيستاني تتضمن مواقفا شبيهة بتلك التي وقفها الإمام الخميني، فنجد كذلك أن السيد السيستاني كان له مواقف حازمة من بعض الأمور ومواقف محايدة متوازنة من أمور أخرى.
** 1- فمن المواقف التي كان يقف فيها السيد السيستاني موقف الحازم غير المتردد وله عدة أمثلة:
- كالموقف من قضية كتابة الدستور، عندما كان هناك صراع إرادات بين الشعب العراقي والإحتلال الأميركي الذي كان يريد أن يكتب الدستور بيده ، حيث كانت يروج الإحتلال أن وضع العراق لا يسمح بإجراء إنتخابات إلا أن السيد السيستاني طالب بقوة أن يكون الدستور من كتابة الشعب العراقي وعندما ذكرنا ذلك لسماحة السيد السيستاني في لقاءنا به قال إن هذه فرصة وقد إستثمرناها .

- موقف السيد السيستاني من الفتنة المذهبية في العراق خصوصاً بعد تفجير المرقدين المقدسين للإمامين العسكريين (ع ) حيث دعا السيد إلى أن يعرف الشعب عدوه الحقيقي ولا ينجر نحو الفتنة المذهبية.
- موقفه من الإنتخابات العراقية والمشاركة فيها حيث كان هناك سعي لإبعاد شعب العراق عن المشاركة في الإنتخابات ، كما كان ذلك الموقف الحازم منه في مسألة القائمة المغلقة والتي يتم التصويت فيها لحساب القوائم لا الأشخاص حيث يمكن أن يكون هناك قوائم فيها أناس غير أكفاء يصوت لهم الشعب.
- الموقف من الأحزاب العراقية، حيث وصلت العلاقة بين الأحزاب السياسية الإسلامية إلى حالة سيئة في فترة من الفترات ، ولكن السيد سعى لضمهم في الإئتلاف الكبير الذي حدث في الإنتخابات الأولى .
2- وكان لسماحة السيد السيستاني أيضاً مواقف الحياد من بعض القضايا، حيث لم يدعم السيد السيستاني أي من التيارات في الإنتخابات حتى أن المجلس الأعلى الإسلامي الذي كان يرفع صور السيد السيستاني و هذا أمر يعرفه الإخوة ، لم يكن السيد السيستاني يدعمه على حساب التيارات الآخرى ، بل إن السيد السيستاني كان يرفض أن ترفع له صورة أو يروج أنه مع هذا التيار أو مع ذاك ، بل كان يرفض أن يزار في فترة الإنتخابات وهذا أمر أعلن عنه أيضاً . كما كان يرفض أن يخرج أحد الأشخاص ويقول أن السيد أيده في الأمر هذا أو ذاك وهذا كلام من المقربين من السيد السيستاني.
وهكذا كان مراجع العراق يعطون موقفاً عاماً وقد حددوا شرطين في الإنتخابات للمرشحين : التدين والكفاءة وقد جعلوا للجمهور حق الإختيار وفق هذين الشرطين.

ثالثاً: التجربة البحرانية: ولدينا على الأقل عشر قضايا أساسية تتطلب موقف حازماً وواضحا غير متردداً من العلماء و الرموز . وهناك قضايا أخرى لا تمس جوهر الدين أو الثوابت العامة بصورة متفق عليها ، وبالتالي لاتحتاج لذلك الموقف الحازم بل مواقف الحياد المتوازن.
1- فمن القضايا التي تحتاج إلى مواقف عملية حازمة وقوية ، قضية الدستور التي لا يمكن لأحد أن يقف موقف الحياد منها، فمن حق البلد أن يكون له دستور يكتبه الشعب. وهناك مسألة التجنيس وهي تتطلب مواقف حازمة بحسب العقل والشرع والسياسة ، وقضية أملاك الدولة التي أصبحت واضحة اليوم ، وقضية الفساد الأخلاقي حيث للأسف نحن اليوم نعيش في مستنقع عفن من الفساد الأخلاقي. وقضية الأحكام الشرعية ، ومسألة القضاء ، والأوقاف ، والمعتقلين ، وقضية الإحتجاجات. وفي مسألة الإحتجاجات وإن كانت هناك بعض الأخطاء إلا أنه يتطلب ترشيدها لا الوقوف بوجهها لأن المحتجين في النهاية لهم مطالب حقة ومشروعة يحتجون سلميا لتحقيقها . وقضية المواكب والشعائر و استقلالية مؤسساتنا الدينية أيضاً. وفي هذه القضايا لا يجوز الحياد بل حتى الموقف الخطابي غير كافي بل المطلوب هو الموقف العملي.

2- وهناك قضاياً ليست جوهرية ولايوجد فيها موقف ديني وسياسي حاسم ومتفق عليه ، كقضية المشاركة والمقاطعة، فلا المقاطعة هي أمر ديني مقدس متقف عليه ولا المشاركة هي كذلك ، ولا يحق لأحد أن يعتبره كذلك، فكل له الحرية في أن يكون له قناعته قناعته في المشاركة أو المقاطعة. لا ينبغي أن نضخم القضايا ونحولها لمسائل وكأنها تتعلق بالدين أو العقيدة. وأقول للمؤمنين سواءا كانوا بجانب المقاطعة أو جانب المشاركة بأنه أياً كان موقفكم فلا يحق لنا أن نكون متطرفين في هذا الأمر ونعتبره كأنه وحي مقدس .
لذلك هناك ضرورة في أن يعمل العلماء الأفاضل لا سيما تلك الشخصيات العلمائية التي تتوفر على تاريخ ووزن رمزي واجتماعي خاص ، في الفصل بين هذين النوعين من المواقف التي تتطلب أحياناً مواقف حازمة ، وأحياناً أخرى تتطلب موقف الحياد المتوازن. ولذلك فوائد عدة:
- وجود المظلة العامة: أن يكون العلماء مظلة أبوية جامعة لجميع التيارات الملتزمة ، فلو انحاز سماحة السيد السيستاني مثلاً لأحد التيارات هل ستكون له تلك المرجعية الأبوية؟
ونحن في البحرين نحتاج لأن تكون هناك مظلة أبوية جامعة تحتضن المؤمنين.
- كل تيار لديه حق وباطل: أن التيارات الموجودة في الساحة تتضمن مواقفها الصحيح والخطاً . فهناك الوفاق وحق والوفاء وأمل وهذه التيارات بعض مواقفها صحيحة وبعض مواقفها خاطئة وإذا عرفنا ذلك فإنه لا ينبغي علينا الإنحياز الكامل لأحد التيارات دون الأخرى.

- بناء الجماهير الواعية المسؤولة: وهناك نقطة جوهرية وهي احترام عقول الجماهير، لاحظوا أن الإمام الخميني أو السيد السيستاني كان بمقدورهم بعنوان ولاية الفقيه او المرجعية أن يحسمان كل الأمور التي فيها الخلاف، ولكنهم لم يعملا ذلك لأن دورهم هو دور حفظ الثوابت العامة للمجتمع ، وللناس حق التفكير والتحليل والتشخيص وذلك حتى لا يتحول المجتمع ، لمجتمع تبعي جامد تغيب فيه الكفاءات ولا يتحمل المسؤولية، ولا يستفيد من حق ونعمة التفكير الحر المستقل . حتى رسول الله (ص) كانت مواقفه حازمة أحياناً وحيادية أحياناً أخرى حيث كان يسعى لأن يشرك أصحابه في المشاورة والتفكير في القضايا، لذلك على المجتمع البحريني أن يعطي أهمية واسعة لصناعة الجماهير المفكرة الحرة المسؤولة .

- عدم توظيف عناويين الدين وعلمائه في خدمة السياسة والمصالح السياسية الخاصة ، حتى لايتم الإساءة لعلماء الدين والدين ولا يتم تجيير الدين لصالح الأحزاب وهذه مسألة خطيرة أيها الإخوة، ليس صحيحاً أن نقول أن هذا أو ذاك يمتلك كل الشرعية والدين ، والمؤمنون الملتزمون الآخرون لا يمتلكون شيئا من الشرعية الدين .

- حق الجماهير في أن تراقب وتحاسب وتظهر الكفاءات الأفضل ، فبدون ذلك كيف ستكون هناك كفاءات وأداء مقبول في المجتمع؟ أحيانا يمكن التغطي بالأسماء العلمائية للمنع من ذلك . نحن نحتاج لمراجعة واسعة لبعض أفكارنا ومواقفنا في العملية .

وصلى الله على محمد وآله
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML