إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين (آخر رد :محمد العوضي)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: تفسير حلم صبغ الشعر اشقر للعزباء (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الولادة بتوأم (آخر رد :نوران نور)       :: ضياع العباءة في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: استكشاف الرفاهية والفخامة: مميزات مشروع كمبوند في ليفلز الشيخ زايد الجديدة (آخر رد :shaimaamohamed)       :: رؤية الحرامية في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: رحلة انقاص وزنك تبدأ مع الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: تفسير حلم الخطوبة للعزباء من شخص مجهول (آخر رد :نوران نور)       :: قهوجي جدة قهوجيات صبابات 0539307706 (آخر رد :ksa ads)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2010, 06:10 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

أستأذن الإدارة المحترمة والأعضاء الكرام في اعادة نشر هذه المشاركة بعد أن ضاعت من ملتقى التاريخ والتراث بعد التحديث الذي جرى للملتقى، وإليكموها مرة أخرى...

كانت لنا أيام مع أكل ( لِحـلايــة )../ذكريات عن السمك المُملّح
________________________________________


العنوان يُحيل الذاكرة لكتاب أنيس منصور "كانت لنا أيام في صالون العقاد"، وأنا لا أريد التعقيد هنا، فطعم هذا الموضوع (مالح) من أوله إلى آخره، وليس هناك صالون ولا هم يحزنون، بل هناك (ليوان) يتوسط الغرف ولاسقف له سوى السماء الزرقاء، كان هناك صفوف طويلة معلقة كأنها (لنبات) الأعراس الجميلة، أحياناً على حبال من الخيش وأحياناً أخرى على حبال من النايلون الحديث.

لو دققت النظر أكثر فستجد أن الحِبال يُرتب بشكل متقن أسماكا متنوعة، تجدها جميعها ناظرة بعيونها إلى السماء ومتجهة برأسها إلى الأعلى، ليس برغبة منها، بل بقوّة (الخُوص) الذي غرس في خياشيمها وربط بعناية على الحبال المدلاة من أول (الحوش ) إلى آخره.

وربما وجدت هذه الحبال بأحمالها فوق (وارش) البيوت، تحركها الرياح يمنة ويسرة وهي لاحول لها ولا قوة بعد أن جُلبت قسراً من حضن أمها المالح.

وربما رغِبَ الناس في تذكيرها بأيامها المالحة فحشوا كل جسمها بالملح، واختاروا الملح الخشن المستخرج مباشرة من البحر، فيما يعرف بالملاحات. وقتها تجلس النساء في (فزعة) واحدة، يتناوبن (تبكير) السمك، ونزع أحشائه الداخلية، ثم إتمام بقية العملية وصولاً لـ (صلبهِ) فوق منتجات النخلة وأجزائها المختلفة. ليترك الأمر بعد ذلك للشمس الملتهبة لتجفف هذه الأسماك على مهل، أسبوع، أسبوعين، ثلاثة أسابيع، تبعاً لسُمك السمك وحجمه. وقد تفلق السمكة الكبيرة فلقتين لتتسرب إليها أشعة الشمس أكثر.

ويحرص الناس بعد إتمام عملية التجفيف الشمسي هذه إلى تخزين هذه الوجبة في (بيب) كبير كعبوة الدهن أو (البسكوت) أو حتى (قوطي) نيدو كبير، وذلك لتيتخمّر ( ِلحلأ) –وهذا اسمه الشعبي البحريني، ومفردها (حـِـــــــلايـــة) ويصبح ألذ وأشهى وبرائحة تدعوك إلى الالتهام حتى الإشباع.

( لحلاية) تسمى في مصر (فسيخ)، وهي تؤكل صباح عيد الفطر (على الريق) ويُعتقد أنها عادة ورثها المصريون من أيام الفراعنة، وما دمت لم أذق طعم (الفسيخ ) هذا ولم أعرف كيف يقدّم وكيف يؤكل، فسوف أعود بسرعة للبحرين لأجد (الحوش) ممهداً لوجبة الغذاء، والعائلة كلها مجتمعة، ليس على (سُفرة) واحدة، بل على (سفرتين)، واحدة للرجال وأخرى للنساء، وأما الأطفال فيحق لهم التنقل بين السفرتين بكل حرية.

الكل جالس في (فيِّ) بارد تحت (دار) او (بنقله) تحجب ألسنة الشمس اللاهبة، ويستعدون لتناول الوجبة المعتادة.

الغذاء (إحلإ ). وقد أُخرج من (البيب) ووضِعَ في أكياس، ونُشر على (السفرة) ليتخيّر كلٌ واحدٍ مايشتهي، (حلاية الصافي). (حلاية شعري). (حلاية فسكر= فسـchــر).( حلاية كين= gــين). (حلاية عنفوز). وأما أنا فكنتُ لا أعدل بـ (الكين) أي سمكة أخرى، فهذه السمكة التي تشبه الببغاء خصوصاً في أسنانها البارزة، تكتنّز باللحم الأبيض، وتتمّيز بالرائحة القويّة، وفي نفس الوقت يمكن (تبليحها) بسهولة أسرع من سمك (الصافي) المتميزة بالصلابة. وبعد الكين تأتي سمكة (العنفوز) بلونها الأسود، فلها طعم مميّز، يجذب الأيدي للتسابق على اقتناصه ووضعه تحت رحمة الأضراس.

أما الصغار فيضيعون في معمعة (تبليح) ( لـــحلإ)، فبين جلدٍ سميكٍ يصعب انتزاعه، إلى أشواك حادة في الداخل والخارج تؤذي الأيدي، يجلس الأطفال مستسلمين وديعين أمام عطايا الجدات والعمات والأخوات وكل من يحن عليهم بين الحين والآخر بـ (بِـــلحٍ) أو (بــلحين)، وأنا كنت أجلس جوار (أمي العودة) فأحضى بما تيسّر، حتى استلمت زمام (التبليح) عندما درجت في سنيِّ الصبا، ومازالت (أمي العودة) تفيض عليَّ من حنانها غير مكترثة ببنيتي المقتدرة بحمد الله.

حتى الكبار..
يستعينون بأدواتٍ مختلفة لتليين (الحلاية) وتهيئتها لتكون طوع الأيدي، فعندما تنظر داخل دائرة (السفرة) لابد أن تلحظ وجود (الهاون) الحديدي، أو حتى المطرقة، أو (السنجة) وهي نوع من الحجارة الصلبة والناعمة الملمس. هذه الادوات تُضرب بها (الحلاية) حتى تتكسّر وتتفتت فحين ذاك تفلق فلقة أو فلقتين وتُوّزع على رواد هذه الوليمة!!



يطول الجلوس على (السفرة) كثيراً، أكثر بكثير من أي وجبة أخرى، ولذا يطول (تبويز) من لايرغب في هذه الوجبة، وهم في الغالب من البنات، اللاتي يتحججن بالملوحة أو الرائحة. تعمل ربة البيت ترضية خفيفة عبارة عن البيض المقلي مع (العيش)، وكفى الله المسلمين شر الزعل.

وقد تقلي الأم شيئاً من السمك الطازج، كنوع من التكملة للوجبة الأصلية، ولكن الأصل أن ( لحلإ) فكرة للتعويض عن المواسم أو الأيام التي تشح فيها الأسماك، فيتم الاحتفاظ بفائض الأسماك لليوم الأسود. وهي فكرة اتبعتها الشعوب للمحافظة على الغلات الزراعية واللحوم الحمراء والبيضاء، فمن يستخدم التخليل (أي استخدام الخل أو الملح)، أو التقديد (وهي نفسها فكرة السمك المملح وقد تستخدم للحوم الحمراء كلحم الضأن أو الماعز أو الأبقار، وهذا انتشر خصوصاً في البلاد الباردة، كأوربا العصور الوسطى باستخدام البهارات الهندية، وهذا مادفع الأوربيين بعد ذلك إلى الوصول إلى الهند ثم السيطرة على طرق التجارة لتأمين احتياجاتهم من البهارات، نظراً لأهمية عملية "التقديد" في حياتهم).

ومن الهند وأوربا أعود من جديد للعائلة التي لاتزال تفترس السمك المملح، الذي لابد من الاعتراف أن الصغير والكبير يحتاج في غالب الأحيان إلى محسنات كثيرة لتصبح الوجبة مقبولة ومستساغة، فبالإضافة إلى الرز الأبيض يوضع الدهن (الحيواني في الغالب وخصوصاً دهن البقر الذي ينتج في البيوت)، كما يقطع الطماطم اللين والبصل الأبيض (وحتى الأحمر) ليضفي نكهة مشهية وأخرى مُليِّنة. وقد لايصدق البعض إذا قلت له أن (الحلاية) تقدم أحياناً (مفيوحة) في الماء، أو مشوية على النار أو فوق التاوة.. فقط فكر في الرائحة قبل أن ترفض الفكرة.

وقبل أن نطوي سُفرة الملح هذه، نذكر قصاصة صغيرة في أحدى الصحف، تتضمّن شكاية مقدمة من أحد المسافرين على مقاول عمرة، يقول أنه أهلكهم من أكل السمك المملح خلال السفر، وهذا ليس بالغريب على كثير منهم. و (لحلإ) –كما يعترف الكثيرون-( حُلو بس مالح)، وهذا يختصر مشكلته الأزلية عند الناس، حيث من الملح اشتقت كلمة مملوح ومليح ومليحة، ولازال الناس يذكرون قول الشاعر:

قل للمليحة بالخمار الأسود.... ماذا فعلتِ بزاهدٍ متعبدِ

وهناك عائلة من السادة يقال لهم (الحَلاّي)، وقد كنت أحسب أنها تصنع الحلوى أو ماشابه، حتى عرفت من خلال الأكياس التي توّزع في السوق أنهم يُعرفون بصنع المالح وليس الحلو، فانظر التشابه بين الملح والسُكّر!!

وأبلغ ما قيل في ( الحلإ) هو المثل الشهير: العومة.. مأكولة ومذمومة. وهو نوع من السمك صغير، لايؤكل إلا مجففاً، ويخصص للحيوانات أحياناً ولتخصيب التربة أحياناً أخرى، وهذا الأمر ينطبق على السمك الكبير لكن بدرجة أقل.

مع أمنياتي بأيام حلوة
أخوكم أبو طاهر القرمطي
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML