إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-22-2010, 01:00 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,610
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

مذكرة تفسيرية
حول أطروحة التكامل
تمهيد : لقد نالت أطروحة التكامل التي تقدم بها تيار الوفاء الإسلامي في رؤيته الأخيرة حول الانتخابات البرلمانية القادمة لعام 2010م حظا وافرا من المناقشة والحوار وتبادل الرأي على مستوى النخب والجماهير، وقد استطاعت الأطروحة كخيار واقعي يمكن أن يلملم شتات قوى المعارضة على اختلاف مناهجها وخياراتها أن تخلق بصيصا من الأمل بإمكان ولادة حالة جديدة متقدمة في العلاقات المستقرة والمنتجة والتعاون على مستوى المشتركات بين قوى المعارضة، مبتعدة بذلك عن الحدية والتفكك والصراع البيني وما يمكن أن يترتب عليها من عواقب وخيمة على الساحة الوطنية وقوى المعارضة ومصالح المواطنين، ولتضع حدا للخصومة والقطيعة والتوتر وسوء الفهم بين قوى المعارضة . وفي هذه الورقة يحاول التيار أن يبين رأيه في أهم المسائل التي دارت حولها الحوارات والمناقشات المتعلقة بأطروحة التكامل في سبيل مزيد من إخصاب الحوار وزيادة وتيرة الأمل المتصاعد، لاسيما وقد لمس التيار تقدم حالة التفهم والقبول لأطروحة التكامل نخبويا وجماهيريا .
مفهوم التكامل : في اللغة : كمل الشيء : تمت أجزاؤه أو صفاته، وثبتت فيه صفات الكمال، وأكمل الشيء : أتمه، وتكامل الشيء : كمل شيئا فشيئا، وتكاملت الأشياء : كمّل بعضها بعضا، والتكملة : ما يتم بها الشيء، والكامل له معاني عديدة، منها :

( 1 ) : الجامع لصفات الكمال والمناقب الحسنة في فنه، مثل : الطبيب الكامل هو الطبيب الذي لا تنقصه صفة من صفات فن الطب .
( 2 ) : والمتكامل الأجزاء .
( 3 ) : ما تم في مقابل ما لم يتم .

وفي الاصطلاح : للتكامل مفاهيم عديدة، منها :
( 1 ) : الانتقال من حالة الغموض إلى حالة الوضوح، ومن حالة التشتت إلى حالة الائتلاف، ويقابل التكامل على هذا الأساس الغموض والتشتت .
( 2 ) : انضمام كيانات مختلفة ومتفرقة إلى بعضها البعض بحيث تتجنب بعض الهنات والخسائر وتستطيع الوصول إلى درجة من القوة والقدرة وتحقيق مكاسب لا تستطيع الوصول إليها بدون هذا الانضمام، مما يحفز الأطراف نحو التكامل، وتسمى الوحدة القائمة بين الكيانات على هذا الأساس بالوحدة التكاملية .
( 3 ) : تصرف الأفراد والأطراف بطريقة تؤدي إلى التوافق والانسجام والتآلف والتساند والاعتماد المتبادل بحيث تشكل في مجموعها وحدة أو نظام ضمن إطار قيمي مشترك وتكون خصائص الوحدة أو النظام ككل غائبة في أي من العناصر المكونة وحدها، ويؤدي الأفراد والأطراف وظائفهم دون احتكاك وبما يحقق مصلحة الجميع .

ملاحظات مهمة ..
( 1 ) : قد تطلق كلمة التكامل ويراد منها عملية تحقيق التكامل لا النتيجة ذاتها بالضرورة ( تأمل المفهوم الاصطلاحي الثالث ) .
( 2 ) : أن التكامل يكون بين القيادات ومراكز الثقل والفعل في الأطراف المعنية .
( 3 ) : أن التكامل يكون بين أطراف يتوفر كل منها على عناصر غير متوفرة في الآخر، مثل : التكامل الاقتصادي بين طرف يمتلك القوى البشرية والسوق الواسعة وطرف يمتلك الخبرة ورأس المال، أو بين أطراف يمتلك بعضها أدوات لا يمتلكها البعض الآخر، مثال : الأدوات التي يمتلكها المشاركون تختلف عن الأدوات التي يمتلكها المقاطعون .
( 4 ) : للتكامل مقومات لابد من توفرها من أجل تحقيق النجاح المطلوب، منها :
· وجود درجة من الملاءمة والهوية أو الولاء والمصالح المشتركة .
· إمكانية إقامة الاتصال والتفاعل بين أطراف التكامل .
· الإقرار المتبادل بين الأطراف الداخلة بشكل رسمي في مشروع التكامل بأنها تشكل حالة تكاملية مع بعضها البعض، وإجراء التنسيق بينها في أطار أدبي وقيمي موثق بعيدا عن القبول والاجتهادات الفردية، والنزول على آليات متوافق عليها في عملية التنسيق، وتحمل المسؤولية من قبل الجميع على أساس المبادئ والقيم المشتركة بينهم .

أطروحة تيار الوفاء للتكامل ..
كان النداء الأول لتيار الوفاء الإسلامي في بيان الانطلاق هو الدعوة إلى وحدة الكلمة ورص الصفوف والتكامل في الأدوار، وهذا هو نص النداء كما جاء في بيان الانطلاق ص 18: " إن هذه المرحلة الخطيرة لتفرض على كافة فئات الشعب وأطيافه، وأفراده ومؤسساته، أن يؤسسوا لمرحلة جديدة تقوم على : وحدة الكلمة، والانسجام، ورص الصفوف، والتنسيق، والتلاقي، والتمسك بالعمل المشترك : الإسلامي والوطني، فلم يعد بالإمكان أبدا القبول بثقافة التعصب والتشتيت والإقصاء، ففي ذلك إضعاف للجميع، وتشتيت للطاقات الخلاقة للشعب، وتقوية للنظام الظالم الذي يضطهد الجميع . ولا نعني بالوحدة هنا إلغاء الوجودات والقناعات وتغييب الرأي الآخر، وإنما هي الوحدة التي تقوم على تفهم الآخر والاعتراف به، وتنوع الأدوار وتكاملها، والعمل على ضوء المشتركات، وعدم إضعاف الآخرين، والحذر من تضييع البوصلة وتحويل الصراع إلى غير وجهته " .

إستراتيجية أطروحة التكامل لدى تيار الوفاء ..
وتعبر أطروحة التكامل عن رؤية إستراتيجية لتيار الوفاء الإسلامي في الإدارة السياسية على مستوى المعارضة للساحة الوطنية، وذلك لدواعي عديدة، منها :
( 1 ) : أن ما يقوم به كل طرف من المشاركة أو المقاطعة ونحوهما يحتوي في الواقع وبالرأي الآخر على سلبيات كبيرة أو صغيرة ولكنه ليس شرا مطلقا بحيث لا يمكن التلاقي والتنسيق والتعاون بين الأطراف ولا بأي حال من الأحوال ـ لاسيما إذا وضعت الخيارات كلها موضع التطبيق من قبل جميع الأطراف ـ فالتكامل إنما يقوم على أساس النقاط المشتركة وبين ما يصلح، ووجود السلبيات والاختلاف في جوانب أخرى ـ وإن كانت جوهرية وكبيرة ـ لا يمنع من التكامل مادامت للتكامل مبرراته الواقعية من جهات أخرى بهدف تجنب الخسائر أو جلب المصالح .

( 2 ) : أن ما يعجز عن القيام به طرف يمكن أن تقوم به أطراف أخرى، فإذا اجتمعت الجهود إلى بعضها وتكاملت فسوف تعود بنتائج إيجابية أفضل بالتأكيد لصالح الوطن والمواطنين .
( 3 ) : توفير ظروف أفضل لعمل جميع الأطراف، بحيث يعمل كل طرف لتحقيق الأهداف المشتركة بحسب منظوره وتشخيصه ومن خلال برامج عمله دون الاحتكاك البيني والانشغال بالآخر، ويكون التركيز منصبا على نيل الحقوق من السلطة وتحقيق المطالب العادلة والأهداف المشتركة .
( 4 ) : من الخطأ تصور أن الانتصار لخيارات أي طرف من أطراف المعارضة في الظروف الراهنة لا يكون إلا بمحاربة خيارات الأطراف الأخرى المحسوبة على قوى المعارضة أيضا وإلغائها، وذلك في ظل تبني رموز دينية كبيرة وتيارات جماهيرية واسعة وقوى سياسية محسوبة على المعارضة لقناعات وخيارات سياسية مختلفة، فهذا التصور في الوقت الحاضر غير واقعي، وهو تصور جامد لا يدرك المتغيرات، ولا يأخذ جميع المكونات بعين الاعتبار في فهم المعادلة السياسية وإدارة الموقف السياسي، وسيشكل ـ لو عمل به ـ فشلا ذريعا لجميع الأطراف، بل سيكون انتحارا سياسيا إرادياناتجا عن سوء التقدير وسوء الإدارة . فالتصادم بين أطراف المعارضة يؤدي إلى تشتت جهودها وتشرذم مريديها وتصادمهم وإضعاف قواها وفشلها في تحقيق أهدافها، وهذا ليس في مصلحة المعارضة ولن يخدم أي من خياراتها بأي وجه من الوجوه، والمستفيد الوحيد من ذلك هي السلطة وحدها، والخاسر هو الشعب والمعارضة، وهي أعظم هدية مجانية تقدمها المعارضة للسلطة .
( 5 ) : أن خيار المشاركة أو المقاطعة ليس هو كل شيء على الساحة الوطنية، فالمطالب والأهداف التي تقف وراء الخيار هي بلا شك أكثر أهمية من الخيار نفسه . وهذا يتطلب تجاوز حدود الخيار والتركيز أكثر على حسن إدارة الموقف على ضوء الرؤية الشاملة لمكونات الساحة والثوابت الإسلامية والوطنية، وبما يمنع وقوع الضرر الأكبر على الأهداف ويساهم بشكل أفضل في تحصيل المطالب وتحقيق الأهداف المنشودة .

الرؤية تأسيس لحالة جديدة ..
لقد أعد تيار الوفاء الإسلامي رؤيته حول الانتخابات منذ شهور عديدة مضت، وهي خلاصة لنقاشات واسعة ومعمقة وورش عمل وملاحظات أتت من علماء دين كبار ومحامين ومثقفين وسياسيين وغيرهم، ولدى التيار موقف أولي تفصيلي معد في خمسة بنود استند فيه إلى هذه الرؤية . والرؤية تؤسس لحالة جديدة ولوعي جديد للساحة وللإدارة السياسية، فالأطروحات السابقة أحادية الجانب تتبنى إما المشاركة وإما المقاطعة، أما الرؤية فقد طرحت التكامل بحيث يعمل كل طرف بحسب منظوره وتشخيصه من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، ثم يستفيد كل طرف مما يصلح ـ بحسب نظره ـ من نتائج عمل الطرف الآخر ويتكامل معه، ولا يعني ذلك الاعتقاد بصوابية خيارات الآخرين، ولا يعطل النقد العلمي لها .
كما أوضحت الرؤية بأن المقاطعة ليست مطلوبة في نفسها، وإنما هي مطلوبة من اجل تحقيق الإصلاح الحقيقي والشراكة الشعبية الفعلية في صناعة القرار، فقد كانت انتفاضة الكرامة والشهداء الأربعين الذين سقطوا فيها وآلاف المعتقلين والضحايا ومئات المهجرين والمبعدين من أجل المشاركة وليس المقاطعة . إلا أن المشاركة البرلمانية الحالية لا تؤدي إلى الشراكة الشعبية في صناعة القرار ـ وهي الغاية المطلوبة من المشاركة ـ بل هي ـ بحسب تشخيصنا ـ عقبة في طريق الشراكة الشعبية الفعلية، ولهذا كانت مقاطعة تيار الوفاء للانتخابات، ثم جاءت شروط التيار للمشاركة لتبين بأن الهدف هي الشراكة الفعلية والوصول إليها عبر نضالات شعبنا التي لم تنقطع ولن تنقطع ـ إن شاء الله تعالى ـ قبل أن يحدث الإصلاح الحقيقي وتحصل هذه الشراكة المنشودة .

دواعي تقديم إعلان الرؤية على إعلان الموقف التفصيلي ..
وقد قدم تيار الوفاء الإعلان عن الرؤية على الإعلان عن الموقف التفصيلي، والرؤية اليوم محل حوار ونقاش ساخن تشارك فيه النخب والجماهير على حد سواء، وقد عد البعض هذا التقديم أسلوبا ناعما لتغيير القناعات، وهو أكثر أهمية من مجرد إعلان الموقف .
ويعتقد تيار الوفاء الإسلامي بأن لتقديم الإعلان عن الرؤية دواعي كثيرة، منها :
( 1 ) : أن هذا التقديم يسمح بتبادل الرأي حول الرؤية ومن شأن نتائج المناقشات والحوارات هذه أن تؤثر في الموقف التفصيلي من الانتخابات، وهذا فيه احترام وتقدير كبيرين لعقول الجماهير، وينسجم مع منهج تيار الوفاء الإسلامي في التواصل معهم وإشراكهم في صناعة القرار . ولو تزامن إعلان التيار للموقف مع إعلانه للرؤية أو كان مجرد إعلان للموقف لما حصلت هذه الفائدة، والتيار يتطلع بصدق وإخلاص إلى مشاركة الجميع في تطوير الرؤية وإنضاج الموقف .
( 2 ) : إن طرح الموقف التفصيلي للمقاطعة في الوقت الحاضر ليس له فائدة عملية تذكر ـ بحسب تشخيصنا ـ ولو فعل التيار ذلك لكان عليه أن ينتظر شهورا عديدة لكي يرتب أثرا عمليا على إعلان الموقف .
( 3 ) : إن تقديم الإعلان عن الرؤية وتأخير الإعلان عن الموقف يسمح بالاستفادة من المتغيرات التي قد تحصل في الساحة، بينما الإعلان عن الموقف التفصيلي في الوقت الحاضر يضيع هذه الفرصة .

الفرق بين انتخابات 2006م وانتخابات 2010م ..
يشير البعض إلى تغير نظر بعض قيادات الوفاء لانتخابات 2010م عن نظرهم لانتخابات 2002م وهذا أمر واقع وهو حسنة وليس سيئة ـ كما توهم البعض ـ فالصحيح والجميل هو المراجعة للأطروحات ووجهات النظر للبحث في صوابيتها في نفسها وبالنظر إلى المتغيرات، والجمود وعدم المراجعة هو السيئة والقبيح ويمثل مخالفة لعقيدة التوحيد والجزاء الأخروي وخطرا على المجتمع ومصالحه . وكانت أطروحة المقاطعة الشاملة صحيحة في انتخابات 2002م لأن هناك فرصة حقيقية لإحداث إصلاح حقيقي على مستوى المسألة الدستورية والدوائر الانتخابية وغيرها من خلال المقاطعة الشاملة، وهذا ما كاد أن يحدث وظهرت بوادره في العام 2004م، غير أن خطأ قد حدث بظهور رسائل القبول بالمشاركة في انتخابات العام 2006م بدون قيد أو شرط مما دفع بالسلطة إلى التراجع عن التنازلات التي كانت على استعداد لتقديمها من أجل إقناع المقاطعين بالمشاركة .
والموقف في انتخابات العام 2010م مختلف كثيرا وبشكل جوهري عما سبق، فاليوم أصبحت قوي سياسية معارضة رئيسية ضمن المشاركين، وهذا أمر واقع لا يمكن تجاهله، فما هو الأفضل في إدارة الموقف ؟
· أن تدخل قوى المعارضة في مواجهات بينية !!
· أن يتجاهل بعضها بعضا ولا يكتر كل طرف بوجود الآخرين وخياراتهم !!
· أم الأخذ بخيار التكامل بحيث يحترم كل طرف خيارات الآخرين ـ وإن لم يعتقد بصوابيتها ـ على قاعدة حب لأخيك ما تحب لنفسك، ثم يسعى كل طرف بحسب منظوره وتشخيصه لتحقيق الأهداف المشتركة، ويكون التعاون في المشتركات والتكامل بين ما يصلح من أدوار ؟
إن تيار الوفاء الإسلامي يعتقد بأن التكامل أفضل استنادا إلى ما سبق بيانه في دواعي أطروحة التكامل .

إشكالات حول أطروحة التكامل : وقع البعض في فهم خاطئ لأطروحة التكامل من جهات عديدة، منها :
( 1 ) : البعض ربط القبول بأطروحة التكامل بقبول الأطراف الأخرى المعنية بها لها، وهي لم تقبل، فلا قيمة عملية برأيه لهذه الأطروحة .
( 2 ) : والبعض رأي بأن أطروحة التكامل فيها مراعاة إلى الأطراف المشاركة على حساب الأطراف المقاطعة .
( 3 ) : والبعض رأى بأن أطروحة التكامل تضعف خيار المقاطعة في الوقت الذي يسعى تيار الوفاء لتقوية خياره الاستراتيجي هذا .
( 4 ) : والبعض أدعى التهافت العلمي بين مقتضيات المقاطعة في الرؤية وأطروحة التكامل بين المشاركين والمقاطعين .

والتعليق على هذه الإشكالات كالتالي ..
( 1 ) : أن أطروحة التكامل لا تتوقف على قبول الأطراف الأخرى بها أو صدودهم عنها في الوقت الحاضر، والأطروحة لم تقم على مراعاة المشاركين أو المقاطعين ونحوه، وإنما قامت على مراعاة الثوابت من القيم والمبادئ، والفهم الشامل والدقيق لمكونات الساحة الوطنية وتأثير كل مكون والأفضل في إدارتها بالتي هي أحسن . وعدم تقبل بعض المعنيين بها لها في الوقت الحاضر، لا يمنع من طرحها والسعي لإقناع الآخرين بها بهدف العمل بها وتطبيقها في المستقبل . فمسؤولية التيار الدينية والوطنية والسياسية هو طرح هذه الرؤية والدعوة إليها والسعي لإقناع الآخرين بها والعمل بجد وصدق من أجل تطبيقها، وإن واجه الأطروحة صدودا وعدم قناعة بها في الوقت الحاضر، فإن الأمر قد يختلف في المستقبل، فالواجب على تيار الوفاء ..
· أن يطرح ويعمل ما يؤمن بأن لله سبحانه وتعالى فيه رضا وللناس فيه خير وصلاح .
· وأن يسعى في تذليل العقبات التي تقف في وجهه وعدم الخضوع والاستسلام إليها .
وقد بين تيار الوفاء مرارا وتكرارا بأنه ملتزم بمبادئه وقناعاته ولو كان العمل بها من طرف واحد .
( 2 ) : أن أطروحة التكامل لا تضعف خيار المقاطعة ولا تؤدي ولا بأي شكل من الأشكال إلى ترسيخ خيار المشاركة على حساب خيار المقاطعة، حيث لا يلزم من التكامل عدم سعي كل طرف لتحقيق أهدافه، بل إن تجنب المواجهة البينية سوف يخلق بيئة أفضل للنجاح، وهذا الطرح الخائف على خيار المقاطعة من وراء أطروحة التكامل هو طرح مرعوب لا يملك الثقة الحقيقية في خياراته وقدرتها على الانتصار في الصراع من خلال الأدوات السلمية والأساليب الواقعية البعيدة عن الضجيج والإثارة، ويقابله خوف مماثل على خيار المشاركة .
وقد ذكر تيار الوفاء في نهاية الرؤية : " أن تتطلع القوى المقاطعة لكسب الأكثرية لرؤيتها وموقفها على أسس واقعية تصب في خدمة المصلحة الوطنية العليا، بدون إحداث التصادم مع المشاركين " .
فالتيار سوف يسعى لبيان وجهة نظره وتحقيق أهدافه ولكن بالحسنى ..
· فالرؤية واضحة في إثبات جدوى المقاطعة وتفنيد خيار المشاركة .
· وهناك إعلان من تيار الوفاء للموقف العام بمقاطعته للانتخابات القادمة ما لم يستجاب لشروطه، وسوف يدافع التيار عن هذا الخيار بكل شجاعة ويبينه للناس بالتي هي أحسن .
· وأن التيار سوف يضع بالاشتراك مع حلفائه برامج وآليات عمل من أجل تحقيق أهداف المقاطعة، ولن يكتفي بنشر الرؤية .
والخلاصة : المقاطعة موقف واقعي من أجل معالجة قضايا حقيقية على الساحة الوطنية وليست رغبة سياسية في مقابل رغبات سياسية أخرى . وأن أطروحة التكامل لا تضعف خيار المقاطعة، ولا تفيد التقارب مع المشاركين على حساب المقاطعين، فمساحة التقارب مع المقاطعين هي الأوسع والأهم بحسب رؤية تيار الوفاء الإسلامي، وأطروحة التكامل مفيدة للجميع، وتدعو إلى العمل بالحكمة والدفع بالتي هي أحسن لاسيما مع الأخوة والأصدقاء .
( 3 ) : إن مقتضيات المقاطعة التي أشارت إليها الرؤية لا تتعارض علميا مع أطروحة التكامل، فللمقاطعة مقتضياتها، وللتكامل مقتضيات أخرى، وقد دفعت مقتضيات المقاطعة تيار الوفاء للمقاطعة من جهة، ودفعت مقتضيات التكامل التيار لطرح التكامل ضمن الرؤية الشاملة والدقيقة لمكونات الساحة والأفضل في إدارتها من جهة ثانية . ودعوى التهافت العلمي بين دعوى التكامل ومقتضيات التكامل ـ كما توهم البعض ـ ساقطة علميا وفق قواعد المنطق وعلم الأصول، ومن يشك في هذا الكلام عليه أن يراجع العلماء من أهل الاختصاص .

الخاتمة : نتمنى أن تكون هناك مناقشات ودراسة جادة وواعية للرؤية التي تقدم بها تيار الوفاء الإسلامي حول الانتخابات البرلمانية وما جاء فيها من التأسيس ـ لاسيما أطروحة التكامل ـ والبحث عن المشتركات وقواعد التلاقي والتقارب والانسجام، وتجنب تلك المناقشات التي تقوم على التعصب والأحكام المسبقة، أو البحث عن الثغرات وتصيد الأخطاء غير المقصودة وتضخيمها وسوء توظيفها . وأن نتحلى جميعا بالصبر والحلم والتريث قبل إصدار الأحكام، ولا نستعجل فإن العجلة أحد أسباب الوقوع في الخطأ وتورث للإنسان الندامة، فقد نندم في المستقبل ـ بعد فوات الأوان ـ لأننا خالفنا الصواب وفوتنا على أنفسنا الخير بسبب العجلة . ونتمنى بشكل خاص على كوادر تيار الوفاء الإسلامي ونخبه وجماهيره عدم الاشتغال بالمسائل الشكلية والاختلافات اللفظية، مثل : هل الأنسب لفظ التكامل أو لفظ التعاون والتنسيق ونحوه، والتركيز على المضمون الذي عده البعض متميزا ومتقدما، وقد نصحتنا مرجعيات دينية عليا وشخصيات فكرية وسياسية أن نعمل بأطروحة التكامل والسعي بصدق وإخلاص من أجل تطبيقها، وسوف نفعل ـ ومن الله نستمد العون والتوفيق والتسديد ـ وأملنا كبير جدا في ظل وعي قياداتنا الإسلامية والوطنية ونخبنا وجماهيرنا الوفية وإخلاصهم في أن نكسب جميعا الجولة لصالح هذه الرؤية الواقعية والمتوازنة، والعمل بها ـ إن شاء الله تعالى ـ من أجل مجد الوطن ومصالح المواطنين ـ إن لم يكن على المدى القريب فعلى المدى البعيد ـ والعاقبة للتقوى وللمستضعفين في الأرض .

صادر عن : تيار الوفاء الإسلامي .
في صباح يوم الخميس .
بتاريخ : 7 / جمادى الأولى / 1431هج .
الموافق : 22 / أبريل ـ نيسان / 2010م .
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML