إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: رقم شركة نقل عفش حى الصفا (آخر رد :ريم جاسم)       :: موسم الحج والعمرة وحجز فنادق (آخر رد :elzwawy)       :: منتجات كيو في على ويلنس سوق: الحل الكامل لجميع احتياجات العناية بالبشرة (آخر رد :elzwawy)       :: شركة تنظيف فلل في ام القيوين (آخر رد :roknnagd213)       :: افضل شركة نقل اثاث بخميس (آخر رد :ريم جاسم)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: ويلنس سوق : وجهتك الأساسية لمنتجات العناية الشخصية والجمال (آخر رد :حوااااء)       :: اكتشفي منتجات بيوديرما الفريدة من نوعها في ويلنس سوق (آخر رد :نادية معلم)       :: تفسير حلم حلق الشعر للرجلل نفسه (آخر رد :نوران نور)       :: أكل رأس الخروف في المنام (آخر رد :نوران نور)      

الإسلام والشريعة أحكام الدين , واجبات المسلم , سيرة الرسول , غزوات الرسول , سيرة الصحابه , أناشيد أطفال

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-17-2008, 02:22 AM
عضو جديد
بيانات القاهر شرجاوي
 رقم العضوية : 34533
 تاريخ التسجيل : Jun 2008
الجنس : male
علم الدوله :
 المشاركات : 34
عدد الـنقاط :100
 تقييم المستوى : 0

وفي هذه الجزئية النقاط الآتية:

قيام الليل في شعبان استعدادًا لرمضان



من فوائد قيام الليل :

قيام الليل من أحسن القربات إلى الله تعالى.

مشاركة الصالحين من قبلنا في دأبهم.

قيام الليل مكفرة للسيئات.

قيام الليل يخفف قيام يوم مقداره خمسين ألف سنة.




الترهيب من ترك قيام الليل: " لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ "







----- قيام الليل في شعبان للاستعداد للقيام في رمضان----



وهذا العمل الجديد الذي ينبغي أن يقوم به المرء في "شعبان" تَحَسُّبًا لـ"رمضان"، واستعدادًا لقوله صلى الله عليه وسلم ((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))([2]).



كل تاجر من وراء تجارته ، وتجارة القرآن التجارة التي لا تبور ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ& لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾[فاطر29].

وهذه التجارة من القرآن الكريم تظهر في قوله: ((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ..))([3]).



يعني: من قام بهذا القرآن الذي هو من وراء تجارة كل تاجر، من قام به إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، وإذا لم يُعوِّد المرء نفسه في هذه الأيام على هذا القيام الطويل الذي يرجو به المغفرة، ويرجو به الرحمة، ويرجو به العتق من النار، فإن "رمضان" يأتي عليه، ويمر حتى إذا تعوَّد وجد "رمضان" قد انتهى، حتى إذا تَعَوَّد على طول القيام لله تعالى، ولماذا طول القيام؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ))([4]) , ((وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ))([5]),.

وهذا الاحاديث ننبه بها أنفسنا وإخواننا المتكاسلين عن القيام لربهم، والتلذذ بالإقبال عليه سبحانه وتعالى، وبالمحبة لكلامه والتدبر فيه، وتَنَعُّمِ القلب والبدن بهذه الصلاة، وبذلك الإقبال على الله تعالى،









----- من فوائد قيام الليل: -----

ونذكر شيئا قليلا من فوائد وعواقب قيام اليل حتى يكون ذلك سببا معينا لنا في قيام اليل لله سبحانه وتعالى:



-----الفائدة الأولى: قيام الليل من أحسن القربات إلى الله تعالى -----



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرَ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ))([1]) . فإذا علم المرء المحب المقبل على الله تعالى أن ربه أقرب ما يكون إليه في جوف الليل، لا شك أنه انتظر تلك الساعة، وقام إليها لِقُرْب ربه منه.

لذلك: يأتي القرآن الكريم عندما يخرج المرء من قبره يوم القيامة، يخرج إليه في شكل الرجل الشاحب، الشاحب اللون، يقول له: أما تعرفني؟ فيقول مَنْ أنت؟

يقول: أنا القرآن الذي كنت تقرأني، وإن كل أحد اليوم من وراء تجارته، وأنا من وراء كل تجارة لك.

يأتيه القرآن ليقول له ذلك، فيؤتى المُلْكَ بيمينه، والخُلد بشماله، هذا حديث صحيح، فيؤتى المُلْكَ بيمينه، والخُلد بشماله، ويلبس تاج الوقار، ويُحَلَّى أبواه حُلَّتَين لا تقوم لهما الدنيا فيقال لِمَ كسوتني ذلك؟ قال: بأخذ ولدك القرآن.

ثم يُقال له: اقرأ وارق في دَرَجِ الجنة كما كنت تقرأ في الدنيا.

هذا القرآن الذي أظمأته يقول له هذا القرآن: أنا الذي أظمأتُ هواجرك، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر اليوم من وراء تجارته، وأنا من وراء كل تجارة، هذا القرآن الكريم يأتيه: أنا صاحبك، أنا القرآن الذي كنتُ قد أسهرتَ ليلك، يتلوه ويدعو به ربه، ويَتَمَلَّقه به، وإن كل تاجر من وراء تجارته، ويُكْسى ويرقى وكذلك والداه يُكسيان هذه الحُلَّة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأخذ ولدهما القرآن.

وقد ذكرنا أن أفضل قراءة القرآن أن يقرأه قائمًا يصلي في المسجد، كما ذكر الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾[آل عمران:191].











----- الفائدة الثانية: مشاركة الصالحين من قبلنا في دأبهم -----



قوله صلى الله عليه وسلم: ))َ عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ [وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنْ الْجَسَدِ]))

قيام الليل: شعار الصالحين قبلكم، دأب الصالحين قبلكم، والصالحون قبلكم لابد وأن تشاركوهم فيه وأن تنافسوهم عليه، ولا يكون الصالحون قبلكم أولى بالله تعالى منكم، وأولى بمجاورته سبحانه وتعالى في جنته مع "النبيين والصديقين والشهداء "من أولئك الصالحين.

انظر لهؤلاء الصالحين كيف قضوا ليلهم يستنصرون ربهم، ويدعون ربهم، ويناشدون ربهم، ثم يصبحون ليقاتلوا عدوهم، فما كانوا يستنصرون ويَتَقَوَّوْنَ، ويستمدون المدد والعون من الله تعالى إلا بذلك القيام.



لذلك: لما وصفوهم قالوا: لهم دَوِيٌ بالقرآن كدوي النحل في ليلهم، كانوا فرسانًا بالنهار، رهبانًا بالليل، وذلك في أشد المواطن فزعًا، وفي أشدها كذلك خطرًا، وفي أشدها مخافةً، وهي أنهم عند مواجهة عدوهم -ليس عندما يَسْعَون إلى رزقهم أو معاشهم أو دراستهم- يقومون ليلهم، بل في أشد من ذلك؛ إذا لاقوا عدوهم كانوا يقومون ليلهم، مع أنهم كانوا ينبغي أن يناموا؛ ليقاتلوا، أو أن يناموا ليذاكروا، أو أن يناموا ليسافروا، أو أن يناموا ليذهبوا إلى أعمالهم وأشغالهم ، إنما قاموا؛ ليكون مددهم، وعَوْنُهُم على ذلك كله هو ذلك القيام.

وذلك وصفهم الذي أشار إليه المولى سبحانه وتعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾.



وانظر إلى حال المؤمنين في ليلهم كما وصفهم الله تعالى:

وذلك لننظر في حال أنفسنا ولتتعظ بقول ربنا -سبحانه وتعالى- في قوله:



قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ , آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ , كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾[الذريات16: 18].

يعني: كانوا قليلًا من الليل ما ينامون.

الهجوع: النوم، والتهجد: هو قيام الليل.

"لئن هجع" يعني: نام.

ووصف ليلهم بقلة الهجوع، كما وصف ليلهم بالتجافي عن المضاجع، كما وصف ليلهم سبحانه وتعالى بالبيات رُكَّعًا، وسُجَّدًا لله تعالى وقيامًا.

فتلك أحوالٌ غريبة، وتلك أمور تكاد أن تكون صعبة، ولكنها تَخِفُّ كما أشرنا عندما يعلم المرء أن ذلك سبب محبة الله تعالى والشوق إليه والتنعم بالوقوف بين يديه, وقرة العين بالإقبال عليه،



وقال تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾[السجدة:16].

فهذه حال المؤمنين الذين بَشَّرَهُم ربهم بالجنة ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾[الذريات16].



قوله:﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾, توضح أول صفات المؤمنين قبل "رمضان" وتزداد هذه الصفة في "رمضان" كحال النبي صلى الله عليه وسلم المُشَرَّف: "أن تتجافى جنوبهم عن المضاجع" يعني: أن تتباعد هذه الجُنُوب عن مكانها التي تضجع فيه لتستريح، تَبْعُد هذه الجُنُوب مواضع الراحة إذ الراحة الحقة في قيامها لله ؛ لا تألف هذه المضاجع من مضاجع النوم. ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾:


ليس نومهم طويلًا، وليس نومهم ثقيلًا، وليس النوم أحب إليهم، بل على العكس.

فهذه الحالة والتي تبين محبتهم لربهم، بل محبة ربهم لهم.



وقد ذكرنا في الثلاثة الذين يضحك الله لهم، أو يحبهم الله تعالى ذلك الرجل الذين كان معهم في سفرهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يَعْدِلُ به - كان النوم أحب شيء إليهم لا يساويه شيء- قام إليَّ أحدهم يدعوني ويتلو آياتي ويتملقني.

هؤلاء يحبهم الرب جل وعلا، وكفى بذلك شرفًا تلك الحالة، وتلك المنزلة وهذه المرتبة العالية التي تبين قربهم من ربهم، وتبين اصطفاء الله لهم واجتبائه سبحانه وتعالى إياهم.

لذلك قال: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً ﴾.

ولا شك أن حال المؤمنين اليوم على العكس؛ كلما وجد وقتًا فارغًا بَدَلًا أن يصلي، وأن يقوم، وأن يدعوَ، وأن يأخذ حظه من الله تعالى.. إذا به ينام هذا الوقت، ويَحْزُن أن ضاع حظه من نومه، ويَحْزُن أن قَلَّت ساعات نومه، ولا يحزن أن قلت ساعات إقباله على الله وتَمَلُّقه له، ودعائه له، وإقباله عليه، وأن يأخذ من ربه -جل وعلا- النصيب الأوفى من المحبة والإقبال عليه، والنظر له واصطفائه واجتبائه.

﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾:

بل إن الله -تبارك وتعالى- قد بَيَّن أن ليلهم ليس النوم -كما هو الحال في الطبيعة المرء- بل وصفهم ربهم في وصف عباد الرحمن بقوله:



وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً ﴾[الفرقان:64].

وانظر إلى هذا التركيب القرآني البديع؛ يبيتون سجدًا ، الأصل في استعمال "يبيت" لغويا في غير القرآن أن يقول: "يبيت الرجل نائمًا". فكأنه رفع "نائمًا" هذه ووضع بدلها "سُجَّدًا وقيامًا".

فبدلًا أن يقول: بِتُّ الليلة، يعني: نِمْتُ هذه الليلة، يقول: نام قائمًا راكعًا، ساجدًا كأن نومه هو السجود والركوع، كأن نومه هو الإقبال، هو الطاعة، كأن راحته التي يرتاح بها المرء إذا نام هي الإقبال على الله، هي ركوعه وسجوده، لا يكون مطمئنًا مستريحًا، لا يكون هادئ البال قد أخذ قِسْطَهُ من الراحة التي يرجو، والاستجمام الذي يسعى إليه إلا راكعًا وساجدًا.



وقال تعالى: ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾[آل عمران:17]، جلَّ وعلا.

ليبين كذلك تلك الحال التي قال فيها للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل% قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً %نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً %أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً %إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾[المزمل: 5:1]

﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ﴾[المزمل:20].

فكان ذلك حالهم الذي ينبغي التفكر فيه؛ بمقارنة أحوالنا على كلام القرآن؛ ليضع المرء الدواء على موطن الداء، وليقوم لله تلك القَوْمة التي أمره بها ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾.











وقد كان حال من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في قيامه بالليل هذا الحال، وهو: أنه صلى الله عليه وسلم ما تُريد أن تراه قائمًا إلا رأيته، وما تريد أن تراه نائمًا إلا رأيته.

ومعني ذلك: أنه صلى الله عليه وسلم -كما يقول العلماء-كان يُكابِد, وصفة مكابدة الليل: أن يقوم فيتوضأ، فيصلي، فتغلبه عينه، فينام قليلًا، فيفزع مرة أخرى، فيقوم، فيتوضأ، فيصلي فتغلبه عينه، فينام قليلًا، فيقوم فيتوضأ فيصلي، وهي شدة المكابدة، وهي حال من أحواله صلى الله عليه وسلم التي تُبَيِّن هذا التجافي، والتي تبين أن يبيت لربه راكعًا وساجدًا وقائمًا؛ يرجو رحمة ربه كما ذكر المولى سبحانه وتعالى.

لذلك:

كان عِلْمُ المرء بقرب الرب في جوف الليل منه عونًا له على القيام لله تعالى؛ إذا به يَهُبُّ من نومه لقرب ربه منه، ولإقباله على ربه، فيقوم حالئذ، وقد ترك نومه وراحته وزوجته، وترك وطاءه؛ ليقوم لله تعالى في تلك الليلة التي أقامه الله تعالى فيها.

فقد رُوِيَ أن الله تعالى يقول لجبريل: ((أقم فلانًا، وأنم فلانًا)), يقيم فلانًا ليذكر الله تعالى، وأنم فلانًا؛ لأنه لا يريد منه ذكر الله تعالى؛ لِمَا صدر منه، والمعنى الثالث: أن المرء قد يرى نفسه مُتعبًا، وقد يرى أن صحته لا تأتي بهذا القيام



قد أتت الأيام الجميلة، وأتت مواسم الرحمة لِيَنْفُضَ المرء عنه ثوب الغفلة، وثوب النوم، وثوب البعد، والجفاء عن الله تعالى؛ لتكون راحته ولذته ونعيمه وسروره وشوقه في الإقبال على الله تعالى.



-----الفائدة الثالثة: قيام الليل مطردة للسيئات -----





يقول صلوات ربي وسلامه عليه: (وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنْ الْجَسَدِ))([7])يعني: إن أولئك المتخوفين بسب مرضهم وتعبهم وبسبب شقائهم، وبسبب كذا وكذا مما يكون عائقًا عن القيام، إذا بالقيام على العكس؛ يكون سببًا لطرد الداء عن البدن، سببًا لشفاء هذا البدن، فإذا ما قام لله تعالى كان سببًا لشفائه، ورفع تعبه، وعدم شعوره بهذه المشقة التي حَصَّلها، أو التي أصابته في يومه؛ لأنه أقبل على ربه فنسي به الشقاء، حتى إذا كان النوم أحب إليه مما يعدل به قام إليه.

وهذا القيام لا يُشْعِرُ المرء بهذا التعب؛ لأن قرة عينه فيه؛ لأن لذته ونعيمه لا تكون إلا بذلك، تَعِسَ أن يكون نعيمه وسعادته في الدنيا الزائلة، في امرأته وولده وماله وشُغله وصَحَابته، وأُنْسِه بغير الله تعالى.







-----الفائدة الرابعة: قيام الليل مكفرة للسيئات -----



وإنه كذلك كما أشرنا ((وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ))([12]) .

يعني: سبب تكفير السيئات والذنوب والمعاصي قيام الليل كما ذكر الله تبارك وتعالى، وكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وإنهم كانوا يُصلُّون ليلهم حتى إذا أسحروا يعني:

إذا دخلوا في السَّحَرِ قاموا فاستغفروا الله تعالى كما ذكر: ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾[آل عمران:17].

قاموا صلوا ليلهم، حتى إذا أسحروا أخذوا يستغفرون الله تعالى، وهو معنًى دقيق أنهم بعد صلاتهم بليلهم إذا بهم لا يَرَون أنهم قد عملوا شيئًا لله تعالى، وإنما يستغفرون؛ كأنهم قد باتوا يَعْصون الله تعالى!!



سُئِل الحسن رضي الله عنه عن المتهجدين: ما بالهم أحسن النَّاس وجوهًا؟ قال: قاموا إلى ربهم، فألبسهم من نوره سبحانه وتعالى .

هذه الأمور تَحْمِلُكَ على القيام، وتأخذك إلى الله تعالى،

وما رأينا القوة والمدد والنور في أولئك إلا بسبب ذلك إذا دخل الليل وَجَنَّهُم صَفُّوا أقدامهم لربهم، فمنهم باكٍ، ومنهم صارخ، ومنهم داعٍ، ومنهم راكع، ومنهم ساجد.

----- الفائدة الخامسة قيام الليل يخفف قيام يوم مقداره خمسين ألف سنة -----



وأمر آخر وهو أن طول القيام يخفف قيام يوم طوله خمسون الف سنة فيتذكر المرء ذلك فتهون عليه المشقة كما يعلم أن هذه الجوارح الزائلة ستشهد له عند الله تعالى يوم القيامة من ناحية وتكون منيرة له بنور القرآن والقيام من ناحية أخرى.

عن أبي ذر رضي الله عنه: "صوموا يومًا شديدًا حره لِحَرِّ يوم النشور، وقوموا ركعتين، أو وصَلُّوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور".

فإن مما ينير قبر المرء، ويزيد نوره عند مروره على الصراط القيام الذي يزهد فيه اليوم، الذي يتكاسل عنه، وُيفَضِّل النوم وراحة جسده عليه، مع أن راحة جسده وشفاء بدنه إنما هو في ذلك القيام الذي عكس فيه الآية، والذي انقلب عليه الميزان فيه، فلم يفهم عن الله تعالى ما يكون سبب شِفائه ونوره.

تشهد لهم هذه الجوارح الضعيفة اليوم بِطُول قيامهم، وتُنِير لهم قبرهم، تنير لهم طريقهم على صراطهم إذ المرور على الصراط على حسب النور ﴿ يوم تر ى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ﴾

هذه الصلوات وطولها وتعبها ومشقتها التي يظن أن لها تعبًا ومشقة إذا بها هي الراحة، وإذا بها هي نورهم ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[التحريم:8].





----- الترهيب من ترك قيام الليل ------



لذلك: لمَّا كان الأمر على هذا الحال الذي ذكرنا، إذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يُحَذِّر: ((لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ))([8]) . ويقول: ((إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ))([9]) .

يقول سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما راوي الحديث عن أبيه عبد الله بن عمر: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلاً 0.

وإن مما يُقَوِّي المرء على يومه، ويَحْفَظُه عليه وتتنزل عليه بركته هو ذلك القيام.



وما يُترك قيام الليل إلا بحرمان من الله تعالى؛ بسبب المعصية، يقول أحد الصالحين : أذنبتُ ذنبًا فَحُرِمْتُ قيام الليل خمسة أشهر.

أذنبت ذنبًا فَحُرِمْتُ قيام الليل سنة.

وانظُرْ إلى نفسك !! تَراك يومًا أو يومين أو ثلاثة تقوم الليل، ثم بعد ذلك تنقلب أحوالك، وتقع في المعصية، أو الغفلة فإذا بك تُحْرَمُ أيامًا كثيرة من قيام الليل.

قالِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم: (( يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلاَثَ عُقَدٍ إِذَا نَامَ , بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلاً طَوِيلاً, فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ, وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَتَانِ , فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ فَأَصْبَحَ نَشِيطاً طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ )) ، لم يُصِبْ خيرًا، وهذا هو الحال لذلك يقول صلى الله عليه وسلم في الذي نام الليل كله: ((رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ))([11]) .

وإن بَوْلَه ثقيل تراه في أحوال النَّاس اليوم ينبغي أن يَنْفُرَ منها المؤمن، وأن يُسارِع فيها إلى رضا الله تعالى، وأن يكون قِيامُهُ هذه الأيام استعدادًا للمغفرة؛ حتى يكون ذلك دأبه كما هو دأب الصالحين قبلكم.





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) أخرجه النسائي (572) ، والترمذي (3579) من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه.

([2])[ متفق عليه ] أخرجه البخاري (37)، ومسلم (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([3])[ متفق عليه ] أخرجه البخاري (37)، ومسلم (760) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([4]) أخرجه مسلم (756) من حديث جابر رضي الله عنه .

([5])أخرجه النسائي (3939) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

([6]) أخرجه الترمذي (3549) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه . وما بين المعكوفتين من حديث بلال رضي الله عنه .

([7])أخرجه الترمذي (3549) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.

([8]) أخرجه البخاري (1152) ، ومسلم (1159) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .

([9])أخرجه البخاري (7029) ، ومسلم (2479) من حديث ابن عمر رضي الله عنه .

([10])أخرجه البخاري (1152) ، ومسلم (1159) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .

([11]) أخرجه البخاري (3270) ، ومسلم (774) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

([12])تقدم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه .

فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله
__DEFINE_LIKE_SHARE__
قديم 08-17-2008, 02:35 AM   رقم المشاركة : [ 2 ]
عضو فعال

الصورة الرمزية أسيرة الاحزان

بيانات أسيرة الاحزان
تـاريخ التسجيـل : Jan 2008
رقــم العضويـــة : 12161
الـــــدولـــــــــــة : شـــرجـــاويــة
المشاركـــــــات : 283 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 100
الجنس : female
علم الدوله :
الحالـــة : أسيرة الاحزان غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

افتراضي

موضوع قيم ورائع

وربي يجعله لك في موازين اعمالك الصالحة
اللهم اجعلنا ممن يحافظون على قيام الليل
وتسلم ايدكـ اخووي عهالمشــاركة
وربي يعطيكـ الصحة والعــافيــة
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 ســـؤال..صــلاة التـــراويح والوتـــر..^.^
0 حقائب مدرسية مزودة بحامل للهاتف المتحرك
0 تعـــالو شووفو غرفــة الشبـــاب شي شي بصرااااحة.. ^.*..
0 هـــود هــــود انــ^.^ــا ييــــت...

 
قديم 08-17-2008, 02:38 AM   رقم المشاركة : [ 3 ]
عضو جديد

بيانات القاهر شرجاوي
تـاريخ التسجيـل : Jun 2008
رقــم العضويـــة : 34533
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 34 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 100
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : القاهر شرجاوي غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

افتراضي

مشكورة أختي على مرورج __DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 شركة المقاولات لبناء الفلل وجميع أنواع العقار بأرخص الأسعار في الامارات !!
0 )(اكبر موسوعه عن رمضان خطبه لمجمعه من المشايخ لا تحرم نفسك من الخير
0 قيام الليل في شعبان للاستعداد للقيام في رمضان


 


[

 
قديم 08-17-2008, 03:59 AM   رقم المشاركة : [ 4 ]
عضو ماسي

الصورة الرمزية الجاســــي

بيانات الجاســــي
تـاريخ التسجيـل : May 2008
رقــم العضويـــة : 30330
الـــــدولـــــــــــة : بروح SHJ روحـــي
المشاركـــــــات : 5,893 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 149
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : الجاســــي غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

افتراضي

تسلم اخوووي
على الموضوع المفيد

ويعطيك العافيه
اخوي

القاهر الشرجاوي

ويزاك الله خير

ونترقب يديدك

تحياتي لك


(( لو نزلته بقسم الخاص بشهر رمضان اشوفه احسن ))

السموحه
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 3 ارقام واصل للبيع
0 لَوْحًــــــــآتْ بشعهـ
0 من حياة الحبيب صلى الله عليه وسلم
0 حكم اختصار اسم الرسول صلى الله عليه وسلم
0 !!حقاً يا لهُ مِن جنون!!


 


[flash=http://uaemusics.com/uploood/images/f7p20nt983uo75ens0b.swf]WIDTH=432 HEIGHT=132[/flash]

 
قديم 08-17-2008, 03:23 PM   رقم المشاركة : [ 5 ]
عضو ماسي

الصورة الرمزية أم عفراء

بيانات أم عفراء
تـاريخ التسجيـل : Feb 2008
رقــم العضويـــة : 18497
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,647 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 3572

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

افتراضي

جزاك الله خير


وجعله في ميزان حسناتك


لاعدمنا جديدك الرائع


دمته بخير ودام قلمك


تقبل مروري
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 لا تَسألُونِـي عَن سَبَـب دمْعَـة العِين
0 من يواســــــــــــــيني
0 لا يكلفك الصمت دافع طروادة الكبرياء
0 اوراق جروحي..واختصارات احلامي}ْ~
0 كــل شــي مــتــغــيــر...

 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيفية قيام الليل محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-07-2010 02:50 PM
قيام الليل محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-10-2010 01:50 AM
^^قيام الليل^^ محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 06-20-2009 09:50 PM
طرق للحفاظ على قيام الليل :> محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-19-2009 03:10 AM


الساعة الآن 04:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML