إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: تبي متابعين تيك توك مجاناً؟ (آخر رد :ريم جاسم)       :: قهوجي جدة صبابين قهوه مباشرات ضيافه 0539307706 (آخر رد :ksa ads)       :: وانيت نقل عفش بالرياض 0539735360 ونيت توصيل اثاث مشاوير (آخر رد :ksa ads)       :: متجر Google Play: (آخر رد :محمد العوضي)       :: فوائد تحميل التطبيقات: (آخر رد :محمد العوضي)       :: تحميل التطبيقات ومصادرها: دليل شامل (آخر رد :محمد العوضي)       :: شركة مكافحة حشرات بالرياض (آخر رد :gmalnagy)       :: تحميل التطبيقات ومصادرها: دليل شامل (آخر رد :محمد العوضي)       :: رحلة انقاص وزنك تبدأ مع الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-28-2010, 10:40 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,610
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

ساعة زهر وسحر، ساعة أريج وعطر، ساعة أحمر وأخضر!..
إلى ساعة شاطئ محيط وبحر، ساعة بني أصفر، ساعة (لون) لعازف وتر!!
وعازف الوتر .. ليس له ياقة منُشَّاة !..ويرافق (الكوكب) أو (العندليب)! .. إنما هو (سرطان)!..
سرطان يعيش على شواطئ البحار والمحيطات، ليس له إلا مخلب واحد كبير، ولا يكف به عن الحركة، وبحركة تشبه حركة اليد وهي تضرب على أوتار الكمان!..ومن أجل ذلك سمّوه (عازف الكمان)!Fiddler-crap .. وظلموه!!.


سرطان عازف الكمان

لهذا السرطان (ساعة ملونة عجيبة) تنتشر على جسمه، تتبدل ألوانها مع تبدل ساعات الليل وساعات النهار، وبدقة تصل إلى ساعة، وربما نصف ساعة!..
فمن رؤية اللون الموجود، يمكن أن نقول: (إن الساعة الآن تقع في حدود الثامنة صباحاً، ليس بتوقيت (بيغ بن) وإنما بتوقيت (بشرة السرطان)!
ففي الصباح الباكر يكون لونه أصفر فاتح، ومع ارتفاع الشمس في الأفق يتغير اللون البني الفاتح أي الخفيف. ويصل إلى البني الغامق عند الظهيرة، ثم ينحسر اللون تدريجياً حتى مغرب الشمس، ويعود في الليل إلى لون يشبه لون العاج!
كل ذلك في نسب متدرجة ، ومواقيت ثابتة .. من دورة الشمس والنهار ! ..

فتبارك الله أحسن الخالقين!..
تبارك من خلق الليل، وخلق النهار ..
تبارك من جعل الظلمات، وجعل النور ..
تبارك من خلق الظل، وخلق الحرور!
تبارك من جعل للكائنات نشاطا، وجعل لها فتوراً!..
تبارك من علَّم هذه أن تنشط في النهار وتفتر في الليل ..

وعلم تلك أن تفتر في النهار، وتنشط في الليل! ..
كل ذلك بتنظيم يساعد على استمرارها، ويكفل حياتها!..

.. ألم تسمع عن (الشكوالا)؟! ..



إنها سحلية الصحراء الغربية، التي تعيش في صحراء إريزونا، حيث حر النهار اللاهب، وبرد الليل القارس، إنها لا تخرج من مخبئها وتنشط إلا عندما تشتد حرارة الصحراء، ولا يستطيع أي حيوان تحمل لهيب الشمس، وبذلك تنجو من الافتراس! ..




الايجوانا

وسحالي أخرى كثيرة، مثل السحالي المرقطة، وزواحف الايجوانا الشبيهة بالتماسيح الصغيرة، تخرج من جحورها الرملية الباردة، بمجرد تكون النهار وقدوم ضوئه، رغم أن ضوءه لا يستطيع اختراق الرمال! ..


فمن علمَّها أن النهار قد طلع؟ ومن علمَّها أن وقت الظهيرة قد حان؟! .
ومن علَّم مخلوقات الليل .. ! كالعناكب والفئران والأفاعي والذئاب، أن الليل قد حل وحان وقت النشاط ؟!



لحظة تسليط الضوء على الخفاش

بل أدهش من ذلك، من علم الخفافيش (الوطاويط)، وهي في وسط ظلمة الكهوف الدامسة حيث تقضي نهارها نائمة، بحيث أنه إذا سلط عليها ضوء ما، فإن الواحد منها يرتعش ويصرخ بصوت كالجرذ الصغير! ، من علّمها، أن تترك أوكارها، وتخرج من كهوفها عند غياب الشمس تماماً، ووقت انتهاء النهار بدقة تامة، حتى في الأيام القاتمة المظلمة؟!

إنه الله .. تبارك اسمه، أحسن الخالقين!..
علَّم هذه، وعلَّم تلك ..
وجعل لهذه وتلك نشاطاً وفتوراً، حركة وهدوءاً، نوماً ويقظة ..
في إيقاع دائب، متعاقب لا يكف ليلاً ولا يتوقف نهاراً! ..
وحيد الحال .. ومتعدد الأحوال!



هلاّ نظرت إلى الهر الصغير، وهو يلعب بكرة صوف تارة، أو يجري هنا وهناك تارة أخرى، في حركة دائبة لا تفتر! .. ثم لا تلبث أن تراه وقد التف على نفسه منطوياً وسنان! .. فهو في حالة متناوبة من فتوة وهمة، سكون وحركة، نوم ويقظة.

فالأرانب التي قال عنها الجاحظ في كتاب (الحيوان) أنها تنام مفتوحة العين! فربما جاء الأعرابي حتى يأخذها من تلقاء وجهها ثقة منه بأنها لا تبصر! ما أن تستقر ساعة، حتى تنشط ساعة أخرى، وهكذا ..


نوم الارنب وعيناه مفتوحة

والضفدع تمتاز راحته وسكونه، ويقظته ونشاطه، بالتقطع .. فله فترتان قصيرتان من اليقظة خلال الساعات الأربع والعشرين اليومية.


والسمك يتكرر إغفاؤه كثيراً، وفي مدد قصيرة! .. ولذلك كان تمتعه بالراحة التامة لا يحدث ومن أجل ذلك كان قصير الأجل!.

.. و(تعدد الأحوال) هذا، لا يشاهد عند كل الحيوانات .. فالقسم الآخر من الحيوانات، يكون نومه ويقظته .. نشاطه وسكونه .. حركته وراحته .. يكون ذلك (وحيد الحال)!..

حيث يصادف فقط حالتين كبيرتين من الحركة والسكون خلال الأربع والعشرين ساعة اليومية ..

(فوحيد الحال) يقضي فترة طويلة من الحركة، ثم تعقبها فترة أخرى طويلة يقضيها بالسكون والنوم .. وبحيث تغطي الفترتان الأربع والعشرين ساعة اليومية!
وهذا ما نشاهده عند بعض أنواع العصافير كالكناريا، ونشاهده عند الثعابين، وعند الذباب!

ويخضع عادة (وحيد الحال) إلى سير الشمس في طلوعها وغروبها، فحالة نشاط العصفور تتفق مع طلوع النهار، ونومه يتفق مع الليل ..

وعادة ما يقال عن (وحيدة الحال) أنها حيوانات بصرية! أي تهتدي في معرفتها بالعالم الخارجي، وسلوكها بإزائه، تبعاً لذلك، عن طريق البصر.
بينما يقال عن (متعدد الأحوال) أنها لا تعتمد على البصر في سلوكها، وإنما هي تهتدي بحاسة أخرى كالشم (مثل الأرنب والفأر)، أو اللمس (مثل ديدان الأرض)!
.. وقد تتغير حالة الحيوان الطبيعية، بالتعلم والاكتساب! ..

فالقط عندما يكون (برياً) يقتنص في ظلمة الليل، مثل الذئب والثعلب، بينما (المستأنس) ينام في الليل أكثر مما ينام في النهار.



تنشط الثعالب في الليل للبحث عن الغذا

كما قد تقلب البيئة (وحيد الحال) فتجعله (متعدد الأحوال)! ..فتقطع فترات من السكون والنوم فترة النشاط والحركة واليقظة!..
ذلك ما حدث لعصفور وضعه (زيمانسكي) مدة 73 يوماً في ظلمة دائمة، فأصبح يستيقظ(أي يتحرك!) في الساعة الحادية عشر صباحاً، ويستمر حتى الثانية بعد منتصف الليل، ويقطع حركته فترات نوم وسكون!
و"زيمانسكي" هذا، هو أول عالم درس النوم أو الراحة عند الحيوان، دراسة علمية تجريبية.. وذلك بفضل جهاز ابتكره، وأسماه (مسجل الحركة)، والجهاز عبارة عن صندوق يتصل بأسطوانة، تدور حول نفسها بسرعة 8 سم/ في الساعة، وتتم دورتها في اثنتي عشرة ساعة، وفيها مؤشر يسجل تسجيلاً آلياً كل حركة، يقوم بها الحيوان داخل صندوق مصنوع من الألمنيوم، ويعتمد الصندوق على عمود من الكاوتشوك، يتصل بصندوق آخر صغير، مملوء بالهواء، تخرج منه أنبوبة توصل إلى أسطوانة التسجيل،.. وعن طريق تجاربه على حيوانات مختلفة مستعملاً جهازه هذا، توصل إلى معرفة الحيوانات (وحيدة الحال) والحيوانات (متعددة الأحوال)! وإن كنت أرى أن الجاحظ قد سبقه، ولو بالإشارة إلى ذلك، منذ فترة طويلة، معتمداً على دقة ملاحظته! فلقد قال في كتابه (الحيوان ) يصف نوم حيوان الفهد (والفهد أنوم الخلق،وليس نومه كنوم الكلب، لأن الكلب نومه نعاس واختلاس، والفهد نومه مسمط






نوم الكلب نعاس

قال حميد بن ثور الهلالي:
نمتُ كنوم الفهد عن ذي حفيظة أكلت طعاماً دونه وهو جائع
وعلى العكس من ذلك .. نرى أنه من الطريف أن نشير إلى نوم الأوز!.. فالأوز لن تستطيع أن (تأكل طعاماً دونه وهو جائع)!! فنومه خفيف، بل خفيف إلى درجة مدهشة، فهو يستيقظ من أقل حركة، فحتى الضوضاء التي لا توقظ كلاب الحراسة.توقظ الأوز! ..





.. وهكذا تمضي سنن الحياة! ..
تنوع واختلاف، تباين وتفاوت!.
فعصفور (كالكناريا) وحيد الحال .. (وأرنب) متعدد الأحوال ..
(وفهود) نومها مسمط .. (وأوز) نومه خفيف، وخفيف جداً.
(حصان) ينام وهو واقف .. (وخفاش ) ينام وهو معلق بأرجله ورأسه حرُّ يهتز للأسفل!

(حيوانات آكلة اللحوم) تنام أكثر من (حيوانات آكلة العشب).
حيوانات كثيرة النوم .. وحيوانات قليلة النوم ولا تستغرق فيه، فمعظم نومها سطحي، ليس بعميق.

(هذه) تنام في النهار، (وتلك) تنام في الليل .!
(هذا ) يخرج في فترة، و(ذاك) يخرج في فترة أخرى.
كل ذلك بتنسيق مدهش .. وتنظيم رائع ..!

(هذا) ينشط في ساعة .. وينام ويسترخي في ساعة أخرى!..
بنظام لا يختل، وتوقيت لا يختلف.
ودورة تدور مع دورة الليل ودورة النهار ..

.. حتى لو (أخفينا) دورة الليل ودورة النهار!!
.. حتى لو (لعبنا) في مواقيت دورة الليل ودورة
النهار!!؟ .
فانظر إلى الفأر! ..
أليس له دورة نشاط ودورة راحة؟!
أليس له دورة نوم ودورة يقظة؟!
بلى! ..

فله ساعات للعمل، وساعات للراحة .. ساعات للنشاط، وساعات للنوم ..ككل كائن حي آخر! ويمكن معرفة أوقات العمل من أوقات الراحة، من وضع الفأر على عجلة معينة، بحيث أن جريه يكون دليلاً على يقظته، وعدم جريانه دليل على أنه نائم ..وإذا أردنا الدقة أكثر في تفريق النوم عن اليقظة استعملنا طبعاً الرسام الكهربائي للمخ!

ودورة النشاط والراحة، أو دورة النوم واليقظة هذه، تبدو لنا مرتبطة بشكل مباشر مع دورة الضوء والظلام، التي تحدث كل أربع وعشرين ساعة.
فما الذي يحدث لو (أخفينا) هذه الدورة ..دورة الليل ودورة النهار؟! ..
ما الذي يحدث لو (حجبنا) ضوء النهار، حتى لا تعرف الفئران دورة الضوء؟ Light cycle

هل يتوقف النشاط والراحة؟! .
هل يتوقف النوم واليقظة؟! ..
أم تستمر الدورة، راحة ونشاط، نوم ويقظة؟!
.. الذي تثبته التجربة، أن دورة النشاط تستمر! ..

وتظهر فترات، الراحة والعمل، والنوم واليقظة! ..
بل حتى أن موعد بدء النشاط، لم يختلف عند معظم الفئران! ولم يلاحظ أي اختلاف سوى اختلاف ضئيل، لم يتعد بضع دقائق خلال فترة زمنية طويلة، تصل إلى سبعة شهور! رغم كل ما خُرِّب وكل ما استؤصل، وكل ما أعطي، وكل ما منع!!
فلقد حاولوا إخلال هذه الدورة بشتى الوسائل ..

حرموا الفئران من الأكل .. حرموها من الشرب! ..
أزالوا غدتها الصنوبرية، pineal gland .. عرَّضوها لصدمات كهربائية!.
جرّبوا فيها العقاقير والمسكنات .. واستعملوا معها المهدئات والمخدرات!.
استأصلوا غددها الكظرية، غددها التناسلية، غدتها النخامية!
أعطوها الأتروبين .. أنقصوا الأوكسجين في دمها..جعلوها تحمل pregnancy !

ولكن دورة النشاط استمرت، ولم تتغير ..وبقيت الفترة الواقعة بين دورات النشاط لم تتغير! .. وتفوق في دقتها، دقة الساعة الصنعية، السويسرية منها واليابانية!!
.. قالوا أنه منعكس شرطي، تعلمته الفئران منذ الولادة، برؤية الليل والنهار، وأصبح عندها عادة راسخة لا تزول!
ولكنهم تراجعوا عن ذلك، والحقائق أمامهم واضحة جليلة! .. فكيف يعللّون إذن ظهور هذه الدورة، دورة الراحة والنشاط ، دورة النوم واليقظة، حتى عند الفئران العمياء وراثياً، وتلك التي أصيبت بالعمى عند ميلادها، فلم تر الليل ولم تر النهار؟!
..فالأمر إذن أعقد، وأصعب مما يتصورون!
وتراءى الحل!
تراءى الحل، بهرمون افترضوه، وقالوا إنه عند صرصور جرّبوا عليه، وجده!
فما حكاية هذا الصرصور؟!
صرصور في جامعة كيمبريدج!


إنه صرصور .. إنكليزي! .. وكل الصراصير مخلوقات ربانية. لا فرق بين أمريكي وإنكليزي.. أو عربي وياباني! .. لا فرق .. ما لم تفسد (أضواء) الحضارة نظامه، وتخل موازينه!!
.. فصراصير المنازل، أختل نظامها من كثرة ما نضيء في كل ساعة، وفي أي ساعة، من ساعات الليل أو النهار، مصابيحنا الكهربائية، فصارت تظهر وتختفي بدون توقيت زمني محدد!
وما نريده هنا، هو صراصير تعيش كما خلقت .. تدور مع دورة الليل ودورة النهار!
هي صراصير لم تختل موازينها .. تسير على التوقيت المضبوط! ..
وهذا النوع هو ما جرّب عليه د. (ج. هاركر ) من الجامعة المذكورة! فأخذ عدداً من هذه الصراصير ووضعها تحت ظروف محددة من الضوء والظلام، وبحيث يتوافق ذلك مع فترات الليل والنهار، حتى تأكد من أنها اكتسبت إيقاعاً زمنيا وفسيولوجياً منظماً – شبيهاً بالإيقاع الطبيعي الذي يتخذ من دورة الليل والنهار له دليلاً – فأصبحت تبدأ نشاطها عند الغروب ويزيد هذا النشاط تدريجياً حتى قبيل الثلث الأخير من الليل، ثم يتضاءل، ويبدأ في الهبوط تدريجياً إلى أن تشرق الشمس من جديد، فلا يكاد يُرى، ويظل هكذا طوال باقي النهار، عندها أخذ د. هاركر، صرصوراً من صراصيره، وعرّضه لإِضاءة مستمرةٌ، فأختل نظامه ..واختل زمانه ..
ثم أتى بصرصور آخر، لم يمس إيقاعه الزمني، ففيه نظام ..وفيه دورة! ولكنه منعه من الحركة، عندما بتر له أرجله فصار كسيحاً! ..وبعملية بارعة، وصل الدورة الدموية للصرصور (الكسيح) بالدورة الدموية للصرصور (المختل الزمان والدورة)!. ثم ثبَّت بعد ذلك الصرصور (الكسيح) على ظهر الصرصور(المختل) بشريط لاصق حتى لاينفصلا .. ثم تركهما يتجولان! ..
وكانت المفاجأة !..
لقد قاد (الكسيح) (المختل) وسيطر عليه! ..
فها هو قد أخذ وهو الكسيح! .. زمام المبادرة والحركة .. فكان يحرك (المختل المتحرك) ويدفعه للنشاط، أو يوجهه للراحة والاختفاء، حسب زمانه هو!..
فسيطر (الزمان المضبوط) على (الزمان الذي به خلل)!
وانتقل (الزمان المضبوط) عبر الدورة الدموية إلى دورة دموية ليس فيها(زمان) أو أن(زمانها مختل)!!
كيف ذلك؟!
وهل الزمان (مادة) تنقل عبر الدم؟
لا، طبعاً! ..
وإنما الذي يفسر ما حدث، هو أن نعتبر أن التوجيه الزمني، يرتبط بمادة أو بمواد كيمائية معينة تسري في الدم، وتجول، وتحدد النشاط، الذي يعتمد بدوره على الزمن، وهي التي انتقلت من دورة دموية إلى دورة دموية أخرى!
إذن .. هذه المادة أو المواد الكيمائية، واسمها (هرمونات) هي التي تنتقل من دورة إلى دورة .. ولكن أين توجد، ومن أين تفرز؟!
لقد استطاع هاركر ببراعته، أن يحدد عقدة عصبية صغيرة، توجد تحت مخ الصرصور البدائي .. ووجد بهذه العقدة، عدة خلايا متخصصة، في إفراز هرمونات محددة، وأن توقيت إفراز الهرمونات يتوافق مع الضوء الذي تستقبله عينا الصرصور! ..
فغياب الضوء يزيد الإفراز، ويؤجج النشاط ! ..
ووجود الضوء يفعل العكس تماما، فينقص الإفراز أو ينعدم، وتخف الحركة أو تختفي!
كما وجد أيضاً أن انخفاض درجة الحرارة إلى ثلاث درجات مئوية يؤدي إلى وقف الإفراز، وتأجيل بدء النشاط!
وكل ذلك يدل على وجود علاقة بين هذه الخلايا، وبين التحكم في النشاط!
إذن لقد اقتنعنا أن هذه العقدة، بما فيها من خلايا تفرز هرموناً، لها دخل في عملية النشاط والحركة .. في دورة السكون والعمل .. في دورة النوم واليقظة!
ولكن هل انتهى الأمر؟
هل هذا هو نهاية المطاف؟!
كلا .. فلا زال في الأمر بقية! .. ولا زال هناك تساؤلات لم تحل!!
فمن المعلوم – للعلماء – أننا إذا وضعنا الصراصير ذات النشاط الإيقاعي في ضوء متصل وإنارة مستمرة فإن إيقاع نشاطها يستمر! .. إلا أنه بعد أسبوع أو نحو ذلك يصبح أقل وضوحاً، ثم يزول بالتدريج، ولا تظل الدائرة ثابتة طوال فترة الأربع والعشرين ساعة، فيختل نظامها السابق .. ولكن! ..
ولكنها تنشئ دوريتها الخاصة .. قد تكون أقل من 24 ساعة عند بعضها أو أكثر من 24 ساعة عند بعضها الآخر .. إلا أنها (دورية) بكل تأكيد!..
فلو كان الأمر مرتبطاً فقط بإفراز هرمون من عقدة، بغياب الضوء، لكان لزاماً أن يتوقف النشاط، وتتوقف الدورية! .. ولكنها تستمر!!
وكذلك يحدث نفس الشيء إذا وضعت الصراصير في ظلام متصل! ..
وأيضاً، لو وضعنا بعضاً من هذه الصراصير، عقب فقسها مباشرة، في ظلام متصل فلن يتوفر لها ذلك الإيقاع اليومي، حيث لا يصل نشاطها إلى قمة ما، أثناء اليوم! .. ولكن، لو عرضت للمحة قصيرة من الضوء، يبدأ نشاطها في الوصول إلى قمة يومية،رغم أنها تظل موجودة في الظلام! .. أي أنها تكون في (دورية )!
دورية نشاط وسكون ..دورية حركة وهدوء ..دورية نوم ويقظة!
رغم أنه من المفروض أن تكون في حالة (نشاط مستمر) حتى تفنى!!
وهذا يدلنا على وجود عدد من المواقيت (الساعات) في جسم هذا المخلوق تسبب الدورية، ولكل منها تقريباً إيقاع خاص بالساعات الأربع والعشرين اليومية! وإن لمحة الضوء، قد أفادت في تحقيق نوع من (التزامن) و(التواقت) بين هذه (الساعات) فظهرت الدورية، كعلامة خارجية، لعملية عامة، عميقة الجذور!..
فالأمر إذن، ليس عقدة وهرمونا ..
ليس غدة ومفرزا ..
ليس جوعا وعطشاً ..
ليس تعلماً واكتساباً!..
إنما هو أعمق من ذلك بكثير!
إنه تنظيم زماني باطني ..
إنه (ساعة حية) Biological توجد في كل خلية، فالنظام الدوري يشاهد حتى في الحيوانات وحيدة الخلية protoza تضبط للمخلوق نشاطه .. وتحدد له ميقاته ..وعن طريقها يتم تحركه أو رقاده! ..
كل ذلك بوقت معلوم .. بوقت محسوب .. لا خلل فيه ولا باطل! ..
إنما هو تنظيم ودقة.

وسبحان من خلقَ .. فقدَّر .. وأبدع .. ونظَّم! ..
وسبحان من جعل الليل، وجعل النهار ..
وسبحان من جعل: راحة ونشاطاً .. وجعل .. نوماً ويقظة .. في دورة مستمرة ..
لا تبلى، ولا تُمل!!.

منقول للدكتور أنور حمدي
دمتم في رعاية الله اعضاء وزوار مكشات
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML