يشاع أن برلماننا الموقر سيناقش موضوع تعطيل الشوارع والطرقات بسبب مرور مواكب العائلة الحاكمة والوزراء ورئيس الوزراء والملك وخاصة في شوارع منطقة المنامة ، باعتباره يظهر التمييز بينهم وبين عامة الناس بشكل واضح جداً حيث يوقفون سيارات المواطنين ينتظرون لأوقات طويلة ليمر هذا المسؤول بسرعة وكأنه لا يملك الوقت ليضيعهُ في الشارع والآخرين ليذهبوا للجحيم ومهما كلف ذلك تعطيل مصالحهم فماذا لو احتاج أحد المواطنين للمستشفى أولأمر عاجل حينها، الإشارة الضوئية ورجال المرور والكمندوس أوقفوها وتمركزوا في أماكنهم المخطط لها مسبقا ، يقال أن الأمر أمني بحت هو خوف من اغتيال أو استهداف الموكب وكأنهم في دولة اغتيالات ! صحيح قيل للإمام علي(ع) : (عدلت فأمنت) ، في الواقع أن هذه الجلبة المفتعلة والاستنفار عند مرور أحدهم هي بحد ذاتها إمعانا في التميز وإضفاءً لقيم الإستعلاء على باقي البشر وكأنه شخص مهم للغاية وكبير القوم وهو مخلوق مختلف عن باقي الناس ، في الواقع هم يقومون بهذه الحركات وبمساعدة رجال المرور بإثارة الفوضى في المكان ، ولو تكتموا على مرور هذا المهم بدون جلبة وهالة عمياء لم لفتوا أنظار الآخرين إليه بدون دراية أحد ، ومر سالما معافى ، هم يقصدون هذا التمييز لا محالة لأن هذا الشخص وقته ثمين ووقت باقي المواطنين غير مهم هو مسؤولياته كبيرة وباقي الناس (فاضية) ، هو ساهر على مصالح الناس فليعفوه من البقاء في الشاعر بل يجب عليهم فتح كل المنافذ ليمر بسرعة.
مكيال عجيب عند هؤلاء البشر ، إشارة شارع الملك فيصل في المنامة مع إشارة الريجينسي أنتظر فيها أحيان ساعة كاملة حتى يمر وزير لحظة واحد سريعة يوقفون الشارع الساعة التاسعة صباحا ليمر هو في الساعة التاسعة والنصف - أي- قبل الموعد بنصف ساعة ، تعلمنا الىن انه إذا مرت سيارة مرسيدس شبح ووراءها سيارتي مرور وحرس مع دراجتين ناريتين فهو وزير وإذا كنت خمس سيارات جمسي مع 8 دراجات نارية فهو رئيس الوزراء وتعرفنا على القوانين المكتوبة في حراسة الوكيل والوزير ورئيس الوزراء وحتى الملك نفسه ، هناك عدد معين من الحراس الشخصيين لكل رتبة وعدد معين من المرافقين ورجال المرور وكومندوس لكل منصب دبلوماسي كبير في الدولة، أما الفقراء فلهم الله يحميهم.
03-19-2010, 04:10 AM
العرض العادي
