|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي العلمانية المتطرفة والتدين المتطرف وجهان لعملة واحدة هل يستطيع انسان ان يلغي دور الدين في الحياة؟ لقد بات الدين ضرورة حياة. هذا ما توصل اليه كثير من فلاسفة الغرب. الاديان ليست علبة طماطم تلقيها من النافذة وتنتهي. الدين ليس شقة تسكنها ثم تبيعها او تتركها او تهدمها. لهذا حتى الشخصيات العلمانية المتشددة يأست من الغاء الدين كمرفد للاشباع الروحي للانسان. كل الذي فعله اتاتورك من قوانين ومواجهة شرسة ضد الاسلام تبخر في ساعة واحدة امام صندوق اقتراع، وراح الملايين من الاتراك للصلاة في المسجد والتلذذ بسماع الاذان. لا الذي فعله اتاتورك خدم الدين، ولا الذي فعلته الامبراطورية العثمانية خدم الدين. لا شيء يخدم الدين من جعله موقعا للاشباع الروحي ومن ابعاده عن السياسية. تذكروا كيف كان تدين اجدادنا! تدين بسيط ويحمل حبا وعمقا وبساطة تحبب الناس لهذا الدين. اما اليوم وقد اقحم الدين في الاحزاب والسياسات والتجارة والدول تفجر في وجهنا. هناك مفهوم في الغرب اسمه “خيبة العالم”، طرحه عالم الاجتماع الالماني ماكس فيبر. وقد لاحظ انحسار الروح من الغرب بسبب الانغماس في المادة. ماكس فيبر دعا الى اهمية حضور الدين كقيمة روحية للانسان الغربي مع عدم الغاء التطور الصناعي والتكنولوجي. لا تعتقدوا ان كل الغرب يعني الحادا. ابدا، هناك مئات من المنظمات الروحية التي تدعو للاشباع الروحي وترفض لغة الالحاد. ليس كل تنويريا او فيلسوفا ملحدا. الفلسفة تقود لان تعبد الله وتؤمن به بعقل لا بخرافة. عبادة الله بالعقل توجد لك منظومة متماسكة، اما عبادة بمنطق “الكوبي” او الخرافة تجعل الانسان مهزوزا. مشكلة بعض المتدينين في العالم العربي انهم لا يقرأون بدقة الفكر الغربي. اتعجب من بعض الخطب، وهي تسمي الغرب بالغرب الالحادي. هناك قصور في الرؤية وقراءة ذالك الواقع. لا احد منا لا يعرف الفيلسوف الفرنسي الكبير جان جاك روسو. كان الفيلسوف يرفض فكرة الالحاد رفضا قاطعا، وقد تشاجر مع بعض اصدقائه بسببه، وهددهم بالانسحاب من الجلسة اذا ما استمروا في الحديث عن الله بهذه الطريقة الاستهتارية. انظر كتاب البير ماتييز (الثورة والكنيسة). روسو هو مؤسس نظرية فصل السلطات. انه قامة فلسفية كبرى. تعمقه في الفلسفة زاده ايمانا بوجود الخالق عز وجل. لهذا انا اعتقد ان التدين المتشدد هو الوجه الاخر للعلمانية المتشددة. التشدد مرفوض وهو ضد سنة الحياة. والوسطية هي المثلى. الوسطية في الدين والوسطية في الدنيا. هذا بالطبع لا ينفي القناعة التامة بان ما هو اسلم للدين والحياة هو الحكم المدني الذي يظل حاميا للحقوق المدنية وللتعددية الثقافية. الدولة الدينية هي فكرة بشرية لا تمتلك دليلا على مدعاها. وضع الكنائس في الغرب الان افضل من السابق، لانها راحت تقود الاشباع الروحي وكذلك بقية الاديان هي للاشباع الروحي لتعطي توازنا عند الانسان بين الماديات والروحانيات. هذا ما احاول ان اسس له من فكر، عبر الكتابات والمقاربات الفلسفية والثقافية سواء في كتب او مقالات او مقابلات. هذه المسالة ساشير اليها في المقابلة القادمة مع تركي الدخيل اذا تم طرح استفهام في ذلك او اي مقاربة تساؤلية. ختاما اقول: الوسطية هي الحل وتعليم الانسان قيم التسامح وثقافة الحوار والانفتاح على الحضارات هو الاسلم لحياة متنوعة تقوم على الابداع والتطور وعدم ازدراء الاديان. __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |