إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2010, 02:00 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

قطرة وقت
«طالبان» الدراز في عرس «افويليد»
فريد أحمد حسن

ما تناقله الناس في الأيام الماضية عن قصة حدثت ليلة الجمعة الفائتة في «الدراز الجديدة» (أو كما يحلو للبعض تسميتها بـ «إسرائيل» حيث يقسم أهالي الدراز قريتهم إلى قسمين.. فلسطين وإسرائيل كونهما في «نشبة» دائمة) يمكن أن يشكل منعطفاً سلبياً خطيراً في مجتمعنا لو أنه كان صحيحاً ودقيقاً، حيث يقال إن مواطناً كان يحتفل بزواج ابنته في مزرعة بمنطقة «افويليد» فوجئ بقيام مجموعة مكونة من نحو أربعين شخصاً تتراوح أعمارهم بين التاسعة والعشرين عاماً بمحاصرة المكان والتهديد بتخريب الحفل وتكسير السيارات المتواجدة هناك إن لم يستجب لمطلبهم أو قرارهم بكبح صوت الموسيقى، معلنين (حسب البعض) أنهم «موكلون شرعيون» ما حدا بصاحب الحفل الاتصال بالشرطة بعدما وصل معهم إلى طريق مسدود ومن ثم قدوم شرطة مكافحة الشغب والدخول في مناوشات، وذلك بعدما باءت محاولات موفد من طرف الشيخ عيسى قاسم لتلك المجموعة لإقناعهم بعدم جواز ما يقومون به بالفشل، حيث رفضوا التفاهم وأعلنوا عدم استجابتهم لأي مسعى وأصروا على وقف الموسيقى وهو ما تم في نهاية المطاف. قصة يمكن أن تحدث في أمكنة وأزمنة كثيرة وهي تنتهي في بعضها إلى شجار وعراك عنيف يذهب ضحيته أبرياء، فما يحصل في مثل هذه الحالات غالباً هو أن الطرفين يصران على رأيهما، صاحب الحفل بحجة أنها ليلة من العمر قد لا تتكرر، وأنه من حقه أن يفرح بزواج نجله أو كريمته، والآخرون بحجة أن الموسيقى حرام أكثر من حجة أن من حقهم في أن يهنؤوا بليلة مريحة لا إزعاج فيها.. وكلاهما على حق، وكلاهما يمكن أن يهنأ ويفرح لو أنه ترك للحكمة مجالاً للتدخل.
الخوف كل الخوف هو أن تمهد مثل هذه المواقف إلى تشكيل ما يشبه الميليشيا الطالبانية التي تعطي نفسها حق مضايقة الآخرين بإرغامهم على الاستجابة إلى قناعاتهم، فالموسيقى في عرف مثل هؤلاء حرام، وبالتالي ينبغي أن يؤمن الآخرون بما يؤمنون به فيمنعون أنفسهم من الدخول في احتفالات تدخل فيها الموسيقى، وهو يشبه ما قام به البعض في عاشوراء وذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام بمحاولته فرض قناعاته المحرمة للتطبير على الآخرين ما أوجد الكثير من المواجهات والمشاجرات والعداوات. ويشبه ما قام به متشددون أدى إلى توقف الموسيقى في دوحة عراد.. وإلى تكسير أدوات وآلات الموسيقى في أماكن أخرى.

للأسف، فإن المعطيات المتوافرة في الساحة وتمادي البعض في الغلط وسماحه لنفسه بـ «الاجتهاد وإصدار الفتاوى واتخاذ المواقف» نتيجته الطبيعية تحولها إلى حارة يقرر فيها كل من يشاء ما يشاء من قرارات تعبر عن أفقه الخاص به وهو في كل الأحوال أفق ضيق كونه لا يتقبل من الآخر ويريد أن يفرض عليه أفكاره ووصايته.
هذا المشهد ليس جديداً في البحرين، والذاكرة يمكن أن تأخذ الكثيرين إلى مواقف مماثلة نزع البعض فيها إلى فرض آرائه وقناعاته وأفكاره على الآخرين معتقداً أنه الوحيد الذي على صواب والوحيد الذي معه الحق والعلم والمعرفة بشؤون الدين، حتى أن البعض يروي أنه في بعض السنين الخاليات كانت مجموعة من المتعصبين تقف في بعض الفرجان وتجبر الشباب على حلق شعر رأسه حينما هبت موضة تطويل الشباب لشعورهم.
لا يمكن للبعض أن يفرض رأيه وقناعاته على الآخرين، لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين وكان بإمكانه وهو القادر على كل شيء أن يخلقنا متشابهين في كل شيء ومؤمنين بما يريده سبحانه منا الإيمان به، ولما احتاج الأمر إلى إرسال رسل وأنبياء وتعرضهم للتكذيب وصولاً إلى الاعتداء عليهم. لا يمكن للأمور أن تكون هكذا. لا يمكن لكل الناس أن يكونوا مسلمين ولا يمكن أن يكون كل المسلمين منتمين إلى هذا المذهب أو ذاك، ولا يمكن أن يكون كل المنتمين إلى هذا المذهب بنفس الرأي والفكر ودرجة الاعتقاد والإيمان. بحكمته سبحانه وتعالى خلقنا هكذا فلماذا نريد أن نلعب دوراً ليس دورنا ونقوم بمهمة ليست من مهماتنا في وجود الخالق الذي أرادنا بمشيئته أن نكون هكذا مختلفين ومتكاملين؟
ليس من حق أحد أن يفرض رأيه وفكره وتوجهاته على الآخرين، بل من حق الآخرين عليه أن يتقبل رأيهم وفكرهم وتوجهاتهم وأن يحترمهم ليبادلوه الأمر نفسه. أنت لا تحب الموسيقى ولكن الآخر يحبها، أنت تحب أن تصلي كثيراً وتكثر من النوافل، ولكن الآخر يكتفي بالصلوات المفروضة فقط أو قد لا يصلي بالمرة، أنت تعتقد أن الحجاب أساس ومن دونه تدخل المرأة النار، ولكن الآخر لا يعتقد بمثل هذا الاعتقاد وهو في هذا السن أو في هذه المرحلة أو قد لا يعتقد به في كل الأحوال. لست ربه. إن الله وحده من سيحاسبه وسيزن أعماله ومن ثم يأمر بإدخاله الجنة أو النار.

هذا فيما يخص الاختلافات، أما الخلافات كالتي احتلت مقدمة المقال فحلها سهل إن سمح للحكمة أن تتدخل وتحكي، ففي مثل قصة «افويليد» كان سهلاً الوصول إلى نقطة تلاق بتقدير كل طرف لوضع الآخر، الأول بخفض صوت الموسيقى والآخر باستيعاب حالة الفرح التي يعيشها الأول، وكلاهما يحترم رسول الحكمة الذي وفد يحمل كلمة سواء من رجل بوزن سماحة الشيخ عيسى قاسم.. حسب الرواية.
ترى هل يمكن أن نلجأ إلى القوة في كل اختلاف أو خلاف يحدث بيننا؟ لو استمر الأمر بيننا هكذا فسنعيش قريباً صورة مماثلة للذي تعيشه دول أخرى قريبة من دارنا.. ولو أن حالة الميليشيات وطالبان «ما أتطيح علينا»!
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML