«الوفاق» دعتني لحضور مؤتمرها وهي تعلم أنني «محسوب على الحكومة»

محروم.كوم · #1 03-01-2010, 08:10 AM

في حوار صريح مع عضو مجلس الشورى علي العصفور:

«الوفاق» دعتني لحضور مؤتمرها وهي تعلم أنني «محسوب على الحكومة»

الدراز - سعيد محمد

يصرح عضو مجلس الشورى علي عبدالرضا العصفور بأنه يرفض أن يزايد عليه أحد في ثلاثة أمور هي: دينه ووطنيته وولاؤه للقيادة، وهو في الوقت ذاته، يرفض أن يفصل له أحد «اتهاما» ثم يضعه فيه، مشيرا بذلك إلى الحملة الصحافية التي تعرض لها من جانب بعض النواب إثر حضوره الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الوفاق مساء يوم 18 فبراير/ شباط، وبعض الكتابات التي تبعتها والتي استغربها بالقول: «إن هناك من طالب «بسحب الثقة» مني من دون الاستماع إلى وجهة نظري».
وفي هذا الحوار مع العصفور، سنبدأ بأول سؤال وهو:
هل كنت تتوقع ردود فعل بهذه الحدة بعد مشاركتك في جلسة مؤتمر الوفاق، ولماذا وضعك من وضعك في وجه المدفع؟
- العصفور: أما على صعيد حضور مؤتمر الوفاق، فإنني دائما وأبدا في تواصل مستمر مع كل الأطراف، وكل شرائح المجتمع ولا يتوقف نشاطي عند مجلس الشورى، ولا أقبل أن أجلس وانزوي في بيتي، فعضو مجلس الشورى يمثل سلطة تشريعية قوامها 80 مقعدا، وهذا يلزمه أن يكون قريبا من الناس وفي تواصل معهم، وأنا حينما أتلقى دعوة من جمعية الوفاق أو الأصالة أو المنبر أو أية جمعية سياسية أو من أية جهة كانت، فهذا أمر أتعامل معه من باب التواصل، لأن في هذه المشاركة إثراء لعملي في السلطة التشريعية.
في قفص الاتهام

ولكن ما حدث، بالنسبة للبعض ممن انتقدوك بشدة، خرج عن إطار التواصل كما تقول، وتم وضعك في قفص الاتهام، ومثال ذلك أنك استمعت لتجاوزات ولم ترد؟
- وجودي كمدعو للمؤتمر، حاله حال وجود بعض الأخوة النواب سواء من كتلة الوفاق أو من أي كتلة أخرى، أو من الزملاء في مجلس الشورى، أو من ممثلي الهيئات الدبلوماسية، وما حدث في مؤتمر جمعية الوفاق وفي تلك الليلة من الجلسة الافتتاحية، هو خطاب لأمين عام الجمعية النائب الشيخ علي سلمان موجه لأعضاء جمعيته ولكوادرها ولمناصريها واتباعها وليس لي، وعندما وجهت لي دعوة، فذلك بناء على علاقتي بأعضاء الوفاق من قرب وزملاء في السلطة التشريعية، والوفاق دعت علي العصفور وتعرف أنه محسوب على الجانب الحكومي بدرجة الولاء المطلق، فكما تم تعييني من قبل القيادة، فإنني أتعامل باعتدال مع كل ما يجري في الساحة، وهذا لا يمنع أن أحضر محفلا من دون علم مسبق لي بما قد يدور فيه! وكل ما في الأمر أنني ضيف مدعو للمؤتمر حالي حال الكثير من المدعوين، أما إثارة كلام في شأن عدم ردي على ما جاء في طرح الشيخ علي سلمان، فأقول إن تلك كانت «كلمة»، ولم نكن في ندوة حوارية أو اجتماع تشاوري لكي آخذ دوري في المداخلة وأرد عليه، وهي كانت كلمة موجهة لأعضاء الجمعية وكوادرها كما أسلفت، وعلى الضيف أن يكون وفق البروتوكول مستمعا، كما أن ما أثاره بعض النواب بشأن إما الرد أو على الأقل الانسحاب من المؤتمر، فأنا لم أكمل الجلوس في المؤتمر والكل شاهد خروجي، والنقطة الأهم هنا، أن نواب الوفاق طرحوا داخل مجلس النواب كلاما مثيلا، فأين كان النواب الذين اعترضوا ولم يتكلموا ولم يتصيدوا إلا على علي العصفور؟ وأكرر القول... لو كنا في ندوة أو محاضرة، لكان لي رأي أو مداخلة كما هو حالي في جميع المواقف العلنية والتي يشهد لها الجميع، ولطالما هي كلمة من أمين عام جمعية لأتباعها فهذا أمر آخر.
أرفض المزايدات في علاقاتي

هل يمكن اعتبار ذلك محاولة للإساءة الشخصية إلى عضو الشورى علي العصفور وإثارة الشكوك حوله ضمن مزايدات معينة؟
- العصفور: أود التأكيد مرارا، أنني في عملي وفي علاقاتي أرفض المزايدات، وأنا لا أحب أن يزايد عليّ أحد في ثلاثة أمور: لا في ديني وأنا ولله الحمد موحد، ولا في وطنيتي والكل يعلم بجذوري الراسخة في هذه الأرض، ولا في ولائي لقيادتي، فالقيادة تعرف علي العصفور أتم المعرفة وليست بحاجة لمن يعرفها، وهذا الأمر ليس جديدا ولم يظهر مع تعييني في مجلس الشورى، فخطي معروف وولائي ليس خافيا، ولم أدخل في خانة المعارضة وفق التصور الذي يريد البعض أن يطرحه.
التلميح بـ «سحب الثقة»

فلربما أراد البعض أن يصطاد «كبش فداء» وانتهز الفرصة... فما الذي يمكن أن يثيره «الاتهام» طالما أنت واثق من مسعاك ومن ثقة القيادة بك؟
- لا أرى لمثل هذا الاتهام أي مسوغ، لكنني مستغرب من بعض الصحف التي نادت تلميحا أو تصريحا بوجوب سحب الثقة مني، لأن الصحف التي أحدثت الجلبة على الموضوع، كان لزاما عليها أن تستمع إلى وجهة نظري وتنقلها وفق الأمانة المهنية... تطرح عليّ السؤال وتأخذ الإجابة، بدلا من تفصيل إطار جاهز للاتهام ووضعي فيه! ذلك الاتهام هي – أي الكتابات الصحافية – هي التي صممته ووضعته، وأنا يقينا، ليس لدي أي قلق أو تخوف لأنني على يقين بأن القيادة تعرف علي العصفور تمام المعرفة، وتعرف تحركاته وصدقيته التي لا تضعها الأقاويل وفقاعات الإثارة الصحافية، وأنا شخصيا أعرف صدقيتي.
التغيير من القاعدة الجماهيرية

هل يمكن اعتبار ما حدث هو واحد من الصور الطائفية السيئة التي ابتلى بها المجتمع من جانب بعض النواب، وهل تعتقد شخصيا أن بعض النواب هم من يشعل فتيل الفتنة الطائفية عمدا؟
- المنحنى الدخيل ورائحة الطائفية تأتي من جانبين، الأول أنها مستوردة على صعيد الطائفتين، وهذا واقع، فبعض الأصوات من الطائفتين السنية والشيعية استوردوا بعض هذه المفرزات من الجوار وعكسوها على داخل البلد، وحتى نتلمس الجرح بشكل مباشر، أقول إن هذه النزعة تزايدت على يد بعض النواب، فهم من قام بتغذية هذه النعرة، حتى أن بعضهم – أي النواب – ليست لديه القناعة بأن النائب يمثل كل المواطنين، وإنما يحرصون فقط على العمل التمثيلي لدوائرهم فقط! وبناء على ذلك، ينعكس العمل فإذا كانت الدائرة معتدلة أو متطرفة ينساق النائب وفقا لها، ولكن أحب أن أقول - ويشهد الله على قولي - أن ما لمسناه من جلالة الملك ومن سمو رئيس الوزراء ومن سمو ولي العهد، كقيادة رشيدة، هو توجيه وتوصية بألا ينحى المجتمع إلى هذا المنحى الطائفي، ولكن لابد أن يأتي التغيير من خلال القاعدة الجماهيرية، ومتى ما كان لدى المواطن، الذي يمثل تلك القاعدة، قناعات برفض هذه الممارسات فإنها تسقط من دون شك، وهذا هو المؤمل من الشعب البحريني الذي تغلب على ظروف كثيرة، واعتقد أن هذا النائب الذي اقتات على هذا الجانب لن يحصل على أية فرصة ليغذيها وستنكشف ألاعيبه.
لن يحدث فرق

وكيف تنظر إلى تأثير هذه الممارسات على قرار الناخبين في اختيار مرشحيهم في انتخابات 2010؟
- اعتقد أنه لن يحدث فرق في انتخابات 2010 عما كانت عليه الصورة في انتخابات 2006، وربما يحدث تغيير بالنسبة للمستقلين، أما الجمعيات فسيبقى نفوذها أفضل، ولربما تغير الوضع في انتخابات 2014.
البرلمان... ليس معوقا

ولكن شريحة كبيرة من المواطنين يستخدمون وصف «البرلمان معوق»، ولربما أثر ذلك على مشاركة الناس في الانتخابات؟
- البرلمان معوق...أنا ضد هذا الكلام ولا أتفق معه، وربما هو تعبير من المواطن نتيجة لما عاشه وشهده في السنوات الماضية ، لكن بعد الانتقال إلى مرحلة الديمقراطية وفق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فإن هذا المواطن يحمل الآمال الكبيرة لتحقيق طموحه على كل الأصعدة، وهذه لا يمكن تلبيتها في فترة وجيزة، فمراحل البناء لا تتم بين يوم وليلة، والذي يجري الآن، هو أن الكثير من المشاريع تحققت من خلال هذا المجلس ولا أحد ينكر ذلك، وهناك أمور كثيرة كسن القوانين والتعديلات وخصوصا على صعيد حرية الرأي والتعبير أخذت مسارها الطبيعي، ولا أحد ينكر أن هناك تغييرا عما كنا عليه في السابق، لكن المواطن يطمح للأكثر، والبلد بحاجة إلى نهوض سريع لكنه لا يحدث بين يوم وليلة كما قلت، وعمر التجربة لدينا سبع سنوات، وهنا نتساءل: «هل بالفعل، يمكن أن نؤسس برلمانا في سبع سنوات يكون قادرا على أن ينجز بوتيرة سريعة؟»، فهناك دول كثيرة سبقتنا ولاتزال تسعى لنيل الاستحقاقات، ويجب أن ننظر إلى من سبقونا، وتجربتنا في حاجة إلى العمل المتواصل، وبعد ذلك، ستجد أن دول الجوار ذاتها تقتدي بهذه التجربة.
ابتعدوا عن «المصالح الشخصية»
وكيف نقنع الناس بذلك؟ كيف يمكن التصدي للممارسة الطائفية؟
- الابتعاد عن المصلحة الشخصية هو المسار الصحيح، ويجب أن تلغي المكاسب الشخصية، وننظر إلى مصلحة الوطن الذي يجمع الجميع، ومتى ما ابتعدنا عن المصالح الشخصية ووضعنا المصلحة العليا للوطن، سنرى ثمار استقرار الوطن، وكذلك، أتمنى أن تضع الجمعيات السياسية والمواطنين، أيديهم في يد القيادة فإن هذا الطريق هو الذي يحقق الاستقرار.
هكذا أخدم مجتمعي

وكيف تتعامل مع دورك في المجتمع بعيدا عن المصالح الشخصية وفقا لمرئياتك؟
- بحكم المهام الملقية عليّ والمسئوليات التي أحملها خلاف كوني عضوا في مجلس الشورى، فعندي الجانب الرياضي الذي أحمل فيه مهمة، وهو رئاسة نادي الاتفاق وكذلك عضويتي في المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وأنا لست بعيدا عن الساحة الرياضية، بل أقول إن هذا الجانب من أخطر الجوانب في الساحة المحلية لأنه يتعلق بفئة الشباب، فهنا، أتعامل مع كل الأطياف والعقول... أتعامل مع الناشئ والمراهق والشاب، والأندية هي اليوم أهم عصب اجتماعي لاحتضان الشباب الذين يجب أن يعرفوا دورهم المهم، وهذا بحد ذاته يجعلني قريبا من الوسط الاجتماعي، وينعكس الجانب الرياضي على دوري في السلطة التشريعية والتي هي في الأساس خدمة المواطن، وهنا يأتي تلمس حاجات الناس. بالإضافة إلى ذلك، فإن لدي اهتمامي بالجانب الديني المتمثل في رئاستي لمأتم الدراز الكبير للرجال، ومتابعتي لمأتم الدراز للنساء، وهذا الجانب يوسع التعامل مع شرائح المجتمع المختلفة ويعطيني دورا أكبر، وفي تصوري، فإن عضو السلطة التشريعية المعين أم المنتخب عندما يصل إلى هذا الموقع، عليه أن يكون هو في موقع الخادم للمواطنين وليس السيد عليهم، وحين يوكل المواطن إلى من أناب إليه مهمة متابعة أوضاعه وخدمته، فيجب عليه أن يسعى لخدمة الناس، وأن يكون قريبا منهم ليصل في التشريع إلى ما هو في صالحهم.
زيادة موازنات المشروعات الشبابية

فئة الشباب في البلاد، وتحديدا في القرى، فئة لاتزال مهمة، والسعي في اتجاه تحقيق مكاسب لهم يسير بوتيرة بطيئة جدا لا ترقى إلى مستوى الطموح، فكيف يمكنك التعامل مع هكذا وضعية؟
- أعتقد أن المجلس الأعلى للشباب والرياضة حاليا، وخصوصا بعد القرارات التطويرية ودخول داعم مهم إلى الساحة الرياضية من خلال المجلس الأعلى للشباب والرياضة ممثلا في سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، أعتقد أنه سيكون بالفعل هناك تغيير ملموس مستقبلا، وهذا التغيير يجب أن يفهمه المواطن ويفهمه الشباب على أنه تأكيد للإيمان بدور الشباب في مواقعهم، والكثيرون منا يعلمون بواقع الحركة الشبابية والرياضية، فالموازنات التي تخصص إلى هذا الجانب هي أقل مما هو مطلوب، وأتمنى حقيقة أن تسعى المؤسسة العامة للشباب والرياضة في موازناتها القادمة إلى أن تضاعف هذه الحصة، وأن تسارع في تنفيذ مشروعات تتوازى مع ما يحصل في المنطقة أو في دول الجوار، فالرياضة اليوم ليس كما يعتقدها البعض أو يراها على أنها نشاط شبابي وحسب، فقد أصبحت لها مكانتها لدى الشباب البحريني وينظرون إليها على أنها من ضمن الطموح الذي يأمل أن يحقق من خلالها الشباب ذاته، فعلى سبيل المثال، عندنا داخليا شبه احتراف بين الرياضيين، وهذا بداية إلى تطوير الرياضة في البحرين، أما كيف تتطور الرياضة بهذه الطريقة في ظل منشآت معدومة في بعض المناطق، فهذا ما نسعى إلى تغييره.

لا أنزعج من النقد

ختاما، ربما يكون هذا السؤال بداية لحوار آخر يتطلب مساحة أكبر، وهو: «هل يعمل علي العصفور كإطفائي حرائق سواء على مستوى بعض الخلافات الدينية التي حدثت مؤخرا في الدراز في موسم عاشوراء، أو على صعيد لاتهامات بإهمال متابعة أوضاع نادي الاتفاق؟
- دعني أقول لك أمرا، وهو أن الأضواء دائما ما تكون مسلطة على الشخص الذي يعمل بالقرب من الساحة، ومثلما قلت لك، أنا قريب من الناس، وطبيعتي وتكوين شخصيتي هي نتاج مكون متخالط وأنا ابن القرى، وابن القرية لديه التواصل والترابط القوي، وكل هذه المواقع التي ذكرتها مواقع شعبية ولابد أن تسمع نقدا من هنا ومن هناك، ولهذا، أنا شخصيا لا أنزعج من النقد، فهناك من الناس من لديه مسئوليات أكثر مني، ولكنها تكون محصورة ومحدودة ولهذا لا يظهر وجوده، لكنك حين تكون في مواقع تهم الناس فسيطالبك الناس بالكثير.

أما على مستوى النادي، فأنا لا ألوم الأعضاء في الجمعية العمومية، ولا ألوم أهالي الدراز عندما اختاروني، وقد فزت برئاسة النادي مرتين متتاليتين، وهذا ما قل نظيره حتى في الدورات السابقة... وهو أن ينتخب رئيس لنادي الاتفاق لدورتين متتاليتين عن طريق صناديق الاقتراع، ولأنني عضو مجلس الشورى، فالأعضاء يعقدون الآمال على أنه من خلال موقعي يمكن أن أخدم مجتمعي، وأقول إن القيادة حينما تختار عضوا لمجلس الشورى، فإنها تريد أن تعتمد على شخص قادر على التواصل مع الناس وخدمتهم، فالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك يريد لكل الطاقات في البلد أن تعمل. وأريد أن أقول لأعضاء الجمعية العمومية إن ما يريدونه ويأملون فيه لا يمكن أن يتحقق بين يوم وليلة، وليس في يد علي العصفور عصا سحرية، لكن، ولله الحمد، استطعنا من خلال وجودنا أن نفتح الآفاق لمتغيرات، وقريبا ستجد خطوات عملية لتطوير الجانب الرياضي في نادي الاتفاق، ولن تنتهي مدة الرئاسة إلا وقد حققنا شيئا أفضل مما عملناه في السابق. __DEFINE_LIKE_SHARE__