|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
تحية إلى «شاعر الحسين» قاسم حسين من الأنشطة النوعية الجديدة التي شهدتها الساحة الدينية الأسبوع الماضي، مسابقة «شاعر الحسين»، التي تنظمها الحسينية المهدية بالبلاد القديم، للعام الثالث على التوالي. المسابقة أخذت تستقطب مزيدا من المتابعين والمهتمين بالأدب وأفراد الجمهور، ومزيدا من المشاركات الداخلية والخارجية، إذ بلغ عدد المشاركين المئة، بينما كان العام الماضي في حدود الثمانين، وقبله في الستين. كما زادت المشاركات النسائية من 18 إلى 22، وزادت المشاركات الخارجية إلى 27، من خمس دول: السعودية وسورية ولبنان والعراق وعُمان... إضافة إلى البحرين. المسابقة إذا واعِدةٌ بالنسبة لمن يتابع خطها البياني، فهناك لجنةٌ منظّمةٌ دؤوبةٌ برزت بصماتها على الكتيّب الأنيق الذي أهدي للحضور، ووثّق قصائد العام الماضي. وهناك لجنة تحكيم من متخصصين يحملون شهادات جامعية (3 بكالوريوس العام الماضي، وبكالوريوس وشهادتا دكتوراه هذا العام). وهذه اللجنة تقيّم القصائد بصورة سرية بعد استلامها من لجنة أخرى تقوم بالفرز والتقييم الأولي. وربما تحتاج لجنة التحكيم الثلاثية إلى زيادة أعضائها للاطمئنان إلى دقّة نتائجها، ويمكن دعوة بعض أساتذة الجامعات (عربا أو بحرينيين) من خارج الدائرة المرتبطة بالمأتم والقصيد الحسيني، مع الإقرار سلفا بما يبذله المحكّمون من جهدٍ كبيرٍ في تقييم عشرات القصائد في ظرفٍ زمني قصير. الكثير من الشعراء المشاركين يستند إلى خلفية دراسية جامعية، وأكثرهم من طلاب الآداب أو خريجي العلوم الإسلامية، ومدرّسي اللغة العربية. ولا ينفي أن يكون تخصّص أحدهم هندسة كومبيوتر أو إلكترونيات، أو معلمة رياضيات، بل إن تخصص الفائز بالجائزة الأولى للعام الثالث على التوالي (حسين التتان) علوم أحياء دقيقة، ويعمل أخصائي تغذية... فالمواهب الشعرية لا تنحصر في تخصّصات أو تقسيمات. القصائد الفائزة تلقى على المنصة، وفي حال غياب الشاعر ينوب عنه آخر، خصوصا الشاعرات اللاتي يلقي قصائدهن الزوج في الأغلب. ويتم الإلقاء بعد الإعلان عن القصائد الست الفائزة بالجوائز المالية، وست قصائد رديفة تفوز بالجوائز العينية. القصائد الفائزة كلها ذات قوافٍ قوية، وربما يتمكّن الناقد المدقق من تتبع آثارها في قصائد للشعراء القدامى الكبار، وفي مسابقةٍ تخصّص جائزةٌ لـ «شاعر الجمهور»، لابد أن يأخذ الشاعر ذلك في الحسبان، لتترك قصيدته دويا في الآذان، فتأتي القصائد عينية ورائية وبائية وحائية وميمية... عن سابق قصد وتصميم. الجمهور استمع إلى قصائد مفعمة بالمشاعر الدامعة والأحاسيس، نظرا لموضوعها الضارب في الوجدان، فليس بعد مأساة الحسين (ع) مأساةٌ تدانيها. كلّ شاعرٍ حاول أن يغترف غُرفة بيده من الطفّ، سمعنا شعرا جميلا من المنطقة الشرقية بالسعودية، ربما يستحق بعضه أفضل مما نال من تكريم، مع أن القصائد الستّ توزّعت مناصفة بين السعودية والبحرين. وسمعنا الناقد الزميل كريم رضي، يقتفي أثر أبي فراس في رائيته الذائعة، ويعيد تركيبها بطريقةٍ مشاكسة: أراك سخيّ الدمعِ قد خانك الصبرُ... فكم للهوى نهيٌ عليك وكم أمرُ! على أن ما أشعل المسابقة، مشاركة الشاعر غازي الحداد، الذي ألقى بكل ثقله الشعري وخبرته اللغوية وقدرته الخطابية في قصيدته المجلجلة، التي تذكرك بقصيدة عمرو بن معديكرب ينعى فيها الذين رحلوا وتركوه مثل السيف فردا: ما بالورى بطلٌ تحدّى... بحبائلِ الأوداجِ حدّا بل كلما كتبت دماه... توهّج التاريخُ وَقْدا وأقام في ذروى العلى... فردا كما قتلوه فردا مسابقةٌ نوعيةٌ تشهدها الساحة الدينية، بجهود مباركة لأكثر من سبعين كادرا، من شباب وشابات البلاد القديم، التي كانت يوما موئلا للعلماء والفقهاء، وعادت اليوم لترفع لواء الشعر الحسيني المتدفّق حبّا وعاطفة وقبسا قدسيا من ملحمة كربلاء. __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |