السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,,,

أنا و أنت

كان هذا عنوان خطبة الجمعة

12 / 2 / 2010 م

28 من صفر 1431 هـ


لفضيلة الشيخ : أيمن سامي

كنت أتمنى أن أضعها مفرغة بالكامل

لكن أثناء تسجيلها حدث خلل في التسجيل فلم تكتمل

فأحببت أن أضع على الأقل الفوائد التي كانت في الخطبة

و أضع لكم مختصر لها

لعل يكون فيها النفع و التذكير


:
:

أنا و أنت

مسلمون و لله الحمد ..

الحمد لله على نعمة الإسلام و كفى بها نعمة

{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58


إنها نعمة كبرى من الله جل و علا أن هدانا الله للإسلام

في وقت نعيش فيه على الأرض و نرى :

من يسجد لصنم !!

من يعبد وثن !!

من يعبد عجلاً و بقراً !!

و من يعبد ولد أو امرأة !!

و نحن بفضل الله لا نعبد إلا إلهاً واحداً

الله المنعم جل و علا أعطانا نعمة كبيرة و هي نعمة الإسلام

أنا و أنت

كم مر علينا في الإسلام ؟؟

سنوات طوال و نحن نعيش منعمين بنعمة الإسلام

فهل أدينا شكرها ؟؟

فيا أهل الإسلام

يا أتباع نبي بعثه ربه رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم

هل قدمتم للدين كما قدم نبيكم صلوات ربي و سلامه عليه ؟؟؟

إمام البشرية و معلم الإنسانية بعثه ربه رحمة للعالمين

فماذا فعل ؟؟

ماذا فعل بعد أن نادى الله عليه الملك :

( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ ) المدثر 1 , 2

فقام صلى الله عليه وسلم حتى آخر يوم في حياته قياماً طويلاً

فقام على جبل الصفا :

و نادى على أهله و عشيرته بعبادة الله و ألا يشركوا به شيئاً

فعادوه و حاربوه

بل في رحلته للطائف ظلوا يلقونه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين

ضحى صلى الله عليه وسلم بنفسه و دمه من أجل أن يصلنا نحن الدين و تعاليم الدين

حتى أن أمنا عائشة رضي الله عنها تقول عنه :

كان أكثر صلاته في آواخر حياته و هو جالس

( تقصد في قيام الليل )

تقول رضي الله عنها :

كان يصلي و هو جالس صلى الله عليه وسلم بعد أن حطمه الناس

أنا و أنت

ماذا قدمنا لدين الله ؟؟

بماذا ضحينا لدين الله ؟؟

و لذا سنقف سوياً وقفة مع نبينا صلى الله عليه وسلم

و أتباعه من أصحابه رضي الله عنهم أجمعين

لنرى ماذا قدموا هؤلاء لدين الله

فسنقف فقط مع نموذج واحد من هؤلاء الرجال

الذين ضحوا بكل شئ من أجل الدين

أبو ذر الغفاري

فكم عانى و بذل من أجل إعلاء كلمة الحق

فبعد إسلامه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :

يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس

و ظل هكذا حتى رجع لقومه و قبيلته ( غفار )

فدعاها للإسلام فأبت

فرجع للنبي صلى الله عليه وسلم و يطلب منه أن يدعو عليهم لأنهم لم يسلموا

فرفع النبي صلوات ربي و سلامه عليه

الذي بعثه ربه رحمة للعالمين

و دعى الله أن يأتيهم بقبيلة غفار مسلمين

فرجع أبو ذر لهم فدعاهم للإسلام مرة أخرى فاستجابوا و أسلموا

و ذهبوا جميعاً للنبي صلى الله عليه وسلم

أنا و أنت

ماذا قدمنا لدين الله ؟؟

و هذا يجعل بعضنا يسأل :

أين الطريق ؟؟

و ما الذي يمكنني فعله لأخدم به الدين ؟؟

فبدأ شيخنا خطبته الثانية موضحاً .. فقال :

كيف أخدم الدين ؟؟

بأمور بسيطة , سهلة , لا تكلفك شيئاً

و في استطاعة كل واحد منا أن يفعلها

مثال :

** لم لا يقوم كل واحد فينا بتفقد أحوال جاره

يأخذه معه للمسجد و هو ذاهب للصلاة

ينصحه

يدعوه للخير

لم نسكت ؟؟

لم لا ندعوهم ؟؟

أم ننتظر حتى تأتي النصارى بحملاتهم التنصيرية لتأخذهم لدينهم ؟؟!!!

** أنت تمشي في الشارع

وجدت أطفالاً صغار يلعبون

خذهم معك للمسجد

ادعوهم للدخول و الصلاة

حببهم في المسجد حتى لا يأخذهم غيرنا و يحببوهم في أماكن أخرى

** أصحاب المحلات التجارية

لم نسمع منكم ضجيجاً و صخباً لأغاني و موسيقى لا يرضى الله عنها

فتحملون وزركم , ووزر كل من استمع إليها

لم لا تقومون بتشغيل إذاعة القرآن الكريم

فتنتفعوا و تنفعوا غيركم

ربما يكون صعب عليكم في البداية

لكن مع التعود

ستعتاد أنفسكم الاستماع للقرآن و ستفيدون الكثير

** من يقومون بافتتاح محلات جديدة

لم لا نسمع في الافتتاح آيات من القرآن

بدلاً من هذه الموسيقى الصاخبة

** الآباء في بيوتهم

لم لا تجعلوا وقت و لو ربع ساعة في اليوم

تجلسون فيها مع أبناءكم تعلموهم أمور دينهم

تعلمونهم سنة نبيهم صلوات ربي و سلامه عليه

قوا عقيدتهم حتى لا ينجرفوا وراء الدعاوى الكاذبة

و التي تريد هدم الدين

الأمر سهل و بسيط

الدعوة لدين الله سهلة

فقط تعالو نتعاون و نتحد و نسعى لنشر دين الله بما يرضي الله عنا

لا نقف و نترك غيرنا و هم على الباطل

يبذلون كل غالي و نفيس للدعوة لدينهم

و نحن أصحاب الدين الحق نكتف مكتوفي الأيدي

و يحضرني في هذا :

قصة الشيوعي الذي يقول لا يوجد إله للكون

عندما قابل أحد الشباب المسلم في احدى المواصلات في احدى الدول الأوربية

و ظل يدعو بالإشارة و يشير للسماء و يقول للناس

لا يوجد إله !!!!

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

لكن انظروا :

لا يجيد لغة البلد و يدعوا لدينه الباطل

فغار المسلم و قال له بالاشارة :

بل أنت الذي لا عقل لك !!

فلنجتهد أحبتنا

و ليحرص كل منا على الدعوة لدين الله و شرع الله

و لا نقف مكتوفي الأيدي

أسأل الله تبارك و تعالى أن يستعملنا في طاعته

و أن يغفر لي و لكم

و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً .