نص /فيديو :كلمة د.سعيد الشهابي في ندوة كرزكان عن الإبادة الخليفية

محروم.كوم · #1 02-12-2010, 04:50 PM

" معا ضد حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الخليفي "

ألقيت فى ندوة كرزكان التى تنظمها (حركة حق و الوفاء الاسلامي و الاحرار) عن الحملة الشعبية لمناهضة التغيير السكاني في البحرين
(د. سعيد الشهابي)
11 فبراير 2010

لقد دفع شعبنا ثمنا باهضا لفاتورة مغامرة الاحتلال الخليفي البغيض، وما يزال مستمرا في دفع استحقاقات ذلك المشروع السياسي المقيت الذي فرضه الطاغية على هذه الارض الطاهرة. الهدف من ذلك كله، كما يزداد وضوحا بمرور الوقت، ابادة شعب البحرين الاصلي (سنة وشيعة) واستبداله بمستوطنين يستوردهم الاحتلال الخليفي الغاشم ليجثموا معه على صدور المظلومين من اهل البحرين. وثمة مصطلحات وردت في الفقرة السابقة اوضحها في ما يلي:
اولا: أصر على وصف الوجود الخليفي على ارضنا بانه احتلال لاسباب عديدة: أولا كان احتلال الجزر بالقوة على يدي جدهم احمد بن خليفة، وهذه حقيقة تاريخية مثبتة في الكتب، ثانيا: ان الخليفيين استعملوا منذ تلك اللحظة مصطلح "الفتح" الذي لا يستعمل الا لوصف البلدان الكافرة التي يفتحها المسلمون، ومع اصرارهم على استعمال مصطلح "الفتح" ومشتقاته فانهم يضمرون اعتقادهم بكفر اهل البحرين، ولذلك فلن نتخلى عن وصفهم بالاحتلال الا عندما يتخلون عن استعمال مصطلح "الفتح" لان أجدادنا الكرام دخلوا في الاسلام طوعا منذ السنوات الاولى للاسلام. ثالثا: انهم يصرون على التعامل مع اهل البحرين بعقلية الاحتلال بإصرارهم على رفض الدخول في تعاقد معهم في دستور توافقي يكتبه اهل البحرين لتحديد نمط الحكم الذي يرتضونه. رابعا ان شعب البحرين لم يعترف بالحكم الخليفي الا عندما كتب الدستور بعد الانسحاب البريطاني في 1971. فمنذ 1820 كان البريطانيون هم الذين يحكمون البلاد بشكل مباشر، وبعد الغاء العمل باغلب مواد الدستور في 1975 بقي الحكم الخليفي مفروضا بالقوة خارج اي اتفاق وطني، وبالتالي فلا يمكن اعتباره الا احتلالا، رضي من رضي، وغضب من غضب. خامسا: ان الحاكم الحالي حول الوضع الى حالة احتلال حقيقية. فوضع يديه وأيدي زبانيته على اراضينا ظلما وعدوانا، ابتداء بجزر ام النعسان التي تعادل في مساحتها جزيرة المحرق التي يقطنها اكثر من مائتي الف مواطن، وانتهاء بجزر حوار التي انفق الملايين من اموال الشعب المسروقة لاسترداد السيادة عليها من قطر، وبدلا من تحويلها لأهل البحرين، استحوذ عليها هو ومن معه من اللصوص.
وجاء في المقدمة ايضا مصطلح إبادة شعب البحرين، وهي ليست كلمة عابرة بل ان الحاكم الحالي يمارس جريمة الابادة الجماعية لاهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة)، وذلك وفق الاتفاقية الدولية لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وتعني الإبادة عددا من الأفعال المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، و من تلك الافعال ما جاء في البند (ج) من المادة الثانية: إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً. أوليس هذا ما يمارسه الاحتلال الخليفي في الوقت الحاضر؟
وجاء في المقدمة ايضا مصطلح "المستوطنين" الذين جاء بهم الاحتلال الخليفي ليساندوا احتلاله كما يفعل الصهاينة في ارض فلسطين. وهل هناك من لا يعرف هذه الحقيقة التي اصبحت قضية بدأت تتخذ ابعادا دولية، خصوصا مع وجود توجهات لدى بعض الجهات الدولية والمحلية لادانة الحاكم الحالي امام محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جريمة الإبادة. فبعد ان فعل ما فعل خلال السنوات العشر السوداء من حكمه، لم يعد هناك مجال للمجاملة او الخضوع او الخنوع لهذه الطغمة التي تخلت عن انسانيتها ومارست ابشع اساليب التنكيل باهل البحرين الكرام.
ان ما فعله الطاغية الحالي لم يرتكبه احد قبله، ابتداء بجريمة الابادة وانتهاء بجريمة التعذيب. وما نقوله هنا ليس كلاما انشائيا او عاطفيا بل هو الحقيقة التي اصبحت تهدد وجود السكان الاصليين في هذه الارض. وحتى مصطلح "السكان الاصليين" اصبح هذا الاحتلال الجائر يسعى لازالته من الثقافة العامة، اذ اصبحت ابواقه تنكر وجود سكان اصليين قبل الوجود الخليفي، ولم يخجل وزير التعذيب الحالي من مواجهة احد رموز المعارضة بالقول الفض: ليس هناك سكان اصليون. اليس ذلك تأصيلا لجريمة الابادة؟ وقد تواصلت جرائم الحكم الحالي لتتجاوز ما ارتكبه "العم العزيز" من جرائم خلال الحقبة السوداء، خصوصا في مجال التعذيب. وبرغم محاولات هذا الاحتلال الجائر اخماد الاصوات وتسليط الابواق ضد الاحرار باختلاق الاكاذيب وصياغة المسرحيات الهزيلة، فقد أبت الحقيقة إلا ان تظهر نفسها. الحقيقة جاءت هذه المرة لتقصم ظهر الاحتلال بشكل نهائي بعون الله. لقد جاء تقرير منظمة هيومن رايتس ووج الاخير ليضع مسمارا آخر في نعش هذا النظام المجرم، وليكشف سوءاته، ليكتشف ان ابواقه الرخيصة لن تحميه من غضب الشعب ومن احرار العالم واصحاب الضمائر الحية.
ان هذا التقرير لا يكشف جرائم الاحتلال الخليفي فحسب، بل يجرم رموزه، ويجعلهم مستهدفين، فيما لو تصاعدت جهود الاحرار، من قبل القضاء الدولي كمجرمين ضد الانسانية، ابتداء من رأس النظام وانتهاء الى المعذبين والجلادين انفسهم. واذا اضيف لذلك الشهادة الدولية الاخرى التي صدرت ضد الاحتلال الخليفي مؤخرا، متمثلة بتقرير "فريدوم هاوس" الذي صنف البحرين ضمن الدول "التي لا تتوفر فيها حرية" اتضح حجم الكارثة التي ألمت بحكم هذا الطاغية الذي اعتقد ان اساليب التضليل والتشويش سوف تغير حقائق الواقع.
ان نظام الحكم في البحرين اصبح في نظر العالم اليوم أسوأ مما كان عليه في فترة التسعينات، فليس فيه حرية ويمارس التعذيب على اوسع نطاق. فماذا بقي من المشروع السخيف الذي طبل له المطبلون؟ وما الذي ينتظره الاحرار قبل ان يصعدوا موقفهم من اجل الحق والعدل والحرية والدستور والتحرر من الاحتلال؟
هذا الاحتلال لم يبق له الا امر واحد، وهو ما سيتمخض عنه مشروع الابادة من خلال التجنيس السياسي المقيت. فان أنتم شمرتم عن سواعد الجد، وواجهتموه بما يستحق من ازدراء واستهداف قضائي لمجرميه، فلن يستطيع ان يصمد طويلا. ولو أمعنتم النظر لاكتشفتم بوضوح انه خسر المعارك، الواحدة تلو الاخرى، ولم يعد نظام حكم يستحق البقاء او يقدر عليه. لقد تفرعن وجاء بجنوده من شياطين الانس والجن، يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا، ولكن ماذا يجديه ذلك ما دام اهل البحرين قد رفضوه، وما دامت كافة جهوده قد فشلت وافتضح امره امام القاصي والداني؟ يخسأ الاحتلال ان ينال من عزم الابطال، فشاب واحد من شباب مسرحية الحجيرة، او مسرحية كرزكان، او مسرحية المعامير، اصبح يعادل في كرامته وشأنه وظلامته طواغيت الاحتلال كافة بدون استثناء، فهو انسان عجنت طينته من تراب هذه الارض الطاهرة التي دنسها المحتلون الخليفيون بأقدامهم، وبايمانه وحبه وطهره وصدقه مع نفسه ومع ربه، استطاع ان يتحدى وحوش آل خليفة وكلابهم التي نهشت اجسادهم بلا رحمة او انسانية. لقد اصبح رأس النظام مطلوبا امام القضاء الدولي، ومعه كافة ازلامه، فليعلم هؤلاء ان كل قطرة دم سفكت ظلما من شهيد او سجين، سوف تتحول الى طوفان يقتلعهم من الارض ويرمي بهم في مزبلة التاريخ، كما حدث لمن سبقهم من الطواغيت والمجرمين.
تحية اجلال واكبار لاولئك الصامدين، الذين تحرروا من أسر الاعداء، او الذين ما يزالون مرتهنين لديهم، فقد مضى زمن الاستسلام والخنوع، واصبح البحراني (سنيا كان ام شيعيا) يشعر بالفخر لانه ينتمي لهذه الارض ويكره الاحتلال الخليفي ويمقت سياساته ورموزه الظالمة وكلابه المتوحشة. تحية للمجاهدين والصامدين والمؤمنين بربهم الذين وصفهم الله بانهم "الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، "أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون".
وفقكم الله جميعا لقول الحق دائما، فان "من أعظم الجهاد عند الله كلمة حق امام سلطان جائر".

والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته

__DEFINE_LIKE_SHARE__

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري