بيان رقم(7)
التاريخ: 25/3/1996م

قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين* هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين* ولاتهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين .
صدق الله العلي العظيم
يتعرض شعبنا في البحرين وانتفاضته المباركة إلى حملات ظالمة شعواء ولم تقتصر تلك الحملات على عمليات القمع الوحشية التي تنفذها قوات قمع السلطة بل ترافقها حملات سياسية وإعلامية لتشويه جهاد شعبنا الباسل ومطالبه الحضارية العادلة والمشروعة، التي يسعى من خلالها إلى الخلاص من حقبة الاستبداد والقهر، والجهل والتخلف والفقر.
ايها الشعب المجاهد الكريم...
إننا على يقين بأنه كلما إشتد جهادنا وتصاعد فإن حلقات التآمر سوف تشتد وتتصاعد بدورها وسوف تلجأ السلطة إلى أساليب اكثر لؤماً وغدراً ولن تترد عن تجيير كل الظروف والمعطيات لخدمة أهدافها حتى ولو إضطرت إلى نزع ثيابها القديمة وتقديم بعض التنازلات المؤقته، طالما إن ذلك لايؤثر على وضعها.
ورأينا كيف ان سلطة آل خليفة أطلقت حملة سياسية إعلامية نشطة خلال الثلاثة شهور المنصرمة في سعي حثيث منها لتشويه حقيقة جهاد شعبنا وحقيقة مطالبه العادلة والمشروعة ولحشد التأييد عربيا ودوليا لأعمال القمع والارهاب التي أبرزت وحشية الدولة في إعتمادها خيار القوة والارهاب المنظم كخيار وحيد لضرب الانتفاضة الشعبية والقضاء على طموحات شعبنا في الحرية والديمقراطية، وقد قامت بتنفيذ السلطة اساليبها تلك في مسارات متوازية بهدف الحصول على أفضل النتائج في مدة زمنية محددة، ولكن وعي شعبنا الباسل وحيويته المتجددة والمتمثلة في إستمراره في جهاده ومواجهة أساليب السلطة البربرية الغادرة بإصرار وشجاعة منقطعي النظير وتطويره من أساليب جهاده، قد دفع بالسلطة إلى إعتماد إجراءات تتصف باللؤم في ضرب الانتفاضة الشعبية المتصاعدة. فعلى الصعيد الداخلي، سخرت وسائل إعلامها التي لاتحظى بأي إحترام لدى شعبنا لتكثيف حملة التشويه والتضليل، كما وظفت بعض خطباء المساجد للمشاركة في هذه الحملة المحمومة الظالمة.
أما على الصعيد الاعلامي الخارجي فقد شاركت بعض وسائل الاعلام الخليجية الموجهة في حملة التشويه والتضليل ولم تكتف هذه الوسائل الاعلامية في إتباع أساليب رخيصة ومبتذلة لتشويه حقيقة جهاد شعبنا، مما جعلها محل إستخفاف وإستهجان المراقبين لاوضاع البحرين، بل رأينا كيف أن جريدة (الشرق الاوسط) التي انتهجت خطاً معادياً لانتفاضة شعبنا المباركة منذ بداية إنطلاقها وجعلت من نفسها منبراً مدافعاً عن سلطة آل خليفة في البحرين، قد لجأت إلى اسلوب أكثر رخصا وابتذالا عندما نشرت في عددها رقم 6322 الصادر يوم الاربعاء الموافق 20/3/1996م خبراً ملفقاً تنسب فيه إلى مجهول ــ أحد المدرسين في الحوزة في مدينة قم ــ حيث حاولت تجيير فتوى أحد المراجع في التحرك السلمي ونبذ العنف للمطالبة بالحقوق والحريات الصادرة عنه قبل أربعين عاما، لغرض واضح وهو تشويه حقيقة الانتفاضة الشعبية في البحرين واحداث الوقيعة بين المسلمين وهو الامر الذي نفته ممثلية المرجع في بيان صادرعنها بتاريخ 22/3/1996م رداً على مانشر في الجريدة المذكورة حيث جاء فيه "إن مانقل عن أحد المدرسين في الحوزة أمر عار عن الصحة".
إن محاولات الصحيفة المذكورة الرخيصة للدس على الاسلام والمسلمين لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة خصوصا فيما يتعلق بتشويه جهاد شعب البحرين وهي تتجاهل حقيقة أن العنف والارهاب المنظم قد بدأته السلطة الحاكمة منذ زمن طويل من تاريخ حكمها للبحرين وقد تصاعد بصورة كبيرة جداً مع إنفجار الانتفاضة الشعبية قبل ستة عشر شهراً حيث شملت جرائم السلطة الغاشمة التي تتصف بالغدر والجبن أعمال قتل عمد عن طريق إطلاق الرصاص على المتظاهرين العزّل او تحت التعذيب الوحشي، وعمليات إعتقال عشوائية شملت النساء والاطفال وكبار السن ناهيك عن الالاف من الشباب الغيارى، ومحاصرة القرى والمدن وإقتحامها ومهاجمة المنازل والمواطنين الامنين، والانتهاكات الفظيعة للاعراض والحريات والاعتداء على الممتلكات وسرقتها، ومهاجمة دور العبادة والمآتم وتخريبها وحظر ممارسة الشعائر الدينية، وإتباع سياسة تمييز طائفية بغيضة مرفوضة ومستهجنة من شعبنا موجهة ضد الشيعة في البحرين على مختلف الاصعدة السياسية الاجتماعية الاقتصادية والثقافية، ولم تعد هذه السياسة سراً، بل هي سياسة معلنة من قبل أعلى سلطة في البحرين.

إن المعروف عن أصحاب السماحة والفضيلة المراجع الكرام على طول التاريخ هو مناصرتهم للحق والعدل والحرية، ودعمهم لكفاح الشعوب المضطهدة وقضاياها العادلة، ورفضهم لكل أنواع الظلم والاضطهاد.
إضافة إلى ذلك فإن أساليب عمل أصحاب الفضيلة المراجع الكرام معروفة وصريحة وواضحة للناس، وهم لايتبعون طرق واساليب ملتوية لاصدار فتاويهم أو للتعبير عن ارائهم، ولا يمكنهم أن يوكلوا هذا الامر لاشخاص مجهولين للتصدي لها، كما أدعت الصحيفة المذكورة، واذا كان لابد من ذلك فإنهم يوكلونها الى ممثلياتهم التي تلتزم بالتعبير عما يوكل اليهم بصورة محددة.

ايها الشعب المجاهد البطل...
إننا في الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين نؤكد من جديد على:
1/ عدالة قضيتنا وعدالة الجهاد البطولي الذي يخوضه شعبنا في مواجهة سلطات البغي والاستبداد الخليفية، وأن هذا الجهاد سوف يستمر حتى تحقيق كامل اهداف شعبنا في الحرية والديمقراطية والعدالة.
2/ ادانتنا لعنف السلطة اللاانساني الذي تمارسه بحق الابرياء من ابناء شعبنا ونطالبها بالكف عنه فوراً ونحذرها من مغبة الاستمرار والتمادي فيه.
3/ أن الحل يتمثل في الاستجابة الفورية لمطالب الشعب العادلة والمشروعة، والكشف عن المتورطين في جرائم القتل التي طالت أبناء الشعب وتقديمهم للمحاكمة، وتعويض عوائل الضحايا.
4/ اننا نحيي جهاد شعبنا البطولي المستمر حتى إنجاز كامل المطالب الشعبية العادلة والمشروعة.
وإننا على يقين بأن النصر سوف يكون حليف شعبنا المجاهد البطل، وان اساليب القمع الجبانة وتشديدها لن تتمكن من النيل من صموده، كما ان التصريحات التي تتوعد وتهدد شعبنا دليل على يأس السلطة وبؤسها وتخبطها.
(وما النصر إلا من عند الله).
وإنها لانتفاضة حتى النصر..


منقول من قسم يوميات الإنتفاضة من ملتقى شهداء البحرين وضحايا التعذيب