كلٌ يبكي على ليلاه ...
يقاتل شعب فلسطين جنود اسرائيل القساة بلا سلاح ، ويرمي أطفالهم عليهم حجاره صغيره لاتحرك شعره من رؤوس الاعداء ، لتُغتصب محارمهم ، ويُقتل رجالهم ، وتعذب أمهامتهم ، وينهار آبائهم بين أيدي الكفار ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..




عندما يسلب ذلك الأب القاسي الأطفال من أمهم ، ليأخذهم بعيدا عنها ، لتعيش مريضه بفراقهم ، ويعيشون أيام الظلم والحرمان من حنانها ، ليعدوا الأيام والليالي والساعات والدقائق شوقا لرؤيتها وشوقا لهم ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..




عندما يسجن العصفور في قفصه ، يحرم من حريته كباقي أهله وعشيرته ، يراهم يحلقون فرحين ، لتصدر منه صرخه مكتومه بقلبه لا يسمعها الا جراحه وآهاته ، ليلقى حتفه بين تلك القيود ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..



عندما يسافر الأب تاركا أطفاله وزوجته ، طالبا لكسب الرزق ليستطيع توفير معيشتهم ، وتطول الأيام والليالي ، ويكبر لهم الحنين ، وتختفي عنهم أخباره ، ليعيش كل منهم منتظرا لحظة اللقاء من جديد ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..




عندما ينير الله تعالى قلب ذلك الكافر ليتوب له ، ويعتنق الإسلام مقتنعا به ، ليعلم به أهله وقومه ، فيتبرأ منه الجميع ، ويلاقي أشد العذاب للتخلي عن إسلامه ، وهو صامد أمامهم واثقا بالله عز وجل حتى تأتي ساعة الموت ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..



عندما يعيش قوم كامل أيام بلياليها بلا أكل ولا ماء ، وتنتشر المجاعه بينهم ، ويمتص الأطفال تلك الحجارة الصغيره يسدون جوعهم بها ، ويجف حليب الأم فيموت رضيعها بين يديها ، وتزداد الوفيات بينهم يوما بعد يوم ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..



عندما ينتظر ولي العهد موت ملكه ليكون مكانه ، يمر يومه وكأنه سنه ، يطرح أفكار قتله بينه وبين نفسه للتخلص من ملكه ، ليملأ قلبه حقداً وطمعاً ، وملكه يعيش مطمئنا لايعلم مايدور حوله ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..



عندما تفقد تلك العروس زوجها ووليفها بليلة زفافها ، وتحرق كل ما اشترته من أجله ، ويقصر ذلك الشعر الطويل لطالما كانت له ومن أجله ، وتموت ضحكتها التي كانت تصدر من مداعاباته ، لتغمض عينيها لتبقى صورة وجهه آخر صورة رسمتها بنظرتها ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..



عندما يجري ذلك البخيل وراء كل قطعة نقود ، يحتفظ بها وقد يدفنها بمكان ما لا يعرفه احد ، يعدها كل يوم وقد تكون كل ساعه ، يخاف ان تنقص ولو ذره ، ملابسه ممزقه وأكله قليل ، لايعلم انه سيموت ويفقدها ولن تنفعه ، يعيش على اعصابه خوفا ان يقترب منها احد ما ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..



عندما تعيش فتاة يتيمه فاقده أباها ، والمرض يعيش مع والدتها ، فتذوق طعم الحرمان والألم لحالهما ، راجيه من الله تعالى شفاء أمها ، تدمع عينها كلما أعطت أمها العلاج ، تعيش بلا أمان مفارقه تلك الراحه التي لطالما تمنتها ..

فكلٌ يبكي على ليلاه ..



عندما يكتشف ذلك الإنسان بمرض خبيث يعيش في داخله ، يجري خلف كل علاج قد يتسبب بشفاء من بعد الله تعالى ، يجتمع بأصحابه وأهله ويودعهم كل يوم ، يبتسم لكل صغير وكبير ، ينام ليله مقتنعا أنه لربما لن يفتح عينيه مره أخرى منتظرا لحظة رحيله ..



فكلٌ يبكي على ليلاه ..

فيا عجبي لحالنا نحن البشر

الكل منا يبكي على ليلاه ..