إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: تصميم فيديو موشن جرافيك: القوة البصرية للتسويق الابداعي (آخر رد :مصطفيي)       :: تفسير رؤيا لدغة العقرب في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: شركات عزل فوم: الحل الفعّال للحفاظ على الحرارة والطاقة" (آخر رد :mohammedrostora587a0)       :: تفسير حلم تساقط الأسنان (آخر رد :نوران نور)       :: رموز الحيوانات في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم كلاب تهاجمني (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم اخو الزوج يقبلني (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم اخو الزوج يقبلني (آخر رد :نوران نور)       :: رؤية الولد الجميل في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: رؤية قص الشعر في المنام (آخر رد :نوران نور)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-14-2010, 02:40 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,612
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

بسم الله الرحمن الرحيم

الكسوف والخسوف ظاهرة طبيعية أم تخويف للعباد ؟!!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاهـ وبعد :

فمنذ فطر الله السموات والأرض وما بينهما ، وخلق النجوم والكواكب وسخرها ، والشمس تكسف والقمر يخسف وفق نظام دقيق محكم ، في أوقات معلومة لا تتغير ولا تتبدل { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل88؛ وليس هذا الأمر علما غيبيا ولا سرا خفيا لم يكتشف إلا من خلال وسائل التقنية الحديثة كلا ولكن كان في متناول كل مهتم بمتابعة الأفلاك والعناية بالحساب في القديم والحديث ؛ غير أن أهل الجاهلية كانوا ينسجون حولهما الأساطير ويعتقدون أن لهما تأثيرا على أحوالهم وربما تحكما في بعض شؤونهم حتى وصل الحال ببعضهم إلى تأليههما وعبادتهما من دون الله ؛ فلما جاء الإسلام أبطل هذه الاعتقادات وبين النبي - صلى الله عليه وسلم – أن الشمس والقمر خلق من خلق الله تعالى ، وآيات من آياته العظام لا يملكان لنفسيهما نفعا ولا ضرا فضلا عن غيرهما ؛ كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة) رواه البخاري و مسلم – رحمهما الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدرة كما لطلوع الهلال وقت مقدر، وذلك مما أجرى الله عادته بالليل والنهار والشتاء والصيف، وسائر ما يتبع جريان الشمس والقمر، وذلك من آيات الله تعالى كما قال تعالى: ﴿وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون﴾. وقال تعالى: ﴿هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق﴾ ، وكما أن العادة التي أجراها الله تعالى أن الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين من الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين فمن ظن أن الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط ، فكذلك أجرى الله العادة أن الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار وأن القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ، ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي والهلال يستسر آخر الشهر إما ليلة وإما ليلتين كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين ، والشمس لا تكسف إلا وقت استسراره ، وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف ، كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو التي قبلها ، لكن العلم بالعادة في الهلال علم عام يشترك فيه جميع الناس وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريانهما وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب ..)أ.هـ (مجموع الفتاوى 24/254-256) .

وإذا تقرر أن الكسوف والخسوف يُعرفُ سببهما الكوني ، وتُعرفُ بدايتهما ونهايتهما بالحساب معرفة دقيقة ، وأن لهما أجلا مسمى أجرى الله تعالى العادة المطردة به ؛ فهل ينافي ذلك كونهما آيتان يخوف الله بهما عبادهـ؟ كما يعتقد بعض الجهلة من المحسوبين على علم الفلك ومن اغتر بهم من جهلة الناس !!
فالجواب : كلا ورب الكعبة ، بل إن اعتقاد ذلك أمرٌ خطير قد يؤدي بصاحبه إلى الكفر-والعياذ بالله- ؛ لما فيه من تكذيب النبي - صلى الله عليه وسلم – واتهامه بالجهل والغباء والغش لأمته - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي لا ينطق عن الهوى ، وأعلم الناس بالله جل وعلا ، الذي ما ترك خيرا إلا دل الأمة عليه ، ولا شرا إلا حذرها منه ؛ ذلك لأن لسان حال معتقدي هذا الاعتقاد أنهم قد عرفوا عن الكسوف والخسوف ما لم يعرفه محمد صلى الله عليه وسلم ، ولسان حالهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خوف أمته وأفزعها من أمر عادي لا يستحق ذلك ، ولسان حالهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كلف أمته وشرع لها عبادات عند الكسوف والخسوف لا داعي لها .. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ،
والواقع أن معتقد هذا الأمر الخطير ليس سوى جاهلٍ غريرٍ اغتر بغُرفةٍ واحدةٍ اغترفها من علمٍ بحرُهـ غزيرٌ ، وظن أنه أحاط بما لم يحط به البشيرُ النذير والسراج المنير - صلى الله عليه وسلم – ؛ قال شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين- رحمه الله - إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويف من الله عز وجل لعباده ؛ يخوفهم من عقوبات قد تنزل بهم انعقدت أسبابها ، ومن شرور مهلكة انفتحت أبوابها ؛ إن الكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : يخوف الله به عباده ؛ فهو تخويف من عقوبات وشرور قد تنزل بالخلق لمخالفة أمر الله وعصيانه ، أيها الناس لقد ظل قوم غفلوا عن هذه الحكمة فلم يروا في الكسوف بائسا ، ولم يرفعوا به رأسا ، ولم يرجعوا إلى ربهم بهذا الإنذار ، ولم يقفوا بين يديه بالذل والانكسار ، وقالوا هذا الكسوف أمر طبيعي يعلم بالحساب ؛ فوالله والله ما مثل هؤلاء إلا مثل من قال الله عنهم من الكفار المعاندين ( وإن يروا كسفاً من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم) (الطور:44) فما أدري عن هؤلاء أهم في شك مما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجعوا إلى سنته ؟!! فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثبوتا لا شك فيه في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما ، وإن كانوا في جهل فلا يقولوا ما لا يعلمون ؛ فإن القائل بما لا يعلم شر من الجاهل الذي لا يعلم ، وإذا كان قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يخوف الله بهما عباده فهل قال ذلك على الله من تلقاء نفسه ؟ ، هل قالها جاهلا بما يقول؟ ، هل قالها مغررا للخلق غاشا لهم؟ ؛ كلا والله ما تقول ذلك على الله ، ولا قاله صلى الله عليه وسلم جاهلا بمعناه ، ولا قاله ليغرر به عباد الله ، ونحن نشهد الله عز وجل ونشهد كل من يسمعنا من خلقه أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق ، وأنه صلى الله عليه وسلم ما كذب ولا كذب ، وأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله تعالى وبحكمته ، وأنه صلى الله عليه وسلم أنصح الخلق لعباد الله ، وأنه صلى الله عليه وسلم أصدقهم قولا وأفصحهم بيانا ، وأنه صلى الله عليه وسلم أهداهم سنة وطريقا فصلوات الله وسلامه عليه ، فيا سبحان الله كيف يليق بمن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الكسوف: إن الله يخوف به عباده ، ثم يقول هو كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يعرف بالحساب؟ إن هذا التساؤل لا يرد أبدا على أمر صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يقع أبدا استبعادا لما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، إن على المؤمن أن يسلم بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كاملا ، وعلى المؤمن أن يعلم علما يقينا أن ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن في واقعه أن يخالف الواقع ، وإنما يظن المخالفة من قل نصيبه من العلم والإيمان ، أو ضعف فهمه فلم يقدر على التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع ، ونحن نقول تنزلا مع هذا التساؤل إن كون الكسوف أمر يعرف بالحساب لا ينافي أبدا أن يكون حدوثه من أجل التخويف ؛ فلله تعالى في تقدير الكسوف حكمتان ؛ حكمة قدرية يحصل الكسوف بوجودها وهذه معروفة عند علماء الفلك وأهل الحساب ولم يبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الجهل بها لا يضر والعلم بها لا ينفع ، أما الحكمة الثانية فهي حكمة شرعية ؛ وهي تخويف العباد ؛ وهذه لا يعلمها إلا الله عز وجل أو من أطلعه الله عليها من رسله ؛ فهل باستطاعة أحد أن يعلم لماذا قدر الله الكسوف؟ إلا أن يكون عنده وحي من الله تعالى بأنه قدره لكذا وكذا ؛ وهذا هو ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته حيث قال : يخوف الله بهما عباده .. إلى آخر كلام شيخنا-رحمه الله (تنظر تتمته ضمن خطبه في موقعه في الانترنت )

فإن قال قائل إذا كان الكسوف قد عُلم سببُه الكوني ووقتٌ بدايته ونهايته فمما كان خوفه وفزعه صلى الله عليه وسلم حين وقع ؟ ، فأقول وبالله التوفيق إن خوفه وفزعه صلى الله عليه وسلم لما أوحي إليه من أن الله جل وعلا جعل للعقوبات إذا انعقدت أسبابها أوقاتاً ومواسم خاصة قد تقع فيها أو يمنعها سبحانه لحكمة يعلمها ، وجعل من أوقاتها ومواسمها حين يقع الكسوف أو الخسوف ؛ كما جعل سبحانه لنزول الغيث مواسم و أوقاتاً قد ينزل فيها وقد لا ينزل ، ومن لطفه جل وعلا بعباده المؤمنين أن شرع لهم من العبادات ما يدفعون به تلك العقوبات من الصلاة والصدقة والذكر والدعاء والاستغفار وغير ذلك مما فعله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وندب إليه حين وقع الكسوف في زمنه ؛ كما شرع لهم صلاة الاستسقاء والصدقة والاستغفار إذا أجدبت الأرض وتأخر المطر عن موسمه ووقته ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- :
( فإذا كان الكسوف له أجل مسمى لم يناف ذلك أن يكون عند أجله يجعله الله سببا لما يقضيه من عذاب غيره لمن يعذب الله في ذلك الوقت، أو لغيره ممن ينزل الله به ذلك، كما أن تعذيب الله لمن عذبه بالريح الشديدة الباردة ؛ كقوم عاد كانت في الوقت المناسب، وهو آخر الشتاء ، كما قد ذكر ذلك أهل التفسير وقصاص الأنبياء ، وكذلك الأوقات التي ينزل الله فيه الرحمة ، كالعشر الأواخر من رمضان، والأولى من ذي الحجة ، وكجوف الليل وغير ذلك، هي أوقات محدودة لا تتقدم ولا تتأخر، وينزل فيها من الرحمة ما لا ينزل في غيرها، ..الفتاوى الكبرى1 / 65)
وقال تلميذه ابن القيم –رحمه الله- في كتابه القيم مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (2 / 209- 210) وقد عقد فيه فصلا يرد فيه على المنجمين الذين يوهمون الجهال أن للنجوم تأثيرا على حياتهم وتصرفاتهم ، وذكر فيه أن الكسوف والخسوف من الأمور التي تعرف بالحساب ، وبيَّن فيه كيف يقع الكسوف ، وأن أطول ما يمتد إليه زمان الكسوف القمري أربع ساعات ، وأن زمان الكسوف الشمسى لا يزيد على ساعتين .. إلى غير ذلك من الكلام النفيس .. ، قال –رحمه الله- : ( وإنما ذكرنا هذا الفصل ولم يكن من غرضنا لأن كثيراً من هؤلاء الأحكاميين ( يعني الذين يشتغلون بعلم النجوم ) يموهون على الجهال بأمر الكسوف ، ويوهمونهم أن قضاياهم وأحكامهم النجومية من السعد والنحس والظفر والغلبة وغيرها هي من جنس الحكم بالكسوف ؛ فيصدق بذلك الأغمار والرعاع ، ولا يعلمون أن الكسوف يعلم بحساب سير النيرين (الشمس والقمر) في منازلهما ؛ وذلك أمر قد أجرى الله تعالى العادة المطردة به كما أجراها في الإبدار والإسرار والهلال ، فمن علم ما ذكرناه في هذا الفصل علم وقت الكسوف ودوامه ومقداره وسببه ، وأما أنه يقتضي من التأثيرات في الخير والشر والسعد والنحس والإماتة والإحياء وكذا وكذا مما يحكم به المنجمون فقول على الله وعلى خلقه بما لا يعلمون ، نعم لا ننكر أن الله سبحانه يحدث عند الكٌسوفَين ( يعني الكسوف والخسوف)من أقضيته وأقداره ما يكون بلاء لقوم ومصيبة لهم ، ويجعل الكسوف سببا لذلك ؛ ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم عند الكسوف بالفزع إلى ذكر الله والصلاة والعتق والصدقة والصيام ؛ لأن هذه الأشياء تدفع موجب الكسوف الذي جعله الله سببا لما بعده ، فلولا انعقاد سبب التخويف لما أمر بدفع موجبه بهذه العبادات ، ولله تعالى في أيام دهره أوقات يحدث فيها ما يشاء من البلاء والنعماء ، ويقضي من الأسباب ما يدفع موجب تلك الأسباب لمن قام به ، أو يقلله أو يخففه ؛ فمن فزع إلى تلك الأسباب أو بعضها اندفع عنه الشر الذى جعل الله الكسوف سببا له أو بعضه .. إلخ كلامه رحمه الله)
إذا علم هذا فإن على المؤمنين أن لا يغتروا بكلام أولئك الجهال عن الكسوف والخسوف ، وأن يقدروا هذا الأمر حق قدره ، وأن يولوه الاهتمام اللائق به من الفزع الحقيقي والخوف الصادق من الله جل وعلا ، وأن يربوا أولادهم ومن تحت أيديهم على ذلك ؛ كما صنع قدوتهم - صلى الله عليه وسلم – ؛ فعن عائشة-رضي الله عنها- أنها قالت : (خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فقام فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ، ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ، ثم قال يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) متفق عليه ، وفي رواية عند البخاري -رحمه الله- ( فإذا رأيتموهما فافـزعوا إلى الصلاة ..) ، وفي صحيح مسلم -رحمه الله- عن جابر –رضي الله عنه- قال : ( كسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى يوم شديد الحر فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون ..) ، وفي صحيح مسلم أيضاً-رحمه الله- عن أسماء بنت أبى بكر-رضي الله عنهما - أنها قالت : فزع النبى -صلى الله عليه وسلم- يوما - تعنى يوم كسفت الشمس - فأخذ درعا حتى أدرك بردائه فقام للناس قياما طويلا لو أن إنسانا أتى لم يشعر أن النبى -صلى الله عليه وسلم- ركع ما حدث أنه ركع من طول القيام ) ؛ قال النووي-رحمه الله - : ( معناه أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع بعض أهل البيت سهوا ، ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به إنسان ).شرح النووي على مسلم (3 / 318) ؛ قال شيخنا محمد بن عثيمين-رحمه الله-( في الضياء اللامع من الخطب الجوامع - (1 / 328) : ( فيا أمة محمد إن كسوف الشمس أو القمر لحدث عظيم مخيف ، وأكبر دليل على ذلك ما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند كسوف الشمس من الفزع والصلاة ، وما حصل له فيها من أحوال ، ثم تلك الخطبة البليغة التي خطبها ، فعلينا أن نفزع لحدوث الكسوف ، وأن نلجأ إلى مساجد الله للصلاة والدعاء والاستغفار ، وأن نتصدق لندفع البلاء ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإعتاق في كسوف الشمس ؛ لأن عتق الرقبة فكاك للمعتق من النار ، فأسباب البلاء والانتقام عند حدوث الكسوف قد انعقدت ، والفزع إلى الصلاة ، والدعاء ، والاستغفار ، والصدقة ، والعتق يدفع تلك الأسباب . أيها المسلمون : فإذا حصل الكسوف في أي وقت ، وفي أية ساعة من ليل ونهار ، فافزعوا إلى الصلاة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك ، ولم يستثن وقتا من الأوقات ، ولأنها صلاة فزع ومدافعة بلاء ، وتصلى في أي وقت حصل ذلك ، وليس عنها نهي ، فتصلى بعد العصر ، وبعد الفجر ، وعند طلوع الشمس ، وكل وقت ، واعلموا أن السنة أن تصلى جماعة في المساجد كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ، وصلى خلفه الرجال والنساء ، فإن صلاها الإنسان وحده ، فلا بأس بذلك لكن الجماعة أفضل ) ،
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه ،
اللهم وفقنا لهداك ، واجعل أعمالنا في رضاك ، واسلكنا في سبيل أهل خشيتك وتقواك إنك جواد كريم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم .
كتبه/د. محمد بن عبد الله المحيميد
إمام جامع البصر ، والأستاذ المشارك في كلية
الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة القصيم

20/1/1431هـ
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML