إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2010, 09:40 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

ليس ذنبي او ربما كان كذلك في ان تتوقف حاسة تذوقي للشعر على النمط الكلاسيكي القديم –العمودي – وعلى قلة اخرى من منجات الشعر الحديث – الحر – تلكم النصوص التي تتسم بالوزن والقافية او على الاقل خاصية الانسجام والتناغم الصوتي

لعل هذا يعود الى معرفتي بان تلك الانماط الفنية تحمل الشاعر على البحث عن العمق الدلالي وتدفعه لفتح بطون قواميس اللغة ليتحصل على التوازن الصوتي المطلوب في قصيدته

وربما هو عنصر الالتزام الذي تفرضه مثل هذه الاجناس من النصوص على الاديب او الشاعر او قل هو التزام اصحاب تلك النصوص هو الذي افرز هذه الاشكال المتميزة من الابداع

ان لقب شاعر في العهد البائد لن يكلفك اكثر من كتابة بضع اسطر في موضوع غير مترابط تضمنه الكثير من العبارات او المصطلحات الغرائبية لتحصل على نص سريالي ضبابي وتدفعه للنشر بعنوان قصيدة حرة او قل نثرية وستغدو شاعرا مفروضا اذا احسنت التزلف الى طبقة الرفاق الادباء او الادباء الرفاق في الاتحاد لتدخل البرنامج الثقافي وتزعج اذان الحاضرين في احد الاماسي البعثية الكئيبة


ويلفت انتباهك ذلك اللهاث وراء هذا اللقب اي – الشاعر – من قبل المؤسسة الثقافية للحصول عليه وكانه هو غايته او منتهى ما يطمح اليه احدهم لاكمال المظهر الاجتماعي

الامر الذي يوصل حامله الى درجة الاطمئنان والاكتفاء المعرفي مبما يؤهله للتفرغ لخوض جولات الطاولي مع حاملي اللقب الاخرين في مقاهي الكسل الشرقي الاصيل

لقد همش ابناء القرية النائية الذين حصلوا على بساط سليمان الطائر الذي اوصلهم الى السلطة – اقول- همشوا كل شيء في بلادنا وابقوا تلك الاشياء ليست سوى اصول شبحية لا تكاد ترى او تحس ولم تكن الثقافة احسن حالا من غيرها بل لقد ابتدا مشرعهم – التكريتي- بها اولا واوصلوها الى المرحلة التي اصبحت فيها تسمية الكثير من نتاجات تلك المرحلة – بالثقافة- هي مصادرة في منتهى الاجحاف خصوصا تلك الفترة التي استلم فيهاذلك المشروع المفكرالراحل محمد سعيد الصحاف

لعل هذه الظروف كانت اهم الاسباب وان لم تكن السبب الوحيد لشيوع دعاوى تحرر النص الشعري من اي قيد وربما كانت هذه الدعوة الوحيدة التي يمكن فيها للمثقف ان يستخدم لفظ الحرية او تحرر عند ذاك

واذا كنت ساقتصر على ظاهرة وحيوية الشعر الحر في العراق وما تبعه من نمط متكلف سمي الان شعر النثر فلن اتخلى عن عنصر الاختصار والايجاز في طرحي المتواضع

من مظاهر الظلم الكبير الذي لحق باللسان العربي هو خلوص اغلب مثقفي وادباء الوقت الحالي الى اعتبار التناغم الصوتي في النصوص الشعرية نوعا من انواع القيود التي تضيق الخناق على خيال الشاعر

ان من امعن النظر في بحور الفاظ هذا اللسان لا يمكنه اطلاقاادعاء عجز هذا اللسان عن اسعاف الشعراء بمزيد من سبل البلاغة والابداع ولكن شيوع ظاهرة الهامشيين في كل فن معرفي هو السبب وراء هذا النتاجة وبما انهم طارئون فلا بد لهم من تحطيم القواعد المتعارفة ليتمكنوا من اخذ مكان لهم

لقد جاء شعر المرحلة ا لمنصرمة بنتاجين اولهما اسماء الشعراء التي لا حصر لها ولا عد وثانيهما الكم المهول من النصوص التي ابتعدت اكثر عن قدرة التاثير على المتلقي

على اية حال نحن جميعا ابناء ثقافتنا هذا صحيح ولكن ينبغي للباحث ان يحاول التعرف على ذلك ويتسامى عليه- كيث وندشتل

ان خضوع الادب العراقي الى القوانين الطبيعية التي حكمت غيره من العلوم امر لابد منه لايصاله لمرحلة النضج اللازم فلقد احتاجت الفيزياء الى انشتاين وبلانك لتجيب على العديد من الاسئلة وربما لاثارة موجة اخرى منها ولكنها اكثر نضجا وتكاملا

وكذلك تطلب الاستغلال الاقتصادي ماركس ولينين وثورة بلشفية دموية جرت بدورها العديد من الويلات على الشعوب لتشذب بعض اظافر الراسمالية وتجرها الى انماط ادمية من التعامل مع البشر وكذلك اسكتت ضحايا هيروشيما ونكزاكي طبول حرب نووية محتملة اما على صعيد العلوم الانسانية فقد كان مبدعوها اسوء حظ بكثير من نظائرهم في العلوم التجريبية وربما كان هذا سوء حظ هذه العلوم نفسها عندما تنكرت لعطاء افذاذها

فالعلوم الشرعية لم تكن فقرة من العظماء كامثال جلال الدين الافغاني الذي ازاح عن عبائته غبار الاسلاف وتقاذفته السياسية والسلاطين من بلد الى بلد اخر واخفت صوته الروح السلفية التكفيرية خصوصا جهوده ومحاولاته لتقديم التدين باسلوب متناسب مع الحضارة المعاصرة

وكذلك الحال مع محمد باقر الصدر فقد ضاع نتاجه في صخب دعوات ولاية الفقيه وتنكر طلبته لمنهجه في اسس الاستنباط وعدوها غير ملزمة لهم

اما عالم سبيط النيلي فقد سارع المحيطون به الى خنق نتاجه الفكري المتميز الذي يعد الحلقة الضائعة بين المؤسستين الثقافية والدينية عن طريق ابتداع مؤلفات وكتيبات غير موجودة والصاق اسمه عليها والتي سيحاسب عليها فيما بعد

كان الشعر والبلاغة اغنى الفنون الادبية الناطقة بالعربية على العموم ومع هذا فقد ثبت السياب ونازك الملائكة والبياتي اقدامهم فيه وبلون واسلوب جديدين

لقد امتازت النصوص الاولى للجنس الادبي الذي سمي حرا بالجزالة وحسن الوضع وبالتالي فقد احتل مكان الواجهة في عموم نتاجات تلك المرحلة

تعرض هذا الجنس الادبي الى العديد من العثرات بسبب الالاف الدخلاء عندما سميت تخاريفهم شعرا حرا ولكن لوهلة قصيرة ستجد احمد مطر وموفق محمد اللذان يعيدان بعطائهما قطار الشعر الحر الى سكة الالتزام المنهجي ففي قصائد احمد مطر السياسية الصارمة ذات النسق الصوتي الهادف معاناة عميقة وتساؤت ساخرة تفضح افعال واجرام الحكم العربي الواحدي

اما موفق محمد فما زلت اشعر بضربات قلبه المتعب بين اضلع العراق لقد بعثته الماساة ورائحة الموت من سباته الى عالم الاحياء ولكن علي ان انتظر قليلا قبل ان اتكلم عن هذا الفن المتهالك وساتامل النص التالي:

ان كان بين الحاضرين امرؤ..

لا يتحمل وطاة الحزن

لانه منذ مولده كانت تطوقه الاذرع


وتحف به صدور السعادة

ويغض الطرف ويغلق الذهن

عما عرف من حال البشر وكيف هم

ويرفض ان يدرك ماذا يصبحون

فليبتعد امثال هؤلاء عن مشاهنا الحزينة الوجوه

فلسوف نرعب قلوبهم
شكسبير

وهكذا هي ماساة موفق محمد وهكذا هو جرح العراق الذي اوصل شاعرنا الى حافة ما يسمى بالماساة العالية او الفائقة وهي تلك التي تفتح اعظم الجروح وتعري القروح التي يغلقها النسيج التي تجعل الملوك يخشون ان يصبحوا صفات والطغات ان يظهروا امزجة الطغيان – المصطلح النقدي –

فصدمة اعتقال الابن ومن ثم مرحلة الضياع وراء الامال بحياته وتجلى خاطرة موته بعد سقوط النظام ولكن باي طريقة هل دفن حيا او هل اذابوه باحواض التيزاب وربما احرق ولعله ادخل الى الة ثرم البشر او مزق جسده الرصاص .. ليت شعري ماذا كان يشعر حينها وما الذي اراد ان يقول لوالديه حين ودعت عيناه الدنيا واين وضع ومع كم من رفاقه المنية

لقد اصبح طموح موفق محمد في ان يجد اثرا ما لولده ليضعه في قبر حتى يتسنى له ان ينزفه دما ولكن هيهات ربما كان هذا من حسن حظ الخاملين الذين لم تكويهم نار صدام الى حد الاستواء حيث سيساهم شعر ابو خمرة في استفاقتهم او هو سوء حظ البعثيين الذين لن يدعهم موفق محمد وشانهم مادام قلبه الضعيف يخفق

لقد فاق ثكل موفق محمد مرض السياب وعازته وتعالى على الام احمد مطر وغربته لقد اصبحت ماساته عراقا منظوما في قصيدة

ان ما تجدر الاشارة اليه ان منطقة الابداع الان لدى موفق محمد هو ان الماساة لم تنتصر عليه ولم ينتصر هو على الماساة فدوام الصراع بينهما سيذكي نصوصه القادمة كما كما فعل مع سابقتها

قدم موفق محمدالعديد من القصائد ذات الالفاظ المتناغمة والجرسية وساعدته موهبته في الابتعاد عن مناطق التكرار وعدم الانسجام الامر الذي اكد فيه على هوية هذا الجنس الادبي ولكنه حاول ايضا محاكاة النمط الحداثي النثري عندما خلت بعض قصائده من ميزة المقاطع ومن عنصر الاشباع الصوتي الامر الذي جعلها تضيق بمراد شاعرنا عندما تمنعت عليه عدد من المعاني

امام موفق محمد خيار واحد وهو ان يفتح جرحه امام قريحته الشعرية وليس العكس عندها سينتج لونا وذوقا تفتقر اليه نتاجاتنا الحالية

ان لغياب قبر طفله اهمية قصوى في الية ابداع موفق محمد لان هذا الغياب سيجبر ابو خمرة على اطلاق امواجه الشعرية على طول ارض العراق الدامي لعل رفات طفله يرقد هنا او هناك واخشى كثيرا فيما لو استطاع موفق محمد ان يوجد قبرا لفقيده ان يقتصر في بوحه الاليم على تلك البقعة الصغيرة

هذا الكهل اليتيم وهب بلده قلائد شعرية يتيمة في مثالها ستوثق بقوة لفترة وزمن قاسي ومرير افقدت بلادنا خلالها الكثير من ابنائها ومبدعيها اما خنقا او ابعادا
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شوفو الابو وش سواء محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-09-2010 04:30 PM
شوفو الابو وش سواء محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-09-2010 04:10 PM
؟ قصة الابن الفاسد..؟؟ xXxloloxXx قصص و روايات 1 01-23-2010 02:17 PM
يتيم الابن محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 01-05-2010 09:50 PM
جوف الابو شو علم ولده !! a7ebkom قصص و روايات 14 07-30-2008 07:34 PM


الساعة الآن 07:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML