عشية عيد الاضحى المبارك وبينما كان الجميع يستعد للمناسبة في هدوء وسكينة وبينما كانت الخراف نائمةفي حظائرها مطمئنة..غير مدركة بما سيحيق بها في صباح اليوم التالي علي ايدي الجزاريين الذين ما فتئوا يبذلون الجهد تلو الجهد في شحذ سكاكينهم لهذا اليوم العظيم ..فادا بحكومة دبي تصدر بيانا من كلمتين فقط..لها معنى واحد " لن اكون اضحية هذا العيد ولا اي عيد " انتهى . وقبل بزوخ شمس الصباح افاق العالم على انهيار في اسواق المال الاسيةية..تلتها الاسواق الاوروبية ولم تنج الاسواق الاميريكية بسبب اغلاقها بمناسبة عيد الشكر فما ان عاودت للافتتاح حتى انجرفت مع التيار..وفقد الذهب في بداية تعاملاتهحوالي 40 دولار للاونصة فيما فقد النفط 4 دولارات دفعة واحدة !!! تساؤلات عدة طرحت على الفور: ما هى اسباب الصدمة؟ لقد فاجئت دبي ذابيحيها رفضها للذبح ان اجلا او عاجلا ..وهم الذين استعدوا للوليمة.ولكن قرار دبي رفع السكين من على عنقها وحعل الاخرين يتحسسون اعناقهم !! ما الذي حدث ؟ لقد قررت دبي من جانب واحد تأجيل السداد لد فعة من ديونها ..وبهذا وجهت رسائل عدة بالغة الخطورة للمجتمع المالي الدولي وهى: 1- ان دبي بعد ان اعتراها اليأس من المماطلة في تقديم يد العون فهى قادرة اتخاذ قرارات احادية الجانب في سبيل الدفاع عن مصالحها وهى في هذا السياق قادرة على اتخاذ قرارات اخرى اكثر ايلاما ان لزم الامر. 2- الضغط على دبي لا يفيد ..فهى ليست في وارد الاستسلام وان الضط او مزيد من الضغط سيسبب اضرارا للجميع وليس لدبي وحدها. 3- فقدان الثقة و المصداقية لن يطال دبي وحدها بل سيطال ابوظبي وقطر والسعودية والبحرين والكويت .ففور صدور القرار ارتفعت اسعار التأمين على ديون دبي في الاسواق الدولبة بنبسة30% وبنسبة اقل على ديون ابوظبي. 4- الخسارة المالية لن تصيب دبي وحدها بل المتضرر الاكبر هم الدائنيين وهم من كبريات الشركات العالمية التي لم تخرج بعد من اتون ازمة عالمية طاحنة. 5- لم تكن دبي سببا للازمة لكي تدفع وحدها الثمن ..بل هى ضحية لها وعليه على الجميع التعاون معا او السقوط معا . سؤال اخير : ما هى الاهداف الاسترتيجية لقرار دبي ؟ تسعى دبي في دخول مفاوضات جادة ومعمقة بهدف : اولا :تخفيض قيمة الدين من 60 ملياردولار الى قيمة اقل نظرا لانخفاض قيمة الاصول في جميع انحاء العالم ..وسداد 60% او 70% افضل من لا شئ. او ثانيا :تمديد فترة السداد من ثلاث سنوات الى سبع او عشر سنوات مع فترة سماح وسعر فائدة اقل . او ثالثا : تكوين تحالف محلي اقليمي دولي لانشاء صنوق مالي يقدم خطة حفز لاقتصاد دبي لمساعدته على التعافي . وفي النهاية فقط تحصل دبي على الاقتراحات الثلاث السابقة. لقد قالت دبي كلمتها وهى ليست في عجلة من امرها ..وعلى الاخرين ان يعيدوا حساباتهم ويقولوا كلمتهم..فهل يفعوا ؟!! دعونا ننتظر لنرى .