الموضوع نقلاً عن مدونة لغة الياسمين، يتكلم عن الصحافة الإلكترونية والورقية وفيه عن بحرين أون لاين البحرين ‘تثير قلق‘مراسلون بلا حدود إلكترونيا.... قل هو الحظر الصحافة الورقية صداع الحكومات ومتنفس مليار و600مستخدمرباب أحمدما عاد مشهد قراءة الصحيفة الورقية صباحاً مع ارتشاف قهوة الصباح، وصوت فيروز في الدول العربية جزاءاً من السلوك اليومي لعدد كبير من بني البشر في العالم، مع وصول نسبة قراء الصحف الإلكترونية إلى أكثر من ثلث إجمالي قراء الصحف بكافة أشكالها، وبلوغ زوار مواقع الصحف الالكترونية ما نسبته 41 % من مجمل مستخدمي الإنترنت الربع الأخير من 2008 ، بحسب مركز بيو للأبحاث. ويبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم (1.620.906.262) مستخدم، 47.964.146 منهم ‘شرق أوسطي‘ _أي بنسبة 2.9 ٪ من مستخدمي الإنترنت بالعالم_ ، حتى 30 يونيو / حزيران 2009 وفقاً للموقع الإلكتروني لإحصاءات الإنترنت العالمية (1). ووفقاً للموقع ذاته فأن عدد مستخدمي الإنترنت في البحرين البالغ عدد سكانها بحسب أخر إحصائيات مصرف البحرين المركزي مليون و126 ألف نسمة يصل إلى 250*000 مستخدم. و تشير إحصائيات مؤسسة نيوزلينك الأميركية إلى انه في نهاية عام 1998 وصل عدد الصحف التي تدير مواقعَ على الشبكة في العالم إلى 4900 جريدة منها حوالي 2000 جريدة أميركية. ليست هذه المؤشرات هي الوحيدة على انحناء الصحافة الورقية أمام عاصفة مثيلتها الإلكترونية الأسرع/ الأرخص والتفاعلية ، حيث غلق عدد من الصحف الورقية وتسريح موظفي صحف أخرى، وتحول صحف ورقية لإلكترونية دليل على ، الأمر لا يتعلق بالصحف الإلكترونية فحسب، حيث تعاضدها المدوّنات‘Blogs‘، المنعوتة من قبل خبراء الصحافة الإلكترونية بـ ‘الشكل الأحدث في مجال الصحافة‘، رغم إصرار الإعلاميين الكلاسيكيين على وسم الأخيرة بـ ‘ الشكل اللامشروعي في التعبير عن الرأي ‘، وتعاضدها أيضا مواقع التفاعل الاجتماعي كـ ‘الفيسبوك‘ ، والتي يستثنى من ارتيادها 6 ٪ فقط من جميع مستخدمي الإنترنت بالعالم، وفقاً لتقرير مركز بيو للأبحاث الصادر في 21 أكتوبر / تشرين الأول الجاري. فيما يبلغ عدد مستخدمي ‘الفيسبوك‘ في البحرين 132 ألف، حسبما صرح بذلك مؤخرا المدير التنفيذي للمؤتمر الأميركي للمواطنة. وتكمن التحديات الكبرى للصحافة الورقية مع غزو نظيرتها الإلكترونية لعالم الصحافة، بصورة واسعة في سرعتها الفائقة في نقل المعلومة على نطاق عالمي لا تحده حدود جغرافية، وفي أتساق أفق الحريات فيها، نظراً لطبيعة الفضاء الأفتراضي الغير خاضع لقبضات الرقابة. لكن هذا لا يعني غياب السلطة بصورة نهاية عنها. فأمثلة الرقابة على المواقع الإلكترونية في العالم وخاصة بالدول العربية لا تعد، بدأ بمحاكمة المدون البحريني_المتوقف عن التدوين الآن_ محمود اليوسف في 2007 بتهمة الإساءة إلى وزير البلديات آنذاك بتدوينات نشرها على مدونته، حلت ودياً، و محاكمة ‘الفيسبوكيين‘ _مرتادي موقع التواصل الاجتماعي العالمي_، وسجن المدونين، كالمدون السعودي فؤاد الفرحان لمدة تزيد عن أربعة أشهر، وسجن نظيره المصري كريم عامر لمدة أربع سنوات، منذ العام 2006 إلى اليوم، بتهمة الإساءة للنبي محمد، بعيد نشره لتدوينات عن الرئيس المصري، وغيرها من الشواهد على أن يد سلطة الحكومات تمتد لتطال الشبكة المخلوقة لتكون ‘بلا حدود‘. 10 أشهر عمر ‘مواقـع ضـد الكراهيــة‘ المولود برعاية ‘الوقت‘ وليس انتهاء بحظر المواقع، وفي المملكة يحظر قرار وزارة الثقافة والإعلام رقم واحد الصادر في يناير/ كانون الثاني من العام الجاري ما يفوق 1000 موقع إلكتروني (2) محلي وإقليمي وعالمي، أدرجها القرار في زمرة المواقع ‘الطائفية‘، و ‘الإباحية‘، الأمر الذي أثار موجة عارمة في أوساط الناشطين الإلكترونيين البحرينيين، وحقوقيين وسياسيين، دشن المدونين البحرينيين عريضة إلكترونية لمناهضة القرار، وصل عدد الموقعين عليها إلى 1012 موقع . وكان لعدم تجاوب وزارة الثقافة والإعلام مع مناداة مؤسسي ميثاق شرف «مواقـع ضـد الكراهيــة» رفع حظر المواقع الدور الأبرز في إجهاض الميثاق الذي تبنته ‘الوقت‘، بعيد ولادته بعشرة أشهر، إلى جانب عامل عدم التفاعل الجاد من قبل الموقعين على الميثاق معه، كما أعلن مؤسسي الميثاق. ووضعت منظمة مراسلون بلا حدود البحرين للمرة الأولى في قائمة الدول المراقبة على الصعيد الإلكتروني ، بتقريرها الصادر في 2009. ويشير التقرير إلى تصنيف 12 دولة كعدو للأنترنت ‘بورما ، الصين ، كوبا ، مصر ، إيران ، كوريا الشمالية ، والمملكة العربية السعودية ، سوريا ، تونس ، تركمانستان ، وأوزبكستان ، وفيتنام‘. ويوضح التقرير ‘بأن هذه الدول تفرض رقابة على الأنباء والمعلومات على الإنترنت ، وتعرض مستخدميه للاضطهاد‘. ووضعت مراسلون بلا حدود 10 حكومات أخرى من بينها البحرين تحت المراقبة، ووصفتها بـ ‘ المثيرة للقلق‘ لاعتمادها تدابير يمكن أن تفتح الطريق أمام انتهاكات حرية الإنترنت، على حد التقرير. وليس أمر الحظر طقساً خاصاً بالبحرين وحدها ، فسوريا، السعودية، مصر، تونس بها سيناريوهات حظر ليست بعيدة في تفاصليها العامة. ‘بحرين أون لاين‘ورغم كل هذه القيود، إلا أن الرقابة على الإعلام الورقي ما تزال أوسع بكثير عنها في مثيلتها الإلكترونية، بصورة قد تؤدي بعد أعوام لتهشم الصحافة الورقية، مع التوجه العالمي نحو الصحافة الإلكترونية. الأمر ليس مزحة، فإغلاق عدد من الصحف العالمية بعيد الأزمة المالية العالمية، لم يكن إلا بعد مهاجمة ‘الإلكترونية‘ للوسط الإعلامي بشراسة، ومن لا يواكبها لم يعد قادراً على الصمود. إلى جانب، تحول صحف ورقية إلى إلكترونية و إعلان عدد من الصحف العالمية تقليص عدد صفحاتها، أو دورية صدورها. كصحيفتي «نيويورك صن» و«ذا روكي ماونتن نيوز» اللاتي جاء إعلان إغلاقهما بداية العام الجاري، لتصبحا أول صحيفتين كبيرتان تنحيان أمام الأزمة، بسبب انخفاض التوزيع وتراجع أرباح الإعلانات. كما أعلنت مجموعة «ماكلاتشي» الصحافية وهي ثالث أكبر مجموعة صحافية أميركية إلغاء 1600 وظيفة أي الاستغناء عن 15% من موظفيها بسبب نقص أرباح الإعلانات، واتخذت «واشنطن بوست» إجراءات مماثلة بخفض عدد الوظائف والدفع ببعض موظفيها إلى التقاعد المبكر. وتشير التقديرات إلى أن ما يعادل 16 ألف وظيفة في مواقع غرف الأخبار تم إلغاؤها العام الماضي كما تم تسريح حوالي ألفي شخص منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن.ولم تكن البحرين بعيدة عن هذا المشهد، إذ أن عدد من الصحف البحرينية سرحت موظفيها، واستبدلت عدد من صحافيها بصحافيين آخرين ، وبرواتب وخبرة أقل، وأوقف التوظيف في غالبية الصحف ‘إلا ما رحم ربي‘. و برزت ظاهرة قلة الإعلانات على السطح في العديد من الصحف مما أثر على وضعها الاقتصادي بصورة كبيرة جدا، فكثر الاتجاه للصحافة الإلكترونية الأسرع/ المجانية/ وللمعلومة الحرة فيها مفتوحة على مصراعيها. وزامنت كل الصحف البحرينية صحافتها الورقية بالإلكترونية، ولكن لا تتيح بعض الصحف خاصية الرد على المواضيع، وأخرى تستخدم تقنية غير جيدة في موقعها الإلكتروني بحيث لا تسمح بتصفح الأرشيف على سبيل المثال. فيما سعت الزميلة ‘الوسط‘ لتغطية رغبة القراء الإلكترونين لها في خدمة ‘وسط أون لاين‘ التي تقدم الأخبار المستجدة قبل نشرها بيوم في الصحيفة الورقية، وخدمة الرسائل النصية على الهواتف المحمولة‘ SMS‘. كما أن هناك من النشاطين الإلكترونيين من يصف أحد المنتديات المحلية الإلكترونية المتناولة للشأن المحلي، بـ ‘نبض الشارع البحريني‘. فعلى سبيل المثال يفوق عدد المسجلين في الموقع ‘بحرين أون لاين‘ 165 ألف عضو مسجل، وأن الموقع يستقطب ما يزيد عن 50 ألف زائر يوميا. وأغلق وحجب هذا الموقع أكثر من مرة، قبل قرار الحظر. ووصل الأمر بشهرة الموقع إلى أن جريدة ‘نيويورك تايمز‘ الأمريكية نشرت تقريرا في العام 2006 حوله قالت إن جميع السياسيين في البحرين يبدؤون يومهم بتصفح الموقع لمعرفة بماذا تفكر المعارضة ، وذكر أيضا أن الوسيلة الأسهل لتنظيم المسيرات الاحتجاجية في البحرين هي نشر تفاصيل عنها من خلال هذا الموقع (3). وتم إلقاء القبض على ثلاثة من المسئولين عن إدارة الموقع ‘على عبد الإمام ،محمد الموسوى وحسين يوسف‘ في العام 2005 وتم احتجازهم لمدة 15 يوماً، دون أن تسقط عنهم التهمة، ورفعت وزارة الإعلام البحرينية دعوى قضائية ضد ملتقى البحرين متهمة إياه بثلاث اتهامات هي المساس بالذات الملكية والحض على كراهية النظام والازدراء به ونشر دعايات وأكاذيب من شأنها خلق البلبلة. وفي المقابل، تنشط منتديات مملكة البحرين في أوساط ‘أنترنتيون‘ بحرينيون آخرون بصورة قريبة من ‘بحرين اون لاين‘ ، لكن الأخير ‘سلم‘ من وشاح ‘الحظر الثلاثي الألوان‘، ويرجع المسئولين عليه نجاته من الوشاح لترخيصه من قبل وزارة الثقافة والإعلام، بينما ‘بحرين اون لاين‘ ليس كذلك. وجه جميل لحقيقة الصحف الإلكترونية وتمتاز الصحافة الإلكترونية بالسرعة في تلقي الأخبار العاجلة وتضمين الصور وأفلام الفيديو مما يدعم مصداقية الخبر، وسرعة وسهولة تداول البيانات على الإنترنت بفارق كبير عن الصحافة الورقية التي يجب أن تقوم بانتظارها حتى صباح اليوم التالي، وبالتفاعل مباشر بين القارئ والكاتب حيث يمكنهما أن يلتقيا في التو واللحظة معاً. كما أن الصحافة الإلكترونية أتاحت إمكانية مشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير من خلال التعليقات التي توفرها الكثير من الصحف الإلكترونية للقراء بحيث يمكن للمشارك أن يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في نفس اللحظة، والانتشار الكبير لارتياد الصحف والمدونات والمواقع الإلكترونية لا ينفي أنها واقعة بين فكي السرعة والدقة. ووجه بارد لحقيقة التدوين ‘الشرق أوسطي‘ وضمن ما يزيد عن 37 مليون مدونة تضمها شبكة الانترنت ، لا يكاد نصيب المدونات العربية يزيد في أفضل تقدير عن 40 ألف مدونة ، أنشئ اغلبها في عام 2006،إلا أن تأثير وشهرة هذه المدونات قد فاقت التوقعات وباتت تمثل صداعا للعديد من الحكومات العربية، كما يقول التقرير المنشور بموقع المبادرة العربية للإنترنت. ويعد المدونين أكثر عرضة للهجوم من قبل من نظرائهم في وسائل الإعلام الأخرى. فالمدونات غالبا ما تعمل من تلقاء نفسها وليس لديها الموارد التنظيمية ، التي يمكن أن تساعد في حمايتهم من المضايقات والترهيب. وتذكر لجنة الصحفيين في تقريرها بأنها رصدت 160 حالة تحرش بمدونين في العام الماضي 2008 بمصر وحدها. ولا يقصر الأمر بملاحقة المدونين المناكفين لأنظمة الحكم بدولهم، بل يتعدى الأمر لأسرهم، إذ ألقت السلطات الإيرانية القبض على والد المدون الإيراني سينا، حين فر الأخير من البلاد في العام 2004. وفي تونس، انتظرت أبنة المدون التونسي مختار اليحياوي_ الذي كان قد حوكم في وقت سابق _ أشهرا لتجديد جواز سفرها. ويعد مراقبون المدونات الإلكترونية _مواقع شخصية للتعبير عن الآراء_‘مؤشر لقياس الرأي المحلي تجاه القضايا المحيطة‘. هامشـــــــ(1) أنظر موقع إحصاءات الإنترنت العالمية http://www.internetworldstats.com/stats5.htm(2) حسب تقرير لجنة الصحافيين الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2009(3) أنظر التقرير ب‘ نيويورك تايمز‘http://www.nytimes.com/2006/01/15/in...rtner=homepage
__DEFINE_LIKE_SHARE__
11-27-2009, 12:50 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
