تغطية خطبة المشيمع في جامع الإمام الصادق (ع) بالقفولبعد صلاة العشاءين – ليلة السبت من كل أسبوعليلة السبت – الموافق 20/11/2009مفي سياق حديثه عن السنن التاريخية استعرض سماحة الأستاذ حسن المشيمع القصة التي تشير إليها الآيات الكريمة من مشهد من قصة النبي موسى (ع) مع فرعون إذ تلا قوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم { قَالَ أَلْقُواْ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ . وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ . فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ . فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ . وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ . قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ . رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ . قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ . لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ . قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ . وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } الأعراف : 116- 126.وأوضح المشيمع أن الفرعون كما يذكره القرآن الكريم إنما هو رمز وعنوان للطاغوتية ولكل ظالم طاغ وجائر وليس المقصود شخصا بعينه بل كل من تنطبق عليه تلك الصفات والأفعال مبينا أنّ نفس التاريخ والصراع والنتائج تتكرر في أي وقت آخر وهذا ما ينبغي أن ندركه جيدا. وأضاف: فرعون ادَّعى الربوبية وقال أنا ربكم الأعلى نظريا ومارس هذا الادعاء بشكل عملي. وعلق المشيمع بقوله: من المفارقات أن الفراعنة اليوم موجودين في العالم العربي وليس العالم الغربي الذي لا يؤمن بالله، مع أن الإسلام حارب الفرعونية والطاغوتية!يتابع المشيمع الحديث حول ذلك المشهد بين موسى (ع) وفرعون وسحرته فيذكر كيف أن السحرة قد آمنوا برب موسى (ع) بعد أن كانوا يعبدون فرعون بعدما انكشفت لهم حقيقة الأمر وأبطل السحر الذي أتوا به باعتباره زيفاً وأن كل زيف وباطل فإنه ينتهي ولو بعد مدة، أما الحق فإنه واضح وما عداه مرده أن ينكشف في الأخير. وقال: إن مشكلة هؤلاء الجبابرة والملوك أنهم لا يلتفتون إلا في وقت حرج بحيث لا ينفعهم ذلك: يقول جل وعلا: { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } يونس : 90.وبين المشيمع أن موقف السحرة الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى يرمز إلى الموقف الشعبي الحازم والصريح إذ أنهم لم يكترثوا بتهديدات فرعون لما رأوا الحق (فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ) وقال إن الشعب إذا وعى وبصر طريقه لن يستطيع طاغوت أو جبار أن يقف أمامه، (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) كان فرعون يعتمد عليهم كما يعتمد النظام الآن على مجموعة من الكتاب والمطبلين، كل كاتب لا يكتب بضمير ومن يدعي أنه يمثل الشعب ولكنه يقف ضد الشعب فهو زيف وسينكشف هذا الزيف، (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ) يجب أن تستأذونني في كل شيء، لماذا يعتقلون الناس اليوم؟ عندما تحتج وتطالب بحق فأنت تحتاج لأن تأخذ رخصة،.. أنت هضمت حقوق الجميع وتمارس الظلم فكيف آخذ رخصة لأمارس حقي ضدك؟ (إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) يعلق المشيمع بأنه عندما تكشف الحقائق يأتي أولئك المطبلون والذين يغطون على أخطاء الظالم ويبروونها له والذين يرمز إليهم بما كان يعمله السحرة عن طريق حملتهم الشعواء ويدعون لمحاكمتك وترحيلك من البلد، مؤكدا أن الظالم إذا عجز عن مجابهة الحجة والمنطق فإنه يلجأ إلى التهديد كما أكد أن تلك الأبواق مصيرها الافتضاح والسقوط إذ أن الحق منتصر لا محالة، (لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) هذه حيلة العاجز، انسدت أمامه السبل وانكشفت الحقائق فيلجأ إلى التهديد، هنا تأتي الإرادة الشعبية فتقول: (قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ . وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ).يؤكد المشيمع: إن النظام المهترئ والضعيف يقوم بهكذا أفعال وهو يمهد لأن يسقط شيئا فشيئا فمن الواضح أنه مصاب بحالة هلع وهذه الحالة التي التي تنتابه تدفعه لأن يرتكب الخطأ تلو الخطا، مشيرا إلى بعض التقارير التي تبين تراجع النظام إلى الوراء كتقرير الشفافية الذي يؤشر إلى تراجع مستوى البحرين إلى الأسوء فيما يتعلق بمكافحة الفساد.مؤشرات وحوادث تدل على تخبط النظام وضيقه من التحركات الجادة للمعارضة والضغط الشعبي حسبما أشار إليها المشيمع:- مجلس الوزارء في جلسة رسمية يعبر عن ضيق النظام من التحركات الحقوقية وتأزم الوضع ضده مهيبا بالمنظمات الدولية الرجوع إلى الجهات الرسمية لاستقاء المعلومات! وقال المشيمع: إن هذا يعطي مؤشرا على فاعلية التحرك الخارجي والتواصل مع الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية.- التسجيل الصوتي الذي انتشر ويسمع فيه بوضوح صوت أحد الضباط وهو يأمر المرتزقة بتكسير سيارات المواطنين في قرية الدير على خلفية الاحتجاجات للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وحلحلة الملفات العالقة. من جانبه، حث المشيمع على الاهتمام بالتوثيق والأرشفة لكل أخطاء وسقطات النظام؛ فهو يرفض الحوار لحل المشكلات العالقة.- انتهاج وسلوك الخيار الأمني والتهديد بالافراط في استخدام العنف والقوة، يقول المشيمع: إنَّ هذا ليس منطق عقل وحكمة فمن يحمل عنوان الإنسانية والحضارة والتقدم والتعقل لا يأتي بالمرتزقة لضرب الناس في الشوارع، الأسلوب الأمني والتهديد أثبت فشله كما في العديد من دول العالم، إنهم لا يريدون أن يصححوا أخطاءهم .. فهل ضبط الأمن والاستقرار في البلد يتم عن طريق تكسير السيارات كما أمر ذلك الضابط وهل تمت محاسبته على قام به؟- اعتبر المشيمع أن هذه الحادث تمثل إدانة واضحة ودليلا على حالة الغثيان والضيق الذي يعيشونه إذ أن هذا الوضع يتعبهم و ويؤرقهم لذلك هم ينتقمون بطرق مختلفة مؤكدا أنها علامة ضعف لا قوة.- تعرض سيارة احدى المواطنات لحادث بعد اصطدام أحد أجياب المرتزقة بها من شدة ارتباكهم وسرعتهم.- تعرض المواطن الشاب كميل الغنامي من منطقة الدير لإصابة بالشوزن مع أنه استخدامه محرم دوليا، النظام قام باعتقال الشاب لكن انتشرت الصور الواضحة التي تظهر اصابته بالسلاح المحظور استخدامه ضد البشر. وذكّرالمشيمع بما تعرض له بعض الأطفال في قرية السنابس من إصابات بالشوزن وتنصل وزارة الداخلية من المسئولية.- تعرض المواطن والمعتقل السابق حسن عبد النبي إلى اعتداء عن طريق القاء قنبلة صوتية على سيارته بينما كان عائدا إلى منزله برفقة زوجته الحامل والتي ذعرت من الهجوم المفاجئ والمروع. وحينما ذهب لتسجيل بلاغ بالحادثة قال له الضابط: ربما يكون ما أصاب سيارتك عبارة عن زجاجة مولوتوف، بينما يؤكد حسن أن الشارع لم يكن يشهد تجمهر أو مواجهات!وحذّر المشيمع من بعض المواقف والتصريحات التي تشجع الظالم على استهداف المواطنين بوصف المتظاهرين بأنهم مجرد أطفال ومراهقين.وقال المشيمع مخاطبا النظام: أنتم الذين تمارسون الارهاب والاستفزاز و أنتم من تعبئون طاقات الأمة لتقف يدا واحدة ضد ظلمكم وحقدكم.وأكد المشيمع في تعليقه على تصرفات النظام الأخيرة بأنها تدل على التخبط والهيستيرية وحالة غضب وحقد لا تصلح لإدارة نظام لأنه يحتاج لأناس حكماء يعرفون كيف يديرون البلد ويتعاملون مع المواطن.وأشار المشيمع إلى ما يشاع عن مصدر تمويل سفراته إلى العاصمة البريطانية لندن، وقال ليس لدي ما أخفيه و لو كانت الحكومة تعلم بأن لدي فلسا واحدا زائدا لما توانت عن التشهير بي في كل مكان. وتناول بالشرح عن تكاليف سفره منبها إلى أنه يختار موسم هبوط أسعار التذاكر كما أنه يقيم في مبنى دار الحكمة التي هي مكان متواضع وأحيانا يسكن في شقة متواضعة تعود لابنه علي حسن مشيمع باعتبار أنه حاصل على اللجوء السياسي،.. هذا هو سفري فكم يكلف؟ مبديا دهشته من التوجه إلى من يعتمد على راتبه التقاعدي في وقت يتم فيه التغاضي والسكوت عمن سرق البر والبحر الأمر الذي يدلل على انقلاب الموازين وتأثير الإشاعات والدعايات على البعض! مجددا استعداده للمحاكمة " فليس لدي ما أخفيه ، أنا فقير ولست غني ولو شئت فإنه بإمكاني أن أصبح غنيا؛ لأني أسعى لخدمة الشعب، وهذا هو طريقي "، وختم بالتأكيد على أن تصرفات النظام الهيستيرية ما هي إلا بشائر للنصر القادم إن شاء الله تعالى.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
 | 
11-22-2009, 03:10 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
