***بسم الله الرحمن الرحيم .******جاء في البخاري أن رجلان من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ **يَا **وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ **يَا لَلْمُهَاجِرِينَ **فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ **مَابَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ **." قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ:" **دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ." *** ***( منتنة ) : أكرمكم الله فهي كالبول الذي يفرزه الجسد ويطرحه والذي تنبعث منه رائحة كريهة تعافه الأنفس الطيبة ، فهذه التصرفات هي ما أفرزته جاهلية منتنة قذرة ثم جاء الإسلام وطرحها وطهرها وحل محلها مسك الأخوة وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تعكروا عنا هذه الأجواء الطيبة ،لا تفسدوا صفو هذه الحياة .*** ***منتنة : كلمة زجر وحقارة لكل من دعا إلى نشر مسبباتها كائن من كان ، فالباري سبحانه وتعالى قد بين مقياس التفاضل بين الشعوب والقبائل بعدما بين أسمى الغايات التي من أجلها خلقوا فقال جل وعلا :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ." الخطاب موجه إلى الناس بمختلف الأصناف والأجناس ، فالغاية من جعلهم تختلف لغاتهم ولهجاتهم وأفكارهم ومناهجهم هو التعارف والتقارب والتعايش في ما بينهم لأنهم تجمعهم لحمة واحدة هي الآدمية وتربطهم رابطة الإنسانية وقد تكون بينهم مفاضلات وتميزات وهذه من سنن الله في التعايش قال الله تعالى **:" نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }**الزخرف32 ، ثم يأتي من بعد ذلك التفاضل عند الله تعالى ويكون بالتقوى التي يدخل تحتها كل قول وعمل صالح رشيد ومعتقد وتصور ومفهوم سليم سديد .*** ***وفي مثل هذا المعنى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: (إنّ الله عزّ وجلّ أذهب عنكم عُبيَّة الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب. ليدعنّ رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنّم، أو ليكوننّ أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن ." أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح .*** ***ملاحظة : إن ما يجري على الساحة وما يدور من جدال وشجار بين الأشقة والأحبة من الجزائر ومصر هو من دعوى الجاهلية .*** ***تصوروا : لو أن الحبيب المصطفى لا يزال حيا بين أظهرنا ما ذا تراه يقول ؟؟ *** ***أخيرا :*** ***تحيا الجزائر حكومة وشعبا .*** ***وتحيا مصر حكومة وشعبا .*** ***--------*** ***اللهم أدم الود بين الشعبين وأقسم شوكة المشاغبين .*** ***اللهم إنا نحب من أوصانا نبينا بهم فقال **:" **إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا ."*** ***اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واجعلنا إخوة متحابين غير ضالين ولا مضلين .*** ***وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاهم إلى يوم الدين .***