من يرفع صوت المواطن؟ من يسمعه أو يتجاهله؟ من يتمسك به ويصونه ويدافع عنه؟ من يولي صوت المواطن مطالباً أو متضرراً أو مظلوماً أو حتى حالماً العناية اللازمة؟.. من يضع ضمير المواطن وهو يصرخ أو يشكو أو حتى يهمس في رأس الأولويات؟أسئلة هذا السياق تتوالى، والإجابة تتفاوت بين قطعية وظنية، لكن يبقى صوت المواطن الحائر حائراً، وهو يريد أن يصل وأن يؤثر.وليس المقصود صوته أو رأيه في قضاياه الشخصية الخاصة، فهنالك أيضاً القضايا العامة، وللمواطن فيها صوت ورأي، فمن يسمع، وكيف؟.. ما هي الوسيلة، وما هو مدى سقف الحرية؟.. ما هي نقطة التوازن بين الجرأة والمسؤولية، وبين الخوف والرجاء؟قد يتعرض المواطن لضغوط لا معقولة حتى من موظف صغير، فماذا يفعل حين تغلق في وجهه أبواب المسؤول الكبير، وهي في أحيان كثيرة تظل مغلقة حتى ولو فتحت، فسعادة المسؤول يثق في الموظف أكثر من المراجع، والكل يعلم أخطار الثقة العمياء، وأقلها أو أخفها شعور المواطن ثانية وثالثة بالظلم، وبأن صوته لا يصل.ولا يقصد هنا وصول صوت المواطن عبر الوسائل الإعلامية، وإنما عبر الطرق المباشرة وهي من حقه، فلا يعقل أن يتعرض المواطن إلى ما يشبه “الفضيحة” كلما أراد إيصال صوته.ومرة، في تصوير كاريكاتيري عذب، دعا الممثل في “طاير حاير” التلفزيون لتصويره هو وأسرته بعد أن كل ومل من الاتصال بالمسؤولين، أو محاولة الوصول إليهم، وما أن بث البرنامج، حتى توافد المسؤولون لحل مشكلة بطل المسلسل.والناس العاديون في الشارع والبيت والمكتب والوزارة والسوق ليسوا أبطال مسلسلات تلفزيونية، والمواطن يريد إيصال صوته مع احتفاظه بأغلى ما يملك: الكرامة.ابن الديره الخليجكلام في الصميم ..