*عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا { لا يشكر الله من لا يشكر الناس } إسناد صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي أما بعد:فإن الله قد أنعم على هذه الدولة بالأمن والأمان ، ويسر لأهلها الراحة والرغد في العيش..وهذا يتطلب منا شكر الله -جل وعلا- أولا.. فبالشكر تزيد النعم وبضده يخشى من عذاب الله الشديد..ثانيا نشكر ولي أمرنا رئيس الدولة ونائبه وأخوانه وأعوانه وأعضاء المجلس الاعلى ..ومن شكره طاعته في غير معصية الله .. وفي هذا انتظام شؤون اامجتمع في الدين والدنياقال عليه السلام : (( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إِلا أن يؤمر بمعصية )) رواه الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله عنهما . فإن المسلم إذا سمع وأطاع كان له الأجر لأنه امتثل أمر الشرع في ذلك ..ومن طاعته :عدم الخروج عليه.إرشاده إلى الحق بالحسنى ، وإعانته عليه .طي عيوبه ونشر محاسنه.الدعاء له بالتوفيق والصلاح.فهذا الإِمام أحمد -رحمه الله- كثير ا ما كان يحث الناس على الدعاء لولي الأمر فأرسل مقولته التي اشتهرت اشتهار الشمس ، وأصبحت حكمةً تتناقلها الألسنة ، وهي ( لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إِلا في السلطان )) .ففي الدعاء لولي الأمر تعبد لله عز وجل وإبراء للذمة لان الدعاء من النصيحة،.والدعاء لولي الأمر فيه مصلحة للمجتمع فبصلاحه يصلح المجتمع.. فإذا علم ولي الأمر بدعاء الناس له فإِنه يُسرُّ بذلك غاية السرور ، ويدعوه ذلك إِلى محبتهم ورفع المؤن ونـحوها عنهم..واعلموا رحمكم الله أنه ما انتشرت الفتن والمشاكل في الماضي والحاضر وفي كثير من الأماكن والمجتمعات إلا لعدم التزامهم بهذا الأصل المهم من أصول الشريعة .. ومنازعتهم ولاة الأمر ..وما تسمعونه في الأخبار وما تتناقله الصحف ليس عنا ببعيد..فالحمد لله على نعمه والشكر له على توفيقه لهذا المجتمع وإسباغه علينا نعمة الأمن والاستقرار ..ثم الشكر لولاة أمرنا على ما يقومون به من خدمة المجتمع والحفاظ على أمنه..وفق الله الجميع 25 شوال 1430هــ*