بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (( الاتصالات و موبايلي حيلهم بينهم )) !!سعدت في الآونة الأخيرة باتصالات عديدة من قبل بعض الزملاء لتقييم ما يحدث بين موبايلي والاتصالات السعودية والتي أسماها البعض ( بالحرب الشرسة ) والتي للأسف تتكرر كل ما أقبل علينا شهر الخير شهر المغفرة والرحمة والأجر أعاده الله علينا أعواماً عديدة ،وبعد إصرار على معرفة رأيي فيما يحصل من جميع الأطراف أحببت أن يكون رأيي بطريقة مختلفة ومن نظرة تسويقية بحتة تتضمن تحليل وتقييم ما يحصل.بدايةً أرغب أن ننتقل من مسمى ( حرب ) والتي لا تليق بنا كمجتمع وأفراد شعب واحد متلاحم إلى مسمى ( منافسة ) لكسب ولاء العميل وجذبه لتجربة خدمات كل شركة وهو المسمى الصحيح لما يحصل بين جميع الشركات في أنحاء العالم .سوف يحتوي هذا التحليل على عدة مراحل تخفى على الكثير من الجمهور وهي كالتالي : - مرحلة ما قبل رمضان – مرحلة بداية الشهر – مرحلة منتصف رمضان .أولاً – مرحلة ماقبل رمضان :وهذه المرحلة هي مرحلة الاستعداد والتجهيز لشهر رمضان حيث ترتفع في هذا الشهر الكريم نسبة مشاهدة القنوات الفضائية بشكل كبير جداً حسب إحصائيات شركات الأبحاث التسويقية ،وكذلك ترتفع أسعار الإعلان على القنوات بشكل جنوني ومبالغ فيه .وحيث أن جمهور هاتين الشركتين هو الجمهور السعودي فكان من الطبيعي أن يكون التركيز على تكثيف إعلاناتهم على قناة mbc والتلفزيون السعودي وكذلك المنافس الجديد روتانا خليجية .والملاحظ للمتخصصين في مجال التسويق هو تشابه التكتيك لدى الطرفين وقراءتهما السليمة لبعضهما بشكل ملفت للنظر حيث نرى أنهما لأول مرة ابتعدا عن رعاية أهم مسلسلين في الفترة الذهبية ( طاش ما طاش + بيني وبينك )والتي كانت الشركتين طيلة السنوات الماضية حريصة على رعايتها لضمان وصول رسالتها الإعلانية بشكل سريع وقوي جداً وتوجها جميعاً إلى الإعلان المباشر والمقنن بحيث ينتظر كل طرف ما يقدمه الطرف الآخر ومن ثم الرد عليه بشراء إعلان دون تحمل تكاليف رعاية ضخمة تستنزف ميزانية الشركة .وبالتالي انتقل كل طرف إلى رعاية برامج أخرى خارج وقت الذروة وهي الفترة المسائية بالشكل التالي : موبايلي : قناة mbc مسلسل فنجال دم + أم الحالة قناة روتانا خليجية : عماكور ( كوميدي خليجي ) الاتصالات السعودية : خواطر + شر النفوس + حروف وألوف قناة روتانا خليجية : هوامير الصحراء + دمعة يتيم بينما كان الطرف الآخر ( زين ) يمتعنا جميعاً بأناشيدة لرمضان والعيد وكأن الخدمات المقدمه لعملائه لا تعنيهم بتاتاً ،(ولنا في مقالة قادمة دراسة تحليلية للمشغل الثالث زين ).وتقريباً تكلفة رعاية هذه البرامج لكل طرف هي حوالي ( 3 - 4 مليون ) ريال تقريباً.وكان التكتيك المصاحب لهذه الرعايات هو كما أشرنا سابقاً شراء إعلانات مباشرة على مسلسلات وقت الذروة ( طاش + بيني وبينك ) .ثانياً - مرحلة بداية رمضان :بدأت الاتصالات السعودية بحملة مركزة وقوية جداً وعرض مغري وجديد على السوق السعودي( برودباند جود بلس ) والتي من خلالها قدمت برودباند مجاناً وبسرعة 4 ميجا عند الاشتراك في خدمة جود بلس من الهاتف الثابت إضافة إلى إمكانية الاتصال من الجوال مجاناً وهي بحق خدمة رائعة( ولكن من وجهة نظر خاصة أرى أن الإعلان لم يكن واضحاً للمستهلك النهائي بشكل يخدم الحملة * بينما أوقات طرح الإعلان كانت ذكية جداً) . إعلانات الاتصالات السعوديةالصورة: http://img27.imageshack.us/img27/3294/64809426.jpg وعلى الطرف الآخر بدأت موبايلي بحملة مكثفة أيضاً للبرودباند( وهو عرض بقيمة 85 ريال في الشهر وبسرعة 512 )وكانت الحملة تحتوي على أكثر من إعلان استهدف المنافس ومكامن نقاط الضعف لديه وهي الأسلاك والتقطيع وأيضاً مشاكل الإنتظار . إعلانات موبايليالصورة: http://img182.imageshack.us/img182/2786/77159157.jpg ومع أول يوم لاحظنا جميعاً هذا الهجوم من موبايلي على خدمة البرودباند ( وهي الخاصة بالانترنت )والابتعاد كثيراً عن الهجوم على خدمات خصمه اللدود ( الجوال ) خصوصاً بعد معركة 2007 الشهيرة( رقمي ) & ( ويش ينفع رقمي بدون تغطية شاملة ) والتي أحدثت ضجة كبيرة في حينها واعتقد أن موبايلي استفادت كثيراً من الدرس السابق وارتأت التركيز على مشاكل الانترنت لدعم خدماتها بشكل أكبر وكذلك استقطاب عملاء جدد لخدمات الموبايل من خلال البرودباند وهو تكتيك أكثر من رائع ينم عن دراسة جيدة للمنافس .بالمقابل كان من الواضح أن الاتصالات السعودية تفاجأت بهذا الهجوم العنيف وفضلت الاستمرار في تقديم حملتها الإعلانية بشكل جيد دون الدخول في مسار آخر يشتت رسالتها الأهم .ولكن مع مرور الأيام كلا الطرفين تمسك بحملته ولم يلتفت للآخر مع متابعة مستمرة لتأثير كل حملة على الآخرعلماً بأن الحملتين كانتا قوية في مضمونها وتأثيرها على المستهلك .وأحست موبايلي بالاطمئنان لحملتها وبدأت في إضافة إعلانات أخرى بشكل تدريجي ( راقي + الهلال ) على أن يرتفع عدد هذه الإعلانات عند نهاية الشهر مع تناقص تدريجي للبرودباند في حال بقي الحال كما هو عليه من قبل الطرف الآخر ، ولكن حدث ما كان غير متوقع !!!!ثالثاً – مرحلة منتصف رمضان : وبعد إنقضاء 16 يوماً من رمضان قررت الاتصالات السعودية دون مقدمات أن تطرح حملة إعلانية مضادة تحافظ من خلالها على مكتسباتها وعملائها الذين بدأوا يقررون تجربة خدمات موبايلي وكانت المفاجأة هي الزخم الكبير جداً من الإعلانات الذي انهمر في وقت الذروة أثناء عرض ( طاش+ بيني وبينك ) لإعلان ( لسه لسه ) ، والذي كان يشير وبشكل مباشر إلى موظف موبايلي وهو يقدم النصح لأحد العملاء بمحاولة البحث عن الإشارة بالقرب من النافذة !!?? كإشارة مباشرة إلى ضعف تغطية موبايلي وعدم توفرها في جميع المواقع . إعلان STC لسه لسهالصورة: http://img11.imageshack.us/img11/7195/52492326.jpg وضخت الاتصالات السعودية وخلال 4 – 5 أيام ما يقارب 3 مليون ريال إن لم يكن أكثر في هذه الحملة بشكل شعر به جميع المشاهدين وأدهش الجميع في جرأة الطرحوباعتقادي أن هذا المبلغ الكبير الذي تم استثماره في هذا الوقت الوجيز كان الهدف منه ضمان إيصال الرسالة بشكل سريع وكذلك تحسباً لأي ردة فعل من قبل هيئة الاتصالات( الجهة التشريعية لقطاع الاتصالات في المملكة ) والتي يبدو أنها كانت تغط في سبات عميق!!ولكن المدهش أكثر هو الرد السريع من قبل موبايلي وخلال 4 أيام فقط من خلال إعلان مدته 20 ثانية تقريباً عن أنه توفر في السوق جهاز برودباند مقلد وحذرت عملائها والمشاهدين من مغبة شراءه وأشارت إلى ضرورة التأكد من شعار موبايلي عند اتخاذ قرار الشراء !! إعلان موبايلي ( احذروا التقليد )الصورة: http://img151.imageshack.us/img151/728/83693000.jpg إلى هنا والمشاهد الكريم جميع الأمور واضحة أمامه بشكل كبير ولكن لاحظنا بعد يومين فقط قيام الاتصالات السعودية باختزال إعلانها من 30 ثانية إلى 15 ثانية وعدم التركيز على ( علبة البرودباند ) والتركيز أكثر على ( لسه لسه لسه ) في إشارة إلى ضعف التردد لدى موبايلي ..واعتقد أنها بذلك تمكنت من الاستمرار بحملتها دون أن يكون هناك تأثير على إعلانها مع عدم فاعلية وجدوى إعلان موبايلي . واليوم هو 27 من رمضان ، وبحسب التقارير الأخيرة سحبت الاتصالات السعودية إعلانها وبدأت في طرح إعلان آخر مختلف جذرياً عن البرودباند وهو إعلان ( التجوال الدولي )في تكتيك رائع جداً لنقل الكرة إلى اللاعب الأهم والأقوى والأحلى والأفضل(مع حفظ الحقوق للرائع مصطفى الآغا ) لدى الاتصالات السعودية وهو (الجوال ) في إشارة إلى الفترة القادمة وهي العيد وتحسباً لسفر العديد إلى الخارج .وبعد هذا التحليل التفصيلي لما تم ، سوف ألخص لكم نتائج هذه المنافسة في بعض النقاط :- الطرفين كلاهما اخترق صفوف الآخر قبل بدء حملته واطلع على مستجدات منافسه ولكن لم تكن لديهما الثقة بمصادرهما .- المستفيد الأول من ما تم هو ( القنوات الفضائية ) حيث تم صرف ما لايقل عن 6 مليون ريال خلال أسبوع لكلا الطرفين .- كان من الأجدى أن تقوم الشركتين بصرف هذه المبالغ على تحسين شبكاتها من ضعف الإرسال وكذلك زيادة عدد موظفي المبيعات أو المآمير !!.- للعام الرابع على التوالي تلتزم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الصمت ولا تحرك ساكناً رغم الاجتماعات العديدة التي عقدتها والميثاق الذي قدمته لجميع الشركات المشغلة لضبط الحملات الإعلانية ، وسؤالي هل الهيئة لا تملك فعلاً السلطة للسيطرة على ما يحصل ؟ - يجب أن نقدر للاتصالات السعودية محاولتها عدم الدخول إلى هذا المعترك وهذا واضح من خلال عدم الرد السريع * وبقاءها إلى اليوم السادس عشر كاظمةَ للغيظ .- هناك برامج عديدة لكسب العميل والمحافظة عليه وزيادة ولائه على الشركتين أن تعملا على الاستفادة منها دون أن يلجؤا إلى هذه الأساليب الرخيصة التي تسيئ إلى سمعة الشركة وهويتها .- الشركتين تفتقدان إلى الروح الإبداعية في الإعلان وعليهما بتغيير الوكالات الإعلانية المصممة لحملاتهما بشكل عاجل تفادياً لما لاتحمد عقباه .ختاماً .. آمل من القائمين على الشركتين أن يقدموا السنة القادمة تنافساً شريفاً يتناولون فيه موضوعاُ جديداً من اقتراحي وهو ( المسئولية الاجتماعية )التي تفتقدها جميع شركاتنا والبنوك وكبار رجال الأعمال لدينا ، واعتقد وقتها الجميع راح يصفق لإعلاناتهم ويقول ( حيلهم بينهم ).
09-17-2009, 09:00 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
