الامام على ( ع ) مظلوم

محروم.كوم · #1 09-11-2009, 04:50 AM

جزء من محاضرة لسماحة آية الله السيد هادي المدرسي
بعنوان : الامام على ( ع ) مظلوم
22 شهر رمضان - 1423 هـ .. مؤسسة انصار الحسين عليه السلام – طهران

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على خير خلقه اجمعين نبينا محمد و على أهل بيته الطاهرين
قال الله العظيم فى كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
( والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون
والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم )
صدق الله العلى العظيم

رحل الامام على ( ع ) عن هذه الحياة شهيدا مظلوما و ابا للشهداء و المظلومين ، رحل بعد أن أصبح غريبا فى هذه الدنيا عندما قتلوا احبته و اصدقاءه فى الحروب و من نجى من الحرب قتلوه غيلة .
قتلوا محمد بن ابى بكر و هو واحد من خيرة صحابته الذى قال عنه :
( محمد أبنى من صلب أبى بكر ) و لم يكتفوا بقتل هذا الرجل الجليل و انما وضعوا جثمانه فى جلد حمار ثم احرقوه !!! ، و قتلوا مالك الاشتر غيلة و هو من وصفه الامام على ( ع ) بقوله :

( كان لى كما كنت لرسول الله ( ص ) ، وضعوا السم فى العسل و قتلوه ، ثم قالوا ان لله جنودا من العسل
كان الامام ليلة مقتله غريبا فى هذه الدنيا ، كان رسول الله قد ذهب ، كان ابو ذر – سلمان – مقداد ، هؤلاء كلهم قد مات ، حتى قال الامام ( ما ترك لى الحق من صديق )
رفض أن يشترى ضمائر الناس ، رفض أن يذبح و يقتل و يفرض على الناس ارادته ، ارادهم أن يذهبوا الى الجنة مختارين ، لأن الله لا يجبر احدا على جنته ، حينما ضرب ابن ملجم الامام على كان عليا وحيدا مع عائلته فى الكوفة ، حتى أنه لم يكن يجد احدا يبث شكواه اليه ، يخرج فى الليل خارج الكوفة ثم يدلى براسه فى بئر ثم يشتكى الى الله !!!
ألا أنه حينما رحل قدم امامه كـنوزا من الثواب ، حصل على ثواب الايمان ، على ثواب الجهاد – الصبر – الاخلاق – على ثواب العطاء – على ثواب التواضع و العبادة و اخيرا حصل على مبتغاه و هو ثواب الشهادة . لأنه كما جاء فى الحديث عن رسول الله ( ص ) :
( فوق كل ذي بر بر حتى يُقتَل المرء في سبيل اللَّه فليس فوقه بر )
و كان رسول الله ( ص ) فى انتظاره عند بوابة الموت ، فى ليلة التاسع عشر غفى غفوة ثم فتح عينه و قال : انا لله و انا اليه راجعون ، و حينما سئل عن سبب استرجاعه ، قال : { رأيت رسول الله ( ص ) فقال لى : عجل اليّ يا علي } كان ينتظره .
ترك قدامه الثواب و الأجر و ترك خلفه ما ينفعنا ، ترك خلفه بحورا من العلم ، من الحكمة من التعاليم و القصص و المواقف حتى نتعلم منه ، حتى ينتظرنا عند بوابة الموت كما انتظره رسول الله { ص }
يا حار همدان من يمت يرني ، هؤلاء بيت الكرم ، من كان معهم كانوا معه ، من وقف معهم وقفوا معه
من عبد الله شكروه ، من قلدهم كانوا بانتظاره ، يأخذون بيده ... يدافعون عنه ، و من افضل من أن يكون علي مدافعا و محاميا عنه ، ترك خلفه تلك التعاليم و تلك المواقف و الكلمات و الخطب و تلك الاحاديث لأنه يريد للناس كلهم الخير ، كما كان فى حياته يبحث عن أصحاب الحاجات فهو يريد للناس أن يعش الى غوره

أن يستنيروا بنوره ، أن يهتدوا بهديه ، و هنا تأتى مسؤولياتنا وواجباتنا ....
أخوانى : ثواب الامام على لا يكتب فى صحائف أعمالنا ، ربنا يقول :
{ تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون }
لو كان ثواب أعمال الامام على ( ع ) تكتب فى صحائف اعمالنا و يجوز لنا ان نكتفى بأن عليا عبد الله و جاهد فى سبيل الله ، بان عليا اعطى فى سبيل الله و قتل فى سبيل الله ، لكان على يكتفى بما فعله الانبياء و الرسل و رسول الله ( ص ) .
نحتاج الى ان نقلده ، الى أن نتعلم منه ، أن نحاول ان نقلده ، هذه الليلة أو الليلة القادمة هى ليلة القدر فى هذا الشهر الفضيل ، و كما تعرفون فهى فرصتنا الاخيرة بالنسبة الى مصيرنا فى السنة القادمة ، ان خيرا فخير و ان شرا فشر ، المحروم من حرم فى ليلة القدر من رحمة الله و من غفرانه ، لأنه بعد ذلك الملائكة تغلق الصحائف ، أفضل شئ نستطيع ان نقرره أن نكون مع علـي ( ع ) لأنه ليس لدينا طريق ثانى .
ليس لدينا باب آخر ندخل منه الى رضوان الله و الى جنانه ، سألنى أحد الأخوة الآن ، ليلة القدر أى ليلة بالضبط ، لماذا لم تعين ؟
فى الحديث ( ان الله اخفى ثلاثا فى ثلاث : أخفى وليه فى عباده ، و اخفى قبول الاعمال فى الاعمال و أخفى ليلة القدر فى الليال )
الامام الصادق ( ع ) قال : ( ما ضرك أن تقوم بهذه الاعمال فى ليلتين أو ثلاث )
ليلة عمر هذه ، ليلة مصير هذه ، أن تقرأ سورة العنكبوت و الروم و الدخان ، فالامام الصادق عليه السلام يقول : ( لا استثنى من يقرأ هذه السور الثلاث فى هذه الليلة ان يغفر الله له )
و فى ليلة القدر ربنا لا يرد سائلا ، ان سألته أعطاك و هو أكرم الأكرمين و جعل شهادة وليه و سيد الاوصياء ، الامام على ( ع ) بين هذه الليالى و أهل البيت عليهم السلام يؤكدون أن ليلة القدر هى واحدة من هذه الليال الثلاث ، ليلة تاسعشر و ليلة واحد و عشرين و ليلة ثلاثة و عشرين . فى ليلة شهادة وليه الذى احبه ، و جعل ولادته فى شهر الله شهر رجب و شهادته فى شهر الأمة وولادته فى الكعبة بيت العبادة و شهادته فى المحراب بيت العبادة ايضا ، لأن عليا شخص آخر ، يوم القيامة يوم يأتى كل أناس بامامهم
ائمة جنة و ائمة نار ، من اتبع طاغية كفرعون فأن فرعون يأتى يوم القيامة
( يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود )
و بالنسبة الى أئمة الخير ، الانبياء يحاكمون من عصى من أتباعهم من هذه الأمة ، و هنالك يبرز سؤالا :
اول من عصى رب العباد هو ابليس و أبليس شريك فى كل اعمال الشر و المعاصي ، فمن يحاكم أبليس ؟
سيحاكمه علي { ع } محاكمة أبليس و الحكم على زعيم العصاة و كبيرهم و طاغية الطغاة سيكون بيد على ( سلام الله عليه )
أنشاء الله نحن لا تكون محاكمتنا على يد الامام على ( ع ) أنشاء الله ياخذ بايدينا الى النجاة و الى الجنة .
بس لا يكون ندعى محبته و الاخلاص له و أتباعه و بعد ذلك هو من يحاكمنا !!!
يقول رسول الله ( ص ) : (وعلى العاقل ان لا يكون ظاعنا الا لثلاث: تزود لمعاد , او مرمة لمعاش , او لذه في غير محرم )
يعنى نقسم حياتنا الى ثلاثة أقسام : مرمة لمعاش أو تزود لمعاد ، يقوم بعمل فى سبيل الله لآخرته ، أو لذة فى غير محرم ، يتزوج ، يسافر ، يأكل و ينام ، يجلس مع أصدقائه و يطلب الرزق الحلال و يكد على عياله .
قسم أوقاتك الى ثلاثة أقسام و لا تجعل كل همك و شغلك لطلب المال و لا كل شغلك التزود للمعاد و لا كل همك و شغلك طلب اللذة و المتعة الحلال .
أن تقسم يومك و شهرك و سنتك الى هذه الاقسام الثلاث ، أحدهم يقول سيدنا أنا كل حياتى طلب مال
دينار ، تومان ، دولار ، مختلف انواع العملات ، الآن ماذا عسى أن أعمل ؟
أنظر كم من عمرك قضيته فى هذا المجال ، أقضى بقية عمرك فى المجال الآخر .
ماذا نعمل ؟ نقلد الامام على فيما فعل ، الامام على ( ع ) كان يصلى و لا يترك الصلاة ، ولد الامام ( ع ) و الصلاة بين شفتيه ، و قتل و الصلاة بين شفتيه ، هذا الكلام يقوله جون جرداق المسيحى .
المرء حتى يستطيع أن يحج لابد أن يكون بالغا ، و الامام على ولد مستطيعا داخل الكعبة و قتل و الصلاة بين شفتيه ، و لو كان الامام على فى تلك الليلة لم يذهب الى مسجد الكوفة و كان ينوب عنه شخص ثانى
ثلاثة حلفوا أن يقتلوا ثلاثة : عبدالرحمن بن ملجم( أشقى ألاخرين ) حلف أن يقتل أمير المؤمنين و آخر حلف أن يقتل عمرو بن العاص و الثالث حلف ان يقتل معاوية بن ابى سفيان ، فى تلك الليلة عمرو بن العاص لم يذهب للصلاة ، فأناب مكانه أحدهم فقتل ، و من اراد قتل معاويه أخطأ فى ضربته فضربه على فخذه فالقوه بالسجن ، و قال لمعاوية لا تقتلنى فلى اليك بشارة فقال له : فى هذه الليلة قتل على بن ابى طالب ، فلم يقتله معاوية .
أذن ... اذا كان أمامنا و مولانا و رفيقنا و صاحبنا حتى فى ليلة الهرير ، من اصعب الليال التى مر بها أمير المؤمنين و اصحابه فى القتال ، كانت ليلة الهرير بين اصحاب الامام على و اصحاب معاوية فى صفين ، فى هذه المعركة التى طالت لـ 18 شهر و قتل فيها 100ألف من الطرفين ، ليلة الهرير بالذات قتل الكثير من المسلمين ، فى تلك الليلة رأى المسلمون الامام ( ع ) يصلى و كانوا يسمعون اصوات اصتكاك الاسنة و أصتكاك الاسنان من شدة البرد ، فقالوا يا امير المؤمنين : هل هذا وقت صلاة الليل ؟
فقال عليه السلام : فعلى ماذا نقاتلهم ؟!!

خلافنا معهم على ماذا ؟ على دنيا !!
خلافنا معهم على الصلاة ، على عبادة الله ، على طاعة الله .
أنا الذى اتبع أمير المؤمنين على أقل التقادير أصلى الصلاة لوقتها ، أخر الدنيا و اصلى اول الوقت ،و كما يذكر الحاج حسين القمى أن ثواب الصلاة اول الوقت مثل ثواب بحجم الجمل و الصلاة فى غير أول الوقت ثوابها مثل حجم عصفور !!!
( الصلاة عمود الدين ، ان قبلت قبل ما سواها ، و ان ردت رد ما سواها )

ثانيا : الامام على ( ع ) كان يمد يد المساعدة الى كل محتاج ، فأذا طلبوا منه فأنه يعطى و كان يقول :
{ انى استحى أن يطلب منى شيئا و لا اعطي )
فى احد الغزوات و حينما كان الامام يهم بانزال سيفه على أحد الكفار ، قال له ذلك الكافر : أعطنى سيفك !!
فرمى الامام بسيف ذى الفقار اليه ، فقالوا له يا امير المؤمنين سيفك كيف ترمى به اليه فقال لهم أنى استحيت منه لأنه طلبه منى .
جاءت ذات يوم أمرأة لأمير المؤمنين فى يوم قائظ فى الكوفة فقال لها هل لك حاجة ؟
فقالت ان زوجى طردنى من البيت !! و أريدك للوساطة فقال لها حتى يبرد النهار، قالت اذن يشتد غضبه عليّ ، فأطرق بوجهه هنيئة ثم قال :
( لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع )
دلنى على بيتك يا امة الله ، فجاء الامام معها لبيتها و طرق الباب فخرج زوجها فقال له الامام :
يا هذا أنك طردتها و تدعى انها زوجتك ، اخذتموهن بأمانات الله ، فقال للامام : مالك و هذه و الله لأحرقنها لوساطتك ، فجرد الامام سيفه ، و قال له : اذن لضربتك بهذا ، الذى ما ضربت به احدا ألا أدخلته النار )
انا على بن أبى طالب ، فوقع على الارض خائفا ، و قال يا أمير المؤمنين لأكونن لها اذل من العبد ، أعفو عنى وأرض عنى ، قال له الامام : ما أرضانى عنك ما أصلحت أمرك ) فقال لها زوجى تفضلى فألتفت الامام لها قائلا : ( لا تجبرى زوجكى على هذا و أمثاله )

****************
السلام عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت و يوم أستشهدت و يوم تبعث حيا
__DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
مظلوم في حياتي.......	غالية الثمن	الإستراحه العامة	6	12-28-2009 09:04 PM
مظلوم	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-18-2009 03:20 PM
مظلوم يابلاك..	روضهـ وكلكـ ذوق	الإستراحه العامة	10	08-14-2009 06:45 PM
مظلوم يمكن انا مظلوم .. نغمة جوال فى قمة الروعة ..محمد محـي	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-26-2009 05:40 AM
حب مظلوم	ذروة الحب	شعر و خواطر	9	05-06-2008 01:41 PM