إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: تفسير حلم تساقط الأسنان (آخر رد :نوران نور)       :: رموز الحيوانات في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم كلاب تهاجمني (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم اخو الزوج يقبلني (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم اخو الزوج يقبلني (آخر رد :نوران نور)       :: رؤية الولد الجميل في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: رؤية قص الشعر في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم حناء اليد (آخر رد :نوران نور)       :: حلمت اني قصيت شعري وكنت فرحانه (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الزعل (آخر رد :نوران نور)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-10-2009, 03:00 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,612
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

ألحس مِسَنِّي وأبات مِتهَنِّي..!!



من أبرز سمات جدة القديمة تلاحم أواصر القربى بين أهلها.. وكأنهم عائلة واحدة.. كلهم أصهارٌ وأرحامٌ.. زملاء في حاراتهم.. بيوتهم متلاصقة.. أسطح منازلهم يؤدي أحدها للآخر.. ولا فرق بين موظف أو بائع أو دلال أو تاجر..

شيء عجيب من الخلطة الاجتماعية التي تقوم علاقاتها على محبة ومروءة ومودة تتمثل في تعاطف وتكافل وتناصح.. يجمعهم ذكر الله في مساجدهم، والصلاة والسلام على الرسول الكريم في علاقاتهم.. وعندما يحدث خلافٌ بينهم في أمر من أمور الحياة، تكفي أن يقول أحدهم للمتخاصمين: «صلوا على النبي يا جماعة».. فتهدأ النفوس وتسكن القلوب ويتنازل كل منهم وتلتقي أيديهم في عناق ومودة وكأنك ترى مسرحية ولكنها حقيقية.. فالمعدن أصيل فيهم وبهم ومنهم ولهم.. وهكذا كانت جدة تعيش أيامها ولياليها وعيدها ورمضانها ومناسباتها.. فالابتسامة تتلألأ في السراء.. والدموع تنهمر في الضراء.. والعطاء من غير مِنّة للفقراء.. وترتفع الأيدي بالدعاء وترى الرجال الشوامخ والذين تحسبهم جبالاً وهم يملكون هذه العاطفة الجياشة التي تحن لها حجار جدة وتتجاوب معهم في هذه الأجواء الجميلة.. دكاكين جدة متلاصقة أيضاً.. وكأنها تحكي أواصر قربى أهلها في السوق الكبير أو في الخاسكية أو في سوق الحراج.. الحداد بجوار النجار.. والمنجد بجوار الخياط.. والعطار بجوار السمكري.. وهكذا تلاحم بين الكل في الكل..

في سوق قريب من شارع بن زقر الحالي (كان حوش الشربتلي) محل الكبابجي وبجواره الحلاق.. وكالعادة فالفئران موجودة في المحلات وتقاوم بالطريقة التقليدية.. والأغنام تسرح بين الأزقة.. والقطط تتحرك بين بيت وآخر.. والحمير في العزل.. والبقر في الحوش.. والدجاج في القفص.. والديك يعلن قدوم الصباح.. والكل في أمان إنساناً وحيواناً.. تحرك الفأر الذي يقطن عند الكبابجي في زياة مفاجئة إلى جاره في محل الحلاق.. ليتجول هناك ويرى ما حوله فلم يكفه ما هو فيه، وأراد أن يستزيد أكثر ربما يجد ما لا يملكه هنا، ويستمتع بهدوء الليل وسكينته بعيداً عن الأعداء من القطط والمصائد.. حجمه كبير.. واسع الدهاء.. ترى عينيه تبرقان من الصحة والعافية والنعيم.. وكاد يعود إلى مكانه ومنزله الذي تعود عليه إذ لم يجد ما يستدعي الإقامة أو التجوال.. في طريق عودته ظهر فأر نحيل الجسم منهك القوى يسير بخفه وبطر ولا يأبه كثيراً بما حوله.. يقفز تارة ويسير الهويني تارة أخرى.. آمن مطمئن لا تبدو عليه روح المغامرة التي يملكها صاحبه فأر الكبابجي..

سأله الفأر الكبير: «ماذا أرى هل أنت من بني فأر أو جنس آخر؟

ما هذا الهزال والكسل والتراخي وعدم الرغبة في العمل.. ما لا يقبله عقلي أن تكون جاري وأنت في هذه الحال؟ هل ماتت أمك أو أبوك؟.. بالتأكيد ليس عندك أولاد.. فمثلك لا يرغب في الإنجاب أو في الحياة عموماً»..

ارتعد الفأر المسكين قائلاً: «أقسم لك أنني منكم.. ومن عشيرتكم وقومكم، وربما يكون جدنا واحداً وأمي وأمك واحدة»..

أشفق الفأر الكبير عليه.. وسأله فـي حنان: «ماذا تأكل؟.. وكيف تعيش؟.. وأين تنام؟»..

قال الفأر الصغير النحيل: «إني أضع ذيلي في هذه الزجاجة ليخرج منها الزيت..

وأضعه على هذا المَسن الذي يستعمله الحلاق لسن الموسى.. إنه لذيذ..

ومكتفي بهذا.. أما كيف أنام فهذا الذي تراه مكاني»..

نظر الفأر الكبير.. فرأى مخلفات من أوراق الجرائد قال له: «ما هذا؟!.. أوراق جرائد فيها صور الحروب والمآسي والأخبار الحزينة.. هذه حياة لا تطاق وبالاً لك على حالك وحالتك.. فهذه حياة البؤس بعينها.. أدعوك الليلة معي إلى وليمة في محل إقامتي فأنا أسكن في دكان الكبابجي.. سوف تشاهد كيف أنام فوق الكنوز من الدنانير والدراهم والدولارات والليرات والصور الأثرية لبلاد العالم المختلفة».. حاول الفأر الصغير الاعتذار فلم يتعود على الخروج من مكانه، ولكنه أمام سطوة الفأر الكبير وإصراره وشفقته وحنانه وافق

له.. رحب به الفأر الكبير فـي مكان إقامته وكشف عن الأوراق النقدية.. وتساءل الفأر الصغير: «كيف تتحصل على هذه الأموال النقدية المختلفة وتنام عليها وكأنك فوق جبال من الذهب»..

وشرح الفأر الكبير قائلاً:«إن رواد هذا المكان من جنسيات مختلفة

وعندما يؤدون فريضة الحج يأتون بعملاتهم وتبقى بعضها في درج المحل فأستولى عليها وأضعها لتكون فرشتي.. وزينة بيتي.. والنوم على الأوراق المالية غير النوم على الجرائد»..

قال فأرنا الكبير: «سنبدأ جولتنا الآن وأرجو أن تنال وجبة شهية هذه الليلة.. تجعلنا نرافق بعضنا ونقيم معاً.. فالخير وفير.. والأكل كثير.. والليل طويل.. تؤنسني وأؤنسك.. وأحكي لك حكايات وعجائب وحيل ومغامرات.. وأسعد بوجودك»..

عندما همّا بالخروج (عند مدخل محل الكبابجي) بدأ الفأر الكبير جاداً وهو يعطي التعليمات والتوجيهات وكأنه قائد لمجموعة من بني جنسه قائلاً بصوت آمر: «أترى هذا اللون الأبيض؟.. إنه سم الفئران.. لا يغرّنك لونه الذي يشبه لون الجبنة البيضاء، ولكنه فيه الإعدام لمن يتناوله.. عليك ألا تاخذ منه شيئاً..


أترى قطعة اللحم (إنها مصيدة) لا تقترب منها فهي إعدام أشد فتكاً من سابقتها..

أترى هذا اللون الأصفر؟.. هو غراء يعقبه مصيدة من نوع آخر.. فلا تقترب.. فهو إعدام يسبقه عذاب..

أترى هنا؟.. عليك أن تقفز.. فهذه حفرة بها مغريات من اللحم والجبن وفيها الهلاك، ومقبرة إن وقعت فيها.. فاقفز بعيداً عنها وكن متقناً»..

وصلا إلى المكان الذي تعود عليه فأرنا الكبير.. وبدأ في تقديم الأكل لضيفه ولكن الفأر الصغير (فأر الحلاق) كان يرتعد من الخوف وسأله: «ولكن كيف نخرج من هنا؟».. طمأنه قائلاً: «لا عليك فهذه مسؤوليتي، وسوف أوصلك إلى مكانك وأنت آمن فإني أَعْرَفُ وأَخْبَرُ بالمكان.. تمتّع بالأكل واللحم والشحم وبقايا الخبز والشرب من ذلك الإناء».. وكان يقدم لضيفه ويشاركه.. ويدفع له كل ما لذ وطاب في حنان وكرم..

انتهت الحفلة وهمَّا بالخروج.. وإذا بالفأر الكبير ينتصب وقد بدت عليه الجدية وهو يعطي التعليمات.. «من هنا.. من هناك.. احذر.. اقفز.. مصيدة.. حفرة.. سُمْ.. غراء»..

وهكذا حتى وصلا إلى بر الأمان.. قال لصاحبه: «هل سررت برفقتي اليوم لقد أكلت ما لم تأكله من قبل.. وتمتعت بالنوم على المال.. لقد كانت ليلة ممتعة لك لا تُنسى ومرحباً بك متى شئت».. قال الفأر الصغير: «إني على كل حال أشكرك على جهدك وما بذلته لإسعادي.. ولكنها يا أخي.. حياة رعب وخوف وهلع وشقاء»..


ودعاه لمخدعه فوجد إناءاً صغيراً به بعض السوبيا القديمة.. فضرب ذيله على غطاء الإناء فأحدث صوتاً موسيقياً أطربهما..

وأخذ يدور حول نفسه ويغني بصوت عال:

«ياللي قربه جنني..

ابعد عني.. لا تقرب مني..

لا أنا منك ولا إنت مني..

ألحس مِسنِّي وأبات مِتهنِّي»..

وأخذ يرددها..

«ألحس مِسنِّي وأبات مِتهنِّي»..

قال الفار الكبير بسخرية:

«إنت فار.. إنت عار»؟!!..

رد الفأر الصغير بقرف: «إنت من أصحاب النار»..



أحمـــــد حســــن فتيحـــــي
09/09/2009
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مواطن وأثاث بيته يبحثان عن مأوى دلــــــــوعة الامارات اخبار محلية و عالمية 10 07-14-2010 10:07 AM
اعجبتني ..! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-31-2009 07:40 PM
قصة اعجبتني -- ألحس مِسَنِّي وأبات مِتهَنِّي..!! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-10-2009 03:10 AM
للبيع معدات وأثاث مكتب كاملة ........بسعر جميل محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-30-2009 12:40 AM
خيليهـ تقولـ: أحدر جانكم بغيتوها .. وأبات بمنتداكم جانكم مابغيتوها شموخ خييليهـ تراحيب وتهاني 28 01-29-2008 01:44 PM


الساعة الآن 08:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML