قاد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، في يونيو الماضي ثورةً في مجال الثقافة والإعلام السعودي، وذلك بإطلاقه لصفحة على شبكة التواصل الاجتماعي، “فيس بوك”. لم يكن الوزير يتوقّع وفق ما أوردته صحيفة “الوطن” السعودية أن يتحوّل الموقع إلى جزء من عمل الوزير اليومي، فمنذ ذلك التاريخ وصل تعداد الأصدقاء في صفحة الوزير إلى خمسة آلاف شخص، يتوزّعون بين إعلاميين ومثقّفين ومهتمّين بالقضايا الإعلامية، إلى جانب طلاب سعوديين مبتعثين إلى الخارج. دفع هذا الرقم الكبير الوزير إلى التسجيل بحساب جديد باسم “aaziz khoja”، وذلك عقب تلقيه لتنبيه من الموقع بعدم إمكانية إضافة أي شخص جديد إلى المجموعة السابقة من الأعضاء. وفيما يتعلق بالمشاكل التي تعرّض لها الوزير جراء قراره باعتماد صفحة على “الفيس بوك”، فقد بيّن الوزير أنه ساهم في إعادة صِلاته بمعارف قديمة، كما أنه عرّفه على شرائح متنوّعة من المواطنين، وأضاف قائلاً: “لقد استفدت من آراء المواطنين من حيث الاقتراحات والشكاوى والآراء البنّاءة، التي ساهمت في تطوير آلية العمل في الوزارة، أو ستسهم في ذلك مستقبلاً”. وكشف الوزير خوجة للصحيفة السعودية أنه يقضي يومياً ما يقارب الساعتين لقراءة رسائل “الفيس بوك”، والرد عليها، وللمشاركة في النقاشات الفكرية مع بعض الكتّاب والمثقفين عبر صفحته الخاصة، أو عبر بعض روابط المقالات التي يضعونها على صفحاتهم الشخصية. ومن الاقتراحات التي نالت إعجاب الوزير عبر “الفيس بوك”، دعوة للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة في برامج التلفزيون بناءً على تنبيه من أحد المواطنين، هذا بالإضافة إلى دراسة كيفية توفير آلية لتدريب طلبة أقسام الإعلام في التلفزيون والإذاعة. وبالنسبة لتعامله مع الجوانب التقنية، والمشاكل التي تعرّض لها، يقول الوزير: ” لقد تعرّض جهاز الكمبيوتر الخاص بي لفيروس قبل شهر، وهو ما دمّر مجموعةً من ملفاتي بسبب رسالة وصلتني من شخص من خارج المملكة، ولكن الحمد لله تمت معالجة الأمر”. ويستقبل الوزير أيضاً طلبات كثيرة تتعلّق باستشارات ونصائح وخصوصاً للطلاب الجامعيين، على نحو الاختيار بين عدد من الوظائف المُتاحة، وسؤال نصيحة لاختيار تخصّص دراسي. أما عن التعامل مع العدد الهائل من الأصدقاء، يعلّق خوجة قائلاً: “الكثير من الأصدقاء كانوا يشكرونني على مجرد الإضافة، ووجهة نظري دائماً أنه لا شكر على واجب، وكانت هناك العديد من الرسائل التي تصلني تطلب الإضافة، وكنت أردّ دائماً بأن الإضافة ببلاش والشرف لي، وبعض الإخوة كان يعتب على التأخّر في الرد أو التأخّر في الإضافة، ولكنني آمل أن يقدّروا أنني أتلقى يومياً عشرات الرسائل وعشرات الطلبات، وبالتالي قد يحصل تأخير طبيعي وغير مقصود”. يذكر أن تنامي شعبية “الفيس بوك”، جعل الشركات ذات العلامات التجارية تدرك أهمية الاستفادة من الزوّار الذين يستخدمون الموقع في الترويج للعلامات التجارية، فوفق استطلاع للرأي أجرَته مؤسسة “فوريستر”، تخطّط 70 بالمئة من شركات التسويق زيادة الإنفاق على مواقع الشبكات الاجتماعية، بينما أوضحت نسبة 75 بالمئة من هذه الشركات عزمها إنفاق مئة ألف دولار على هذا التوجّه خلال العام الجاري.