:emoji9:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
يقول الله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}. من سورة الأنفال نزلت هذه الآية كما قال المفسرون في قصة الصحابي الجليل أبي لبابة الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ مع حوادث أخرى، وتدل هذه الآية على عظم شأن الأمانة وأن أداءها دليل على استقامة المؤمن ونزاهته، ومعنى خيانة المؤمن لله ورسوله هو أن يضيع حق الله وحق رسوله في الأوامر والنواهي فلا يمتثل ما أمر به ولا يجتنب ما نهي عنه، أو أن يوالي أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا فكل من فعل شيئا من ذلك فهو خائن لله ورسوله وأمانته، والأمانات تعم جميع ما يجب على المسلم من حقوق الله عز وجل على عباده من التوحيد والطهارة والصلاة والزكاة والصيام والكفارات والنذور وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه ولا يطلع عليه العباد، كما تشمل أيضا حقوق العباد بعضهم على بعض كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع بينة على ذلك، فأمر الله عز وجل بأدائها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة، فالتفريط في هذه الواجبات كلها، أو نقصها من الخيانة لله ورسوله
__DEFINE_LIKE_SHARE__
|