حصرياً لملتقى البحرين:النص الكامل لخطبة السيد حيدر الستري

محروم.كوم · #1 08-25-2009, 05:10 AM

بسبب ما أثارته خطبة الجمعة لسماحة السيد حيدر الستري من غبار،وردود فعل متباينة إدت إلى "النيل" من الشيخ عيسى قاسم،فقد إرتأيت أن أنشر نص الخطبة المثيرة للجدل – كما وردت من مكتب السيد الستري – على أن بقراءة الخطبة (الشق المتعلق منها بالشيخ عيسى قاسم) في سياقها كاملاً غير مبتور أو مجزوء،ومن أجل أن نضع النقاط على الحروف، خصوصاً حين تحدث السيد عن ولاية الفقيه، وشخصياً أجزم أن السيد لم يتحدث عن ولاية الفقيه،والشيخ عيسى قاسم في خطبة واحدة من قبيل العبث.

وسوف أقوم بنشر النص الكامل للخطبة كما وردني من مكتب سماحة السيد الستري،وأرجوا من الجميع أن يقرأوا الخطبة بحياد بعيداً عن "تأثيرات" الحملة التي شنها البعض على السيد،من كتاب صحافة،وشخصيات متنوعة المشارب والإتجاهات.

حـــــــــديـث الجـمـعـــــــة
غرّة رمضان 1430هـ 21 أغسطس 2009م
سماحة السيد حيدر الستري
ستـــــرة – القريـــــــة – مسجـــــــد فاطمـــــة (ع)

شهر رمضان المبارك كله نور على نور، وعطاء في عطاء.. كله شحنات ونفحات وهبات من لدن الجواد الكريم المتفضل الوهاب المعطي.. عطاء غير مجذوذ وغير مقطوع، وكرما غير محدود، وجودا لا نهاية له، وفيضا دائم التدفق.. فهل نوفق لاستقباله وتحيته بما يليق به؟
الرسول(ص) يستقبله خير استقبال وينادي في الناس ليتهيؤا ويكونوا على استعداد لقدومه فيقول: " أيها الناس، إنه قد أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله،
أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام،
أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم... "
هذه مقتطفات من خطبة رسول الله (ص) على ما ينقل وهو يستقبل شهر الله الفضيل ويحتفي بقدومه، ونسأل المولى جل شأنه أن لا ينطبق علينا ما يؤثر عن علي أمير المؤمنين (ع) " كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء"
فمن المهم على الانسان المؤمن أن يدقق في عباداته وأعماله ويأتي بها على طبق الأحكام الشرعية حتى تكون صحيحة وخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، وهذه مسالة في غاية الأهمية فعلى الانسان المؤمن عندما يؤدي صلاته عليه أن يؤديها خالصة من شوائب الرياء والعجب، وشوائب القضايا الشخصية وغيرها.
كما أنه إذا امتنع عن الطعام والشراب وكل ما يهدم فريضة الصوم، عليه أن يقوم بكل ذلك قربة إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه العبادات ومنها الصوم في شهر رمضان المبارك إنما يأمر بها الله سبحانه وتعالى عباده من أجل تهذيبهم وتربيتهم وتنشأتهم النشأة التي تسمو بالانسان وتحلّق به في رحاب الله بعيداً عن الشهوات والنزوات الضيقة والعواطف والمشاعر المنحرفة التي تعمل على الحطّ من كرامة الانسان والتقليل من قدره، وإرباك تطلعاته نحو السمو والارتفاع على كل هذه الظواهر التي هي أغلال وسلاسل تعمل على تقييد حركة السمو التي تتطلع إليها فطرته وجبلته على الدوام.

الأمر الآخر أن هذه العبادات يُطلق عليها فروع الدين حاملة الثمرة كبقية فروع الأشجار المختلفة التي تعمل على حمل الثمرات على اختلافها، ولذلك فإن قيمة العبادات عظيمة وجليلة إلى حد كبير، وأي خلل في عبادة من عباداتنا سيكون له تأثير على قيمة الثمرة التي تثمرها هذه العبادة، وعلى طيب هذه الثمرة الإلهية.
وهناك أمور أخرى تعتبر أصول تحمل هذه الثمار ولا يمكن للفروع أن توجد في ظل عدم وجود الأصول التي تحملها، وأي خلل في موقف الإنسان المؤمن في مجال الأصول والمبادئ العقيدية فإن نتيجته ستكون العصف والقضاء المبرم على جميع فروع الشجرة الإيمانية.
ونحن نعرف أن الإيمان بالله وتوحيده وعدله والإيمان بيوم الحساب، والإيمان بالنبوة هي من الأصول والمبادئ العقيدية التي لا وجود ولا قبول للعبادات من غيرها، وكذلك نحن نؤمن بأن إمامة آل بيت رسول الله –عليهم السلام- من بعده من أصول مذهبنا، ونؤمن بأن مرجعية الفقهاء وولاية الفقهاء لا تختلف عن إيماننا بما سبق، فالأئمة الأطهار خوّلوا الولي الفقيه القيام بدورهم وأي استسهال وتقليل من شأن المرجعية الدينية لا يختلف عن التقليل من شأن الرسول (ص) والأئمة الأطهار (ع)، وهذا الكلام كما أن له تأثيراً كليّاً على صحة عباداتنا وطقوسنا الدينية، كذلك له تأثير أساس على وجودنا ونهضتنا ومصير أمتنا، فلا يمكن لهذه الأمة أن تنهض إلا إنطلاقاً من العودة الصحيحة لانتمائها وهويتها الحضارية التي تتلخص في العودة الصحيحة للإسلام الحقيقي.
وعن طريق هذا المنطلق يحقق الإنسان المسلم إنجازاته الكبيرة وانتصاراته المطلوبة على ذاته وعلى ضعفه وتخلّفه وسلبيته ويأسه وإحباطاته، كما يحقق انتصاراته المؤزرة على العدو الخارجي الذي يتمثّل في الدول الكبرى والسياسات المعادية للإسلام، وقد رأينا كيف حقق المسلمون انتصاراتهم العظيمة في بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون في شهر رمضان المبارك، وكذلك معركة فتح الفتوح التي فتح فيها المسلمون مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك أيضاً.

ولاية الفقيه.. مفتاح الانتصارات

واستمر المسلمون يحققون الانتصارات تلو الانتصارات بالتفافهم حول رسول الله (ص)، ورأينا في عصرنا كيف حققت الجمهورية الإسلامية في إيران المعجزات وانتصرت على دول العالم الكبرى مجتمعة بما تمتلك هذه الدول من إمكانات وثروات وأسلحة وآلة قتل جبارة، انتصرت الجمهورية الإسلامية في نشأتها إبان الحرب التي أشعلها النظام البعثي البائد في العراق على رغم وقوف جميع الدول الكبرى معه، كما أنها حققت انتصارها مؤخراً بعد عملية انتخابات تاريخية بفضل مخزون القوة الذي تمتلكه قيادة الولي الفقيه والتفاف المؤمنين حولها،

وقد اتضح للعالم أن ولاية الفقيه هي الهدف الأول الذي توجّه نحوه الدول الكبرى سلاحها وسهامها وكافة إمكاناتها الإعلامية والاقتصادية وتحالفاتها السياسية.
وكذلك حققت المقاومة الاسلامية في لبنان انتصارات عجزت عنها الجيوش العربية مجتمعة بالتفافها حول القيادة العلمائية وفي إطار ولاية الفقيه، وقد سمعنا الخطاب الأخير لسيد المقاومة سماحة السيد نصر الله وما يحتويه هذا الخطاب من إيحاءات كبيرة يصبّ مجملها في أن المقاومة الإسلامية في لبنان -يوماً بعد يوم- ستحوّل اسرائيل إلى عبء ثقيل على كاهل القوى الامبريالية الكبرى، وسيأتي عما قريب اليوم الذي تقرر فيه هذه القوى التخلي عن اسرائيل.
وحسب المنطق السياسي والمعادلات السياسية للدول الغربية فإن اسرائيل مع كونها ربيبة الغرب إذا شكلت عبئاً على أمريكا والغرب فلن يشفقوا عليها ولن يستمروا في صرف مليارات الدولارات من أجل بقائها، فما عسى أن تكون قيمتكم أنتم يا حكام العرب إذا واصلتم ولاءكم للخارج وواصلتم تبعيتكم لامريكا والغرب وأدرتم ظهوركم لشعوبكم.
العالم كله أخذت وتيرة التغير فيه تتسارع ويشمل ذلك موازين القوى، ولن يستثني تغيير استراتيجية دعم اسرائيل من قبل هذه القوى، وعلى الحكومات العربية أن تقلب المعادلة التي استمرت عليها، وتبدأ في الإصغاء لشعوبها ولا خيار لها غير ذلك.

آية الله قاسم.. هو علي هذا العصر في البحرين

وبالنسبة إلينا في البحرين فإنّ الحاجة كبيرة للتحلي بالوعي والحذر في هذه النقطة، وعدم الانزلاق وراء العواطف أحياناً أو التعنت والعناد أحياناً أخرى، أو بسبب اعتيادنا على رؤية وسماع مَن يُمثل القيادة الشرعية الحقيقية بالنسبة إلينا في البحرين والتي تتمثّل بوضوح في شخص سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم –حفظه الله-.
ولقد أبدت الأسباب التي ذكرناها آنفاً إلى تقليل البعض من شأن الرسل والأنبياء بسبب التعنّت أو الاعتياد عليهم وكونهم بشراً يسعون بينهم ويعيشون في أوساطهم كما حصل ذلك للأئمة المعصومين (ع) من قبل بعض من عاش في عصرهم، وتوهين القيادات العلمائية التي تدور في فلك الولي الفقيه هو توهينٌ لرسول الله (ص) وتقليل من شأن الأئمة المعصومين (ع)، ولا يبرّر احتمال خطأ غير المعصوم التقليل من موقعه لأن الله سبحانه وتعالى والرسول (ص) والأئمة المعصومين (ع) هم الذين قلّدوه هذه القيادة الإسلامية، القيادة الدينية الشرعية، على رغم عدم عصمته وإمكان وقوعه في الخطأ.
وأقول دون مبالغة أو لا مزايدة أن سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم –حفظه الله- هو علي هذا العصر في البحرين، ومن اشتاق لرؤية علي بن أبي طالب (ع)، ومن يتوق أن ينظر إلى عليّ (ع)، فلينظر إلى وجه سماحة الشيخ عيسى قاسم، لأنه كما ذكرت هو علي هذا العصر في البحرين في سماحته وحزمه، في رفقه وصراحته، في تواضعه وشجاعته، في زهده وعبادته، في وعيه وبصيرته، وفي تنمره في ذات الله والتزامه بقضايا دينه ووطنه وجعلها فوق كافة حاجاته ومصالحه الخاصة مهما بلغت أهميتها وخطورتها .
وهذا الكلام لم يأت من فراغ ولكنه نتيجة إطلاع والتصاق بسماحة الشيخ عيسى قاسم –حفظه الله- إضافة إلى لقاءاتي المباشرة لمدة أربع سنوات وهي مدة عملي معه في المجلس الإسلامي العلمائي.
كما أني أقول هذا الكلام إنصافاً لهذا الرجل ولمواقفه وتاريخه وسلوكه وهو سلوك أشبه بسلوك علي بن أبي طالب (ع).
هذه حقيقة في غاية الأهمية والضرورة فإن هذه الأمة لن يكون بمقدورها النهوض والتقدم والانعتاق من المأزق الذي تتخبط فيه مسيرتها ومن النزعة السلبية الاستهلاكية اليائسة التي هيمنت حتى على شبابنا إلا عن طريق الالتفاف حول قياداتها وزعاماتها ومرجعياتها الدينية والشرعية، والدول التي اعتاشت على الاستعمار ستواصل العمل على إطالة عمر النزعة الاستهلاكية والنزعة السلبية ولن تنجح حتى مناهج التعليم والتدريب المأخوذة من دول الغرب التي تدرك نفسها أنها لن تؤتي ثمارها في ظل غياب روح المبادرة الحضارية وعدم غرسها وزرعها في نفوس الطلبة والدارسين.
هذه الروح القادرة وحدها على وضع حد للاعتماد المفتوح على المنتجات المستوردة الجاهزة التي تكرّس الإحساس بالإحباط واليأس، وتبقي على الرغبة المستمرة لدى الشباب في الاسترخاء والخمول بدل حبّ العمل وتقديس المهنة، واكتساب المهارات وتحقيق الاكتفاء والبديل للعمالة الأجنبية والمنتوجات الأجنبية والخدمات الأجنبية والمناهج الأجنبية. __DEFINE_LIKE_SHARE__

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
حصرياً لملتقى البحرين: نص تأبين الشيخ أسد قصير للشهيدة رغد الشريف	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	06-03-2010 12:30 AM
من منكم حمل السيد حيدر السترى بنسبة 1% من الخير كما يقول الامام على	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-30-2009 03:50 AM
بيان العلمائي:الزوبعة المثارة حول تصريح سماحة السيد حيدر الستري	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-27-2009 09:10 PM
منصور الجمري يعلق على خطبة السيد حيدر الستري	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-26-2009 10:00 AM
السيد حيدر الستري _ إننا واضحون في عقائدنا فيما يخص الأنبياء والأئمة	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-25-2009 04:30 AM