ولد الشيخ حسن في البحرين ، فقد كان أعمى منذ ولادته و قليل السمع أيضاً يعمل في مجال صنع الحبال و بيعها و يعيش في بيت متواضع بسيط مكون و مصنوع من القصب و قائم على بقعة فسيحة من هذه الأرض التي تسمى بــ (جزيرة النبيه صالح) و كان لديه باباً خارجياً واحداً مصنوع من الخشب أيضاً ولكن الغريب في الأمر أن هذا الباب الوحيد الذي شيده و أقامه هذا الشيخ البصير و يقع على هذه الأرض كان بدون أي سياج ذاك لأنه كان يشعر بنفس طريقته في الحياة التي كان يعيشهاً سابقاً و يظهر هذا الأمر / السلوك على ما يبدو لنا مدى تمسكه و ارتباطه الوثيق بهذه الأرض و الذي جعله أيضاً باقياً عليها طوال هذه الفترة من الزمن و لا يفكر أطلاقاً أن يبرح مكانه هذا و قد قمت بتصوير عدد من المقاطع المختلفة لطبيعة الحياة التي يعيشها هذا الرجل بكل تفاصيلها حتى تلك المتعلقة بالأخاديد المنتشرة على وجهه و أصابعه و ساقيه الخشنتين اللتين يبدو عليهما علائم الشيخوخة و تعب الحياة التي يعيشها منذ الصغر حتى الوقت الراهن و التي تبدو باللقطات الفوتوغرافية المختارة و كما يبدو لي أيضاً أنه مازال يتوقع مع نفسه و بمنتهى القناعة بأن الحياة سائرة مثلما كانت في السابق و لكنها حياة ميتة دون أن يحاول أن يقتنع أو يعترف بذلك ، بعد وفاة والد هذا الرجل المدعو الشيخ حسن عاش في كنف عمه و كان عمره آنذاك تسع سنوات و قد كان يقوم بعمليات زرع الأرض و سقيها و الاعتناء بها و من خلال ذلك العمل تكونت لديه خبرة في مجال الزراعة وكما توفرت لديه ميزة نادرة يستطيع من خلالها التفريق و التميز بين كل أنواع التمور و لكنه الآن و بعد مرور هذه السنوات و وصوله إلى الشيخوخة مازال يعيش في مدينة خربة تشبه المدن المهجورة و كأنها مدينة لا يصلح السكن فيها إلا للأشباح و في بيت صغير مكون من القصب كما ذكرنا في البداية لا يتجاوز عرض هذا البيت و طوله سوى مساحة صغيرة تقدر بين ( مترين x متر و نصف ) من الأمتار ، و بما أنه يعمل في صناعة الحبال المحلية و بيعها و لكننا لا نرى من يشترى منه هذه الحبال و هنا نتساءل ... هل هناك من يشتري هذه الحبال المحلية التي يصنعها هذا الرجل ؟ طبعاً الجواب سيكون بــ ( لا ) ذاك لأن الناس في هذا الوقت يشترون الحبال الصينية الصنع أما حبال هذا الشيخ البصير فلا تجد من يشتريها !! و من المفارقات الساخرة أن هناك ثمة بئر ماء للشرب يستخدمه هذا الشيخ لقضاء حاجاته اليومية من الشرب إلى الغسيل إلى آخره من الأمور التي يحتاجها نجد إن هذا البئر قد تم ردمه و بهذا بقي الرجل بدون ماء و من هنا نتمنى على الآخرين أن يلتفتوا إلى معاناة هذا الرجل و عذاباته اليومية علماً انه في أواخر أيامه و عاجزاً على البصر و السمع.
ترى من يتحمل مسؤولية وصول هذا الشيخ إلى هذه المرحلة من العمر بلا مأوى أو مأكل أو مشرب ولا ضمان يحفظ شيخوخته وعمره الفاني من هذا الحال الذي هو عليه ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!