كلمة الشيخ سعيد النوري في جامع الإمام الصادق"ع": ( صفات أنصار الإمام المهدي "عج" )

محروم.كوم · #1 08-10-2009, 10:20 PM

كلمة سماحة الشيخ سعيد النوري ( حفظه الله تعالى )
بيوم الجمعة ليلة السبت
( جامع الإمام الصادق "ع" )
في القفول بعد صلاة العشائين.
الموافق: 7/8/2009م

"صفات أنصار الامام المهدي (عج)"
ماهي صفات أنصار الإمام المهدي وما هي أخلاقيات أنصاره؟ التي يمكن أن تؤهلنا لنكون في جيش الإمام(ع) .؟نحن جميعا نتطلع لنكون في الصف الأمامي للجيش المهدوي , ونكون المدافعين والمحامين عن الإمام ومشروعة الإصلاحي العالمي.القضية ليست بالتمنيات وبالأحلام , ولكن هناك مجموعة من المعايير والصفات والأبعاد الإنسانية يجب أن تتوفر في شخصياتنا لنكون مؤهلين لنكون من أنصار الإمام (ع).الروايات تذكر مجموعة من الصفات والأبعاد.أتوقف عند آية من آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن مجموعة من الأخلاقيات والصفات بصورة موجزة. في سورة المائدة الآية 154 {يا أيها اللذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم } . فالنقطة الأولى في هذه الآية أن الآية المباركة تؤسس لقانون اجتماعي وهو أن الله سبحانه وتعالى يهيئ في كل زمن من الأزمنة مجموعة من المؤمنين الصادقين من اجل أن يحملوا لواء المشروع الإسلامي الإصلاحي , وعندما يقصر ويتراجع مجموعة من المسلمين فان الله سبحانه وتعالى يخاطب المسلمين - وهنا من يرتد ليس بالضرورة الخروج عن الدين – الارتداد أحيانا يقصد به الارتداد عن المشروع الإسلامي والتقصير في أداء مسؤوليات المشروع الإسلامي.فالآية المباركة تخاطب المسلمين والمؤمنين وتقول لهم إذا قصرتم في أداء مسئولياتكم الإلهية الإسلامية التغييرية فإن الله سبحانه وتعالى لن يجمد المشروع الإسلامي بسبب جمودكم وإنما يهيئ لهذا الدين ولهذا المشروع الإلهي ثلة مؤمنة من اجل أن تقود هذه المشروع.
الآن نريد أن نتعرف على صفات النخبة الرسالية الإسلامية التي يأتي الله بها ويهيئها لتحمل المشروع الإلهي وتقود هذا المشروع من اجل أن تجسده في المجتمع.هذه النخبة الرسالية هي النخبة التي يريد أن يصنعها القرآن الكريم , وهي التي أراد كل الأنبياء والرسل والأئمة (ع) على مدى تاريخ الإنسانية أن يصنعوها , وهذه النخبة الإيمانية الرسالية هي النخبة التي سوف تنصر الإمام الحجة(عج).

الصفة الأولى والجوهرية: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)
النخبة المؤمنة الصادقة , علاقتها بالله سبحانه وتعالى هي علاقة حب – حب متبادل – الله يحبهم وهم يحبون الله سبحانه وتعالى . في الرواية المشهورة (أن قوما عبدوا الله طمعا في جنته فتلك عبادة التجار، وان قوم عبدوا الله خوفا من ناره فتلك عبادة العبيد، وان قوما عبدوا الله –بلفظ- لأنه أهلا للعبادة – وآخر-حباً لله فتلك عبادة الأحرار) فهؤلاء حتى في علاقتهم بالله هم أحرار.هؤلاء المؤمنون الصادقون يعبدون الله حبا وعشقا لله , و معرفة و هياما بجمال الله وجلال الله سبحانه وتعالى . حتى طمعهم في الجنة ليس فقط لان الجنة فيها حور عين وفيها قضايا مادية بل لان الجنة هي موقع اللقاء مع الله سبحانه وتعالى . أمير المؤمنين(ع) في دعاء كميل "وهبني صبرت على حر نارك فكيف أصبر عن النظر الى كرامتك " "أمير المؤمنين يتطلع إلى الجنة لأنها موطن النظر إلى عزة الله و كرامة الله وجمال الله. فهؤلاء العاشقون لله حتى الجنة بالنسبة لهم هي موطن اللقاء مع الله . وهم يخافون من النار ليس لان النار فيها ألآلام وفيها حميم وفيها عذاب فقط ولكن لان النار هي موطن فراق الله سبحانه وتعالى , لأنهم في النار سوف يحرمون من لقاء الله ومن النظر إلى الله سبحانه وتعالى. " أم كيف أصبر على فراقك ورجائي عفوك " . هؤلاء المؤمنون المحبون لله حتى علاقتهم بالله علاقة الحرية متحررون من الأطماع ومتحررون من المخاوف , ويعبدون الله لان الله أهلا للعبادة وحبا لله وهياما بجمال الله سبحانه وتعالى.

الصفة الثانية: (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)
فهؤلاء المؤمنون الصادقون يؤمنون بأن جوهر هذه الحياة ليس في القيم المادية والمصلحية وإنما في القيم الأخلاقية . والقيم الأخلاقية قسمان :
القسم الاول: قيم الرحمة والرقة والشفقة , وهذه القيم هي القيم التي يواجهون بها المؤمنين المظلومين المستضعفين , فهم منحازون للمؤمنين المستضعفين , وهم مناصرون للمؤمنين المستضعفين وهم متواضعون للمؤمنين المستضعفين ،بأشد حالات الاحترام والتواضع والسمو الأخلاقي .
القسم الثاني: قيم الشدة والعزة والشموخ والإباء هذه يوجهونها إلى الكافرين – وفي القرآن الكريم الكافرون ليس فقط الذي يكفر بالله- بل هناك كفر نظري وكفر عملي ، والكفر العملي هو كل من لا يطبق القيم الإلهية والأخلاق الإلهية هو كافر عمليا، فهولاء أعزة على الكافرين , فكل منحرف و ظالم و مستكبر على القيم الربانية والإسلامية يعاملونه معاملة العزة لا يشهرون في وجهه إلا شعار العزة والشموخ والإباء .هم في غاية التواضع والخضوع للمؤمنين المستضعفين المظلومين وهم في غاية الشد والإباء والصمود في التعامل مع الظالمين والمستكبرين والمنحرفين.
مع انه في اغلب الأحيان كما نشاهد الواقع الإنساني تكون المصالح المادية مع الكافرين والمستكبرين،وان من يدعم وينصر المؤمنين ليس فقط يفوت على نفسه المصالح بل يوقع نفسه في الآلام والمهالك . ولكن معايير المؤمنين العاشقين المخلصين لله سبحانه في الحياة , ليست معايير المصلحة والمنفعة المادية فهم يقفون مع المؤمنين حبا لله لان المؤمنين محبوبون لله , وهم يقفون في وجه الظالمين والكافرين والمستكبرين لأنهم أعداء الله.فخيارهم في الحياة ومعيارهم في الحياة مرتبط بارتباطهم بالله من أحب الله كانوا له أحبابا ، ومن حارب الله سبحانه كانوا له حربا فمعيارهم في الحياة ليس المصالح النفعية وإنما حبهم لله يجعلهم يعاملون الآخرين من خلال موقعهم من الله سبحانه وتعالى.

الصفة الثالثة: (يجاهدون في الله سبيل الله)
وهنا صفة الجهاد و العطاء والشهادة في شخصية المؤمنين ، القرآن الكريم يؤكد كثيرا على أن الشخصية الإيمانية الصادقة لا يمكن إلآّ أن تكون شخصية مجاهدة، ولا يمكن ان تكون شخصية متكاسلة قاعدة متفرجة ، هي شخصية مجاهدة فالبعد الجهادي في الشخصية الإيمانية هو جوهري وثابت وأساسي في هذه الشخصية .و الجهاد في القرآن الكريم ليس فقط كما يتصور الكثيرون هو الجهاد العسكري، كما ورد عن رسول الله (ص) {افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر} فالجهاد في هذه الرواية ليس المقصود به الجهاد العسكري ، فالجهاد الاجتماعي و السياسي وكلمة الحق و العدل عند سلطان جائر هي جهاد ،فالجهاد قد يكون بالمال {يجاهدون بأموالهم} , وقد يكون بالنفس {يجاهدون بأنفسهم} , وقد يكون جهادا اجتماعيا سياسيا , وقد يكون جهادا ثقافيا. فالجهاد في الفكر الإسلامي لا يختص بجهاد السلاح ، كل من يقاوم الانحراف والظلم والاستكبار أيا كان أسلوب المقاومة الجادة الصادقة الشديدة هي جهاد في الفكر الإسلامي . فهؤلاء يجاهدون في سبيل الله ، الرواية المشهورة { لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم .... حتى فيملئها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا}فلذلك الجهاد في سبيل الله مركب من قضيتين 1- مكافحة الظلم والجور 2- إقامة القسط والعدل.

الصفة الرابعة : (ولا يخافون لومة لائم)
يعني بتعبيرنا المعاصر(مبدئيون) ثابتون على المبادئ وخط ذات الشوكة خط الجهاد , فلا يقبلون بالتراجع ويمتلكون إرادة صلبة راسخة . الروايات تقول ان أنصار الامام الحجة (عج) لو واجهوا الجبال الشماء لأزالوها ،وقلوبهم كزبر الحديد إرادتهم و عزيمتهم كالحديد بل اشد من الحديد , لا تتراجع لا تلين ولا تنظر للوراء دائما تنظر للأمام ، لا يخافون في الله لومة لائم أي لا يهمهم رضى من يرضى عنهم , وغضب من يغضب عليهم،ماداموا يعملون لأجل الله وفي سبيل الجهاد ومن اجل رفع كلمة الله في هذه الارض.
هذه هي عناصر الشخصية المجاهدة المؤمنة في القرآن الكريم , والروايات التي تتحدث عن أنصار الامام الحجة تذكر مثل هذه الصفات منها ما يشير مثلا لصفات الحب والعبادة لله سبحانه , بجانب صفات الجهاد والعزة والعزيمة كما ورد في الرواية : ( رهبان الليل أسود النهار ) . وهؤلاء بهذه الصفات يمثلون النخبة المجاهدة التي تنصر الامام المهدي(عج) ارواحنا لتراب مقدمه الفداء.

"انقلاب المعايير في واقعنا "
نحن في زمن غيبة الامام الحجة(عج) كيف يجب ان ننتظر الامام الحجة(عج) ؟ متى نكون صادقين مخلصين عندما نرفع شعار أدركنا يا مهدي؟هناك جانبان الجانب الظاهري من الانتظار والتمهيد , فالكثيرون وملايين الناس تهتف باسم الامام (ع) تدعوا و تتحدث عن الامام (ع) وتقيم الاحتفالات , وهذا الجانب مهم ومطلوب.ولكن الجانب الاخر هو الاهم .وهو التمهيد الواقعي للامام المنتظر(ع) فمتى نكون الممهدين المستعدين بحق وصدق لنصرة الامام(ع) ؟؟ عندما نصوغ شخصيتنا كما أرادها القرآن الكريم،عندما نتمثل الأهداف والمبادئ والاخلاق والقيم التي سوف يرفعها الامام الحجة حينما يظهر،عندما نطبقها على انفسنا ونحركها في الواقع قبل ظهوره المبارك , نكون المنتظرين الممهدين الواقعيين للإمام الحجة(عج) . لذلك مع الأسف الشديد عندما يتم الحديث عن الشخصية المؤمنة , يتم تصوير الشخصية المؤمنة بأنها شخصية برغماتية شخصية مصلحية نفعية ، فالقرآن الكريم يقول { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} تأتي بعض التنظيرات لتقول " مستكبرين على المؤمنين و محاربين للمؤمنين المستضعفين أذلاء للظالمين وخاضعين للظالمين" فتنقلب المعايير هذا المعيار القرآني الثابت يجب أن نضعه نصب أعيننا ، نطبقه على أنفسنا ونطبقه على الآخرين من حولنا، الإنسان الذي يواجه المؤمنين المجاهدين ولا يدعمهم هذا انسان لا يمكن ان يكون ممهدا للامام المهدي(عج).قضية الادعاء بالتمهيد لظهور الامام الحجة(ع) ليست دعوة عادية تمر مرور الكرام , إذا كنت أيها المؤمن تريد ان تكون من الانصار , فمن الآن يجب أن تتعلم في مدرسة الامام المهدي (عج ) فتكون مجاهدا في سبيل الله في كل موقع من مواقع الحياة،من اجل اقامة العدل والقسط ومحاربة الظلم والحور , هذا هو الذي يكون مؤهلا ليكون من انصار الامام الحجة (عج).والمبدئية والصلابة في الحق والعدل والاستقامة في قبال الانحراف والاستكبار في الارض , يمثل معيارا أساسيا للشخصية الواقعية الممهدة للامام المنتظر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء, فالامام الحجة واهل البيت (ع) في طول تاريخهم العظيم كانوا يسعون لصناعة هذه النخبة بهذه الصفات ،و الثلة المؤمنة التي جاهدت بين يدي الامام الحسين0ع) كانت منطبقة عليها هذه الصفات ، و عندما تتوفر النخبة المؤمنة الرسالية المجاهدة و تنطبق عليها هذه الصفات سوف يظهر الامام ( روحي فداه ) ليملئ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا , فعندما توجد هذه النخبة المؤمنة تتحقق العدالة والقسط على ربوع الارض في الدائرة الأوسع.

"في البحرين النصر حليفنا بشروط"
نحن الان في عهد الغيبة في دائرة محدودة ضيقة كدائرة البحرين القضية هي القضية , فعندما يوجد المؤمنون المجاهدون الصادقون في هذا البلد الصغير بهذه الصفات القرآنية سوف نحقق الانتصار، نحن على الاقل في عصر الغيبة ليس باستطاعتنا ان نؤسس دولة إلهية اسلامية مئة بالمئة , ولكن على الاقل نحقق شيئا من العدالة ونرفع عن انفسنا شيئا من الظلم.إذا استطاع أهل البحرين أن يصوغوا نخبة محبة عاشقة عابدة مؤمنة بالله , منحازة للمؤمنين المستضعفين، مواجهة للظالمين المفسدين ، مجاهدة في سبيل الله و العدل والقسط , ومكافحة للفساد ومستعدة للتضحية لأجل هذه الأهداف , ولا تأخذها في الله لومة لائم ولا تتراجع قيد انملة عن هذه المبادئ , مهما كانت التحديات والضغوط ، إذا توفرت هذه النخبة صدقوني , فإن النصر سيكون حتمي مئة بالمائة.الإمام الحجة (عج) سوف ينتصر على المستكبرين في كل العالم إذا توفرت له هذه النخبة، فكيف بنا نحن في دائرة صغيرة نستطيع أن نحقق الانتصار بشرط أن توجد هذه الفئة المؤمنة.صفات المؤمنين المجاهدين كلها ثمرة حبهم لله سبحانه وتعالى فمن اجل الله يضحون بأنفسهم ويتحملون الأذى , ويتحدون المفسدين والظالمين من اجل الله ,و ليسوا مستعدين للتخلي عن أهدافهم و مبادئهم و قيمهم من اجل الله . فلنبدأ بصناعة وصياغة شخصياتنا من خلال صياغة علاقة شعورية وعرفانية وعبادية جديدة مع الله سبحانه . اسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لنكون من الأنصار المخلصين الصادقين الصابرين الثابتين على درب ذات الشوكة المؤهلين لخدمة الإمام الحجة (عج).

والحمد لله رب العالمين.
وصل اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.
__DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
"الهلال الأحمر" تطلق حملة توعية بـ"إتش 1 إن 1" في "الغربية"	بنت ابوهاا	اخبار محلية و عالمية	8	10-16-2009 06:34 AM
ثيــ ( الهلال " النصر " الاتحااد " الاهلي " الشباب )ــــــــــــــمآآآآت	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-14-2009 09:50 AM
كلمة الشيخ سعيد النوري في جامع الإمام الصادق"ع": ( صفات أنصار الإمام المهدي "عج" )	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-10-2009 10:30 PM
اتفاق "جديد" بين إيران و"نفط الهلال" لتصدير الغاز للإمارات	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-05-2009 10:30 PM
اتفاق "جديد" بين إيران و"نفط الهلال" لتصدير الغاز للإمارات	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-05-2009 10:20 PM