إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


الإسلام والشريعة أحكام الدين , واجبات المسلم , سيرة الرسول , غزوات الرسول , سيرة الصحابه , أناشيد أطفال

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-01-2009, 09:48 AM
الصورة الرمزية غريب بدنيتي
عضو ذهبي
بيانات غريب بدنيتي
 رقم العضوية : 85108
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
الجنس : male
علم الدوله :
 المشاركات : 1,052
عدد الـنقاط :7076
 تقييم المستوى : 63

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




شحالكم عساكم بخير وسهاله,,؟ مديمه الحال ان شاء الله اخوآني



طبعآ نحن ع ابوآب شهر الرحمه والخير الله يعيده علينآ بالخير وع جميع المسلمين,,



علشان جي اخترت لكم بعض من صفآت وتعآمل الرسول {ص} وصحبه فى شهر رمضآن


واتمنى انه نحن نآخذ من هآي الموآقف عبرة لنآ ونقتضى بسيد الخلق وصحبه الطيبين,,


,’’


والموظوع بيكون طويل وادرى انه الوآحد يمل! يوم يجوف موظوع طويل بس! ما اظن يمل من هاي الموآضيع


ولا شو رآيكم ^_^ ايلس واقرء واتمعن فهآي الصفآت زين وخذ منهآ عبرة فى حيآتك,,,




المهم اخليكم مع الموظوع ^_^




"::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::"




هدي الرسول وأصحابه في رمضان




يقول تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)



فأمرنا بالاقتداء به وباتباع هديه صلى الله عليه وسلم.



وفي هذه المادة عرض لهديه عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان؛


هديه في مدارسته للقرآن، في قيامه لليل، في صدقته وسخائه


، في اعتكافه، في الإكثار من العبادات والطاعات... إلى غيرها من أحواله وعيشه في رمضان.





النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان




الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً


وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.





والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً،

وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلغ الرسالة، وأدَّى الأمانة،

ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين،

رفع الله به رءوسنا وكانت مخفوضة، وشرح به صدورنا وكانت ضيقة،

وأسمع به آذاننا وكانت صماً، وبصَّر به عيوننا وكانت عمياً، فعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.





أمَّا بَعْد:



واعلموا أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام هو المعصوم

الذي على قوله تصحح الأقوال، وعلى فعله توزن الأفعال،

وعلى حاله تقاس الأحوال، فإن الله أصلحه ظاهراً وباطناً، وسراً وجهراً،

ورضيه قدوة للناس


لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب:21].


فهو عليه الصلاة والسلام معصوم لا ينطق عن الهوى


إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:4]

وهو بأبي هو وأمي، نفسه طيبة، وقوله طيب، وفعله طيب،


فهو مبارك أينما حل وارتحل، زكَّاه الله ظاهراً وباطناً،

وامتدح أخلاقه وأعماله وأفعاله وأقواله،

فقال:

وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]

وقال له: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]

وقال: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128].



فإذا علم ذلك، كان على المؤمن إذا أراد أن ينصح نفسه أن يتبع هذا الرسول عليه الصلاة والسلام،


وأن يقتدي بكل ما أتى عنه وصح وثبت، فإنه عليه الصلاة والسلام قائد كل موحد وكل مؤمن إلى الجنة،


ومن اعتقد أنه سوف يهتدي بغير الهدي الذي أتى به، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، ولا ينظر إليه يوم القيامة ولا يكلمه، ولا يزكيه وله عذاب أليم.



فلا إله إلا الله ما أعظم ربح من اتبع أقواله،

واقتدى بأفعاله، وسار على منواله، ولا إله إلا الله ما أشد خسارة من تنكَّر لشريعته،

وجحد سنته، وخالف فعله عليه الصلاة والسلام.





إذا علم ذلك فإننا نريد أن نعيش معه صلى الله عليه وسلم في رمضان وفي غير رمضان،



وإن كان للعمر مواهب، وللحياة بقية، وللأيام لذة فإنما هي في العيش معه صلى الله عليه وسلم.




نسينا في ودادك كل غالٍ فأنت اليوم أغلى ما لدينا

نلام على محبتكم ويكفي لنا شرفاً نلام وما علينا

ولما نلقكم لكن شوقاً يذكرنا فكيف إذا التقينا

تسلَّى الناس بالدنيا وإنا لعمر الله بعدك ما سلينا





وقد أطل علينا ضيف كريم، ووافد عظيم، وهو شهر رمضان الذي كتبه الله عز وجل على من قبلنا،


كتبه للتقوى، ولترتفع الأرواح من موبقاتها، ولتتوب النفوس من شهواتها، وليراجع الناس أنفسهم مع ربهم تبارك وتعالى، فمرحباً بشهر رمضان.



مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيباً زارنا في كل عام

قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام

فاغفر اللهم ربي ذنبنا ثم زدنا من عطاياك الجسام

لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلق أسهـرنا جنح الظلام




فلننظر إلى هديه عليه الصلاة والسلام، وإلى هدي أصحابه الأبرار، وسلف الأمة الأخيار، كيف :



استقبلوا هذا الشهر.

كيف صاموه وقاموه؟

وكيف قضوا أوقاته؟

وكيف عاشوا ساعاته؟



لنكون على بصيرة، فإنه بمثلهم يقتدى، وعلى منوالهم يحتذى.




فعن طلحة بن عبيد الله :


{أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا رأى الهلال -وعند الترمذي هلال رمضان-

قال: اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام،..



هذا الحديث عجيب، فهو يقول للهلال:


ربي وربك الله،

فأنت مخلوق كما أنا مخلوق؛ لأن الأهلة والشمس والقمر


كانت تعبد من دون الله، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس

ويخبر الأجيال أن الكائنات كلها مخلوقة لله سُبحَانَهُ وَتَعَالى.



فيقول: ربي وربك الله أي:

فلا يحق لأحد أن يعبدك من دون الله، فالذي أهلَّك وأبداك وجملك وأبدعك هو الله!


فكما أنني مخلوق لله، فأنت مخلوق لله، فأخطأ من عبدك أو توجه إليك من دون الله،


وأخطأ من توجه لمخلوق من دون الله.


وفي الحديث لمسات التوحيد التي أتى بها عليه الصلاة والسلام.....





جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان




يقول ابن عباس -رضي الله عنهما، ترجمان القرآن، وحبر الأمة، الذي عاش الآيات،


وعاش الأحاديث، وعاش الإسلام كله، واستضاء بنور هذا الدين-:


{كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس -وانظر ما أحسن التحفظ-


وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن } {وما قال لا إلا مرة }


كما في المسند من حديث جابر ثم قال بعدها:{وأستغفر الله } أي:


أستغفر الله من كلمة لا، لأنها ثقيلة؛ عليه فاستغفر منها صلى الله عليه وسلم.





ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم



يغضي حياءً ويغضى من مهابته فما يكلم إلا حين يبتسم





فكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه أستاذه وشيخه جبريل

فيدارسه كتاب الله، ومواعظه في آياته سُبحَانَهُ وَتَعَالَى


{فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة }


والريح المرسلة,, هي الصبا التي تهب من نجد




، فإنها معطاءة باردة، وإذا وصف الشاعر العربي الرجل الكريم، قال:


هو أجود من الصبا، أو أجود من الريح المرسلة.



فأكبر المعالم في سيرته وهديه صلى الله عليه وسلم في رمضان الجود والعطاء والإنفاق والبذل والهبة والسخاء،


فهو أكبر معلم نراه في سيرته صلى الله عليه وسلم، لا يمسك شيئاً،


حتى الثياب الأسمال التي عليه، إذا سُئل أعطاها،

ففي الحديث الصحيح عن سهل بن سعد قال:

{نسجت امرأة للرسول صلى الله عليه وسلم ثوباً، فلبسه محتاجاً إليه، فعرض له رجلٌ،

فقال: يا رسول الله! أعطني هذا الثوب، فقال الصحابة لهذا الرجل:

صنع الله بك وصنع، لبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليه،


فجئت فسألته وهو لا يرد أحداً، فقال الرجل: أرجو أن يكون هذا الثوب كفناً لي } فأعطاه الله ما تمنى، وسأل، فكان كفناً له كُفن فيه.





فالرسول عليه الصلاة والسلام يوم يأتي رمضان يستقبله بنفس معطاءة؛


لأن الجزاء من جنس العمل، فلما كان العبد سخياً كريماً، جازاه الله بمثل فعله من السخاء والكرم.




مدارسته صلى الله عليه وسلم للقرآن في رمضان





ومن المعالم الأخرى في حياته صلى الله عليه وسلم


والتي تؤخذ من هذا الحديث:


مصاحبته صلى الله عليه وسلم للقرآن، وعيشه معه وتدارسه لآياته


مع جبريل عليه السلام، فهذا الشهر شهر القرآن


شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185]


فكان إذا دخل عليه الشهر صلى الله عليه وسلم يهيئ نفسه، ويخفف من ارتباطاته ومشاغله،


ليعيش تدبر القرآن وقراءته.





والقرآن أخذ الحظ الأوفر والدقائق الغالية، والساعات الثمينة من حياته


صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كتابه الوحيد ومعجزته الكبرى،

أرسله الله في الدنيا معجزة لا يضاهيها أي معجزة؛




لأن المعجزات تنصرم وتنتهي إذا مات أنبياؤها،



[COLOR="Red"]كالعصا في عهد موسى فإنها انتهت بانتهائه عليه السلام،


وكإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى في عهد عيسى فإنها انتهت بانتهائه عليه السلام،


ولكن القرآن أخذ يشق طريقه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،


وأخذ يثبت جدارته، ويعلن قوته، ويبدي دعوته في قوة وخلود ويخاطب الأجيال.



فالرسول عليه الصلاة والسلام جعل أكبر وقت للقرآن هو وقت رمضان،

ولذلك سئلت عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم ،


كيف كان خلقه عليه الصلاة والسلام؟ فقالت: {كان خلقه القرآن }





فهو يعيش مع القرآن أينما حل وارتحل،



وإذا وجد وقت راحة وإقبال قلب، وسفر روح إلى الله شغل هذا الوقت بالقرآن.





في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه،


قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد طلابه وتلامذته:


{اقرأ علي القرآن، قلت: يا رسول الله كيف أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟! -ما أحسن هذا الأدب! وما أجل هذا الحياء!- قال: اقرأ علي القرآن فإني أحب أن أسمعه من غيري }



أحب أن أتلقاه غضاً طرياً من غيري إذا قرئ علي.




فانطلق ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه يقرأ، والرسول عليه الصلاة والسلام يُنصت،


فلما بلغ قوله تعالى:


فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً [النساء:41]



قال: {حسبك الآن قال: فنظرت فإذا عيناه تذرفان عليه أفضل الصلاة والسلام }



تأثر الحبيب بكلام حبيبه، وتذكر صاحبُ هذا الكلام


سُبحَانَهُ وَتَعَالَى الذي أنزله، والذي تكلم به من فوق سبع سماوات، فعندها بكى صلى الله عليه وسلم.






رقة قلبه صلى الله عليه وسلم مع القرآن




روى ابن أبي حاتم في تفسيره:

أن الرسول عليه الصلاة والسلام ربما خرج في بعض الليالي ليستمع القرآن في بيوت الأنصار،

يوم كانت بيوت الصحابة تشغل بالقرآن، ويوم كانوا يعيشون ساعات الليل في تدبر آيات الله الواحد الديان،

ولا يشغلهم القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة الوقت في الترهات والأغنيات والسخافات عن ذلك،

يوم كانوا رهباناً في الليل شجعاناً في النهار، فرساناً لرفع لا إله إلا الله يوم يحمى الوطيس.





خرج عليه الصلاة والسلام فسمع امرأة عجوزاً تقرأ سورة الغاشية،



فوقف عند بابها وجعل رأسه على الباب،


وهو يستمع إليها وهي تقرأ وتردد وتبكي -عجوزاً فأين شباب الإسلام؟!


عجوز فأين فتية الحق؟! عجوز فأين شباب الصحوة؟-

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] من هو المخاطب؟


هو الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول الله له:


يا محمد! هل أتاك حديث الغاشية، أي: أما أتاك أن يوم القيامة حديث عجيب، ونبأ غريب، وحدث جلل.



فأخذ يبكي ويقول: {نعم أتاني } كلما قالت:


هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] قال: نعم أتاني،


إلى هذا الحد يتأثر عليه الصلاة والسلام بالقرآن، فهو كتابه الوحيد الذي تركه للأمة مع السنة المطهرة.






وفي الصحيح أيضاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام ذهب إلى أبي المنذر أبيّ بن كعب



سيد القراء رضي الله عنه وأرضاه، الذي جعل وقته لتعليم القرآن،

فهو أقرأ الأمة بلا شك، فقال له صلى الله عليه وسلم:




{ إن الله أمرني أن أقرأ عليك لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ [البينة:1]




فيقول أبيّ بن كعب في ذهول: أو سماني لك؟! -أي:


سماني الله من فوق سبع سماوات لك، كأن لسان حاله يقول:


من أنا حتى أُسمى في السماوات السبع، من أنا حتى يسميني الله عز وجل- قال: نعم


} فذرفت عينا أبي وأخذ يبكي تأثراً بهذا.







عيشه عليه الصلاة والسلام مع القرآن



الرسول عليه الصلاة والسلام يوم عاش مع القرآن،


عاش مع القرآن عملاً وتدبراً واستنباطاً، يقول لـأبيّ :


{يا أبا المنذر ! أي آية في كتاب الله أعظم؟ فقال: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) [البقرة:255]


فضرب عليه الصلاة والسلام بيده اليمنى في صدر أبيّ ،


وقال: ليهنك العلم أبا المنذر } أي: والله ليهنك العلم الصافي، والنمير العذب، فإن هذا هو العلم يا أبا المنذر .



وعيشه صلى الله عليه وسلم مع القرآن، عيش تذكر وتدبر،


يقول مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه، كما في سنن أبي داود :


{دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء }


والمرجل هو: القدر إذا استجمع غلياناً، فصدره يتخضخض من البكاء، وله صوت أزيز تأثراً بكلام الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.





وفي حديث أبي ذر : {أنه صلى الله عليه وسلم قام ليلة من الليالي يقرأ،


فافتتح قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: بسم الله الرحمن الرحيم، فأخذ يبكي،

ثم أعادها بسم الله الرحمن الرحيم، فأخذ يبكي، ثم أخذ يتأوه في النافلة ويقول:


خاب من لم تدركه رحمة الله، خاب من لم تدركه رحمة الله }.





نعم، هذه حياته صلى الله عليه وسلم مع القرآن؛




لأن القرآن أكبر مقاصده أنه كتاب هداية، وليس بكتاب طب، ولا تاريخ، ولا جغرافيا، ولا هندسة،


ولكنه كتاب هداية يقود القلوب إلى الله الواحد الأحد، فهذا مقصد القرآن وقد علم ذلك صلى الله عليه وسلم.



وعند ابن مردويه وأورده كثيرٌ من المفسرين في تفاسيرهم بأسانيد


أن بلالاً رضي الله عنه وأرضاه، مر في السحر ببيت رسول الله صلى الله عليه وسلم


يؤذنه بصلاة الفجر، فسمعه يقرأ قول الله تعالى:




إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى


جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190-191]



فقال لـبلال وهو يبكي: {نزلت علي آيات ويلٌ لمن قرأها ولم يتدبر }



فأعظم معالم حياته صلى الله عليه وسلم في رمضان هذا القرآن.



ولذلك رأى بعض السلف الصالح أن شهر رمضان يخصص لتدبر القرآن، ولا يشتغل بغيره مهما كان العلم فاضلاً.



وورد عن الإمام مالك أبي عبد الله إمام دار الهجرة، أنه كان إذا دخل عليه رمضان ترك الفتيا والتدريس،


وتحديث الحديث،


وأخذ يقرأ كتاب الله ويقول: هذا شهر القرآن، هذا شهر القرآن.




وذكر ابن حجر في ترجمة الإمام البخاري ، أنه ختم القرآن في رمضان ستين ختمة،



ختمة في الليل وختمة في النهار، وأُوردها لهدف واحد؛ لأنها تدل على شدة اعتنائهم بالقرآن في رمضان.


ولكن هل هذا هو السنة؟ هذا فيه كلام،


فإن سنته صلى الله عليه وسلم الاعتدال والتدبر في قراءته،


وورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {لا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاثة أيام }


وقال لـابن عمرو في الصحيحين وفي غيرهما {اقرأه في ثلاث } فكأن السنة إلى ثلاثة أيام،



وإنما أذكر هذا لأبين شدة اعتناء السلف الصالح بالقرآن، وكيف عاشوه، وتلذذوا بقراءته،


وتعلموا منه وتدبروه؟!




فإذا لم يكن شهر رمضان شهرك الذي تختم فيه القرآن،


تدبراً وتوجيهاً واستفادة فمتى يكون إذاً؟!





والله عز وجل إنما جعل هذا الشهر شهر عبادة، وقبول، وتوبة،



وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:


{إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصدفت الشياطين }



وإن شئت فقل فُتِّحت، فإن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى،

وضبطها بعض المحدثين بالتشديد للمبالغة وغُلِّقت أبواب النار، وفي لفظ: {النيران }


وصفدت الشياطين، فهي لا تؤذي في ذاك الشهر؛





لأن الله عز وجل، أكثر من التوبة على عباده، وجعله موسماً للخيرات،

ولقبول الأعمال، وللتوبة ورفع الدرجات وتقديم الحسنات،


فطوبى لمن أدركه رمضان وأحسن فيه، وطوبى لمن أرضى الرحمن في شهر رمضان،

ويا سبحان الله! كم هي فرحته وفوزه يوم يختم الشهر فيعتقه الله فيمن عتق.


إن الملوك إذا شابت عبيدهم في رقهم عتقوهم عتق أبرار

وأنت يا خالقي أولى بذا كرماً قد شبت في الرق فاعتقنا من النار





عظم منزلة الصوم



في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


{يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به،


يدع طعامه وشرابه -وفي رواية وشهوته- من أجلي، للصائم فرحتان يفرحهما،


إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصيامه، ولخلوف فم الصائم -بضم الخاء المعجمة-


أطيب عند الله من ريح المسك، فإذا كان أحدكم صائماً فإن سابه أحدٌ أو قاتله فليقل:

إني صائم } أو كما قال عليه الصلاة والسلام.



وفي لفظ في الصحيحين قال:



{كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة،


إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي }




وهو سر بين العبد وربه، وإلا فمن يراك إذا اختفيت بين الجدران وتسترت بالحيطان

وغبت عن العيان إلا الله الواحد الديان! بإمكانك أن تأكل في عقر بيتك وفي قعر منزلك

ولا تراك عيون الناس، ولا تنظر إليك أبصارهم، لكن الذي خلقك يراك في الظلام.





وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني





فهو سرٌ بينك وبين الله، لا يطلع عليك فيه إلا هو، الصلاة تصليها بمشهد،



والزكاة تزكيها بمشهد، والحج تحجه بمشهد، ولكن الصيام سر، قد يختفي العبد فيأكل ويشرب،


ويعود متظاهراً بالصيام، لكن من الذي علم أنه صام إلا الله.



والخلوف كريح المسك عند الله، ولذلك رأى بعض الشافعية ألا يتسوك الصائم؛


لأنه يغير الخلوف، ولكن الخلوف من المعدة وليس من الفم، والسواك لا يزيدك إلا طيباً،






ولكن لعظيم أجرك عند الله جعل مخلفات جوعك أطيب عنده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من ريح المسك،


فدم الشهيد وخلوف فم الصائم سيان يفوح منهما يوم القيامة رائحة المسك،


فما أحسن هذا الجزاء! وما أطيب أفواه الصائمين!




وكان عليه الصلاة والسلام في رمضان يقوم الليل كغيره من الليالي،


ولكن يجتهد في رمضان؛ فإنه شهر القيام والصيام، ولذلك صح عنه صلى الله عليه وسلم

من حديث أبي هريرة أنه قال: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه }

فقوله: إيماناً أخرج به من لم يصمه إيماناً، ولم يقر بصيامه، وإنما صامه هكذا عادة،

واحتساباً: أخرج به من صامه رياءً وسمعة، فمن صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.






قيام النبي صلى الله عليه وسلم ليالي رمضان




كان صلى الله عليه وسلم إذا أجنه الليل في ليالي رمضان قام متبتلاً لله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى،


وما أعظم قيام الليل! وخاصة في رمضان، وما أحسن السجدات! وبالخصوص في رمضان،


وما أحسن الوضوء والتبتل والدعاء والبكاء! وبالخصوص في ليالي رمضان.





قلت لليل هل بجوفك سرٌ عامرٌ بالحديث والأسرار

قال لم ألق في حياتي حديثاً كحديث الأحباب في الأسحار





وقيام الليل لما تركته الأمة الإسلامية -إلا من رحم الله- ذبل في صدورها غصن الإيمان،

وضعف اليقين، وعاش الجيل، لكنه لم يعش بمثل ذاك الجيل الذي عاش مع الرسول صلى الله عليه وسلم،

جيلٌ فيه برود، وتهاون وتكاسل إلا من رحم ربك وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13]



فلما علم ذلك كان يمضي صلى الله عليه وسلم ليالي رمضان متهجداً لله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى


وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً [الإسراء:79].




فكما قمت في الليل فسوف تقوم يوم القيامة،


وموقفك وقيامك في الليل أشبه شيء بموقفك عند الله يوم تقوم شافعاً مشفعاً بإذن الله،


يوم يتخلى الأنبياء عن الشفاعة، وتأتي أنت تشفع:




واستشفع الناس بأهل العزم في إراحة العباد من ذي الموقف



وليس فيهم من رسول نالها حتى يقول المصطفى أنا لها



فمقامك يوم قمت في الدنيا بالقرآن، أن تقوم يوم القيامة على ملأ بين يدي الرحمن سُبحَانَهُ وَتَعَالَى

عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً [الإسراء:79].



وعجيب الليل وخاصة في رمضان،


والذي ينبغي للمسلم الذي يريد أن ينصح نفسه أن يكثر من تلاوة القرآن ويكثر من صلاة الليل،


فإن هذا الشهر شهر تجديد للروح، وفرصة ثمينة لا تتعوض أبد الدهر،


وشهر توبة وعتق من النار، وخيبة وندامة وهلاك وبوار لمن أدركه رمضان

ولم يتب من المعاصي والخسران، ولم يعتقه الله من النيران.






وكان عليه الصلاة والسلام كما جاء عند مسلم عن عائشة


{لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة }


ولكن الركعة الواحدة تساوي آلاف الركعات من ركعات كثير من الناس،


يقف في الركعة الواحدة أمداً طويلاً، فيناجي ربه، ويتدبر كلام مولاه،

ويحيي روحه بتدبر القرآن، يبكي ويتباكى ويناجي ويسجد ويركع طويلاً،


فتصبح الركعة حسنة جداً ما أحسن منها، والله يقول:


لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:2] ولم يقل أكثر عملاً.






لذلك كان التجويد في التراويح والقيام أحسن من التكثير بلا جودة،

وكان الكيف أحسن من الكمِّ حتى بالتلاوة، فلا يهذرم القرآن، ولا يهذُّ هذَّا،

ولا يحدر حدراً شديداً فتضيع معانيه وحروفه على حساب الختم،

فإن المقصود هو التدبر والمعايشة للمعاني، فإن من الناس من يختم القرآن في رمضان مرة،


ولكن يا لها من ختمة ما أحسنها وأجودها! وما أجلها وأعظمها!


شافا أمراض نفسه بكلام الله، وداوى جراحات قلبه بكلام مولاه، فكان للقرآن أثر في قراءته.



وأناس يقرءون فيختمون كثيراً، لكن مقصودهم الأجر فهم مأجورون،


لكن غذاء الروح، ومدد اليقين وماء الإيمان لا يحصل إلا بالتدبر ومعايشة القرآن.






من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم





كان له صلى الله عليه وسلم سنن كثيرة في صيامه ولكن نذكر أهم معالمها:......


تعجيل الفطر وتأخير السحور


كان عليه الصلاة والسلام في رمضان يعجل الإفطار، ويقول:

{أحب العباد إلى الله أعجلهم فطراً } والفطر هنا إذا غربت الشمس،

كما في حديث عمر الصحيح {إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، فقد أفطر الصائم }



لأن اليهود كانوا يؤخرون الفطر،

فعجل صلى الله عليه وسلم الإفطار، بشرط أن تغرب الشمس وأن يذهب النهار،


وأن يأتي الليل، وكان يفطر صلى الله عليه وسلم على رطب،

كما في حديث أنس عند أبي داود والترمذي بسند حسن، قال:


{كان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تميرات، فإن لم يجد حسى حسوات من ماء }


عليه الصلاة والسلام.


وعند أبي داود والترمذي من حديث سلمان بن عامر ، قال:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{ليفطر أحدكم على تمر، فإن لم يجد فليشرب ماءً فإنه طهور } والعجيب أن في الرطب والتمر سرٌ عجيب للصائم،


أورد ذلك ابن القيم ، فإن البطن إذا جاع كان أحلى شيء يوافق المعدة التمر،


فهو حلو يوافق الجوع، فسبحان الله من علمه وهداه -صلى الله عليه وسلم-


سواء السبيل، فكان طبيباً للأبدان، وطبيباً للقلوب يقودها إلى الله تبارك وتعالى.



وكان عليه الصلاة والسلام يؤخر السحور، بشرط ألا يصبح عليه الصباح،


فيقول عليه الصلاة والسلام: {تسحروا فإن في السحور بركة } وبركة السحور تأتي بأمور ثلاثة:



أولاً: أنه إحياء لهذه السنة العامرة من الرسول عليه الصلاة والسلام،


فبركة السنة لا يعادلها شيء، وكثيرٌ من الناس قد يترك طعام السحور،


وقد خالف في ذلك السنة ولو أن صومه صحيح، فالسنة أن تقوم فتتسحر بما يسر الله،


ليبارك الله في قيامك وصيامك.



ثانياً: أنها ساعة ينـزل الله فيها إلى سماء الدنيا فيقول:


{هل من سائل فأستجيب له، هل من داع فأجيبه، هل من مستغفر فأغفر له }




فإذا رآك الله وأنت متسحر ذاكرٌ له، مستغفر منيب تائب، غفر لك سبحانه،


وقبل دعاءك وأجاب سؤالك، وتاب عليك فيمن تاب، وأعتق رقبتك من النار،

فهنيئاً لك بتلك الجلسة الإيمانية، فمقصودها وسرها الثاني أن تكون مستغفراً في السحر،

فما أحسن السحر! وما أطيب السحر!





قام طاوس بن كيسان العلامة الكبير الزاهد العابد يزور أخاً له وقت السحر،



فطرق عليه الباب، فقال له صديقه: أتأتيني في هذا الوقت، أيزار في هذا الوقت؟


فقال طاوس : والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن أحداً ينام في السحر، أي: من المسلمين.



فانظر إليه من كثرة عبادته واتصاله بالله يستغرب أن ينام أحدٌ من الناس في السحر.



ثالثاً: أنه يعينك بإذن الله على الصيام في النهار، ويسكن حالك وأنت تتلذذ بنعمة الله،


وتتناول طعام سحورك، كأنك تقول: يا رب هذا الطعام الذي خلقته ورزقته أتقوى به على طاعتك،


وهو من أنواع الشكر على النعمة، وما أحسن الطعام إذا نوى به العبد التقوي على عبادة الواحد الأحد.




الإكثار من الذكر



كان من هديه صلى الله عليه وسلم في رمضان:




أن يكثر من الذكر والتبتل والاستغفار والمناجاة والدعاء، فإنها حياة القلوب.



كان يواصل الصيام وينهى الصحابة عن الوصال، فيواصلون ويقولون:


يا رسول الله إنك تواصل، أي: مواصلة الليل بالنهار، قال: {إني لست كهيئتكم }

وفي رواية: {لست بمثلكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين }


وفي رواية: {إن ربي يطعمني ويسقين }.





أورد هذه الروايات ابن القيم في زاد المعاد بألفاظها، قال:


واختلف أهل العلم على قسمين: قوم يقولون:


إنه طعام حسي وماء معروف يسقى به عليه الصلاة والسلام ويأكل،


وليس هذا بصحيح؛ لأنه لو كان كذلك لما كان صائماً عليه الصلاة والسلام،


ولو كان كذلك لما قال: {إني لست كهيئتكم }




ولو كان كذلك لما كان له ميزة عليه الصلاة والسلام عليهم في الوصال.



والصحيح أنه يطعم ويسقى بالمعارف التي تفاض على قلبه من الواحد الأحد،


من لذة المناجاة، وحسن الذكر، وعذوبة دعائه لمولاه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى،

وبما يغدق على روحه، ويسدل على قلبه من ذكر ودعاء وتبتل يشبع ويروي،

ولذلك ترى بعض الناس إذا سروا بأمر تركوا الطعام والشراب،

وإذا سروا بأمر نزلت دموع الفرحة من خدودهم.





طفح السرور علي حتى إنني من عظم ما قد سرني أبكاني



فبعض الناس لولهه ولكثرة سروره وفرحه يستعيض به عن الطعام،


حتى قال الأول وهو يتحدث عن لذة قلبه بقدوم قادم، أو بكلام حبيب، أو بمناجاة صاحب:



لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام وتلهيها عن الزاد

لها بوجهك نورٌ يستضاء به ومن حديثك في أعقابها حاد


إذا تشكت كلال السير أسعفها شوق القدوم فتحيا عند ميعادي


فكأنه عليه الصلاة والسلام لفرحه بعبودية ربه كان من أسر الناس قلباً،

ومن أشرحهم صدراً، يستعيض عن كثرة الطعام والشراب بهذا،


ولذلك يقول الأندلسي أبو إسحاق الألبيري لابنه في قصيدته الرائعة المبكية الحارة التي توجه إلى كل شاب، وهي من أحسن القصائد والوصايا، يقول:



فقوت الروح أرواح المعاني وليس بأن طعمت ولا شربتا




يقول: قوت القلب، وغذاء الروح هي جواهر المعاني من الآيات والأحاديث،


وليس بأن تأكل وتشرب؛ لأن هذا للجسم، يقول:


تفت فؤادك الأيام فتا وتنحت جسمك الساعات نحتا

وتدعوك المنون دعاء صدق ألا يا صاح أنت أريد أنتا

إلى أن يقول:

فواظبه وخذ بالجد عنه فإن أعطاكه الله انتفعتا

فقوت الروح أرواح المعاني وليس بأن طعمت ولا شربتا


فكان عليه الصلاة والسلام يتغذى بالذكر والتهليل والتكبير والتسبيح والاستغفار،

وبكثرة المناجاة، والدعاء، فأدعوكم -أيها الأخيار والأبرار- إلى استغلال هذا الشهر في كثرة الذكر.



وننبه على الظاهرة التي نسأل الله أن يجعل مكانها خيراً ومبرةً ورحمة،


ظاهرة استغلال النهار في النوم؛


فإنها وجدت عند الصالحين بكثرة، فتجد الصالح من الصائمين يقضي ساعات يومه في النوم،


فما كأنه وجد للجوع حرارة، ولا للظمأ مشقة، ولا وجد لمعاناة العبادة كلفة.



فأي حياة هذه الحياة في رمضان، إذا نام من الصباح إلى الظهر،


ومن الظهر إلى العصر، ومن العصر إلى الغروب،


فما هو مفهوم الصيام إذاً في حقه!!،




ثم أمضى الليل في السهر، وظاهرة تغيير برنامج المسلم في رمضان ليست بمحمودة،


بل على المسلم أن يكون على وتيرته، وما هو الداعي إلى أن يغير وقته لهذا الوقت،

فيجعل وقت المناجاة والذكر وحرارة الجوع، ومشقة الظمأ رقاداً ونعاساً ونوماً، فأين معنى الصيام؟!



يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]


فأعظم مقاصد الصيام التقوى، والتقوى تحصل بأن تعيش ساعات ودقائق الصيام لتتعامل معه،


فما الفرق بين المفطر الذي ينام النهار كله، وبين الصائم الذي ينام النهار كله.



فوائد الصيام كثيرة، ويمكن أن نجمل بعضها، ولكن أعظمها تقوى الله عز وجل،


فإنه ختم الآية فقال: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ولم يقل: (لعلكم تعقلون) أو (لعلكم تذكرون)


وإنما (تتقون) فالصيام سبب للتقوى لأنه:


أولاً: يكسر قلبك عن المعاصي، ويرد جماح روحك عن الذنوب،


ويأخذ بزمام نفسك عن الخطايا والمخالفات.




ولذلك لما دعا صلى الله عليه وسلم الشباب إلى الزواج كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود قال:


{يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛


فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء }


فجعل صلى الله عليه وسلم الصوم يقوم مقام الزواج في أنه يكسر النفس ويردها.



ثانياً: أنه يفرغ الأوقات للعبادة،

فإن الوجبات قد تأخذ كثيراً من أوقات العباد، وهل أخذ أوقاتنا وضيع ساعاتنا إلا كثرة الأكل والشرب،



إننا نجلس في شرب الشاي والمرطبات ساعات طويلة تكفي


مثل ابن تيمية وابن القيم إلى أن يؤلف رسائل في خدمة الإسلام، وكتباً في رفع راية هذا الدين.



ولذلك يقولون: إن ابن تيمية ألف كتاب التدمرية من صلاة الظهر إلى صلاة العصر،


وقررت في الكليات سنة كاملة، وما فهمها كثير من الطلاب، بل رسبوا في التدمرية ؛


لأنها تدمر كل شيء بأمر ربها، فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم.




فهذا الوقت يمكن أن يستغل في مرضاة الله عز وجل،


وفي تلاوة كتابه والاستغفار وقد ذكر ذلك الغزالي في الإحياء وغيره من أهل العلم.



ومن فوائد الصيام: أن فيه حياة للقلب، فإن القلب قد يموت بكثرة المباحات

من مأكولات ومشروبات ومسكونات وملبوسات،


فكلما أكثرت على القلب من هذه الأمور قتلته وأماتته،


وبعض الناس يظن أن حياة القلب أن تكثر من الأكل والشرب،!!





وهذا ليس بصحيح، فالروح إنما هي نفخة من الله،


فكلما أقللت من علائقها من الأرض والتراب، كلما هاجرت إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.



ومن فوائد الصيام: أنه يذكرك بالأكباد الظمأى وبالبطون الجائعة من الفقراء والمساكين،



فيجعلك تعيش آلامهم وآمالهم، وتعيش ما يعيشونه،


وتذوق ما يذوقونه، وتحيا ما يحيونه، فتعيش تلك الساعات المريرة التي يعيشونها،


ولم يفرض شهر رمضان ليظن أهل اللحم الذين يأكلون اللحم دائماً، ويشربون البارد دائماً،


أن الناس ليسوا في مشقة، ولا يحتاجون إلى مساعدة،


ولا إلى مد يد العون فعلمهم الله أنهم كما يصومون ويجوعون ويظمأون،


أن هناك من يصوم الدهر كل الدهر جائعاً، ومن يصوم الدهر كل الدهر ظامئا، ومن يجد المشقة ليلاً ونهاراً!!.




{وصلى الله وسلم على سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلامْ}





:: لكم كل احترآم وتقدير::[/COLOR]
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
قديم 08-01-2009, 11:07 AM   رقم المشاركة : [ 2 ]
مشرف

الصورة الرمزية ♕ وليد الجسمي ♕

بيانات ♕ وليد الجسمي ♕
تـاريخ التسجيـل : Jan 2008
رقــم العضويـــة : 838
الـــــدولـــــــــــة : ۩ *دبـــ*ـــي * دار *الحــ*ــي* ۩
المشاركـــــــات : 38,833 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 103863
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : ♕ وليد الجسمي ♕ غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

 
رسالة SmS
. + . * . * . * . رمضان + + . * كريم. * . + . * + . * في قلبي حطيتك.... وبالتهاني خصيتك.... وعلى الناس أغليتك.... وبقرب دخول رمضان هنيتك....

 
رسالة MMS

افتراضي


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته



بارك الله فيك اخوي غريب بدنيتي..


و مشكووووووووووووووور يالغالي على المواضيع رائعة


و في ميزان حسناتك أن شاء الله


و تستاهل خمس نجوم * * * * *


و لا تحرمنا من تواجدك و مواضيعك المميزه في القسم الإسلامي


وبإنتظار ان تزين هذه المساحات بالمزيد من سخاء


هذا القلم وألوانه الراقية .


__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحميل | البوم الوسمي 2012 mp3 كاملاً جميع اناشيد الوسمي الجديدة 2013
0 تكريم الفائزين في ൠ{« المسابقة الصور تراثية »}❂البوم صور بعدسة الأعضاء☃ൠ
0 ൠ تصـــــــــــويتــــــــــــــــ »₪ لأفضـل صور التراثية ൠ
0 ൠ تصـــــــــــويتــــــــــــــــ »₪ لأفضـل صور التراثية ൠ
0 طلب تغيير نك نيم عضوة


 








مـدونـة:
Valid Aljasmi




  رد مع اقتباس
قديم 08-02-2009, 11:42 AM   رقم المشاركة : [ 3 ]
عضو ذهبي

الصورة الرمزية غريب بدنيتي

بيانات غريب بدنيتي
تـاريخ التسجيـل : Jul 2009
رقــم العضويـــة : 85108
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,052 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 7076
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : غريب بدنيتي غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

افتراضي

انآ شآكر لك حضورك الرآآآئع اخوي العزيز" وليـــد الجسمي" وتسلم يمنآك ع الرد الغآوي^^



نورت بحضورك وتسلم ع تقيمك للموضوع وانآ سعيد بمرورك الغآوي, دمت بوود,
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 عذرا لنفسي
0 مـٍـٍـٍذكرات فيـٍـٍـٍـٍروس خنزيـٍـٍـٍري
0 هل تعلم ان الماء يتأثربما يقال له
0 عاش كوكب الكرتون!
0 أقلام ظالمة وأقلام مظلومة

  رد مع اقتباس
قديم 08-03-2009, 09:10 AM   رقم المشاركة : [ 4 ]
عضو ماسي

بيانات ريـــف..
تـاريخ التسجيـل : Apr 2009
رقــم العضويـــة : 73226
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 10,470 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 56434
الجنس : Female
علم الدوله :
الحالـــة : ريـــف.. غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

افتراضي


طرح راائع ج ـــدآ

جزاكـ الله خير

الله يعطيك العافية

ننتظر ابداعاتك

مودتــ،،ـــي..~


..
.
ريف..(:
__DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 خلقت لي شموخ وهامه ماطاها طويليين آالآنفـــــــآس
0 طفل ينتقد مناهج وزارة التربية والتعليم
0 انتَ عيْنيَ لأإبكَتْ وانتَ روحيَ لاضحًكتْ ~
0 أشياء لا تشترى ..!
0 ضَحَكتٍك مآ تشْبهًه إلا صُوتّ قِطرٍاتْ المًطُرِ .. ~

  رد مع اقتباس
قديم 08-03-2009, 08:19 PM   رقم المشاركة : [ 5 ]
عضو ذهبي

الصورة الرمزية غريب بدنيتي

بيانات غريب بدنيتي
تـاريخ التسجيـل : Jul 2009
رقــم العضويـــة : 85108
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,052 [+]
عدد الـــنقــــــاط : 7076
الجنس : male
علم الدوله :
الحالـــة : غريب بدنيتي غير متواجد حالياً

 

بيانات إضافية
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

افتراضي

ويزآج خير اختي ريف ومشكوره ع المرور الغآوي ويعطيج العافيه,, __DEFINE_LIKE_SHARE__

من مواضيعي
0 عذرا لنفسي
0 مـٍـٍـٍذكرات فيـٍـٍـٍـٍروس خنزيـٍـٍـٍري
0 هل تعلم ان الماء يتأثربما يقال له
0 عاش كوكب الكرتون!
0 أقلام ظالمة وأقلام مظلومة

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
°•°•كبسة هرفي لباني في البر وزيارة الغالي رعـد الـصـحـراء وأصحابه الاسبوع الماضي •°•° محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-06-2010 11:10 PM
خطبة الرسول عليه الصلاة والسلام في رمضان miss mrmr الإسلام والشريعة 3 08-16-2009 03:25 PM
وصية الرسول عليه السلام في منام الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول الكريم صلى الله علي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 04-15-2009 02:50 AM
عبدالله وأصحابه الثلاثه.. ToX!c الإسلام والشريعة 4 01-31-2009 08:01 AM
لنصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم- للي يحب الرسول يتيمة زايد الحبوبه الطلاب والتعليم والجامعات 7 04-24-2008 04:05 PM


الساعة الآن 12:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML