إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-11-2009, 11:50 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

براءة السلفية من الغلو والتنطع في الدين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد  وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الله تبارك وتعالى فضل أمة محمد  على سائر الأمم بالوسطية، قال تعالى :  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً (البقرة:143). قال ابن كثير –رحمه الله-: " والوسط ههنا الخيار والأجود. كما يقال: قريش أوسط العرب نسباً وداراً أي خيرها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه، أي: أشرفهم نسبا".
ولما جعل الله هذه الأمة وسطا خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب .
قال تعالى : {ُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }(آل عمران:110) .
ومن خصائص هذا المنهج الرباني: توازنه واعتداله ووسطيته في عقيدته وشريعته وأخلاقه وعبادته. فهو منهج خالٍ من الغلو والتقصير، والإفراط والتفريط، فكل شر فيهم فهو في غيرهم من فرق الأمم السابقة أكثر وأعظم، وكل خير وفضل وعدل في فرق الأمم السابقة ففي هذه الأمة ما هو خير منه وأعظم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :" أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في الملل" فكل خير وفضل وعدل ثبت لهذه الأمة فلأهل السنة والجماعة منه الحظ الأوفر والقدح المُعلَّى.
وحذرنا النبي  مما يخالف الوسطية –وهو الغلو والتنطع- الذي هو من سمات أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فقال  :"إياكم والغلوَ في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" أخرجه أحمد وابن ماجه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. ولذلك دعانا الرسول إلى التوسط والاعتدال، وعدم التشدد، والتيسير على الناس فقال: " إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" متفق عليه.

قال ابن حجر-رحمه الله- : قوله: "فسددوا" أي الزموا السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط. وقال في قوله  : "ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" أي: لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيُغلَب".
قال ابن المنير: في هذا عَلَم من أعلام النبوة فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع. والمراد: منع الإفراط المؤدي إلى الملال، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل.
وقد توعد  الغلاة المتنطعين بالهلاك، فقال: " هلك المتنطعون" قالها ثلاثا أخرجه مسلم. قال النووي –رحمه الله-: "المتنطعون":المتعمقون المشدِّدون في غير موضع التشديد. وقال أيضا: "هلك المتنطعون" أي: المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم.
وتبرأ  من الغلو والغلاة. لما علم بأن أناسا من أصحابه عزموا على هجر النساء، وترك النوم، ومواصلة الصوم، غضب  وقال: "والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني: أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" متفق عليه.

إن ظاهرة الغلو والتنطع في الدين من القضايا الشائكة التي وقع فيها حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام من أدعياء السلفية الذين أضروا بالدعوة السلفية، بل كانوا من الذين يحاربونها ويصدون عنها، بل سمعت شيخنا ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- في مجلسه يقول: هناك من أدعياء السلفية من يحاربنا في دعوتنا. انتهى.
وهذا يعود لسببين:
الأول :اغترارهم بأنفسهم فوقعوا في الغلو والتنطع.
والثاني: تطاولهم على العلماء الثقات والتحذير منهم.
فتفقهوا من الكتب بدون معلم، وأخذوا يستخرجون الأحكام في المسائل المعضلة قبل أن ترسخ أقدامهم في العلم بالكتاب والسنة؛ فزلت بهم القدم، فقصورهم في العلم أدى إلى قصورهم في الفهم، فخرجوا عن منهج السلف في التبديع والتفسيق والتكفير، واعتزلوا مجالس العلم، فأصابهم من غبار الخوارج والمعتزلة، فهم لا يفرقون - جهلا- بين البدعة والمعصية، والبدعة المكفرة والمفسقة، ومَنْ أصوله سلفية ومَنْ أصوله بدعية، ومن دعا لبدعته ومن أسَرَّ بها، ومن فعل البدعة عن عمد ومن أخطأ فيها، بل يجملون الحكم على الجميع بدون تفصيل، وينسبون ذلك لمنهج السلف –زعموا-.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " فإن كثيرا من نزاع الناس سببه ألفاظ مجملة مبتدعة، ومعان مشتبهة، حتى تجد الرجلين يتخاصمان ويتعاديان على إطلاق ألفاظ ونفيها، ولو سئل كل منهما عن معنى ما قاله لم يتصوره فضلا عن أن يعرف دليله، ولو عرف دليله لم يلزم أن من خالفه يكون مخطئا بل يكون في قوله نوع من الصواب، وقد يكون هذا مصيبا من وجه، وقد يكون الصواب في قول ثالث".
فانظر كيف يكون اللفظ أحيانا سببا للخصام والعداء، بل قد يؤدي إلى السب والشتم واللعن. فلا يطبق الحكم العام في قضية عين حتى تتوفر فيها عدة شروط وتنتفي عنها عدة موانع.
وفي قصة الرجل الذي كان يكثر من شرب الخمر، فلعنه رجل من القوم فقال : "لا تلعنوه ... الحديث" أخرجه البخاري، فالمنع من لعنه لعلة وهي: "إنه يحب الله ورسوله". قال ابن حجر -رحمه الله-: " لعن المعين والدعاء عليه قد يحمله على التمادي، أو يقنطه من قبول التوبة، بخلاف ما إذا صرف ذلك إلى المتصف، فإن فيه زجرا وردعا عن ارتكاب ذلك، وباعثا لفاعله على الإقلاع عنه".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم، وإن كان ذلك المخالف يكفرهم؛ لأن الكفر حكم شرعي، فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، كمن كذب عليك أو زنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله، لأن الكذب والزنا حرام لحق الله، وكذلك التكفير حق لله، فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله".
وقال ابن كثير -رحمه الله- في قوله تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ (النساء:الآية83) قال: وقد أنكر الله على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها وقد لا يكون لها صحة.
وهذا أدى بالغلاة المتنطعين إلى العجلة بالحكم على الآخرين، وألهبتهم العاطفة، فاندفعوا بحماس، وانطلقوا بشدة، وتعجلوا أموراً لم يأت موعدها، وكان للعجلة آثار سيئة على الدعوة السلفية، ففهم الناس أن السلفية سب وشتم ولعن، وتبديع وتفسيق وتكفير وهجر بلا ضوابط ولا أثارة من علم. فقد رأينا أدلة التكفير تنزل في غير منازلها، وشاهدنا أدلة التفسيق والتبديع والزيغ والضلال توضع في غير مواضعها، وأدلة الشدة والغلظة تطبق على غير حالاتها، وأدلة الهجر والعزلة تلقى في غير مواضعها، فنتج عن ذلك غلو في الآراء والأحكام، وخشونة في المعاملة.
لكن السلفية علم وعقيدة ومنهج وعمل وخلق وأدب ودعوة وصبر وحلم ورفق وجهاد وتربية، وتوقير للعلماء والكبار، وعطف على الصغار، وبر بالوالدين وعدم عقوقهما، وعدل بين الزوجات والأولاد، وضبط للسان عن السقطات والزلات... الخ من الأخلاق الحميدة. فعلى السلفيين أن يراعوا هذه الآداب والأخلاق أثناء دعوتهم، ويسترشدوا بآراء أولي العلم والفقه والخبرة والتجربة، ويدركوا أن العجلة تضر ولا تنفع.
فهؤلاء الغلاة المتنطعون يبالغون في أعمال على حساب أعمال أخرى يقصرون فيها ولا يوفون حقها، وقد تكون الحقوق المقصر فيها أهم وآكد وأولى مما بالغوا فيه، فهنا تكون الطامة أعظم والأثر أخطر. فتراهم يشغلون أنفسهم في تصنيف الناس - بلا علم وبلا تقوى من الله- عن طلب العلم النافع على أيدي العلماء الربانيين، وعن تعليم الناس ودعوتهم إلى العقيدة الصحيحة والمنهج السليم، وتقويم أنفسهم، وهداية الناس إلى طرق الخير، وإصلاح الفساد وتقويم الاعوجاج، وهذا ينفر الناس من الاستجابة للدعوة ويصدهم عنها، ومما يؤدي بالحكام للاتكاء على بعض تصرفات شاذة من بعض الغلاة المتنطعين، فيشنون بذلك حملات وحشية من الاعتقالات، ويصدرون القوانين الجائرة، ويفرضون قرارات حظر النشاط الإسلامي، ومنع اللقاءات والندوات والمحاضرات في المساجد، بل قد يستغلها أعداء الإسلام فيشنعون بها على الإسلام كله وتعاليمه ودعاته، ويلقون في نفوس الجهال من المسلمين أن هذا هو الإسلام، وهؤلاء دعاته، كل ذلك بصورة تصد عن دين الله.
ولا شك أن ذلك يؤثر على نفوس كثير من الناس فينخدعون بحملات الإرجاف، كما أن ذلك يخلي المجال للمفسدين، وفي ذلك تمكين لأعداء الدين.
فعلى العلماء وطلاب العلم السلفيين وولاة الأمور التصدي لهؤلاء والتحذير منهم؛ حتى لا ينخدع الناس بغلوهم وتنطعهم، وليؤد كل واجبه على الوجه الذي أراده الله، بل عليهم مواصلة عملهم والمضاعفة من جهدهم، وتحمل المشقات والصبر على العقبات حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


كتبها
سمير المبحوح

اصل الموضوع

http://www.2islam.4salaf.com/vb/show...?p=802#post802
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الغلو مقابل التساهل, المفاهيم والآثار محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 01-03-2010 09:58 AM
من هم السلفية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-15-2009 03:20 AM
من هم السلفية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-15-2009 03:10 AM
براءة السلفية من الغلو والتنطع في الدين محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 07-12-2009 12:00 AM
السلفية الشيعية / قاسم قصير محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-14-2009 01:30 PM


الساعة الآن 11:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML