متابعات - لؤلؤة أوالفي بلدان معروفة بالحكومات المتسلطة والديكتاتورية , كان لآل خليفة نصيبٌ من تلك السمعة السيئة على الخصوص لطابعهم الاستبدادي, فقد أحدث البريطانيين قبل رحيلهم أُولى قوات الأمن الوطنية ونظام الاستخبارات في البلاد مع المعارضين السياسيين فتم نفي بعضهم والتنكيل بالبعض الآخر. فبعد خروج المحتل البريطاني وإعلان الإستقلال عام 1971م, استمر آل خليفة على نهج المحتل وساروا على خُطاه , فكانوا يُبعدون المعارضين المحليين إلى المنفى .هندرسون جزار البحرين كما هو معروف في منطقة الخليج, هو رئيس الأجهزة الأمنية ومدير المخابرات وقد اجتمع حوله من المرتزقة البريطانيين، في عام 1965م قبل خروج الإحتلال تم توظيف الجنرال البريطاني هندرسون لإنشاء كتيبة شرطة خاصة، وأما بعد الإستقلال فقد ترأس ثلاث مديريات مختلفة للأمن الداخلي في البحرين، وحتى مطلع التسعينات وفي الإنتفاضة المباركة فقد أدار هندرسون سلسلة من الحوارات في السجن مع قادة المعارضة التي كانت تطالب بعودة الحياة البرلمانية.ونقل عنه أمين عام حركة الحريات والديمقراطية حق الأستاد حسن مشيمع قوله له في أحد الجلسات في أواسط التسعينات لقد هززتم الكأس فلا تكسروه في إشارة إلى أحداث العام 1994 التي استمرّت لغاية مجيء الملك الحالي وطرح مشروع ميثاق العمل الوطني.وعاصر هندرسون من خلال عمله في جهاز الأمن معظم الحركات السياسيّة في التاريخ البحريني المعاصر، بدءً من تيار اليسار، إلى انحساره ومجيء التيار الإسلامي، ممثلاً في جبهة الإسلامية لتحرير البحرين التي تمثل خط التيار الشيرازي، وكذلك مرحلة حزب الدعوة، مروراً بمرحلة العريضتين النخبوية 1992 والشعبية 1994. وقد أسهم في ضربها جميعاً بواسطة سياساته الأمنية التي اعتمدت على البطش والقوة.ومما يعرف عن شخصيّة هندرسون، هو قدرته على تطويع معارضين وتكتمه على الذين يبدون نية في التعاون معه في خلال فترة وجودهم في السجن. كما أنه لايباشر التعذيب بشكل شخصي، بل يعتمد على وكلاء ينوبون عنه في المهمة. فيما يفضل أن يظهر في شخصية المفاوض الذي يبحث عن حلول مع استمرار التلويح بالقبضة الأمنية.فقد كانت استقالته إحدى المطالب الرئيسية للمعارضة التي تم توظيفه لإضعافها وتعذيب أعضائها شخصياً، فقد إتُهِمَ إيان هندرسون بجرائم حرب وتعذيب ارتكبها في حق البحرينيين كوسيلة للحد من مطالبهم والقضاء على انتفاضتهم , في حين ذلك يتم توظيفه وتعينه رئيساً لأمن الدولة لنحو ما يُقارب 30 عاماً , وهذه الإدعاءات كانت موضع تحقيق من قِبل الحكومة البريطانية , ولطالما كانت حكومة البحرين تنفي هذه الإدعاءات له وتمنحه الحصانة . ونتيجة لذلك لم يُقَدم هذا الجزار على أي محاكمةٍ قط , لا في بريطانيا ولا حتى البحرين . بل تم تكريمه من قبل الملكة إليزابيت الثانية كما منحته لقب قائد الإمبراطورية البريطانية عام 1986م .فكل ذلك دليلٌ على التورط البريطاني الرسمي والغير رسمي في إقامة دولة آل خليفة الديكتاتورية المستبدة , وقد أُثيرت عام 1997م في برلمان المملكة المتحدة عدة مرات مسألة تواطئ وزارة الخارجية البريطانية في التعذيب . في شهر سبتمبر من العام نفسه أصدر البرلمان الأوربي قراراً يدين استخدام التعذيب والعنف في البحرين , ودعت بريطانيا أيان هندرسون لمغادرة البلاد .وفي شهر شباط 1998م بعد 30 عاماً من الظلم والتنكيل والتعذيب تقاعد هندرسون من منصبه االمُلقب بجزار البحرين ولكنه بقى مستشاراً لوزير الداخلية . وكما عهدنا هذه العائلة المجرمة تحمي أجناسها من المجرمين , فبعد تولي حمد بن عيسى الحكم اصدر مرسوم رقم 56 لسنة 2002م أمر فيه بمنح العفو لكل معذبٍ ومنتهكٍ لحقوق الإنسان التي ارتكبها مسؤلون حكوميون قبل عام 2001م . وقد توفي يوم السبت (13 ابريل/ نيسان 2013) في البحرين رئيس مباحث أمن الدولة سابقاً إيان هندرسون، وذلك عن عمر ناهز الـ86 عاماً، دون أن يحظى بتأبين رسمي من بريطانيا أو البحرين.