مجهر - لؤلؤة أوال في ذكرى استشهاء الإمام الكاظم (ع) وهو الإمام السابع للشيعة الإمامية تطل علينا ذكرى أخرى جديرة أن تسجل في قاموس الشعب البحراني وتطبع بين صفحات تاريخه، هي ذكرى استشهاد الشاب مهدي عبدالرحمن محمد (31 عام) من جزيرة المحرق الذي تعرَّض لما يمكن أن يطلق عليه عملية اغتيال مساء (19 أغسطس 2006) . في تلك الليلة الموحشة التي تتشح بسواد الحزن على استشهاد الإمام الكاظم (ع)، خرج الشهيد من منزله متوجهًا نحو المآتم كما هي عادته التي اشتهر بها بين الناس بحرصه على دينه وطابعه الأخلاقي، ولكن ما هي إلا ساعة حتى جاء خبر إصابته. مصادر مطلعة أشارت إلى أن الشهيد تعرّض لعملية اغتيال، حيث كمن له القاتل الذي كان يستقل سيارة أجرة من نوع كيا ومعه ثلاثة من المعاونين عند خباز 24 ساعة قرب مدرسة المعري، ودار بينهم وبين الشهيد حوار حاد وصل إلى حد الاشتباك بالأيدي حتى تدخلت بعض الأطراف لفض النزاع، ولكن القتلة لم يهدأ لهم بال واستمروا في ملاحقته من مكان لآخر حتى وصلوا بالقرب من مكتب سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي، فاستوقفهم الشهيد وطلب منهم الذهاب إلى مركز الشرطة إذا كان لديهم أي استحقاق تجاهه، ولكنه ما إن أتم هذه الكلمات حتى صوّب تجاهه المجرمين سلاح الغدر وأطلقوا عليه ثلاث رصاصات أصابت إحداها رقبته، والثانية استقرت في صدره، أمّا الثالثة فكانت في الهواء . مواطنون وجّهوا أصابع الاتهام باغتيال الشهيد نحو وزارة الداخلية ومنتسبيها، حيث أشاروا إلى أن مشادة كلامية قد حصلت بين الشهيد وأحد منتسبي الداخلية قبل يومين من استشهاده، احتج فيها الأخير على تعبير الناس عن بهجتهم وفرحهم بانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان على جيش الاحتلال الصهيوني في حرب تموز، حيث خرجت مسيرة نظمها الأهالي رفعوا فيها أعلام حزب الله وصور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ولكن سرعان ما امتلئت الشوارع بمرتزقة النظام والمخابرات في محاولة لتفريق المسيرة، وبعد الإصرار على تفريقها، اتفق المشاركين على التراجع، خلال ذلك وقعت مشادة حادة بين الشهيد مهدي وأحد عناصر قوات الكوماندوز الذي توعّد الشهيد بالانتقام منه، وهدده بأن يفعل به فعلة لا تخطر على باله . بعد يوم من جريمة الاغتيال المدبرة، شيعت جموع الجماهير الشهيد مهدي عبدالرحمن إلى مثواه الأخير في جزيرة المحرق، بعد أن جابت مسيرة التشييع شوارع وطرق الجزيرة، وتقدم المسيرة