مجهر - لؤلؤة أوال المعتقل وليد إبراهيم عبدالله 23 عام كان شاباً متفوقاً دراسياً، وصاحب طموح كبير بمستقبل مشرق مليئ بالخير والمعرفة، وقد تخرج من المدرسة الثانوية بمعدل %96، إلا أن تفوقه ونجاحه لم يشفعا له ويحمياه من ظلم وجور النظام الخليفي، فمع انطلاق الثورة الشعبية المباركة رأى وليد أنه من الواجب على نفسه المشاركة فيها ودعمها وتقديم الغالي في سبيلها، فكان من الحاضرين في الميادين ومن المشاركين في الفعاليات الداعمة للثورة. قام النظام بفكره الهمجي وبنظريته القامعة لكل صوت حر باعتقال الشاب وليد والزج به في السجون 6 مرات!!، وفي المرة الخامسة حُكِم عليه بالسجن سنة كاملة في قضية تجمهر، وبعد عام كامل من التغييب خلف قضبان السجون خرج وليد رافعاً رأسه وعازماً على مواصلة الدرب الذي اتخذه لنفسه ولم يحد عنه بسبب اعتقال أو تعذيب، ولكن النظام لم يعطه الفرصة ولم يمنحه الأمان فما هي إلا مدة شهر حتى داهمت المرتزقة منزله بحثاً عنه، ليبتدأ مع هذه المداهمة مسلسل الملاحقات والمداهمات المتكررة. توارى وليد عن الأنظار مدة طويلة وبقي مختبئاً من جور النظام لمعرفته بما سيفعله به من تعذيب ومن ثم حكم جائر، ولكن عيون النظام لم ترحمه ولاحقته حتى أوقعت به مع مجموعة من الشباب في إحدى الشقق ببلدة جدعلي في كمين مخابراتي محكم، ونال قسطاً كبيراً من التعذيب هذه المرة انتقاماً من نشاطه، وأُجبِر تحت وطأة التعذيب الوحشي أن يوقع على اعترافات زائفة في قضايا كيدية وملفقة، وقد وصل عدد قضاياه إلى 8، وتم إيقافه تحت قانون الإرهاب!. وفي يوم الأمس انتقل والده الحاج إبراهيم عبدالله إلى رحمة الله وهو يحمل في قلبه حسرة وشوقاً إلى ابنه الذي فرق بينهما جور النظام الخليفي المجرم وحرمهما من بعضهما، وكما هو الحال مع العديد من المعتقلين لم يراعِ النظام الحالة الإنسانية التي يمر فيها المعتقل وليد ويرفض الإفراج عنه للمشاركة في مراسيم عزاء والده.