متابعات لؤلؤة أوال استيقظ ائتلاف شباب الفاتح بعد نعاس وانتكاس طويل على نعرة الطائفيّة. منذ إعلانها عن وثيقتها، والتي لا تُفصح عن شيءٍ أصلاً، إلا الضّرب في الهواء والتلوّن حول أكذوبة 30 ديسمبر. لم يتحرّك الائتلاف المذكور في الفضاء السياسي المحلّي، لا بجذوة لنا مطالب، ولا بحافز البحث عن موطئ قدم وطنيّةبعد الانشقاق عن تجمّع الفاتح، وما تلا ذلك من تصدّعات. النزعة الطائفية؛ إنّها الجرثومة المشتركة بين الآباء والأبناء، سواء أكانوا مجتمعين على فاتح واحد، أو تقاطعت بهم المصالح، وذهب كلّ واحد وفاتحه الموهوم. فجأة، اكتشف شباب الفاتح كما آباؤهم وأجدادهم بأنّ أمتنا واحدة ومصيرنا مشترك، ولكن في ميدان واحد، لا غير، هو نصرة إخواننا في الأنبار الأبية في مواجهة نظام المالكي الطائفي. وإذا كان المالكي سلطة، حالها مثل بقية السلطات العربيّة، فإنّ العين الطائفيّة المغروسة في شباب الفاتح وأجدادهم؛ لا ترى أبداً القتل الطائفي الذي يتحرّك على الأقدام يومياً في العراق وسوريا، وتنشره المجموعات الإرهابيّة بالصّوت والصّورة، افتخاراً منها بنصر عظيم! ولا عجب حين يُعرف السّبب. ففي النهاية، ليس شباب الفاتح إلا غصن في شجرة نبتت في بيئةٍ مشبعة بالروايات الطائفيّة البليدة. هذه البيئة التي لا تُبصر شيئاً من طائفية النظام الخليفي لأنها غير مشغولة إلا محورها الطائفي، ولا تعنيها الديمقراطية والعدالة أيّ شيء. ولكن، لا ينبغي أن يؤخذ شباب الفاتح بجرمٍ يفعله الكبار. والكبار هنا ليسوا شيوخ تجمع الفاتح، ولا الرؤوس الكبيرة التي زرعت في رؤوسهم قصص ألف ليلة وليلة الخاصة بالصفويّة والزحف الإيراني الوشيك أيام اعتصام دوار اللؤلؤة. الكبار هم أولئك الذين يحرّكون كلّ هؤلاء، ويلعبون بأصابعهم لعبة الدّمى المتحركة. اليوم،الجمعة، 2 يناير 204م، سيعتصم شباب الطائفية الخليفيّة وآباؤها وأجدادها نصرة لإخوانهم (تنظيم القاعدة تحديداً) في الأنبار في مواجهة نوري المالكي الطائفي. إنها صورة لا يمكن للعقل أن يجمعها أبداً! نعم أمتنا واحدة ومصيرنا مشترك، ولكنها أمة لا يعرفها نبيّ الأمة (ص)، ومصيرٌ لا يبعُد كثيراً عن الدّمار، وبئس المصير.