متابعات لؤلؤة أوال النّظام الخليفي هو أكثر أنظمة القمع خشية من الصّورة، وهي خشية تستولي على الذين ينتابهم الرّعب من انكشاف صورتهم البشعة أمام الآخرين، فيكون فعلهم الدّائم هو السّعي للتغطية على هذه الصّورة، ومنع تغطية الصّور التي تُعرّي صورتهم. التغطية هنا تأخذ فعلاً مزدوجاً. النظام الخليفي يُمارس التغطية بمعنى الإخفاء، والتستر، بينما النّاس وأصحاب الكاميرا الحرّة؛ فيعملون على تغطية الصّورة، أي إبرازها ونشرها وإبلاغ الجمهور بها. لم يأت اعتقال المصوّر علي الفردان، صباح اليوم الخميس 26 ديسمبر 2013م، خارج السّياق الإجرامي للخليفيين، فقد بدأت الحملة الإجرامية ضدّ الثورة، في مارس 2011م، باعتقال المصوّرين، واستهدفت قوّات المرتزقة الكاميرات في الميادين وفي أعلى المنازل، وقد وصل اليوم عدد المصورين المعتقلين إلى خمسة أشخاص، حيث اختطف الأجهزة الخليفية المصورين قاسم زين الدين، حسين حبيل، أحمد حميدان، وحسن معتوق. جمعية الوفاق، وعبر مركزها الإعلامي، قالت بأن بقاء المصورين في المعتقل يُشير إلى محاربة النظام البحريني للصورة التي ظلّت تكشف حقيقة انتهاكات النظام لحقوق الإنسان، خصوصاً وأن النظام البحريني خاض معركة شرسة من أجل نسيان بشاعة الانتهاكات التي ارتكبها بحقّ المطالبين بالديمقراطية في البلاد. وطالبت الوفاق بالإفراج عن معتقلي الرأي والتعبير في البحرين، من مغردين ومصورين وإعلاميين. الجدير بالذكر أن منظمة مراسلون بلا حدود نشرت مؤخراً تقريراً أوردت فيه أسماء المصورين البحرينيين ضمن قائمة 178 صحافيا معتقلا في العالم، وحثّت المنظمة على مكافحة الإفلات من العقاب، وخصوصاً بالنسبة للصحافيين وضرورة حمايتهم من الانتهاكات.