متابعات لؤلؤة أوال القاعدة التي يلتزم بها المدعو محمّد العرب هي الكذب. ولأنّه يُجيد فقط إرسال الأكاذيب القصيرة، التي تنكشف بسرعةٍ؛ فهو لا يجدُ مشكلةً في مواصلة نشْر الأكاذيب ودعوة الطّبالة للتراقص عليها. بالنسبة إليه، لا يمكن الاستمرار في وظيفته في طابور المرتزقة إلا بتأكيد الكذبة المكشوفة بكذبةٍ أخرى، وهكذا دواليك. وليس ثمّة حرج على المرتزق العرب في ذلك، فهو يعملُ وفق المدرسة التي يعمل فيها: مدرسة الدّجل المنظّم الذي تُديره أجهزة الأمن. والمعروف أنّ العرب أصبح واحداً من أسرع مرتزقة الأمن في الوصول إلى مآربه، واستطاع أن يُؤمّن له موثوقيّة ملائمة لدى الجهاز الأمني من خلال قدرته الفائقة على اختراع الأكاذيب من ناحية، وتوفير الأبواق التي تزمجر بها من ناحية أخرى. ولكن الكذبة تُصبح مصبوغة بأقصى الوقاحة حين يتعلّق الأمر بموضوع التجنيس والمواطنة. في حين يُمارس النظام الخليفي مشروعه التدميري والعبث بهويّة الوطن، ووصل إلى حدّ اختطاف الجنسية من مواطنين بحرينيين، يُكمِل العرب دوره في تقديم كذبته بشأن هوية الانتماء لهؤلاء المواطنين، فينشر على حسابه في الانستغرام الذي يطفح بالتملّق ولعق تراب الخليفيين وضبّاط التعذيب أن النائب الوفاقي السابق جواد فيروز قد مُنح الجنسية عام 1996م. وهي كذبة لم يتأخّر فيروز في فضحها فنشر وثيقة صادرة من إدارة الهجرة والجوازات سنة 1979 تثبت أنه من مواليد المنامة 1961م وأنّه من رعايا البحرين بالولادة. ليس مهماً عند العرب أن يكون صانعاً للأكاذيب، المهمّ لديه هو تقديم الولاء الدّائم للجهاز الأمني الخليفي، وفي كلّ حين، ضماناً لاستمرار وجوده المرتزق، وتأميناً لبقائه في هذا الوطن وإثبات لمن يهمّه الأمر - استطاعته الخالية من الحياء في القيام بأدوار الارتزاق. في هذا السياق يأتي دوره في إعادة تدوير العناصر الصّداميّة المتواجدة في البحرين، وتوظيفها في الدسائس والقيام بالأدوار القذرة، وعلى هذا النّحو كان سعيه الناجح في استجلاب المرتزق أمجد طه وتوطيد علاقاته بالجهاز الأمني. ما يفعله العرب ليس جديداً في تاريخ المرتزقة، فهو في النهاية يُقاتل من أجل البقاء عبر طاقة الكذبة. والتاريخ أيضاً كفيلٌ بتعجيل خاتمة المرتزقة التي يعتاشون برذيلة الكذب، لاسيما حينما يكون أهل الأرض ضحاياها، وهم ضحايا لا ينسون، ولا يركعون، مهما كانت أجسادهم وأرواحهم مثخنة بالجراح.