متابعات - لؤلؤة أوال ليس بالعهد الجديد على النظام البحريني قمعه للحريات ومحاربتها، ومحاولة إسكاته لصوت الأحرار. الصّورة باتت أوضح من الشّمس، وفظاعتها تجاوزت الحدود. الصّورة المختصرة تظهر مع مشهد اعتقال المحامين. لم يبدأ الأمر مع المحامي محمد التاجر الذي تمّ اعتقاله في فترة الطوارئ، ونال قسطاً وافرا من التعذيب والابتزاز. ولم ينته مع اعتقال المحامين الذين يتولّون الدفاع عن المدونين والنشطاء على المواقع الإلكترونية، كما هو حال المحامي عبد العزيز موسى (الصورة) الذي اعتقل في 3 أغسطس الجاري بعد كتابته تغريدة على حسابه في تويتر يوضّح فيها رؤيته لآثار التعذيب على جسم المعتقل المدون محمد حسن. وقد ذكر تقرير مركز البحرين لحقوق الإنسان بأنه بعد 14 ساعة من تغريد المحامي عبدالعزيز موسى (@AbdulAzizMoosa) عن رؤيته لآثار الضرب على محمد حسن، تمت مداهمة منزل المحامي في قرية المقشع، و اعتقاله ومصادرة حاسوبه الشخصي أيضاً. أمرت النيابة العامة بحبس المحامي عبدالعزيز لمدة أسبوع على ذمة التحقيق، ووجهت إليه تهمة نشر أسماء متهمين بغير إذن وإفشاء أسرار التحقيق. الجدير بالذكر بأن نشر أسماء وصور المتهمين هو العرف الراهن لحكومة البحرين، ولم تتم مساءلة أحد عن نشر أو بث أسماء وصور المعتقلين السياسيين قبل ثبات التّهمة في محاكمات عادلة. وقد وصل الأمر بالحكومة إلى حدّ بث اعترافات تؤخذ بالإكراه من السجين السياسي في تلفزيون البحرين الحكومي بعد تعرّضه للتعذيب حتى الموت،كما حصل مع الشهيد علي صقر من منطقة السّهلة. ويذكر بأن محمد حسن (المعروف على تويتر بـ @Safybh) قد تعرض للإعتقال والإستجواب حول نشاطاته على الإنترنت، والمشاركة في الندوات والمحافل خارج البحرين، وإتصالاته مع الصحفيين والإعلاميين الذين يزورون البحرين. اعتقال محمد حسن سرعان ما تبعه اعتقال المصور حسين حبيل الحائز على جوائز عديدة، والذي تعرض للتعذيب في مبنى التحقيقات لمدة أربعة أيام، وقد وجهت نفس التهم لحبيل وحسن ولأشخاص آخرين في القضية نفسها، وهي: ترويج وتحريض على كراهية النظام والتحريض على عدم الإنقياد للقوانين والدعوة لمسيرات غير مشروعه وتجمهر. واُتهم محمد حسن بمشاركته في إدارة حساب شبكة 14 فبراير الاعلامية على تويتر (@Feb14Media). في سياق متصل، لا تعتبر قضية اعتقال المحامي موسى هي الأولى من نوعها، ففي مارس الفائت اعتقل المحامي مهدي البصري واتهم ببث تغريدات مهينة بحق (الملك) عن طريق حساب كرانة 14 في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وقد سبقه أيضاً المحامي علي السماهيجي الذي ضاق أشد ويلات التعذيب، واتهم بمشاركته في قضية جيش الإمام.