|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
أبعاد الانسان والعلاقة مع الظالم لؤلؤة أوال - الشيخ عارفللإنسان أبعاد ثلاثة، البعد العقلي والبعد العاطفي والبعد السلوكي، وهناك ترابط وثيق بين هذه الأبعاد الثلاثة وكل بعد يؤثر في الآخر ويتأثر به. فمثلا حين أعتقد أن هذا الصديق يحبني ويحترمني فإن هذا الاعتقاد يولد عاطفة حميمة تجاه هذا الصديق مما ينتج سلوكا يتناسب مع هذه العاطفة، والعكس صحيح فإنني حين أجد سلوكا جافا وسلوكا سيئا من صديق آخر تجاهي فإن هذا بلا شك يؤثر على عاطفتي تجاهه واعتقاداتي وأفكاري تجاه هذا الشخص. وكذلك لو ضربنا مثالا آخر في تأثير العاطفة فعندما يفتتن شاب بجمال امرأة مثلا ويعجب بها ويريد الزواج منها فإنه في كثير من الأحيان هذه العاطفة تؤثر على عقله فتجد هذا الشاب يقنع عقله بصلاح هذه المرأة له رغم أنه يدرك سابقا أنها سيئة الخلق مثلا. والنتيجة التي نصل إليها أن أبعاد الإنسان (العقل-العاطفة-السلوك) مترابطة لا يمكن التفكيك بينها فحين يعتقد العقل بفكرة ما فإن ذلك لا محالة يؤثر على عاطفته وسلوكه والأمر كذلك بالنسبة للعاطفة والسلوك في تأثيرهما وتأثرهما. وهنا نلفت أن الإسلام يجعل العقل هو الحاكم على سلوك الإنسان وعواطفه ولكن ذلك لا يعني إغفال تأثير العواطف مثلا على السلوك والعقل. ولأن الإسلام الحنيف يدرك هذه الخارطة النفسية للإنسان فإنه راعى في تعاليمه هذه المسألة ففي مسألة تربية الأمة على الانفصال عن الظالم تطبيق واضح لهذا المعنى، فلأجل أن تأخذ فكرة فصل الأمة عن الظالم مداها وتأثر تأثيرها ولا تبقى مجرد فكرة في عقول الناس لا تؤدي الغرض الذي قامت عليه –وهو ردع الظالم- لم يترك الإسلام هذه الفكرة عائمة في الهواء بل نجد في التعاليم والروايات الإسلامية ما يتناول الجانب السلوكي تجاه الظالم وكذلك الجانب العاطفي. ففي الجانب السلوكي حرم معونة الظالم في ظلمه فقد ورد عن رسول الله (ص) :”من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام” وعنه (ص): “إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين الظلمة وأعوان الظلمة حتى من برى لهم قلما ولاق لهم دواة، قال: فيجتمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في جهنم”. لذلك يحرم فقهاؤنا إعانة الظالم حتى في المباحات إذا لزم من ذلك أن يكون المعين من أعوانهم عرفا. يقول السيد الخوئي (رحمه الله) في المنهاج في باب المعاملات مسألة 18: “معونة الظالمين في ظلمهم بل في كل محرم حرام أما معونتهم في غير المحرمات من المباحات والطاعات فلا بأس بها إلا أن يعد الشخص من أعوانهم والمنسوبين إليهم فتحرم” ونلتقي في البعد العاطفي مع ما ورد عن الإمام الكاظم (ع) لصفوان الجمال حين قال: “يا صفوان كل شيء منك حسن ما خلا واحداً. قال: ما هو؟ قال: كراؤك جمالك من هذا الرجل. قال: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا لصيد ولا للهو ولكن أكريته لطريق مكة ولا أتولاه بنفسي ولكن يتولاه غلماني. فقال الإمام: أيقع كراؤك عليهم؟ قال: نعم. قال: أتحب بقاءهم حتى يخرج كراؤك؟ قال: نعم. قال: من أحب بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم فإن وروده إلى النار” فإننا نلاحظ قول الإمام عليه السلام “من أحب بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم فإن وروده إلى النار” فالحب حالة عاطفية لا دخل لها بدعم الظالم ظاهرا لكن هذا الحب بلا إشكال يؤثر ولو بعد حين في سلوك الإنسان بل حتى في معتقداته. وهنا نصل لبعض النتائج المهمة: النتيجة1: على المؤمنين أن يلتفتوا لخطورة العلاقة مع الظالم وأن أية علاقة تقوي شوكته فهي تدخل في دائرة الحرمة الشرعية. النتيجة2: يجب أن تربي الرموز والقيادات الأمة والجماهير على الانفصال عن الحكومات الظالمة. النتيجة 3: يجب أن تبقى حالة الاستيحاش قائمة عند الناس للعلاقة مع الظلمة ويجب أن يشعر الظلمة بذلك. ومما ورد في رسالة الامام زين العابدين(ع) للزهري: “اعلم أن أدنى ما كتمت ، وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم ، وسهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت ، وإجابتك له حين دعيت . . فما أخوفني بإثمك غدا مع الخونة ، وأن تسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة ، إنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك ، ودنوت ممن لم يرد على أحد حقا ، ولم ترد باطلا حين أدناك ، وأحببت من حاد الله ، أو ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسلما إلى ضلالهم ، داعيا إلى غيهم ، سالكا سبيلهم ، يدخلون بك الشك على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم ، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمروا لك فكيف ما خربوا عليك.” ولكن للأسف فإن البعض يرفع هذه الحالة من الاستيحاش من حيث يشعر أو لا يشعر وذلك عن طريق تبادل الزيارات مع هؤلاء الظلمة، بل وللأسف فإن البعض قد يصدر عنه ما فيه مدح للنظام الظالم-مما قد يدخل في دائرة الحرمة- وذلك ينتج عنه: - كسر الحواجز النفسية من الناس تجاه هؤلاء الظلمة. - كثرة هذه الزيارات قد تبدل كثيرا من القناعات تجاه النظام الظالم حيث إن هناك تأثير للسلوك والعواطف المتبادلة في مثل هذه الزيارات على القناعات كما مر. وفي هذا السياق يأتي رفض الشهيد الصدر (قدس) كل العروض التي قدمت له من قبل النظام الصدامي المقبور حيث إنه عرض عليه أن يمدح النظام في أمر يستحق عليه المدح وسيفك أسره ولكنه رفض ذلك بشدة وأصر على موقفه مما أدى لاستشهاده رضوان الله تعالى عليه، وكان ذلك بناءا على تشخيص موضوعي للظرف الذي كان يعيشه السيد الشهيد في أن أي مدح للنظام فإن النظام سوف يستفيد منه. ومن هنا ينبغي للمؤمنين والمعارضات الإسلامية أن لا تقوي شوكة الظلمة بأي فعل أو قول وأن يراقبوا سلوك وأقوال رموزهم وكوادرهم كي لا يقعوا في هذا الخطأ الكبير. تاريخ النشر: 2013/03/13 المصدر: http://www.awal-lulu.com/news.php?newsid=136 __DEFINE_LIKE_SHARE__ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لؤلؤة أوال - الشيخ عارف: أبعاد الانسان والعلاقة مع الظالم | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 03-13-2013 11:00 PM |
لؤلؤة أوال | وجوه الثورة: الشيخ عبد الجليل المقداد: الفقيه الثائر | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 03-12-2013 01:50 PM |
لؤلؤة أوال: بعد أن رفعها الشيخ ميثم البحراني في السياحة الدينية | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 03-12-2013 01:50 PM |
لؤلؤة أوال - مجهر | السيد حسين الغريفي.. شهادة على انحطاط النّظام | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 10-27-2012 05:20 PM |
الشيخ أحمد نوار: أبعاد الإنسان والعلاقة مع الظالم | محروم.كوم | منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية | 0 | 02-11-2010 10:50 PM |