إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: رقم شركة نقل عفش حى الصفا (آخر رد :ريم جاسم)       :: موسم الحج والعمرة وحجز فنادق (آخر رد :elzwawy)       :: منتجات كيو في على ويلنس سوق: الحل الكامل لجميع احتياجات العناية بالبشرة (آخر رد :elzwawy)       :: شركة تنظيف فلل في ام القيوين (آخر رد :roknnagd213)       :: افضل شركة نقل اثاث بخميس (آخر رد :ريم جاسم)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: ويلنس سوق : وجهتك الأساسية لمنتجات العناية الشخصية والجمال (آخر رد :حوااااء)       :: اكتشفي منتجات بيوديرما الفريدة من نوعها في ويلنس سوق (آخر رد :نادية معلم)       :: تفسير حلم حلق الشعر للرجلل نفسه (آخر رد :نوران نور)       :: أكل رأس الخروف في المنام (آخر رد :نوران نور)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2013, 04:10 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الأخيرة ختامها مسك ، ففيها سوف نتعلم أموراً مهمة في كيفية مواجهة القمع مع المحافظة على استمراية الحملات .. بمعنى آخر هو كيفية الحفاظ على الحراك الثوري وبمستواه التصعيدي على الرغم من القمع وكيفية افشال الهدف من الهجمات القمعية لذا نرجوا منكم القرائة بعناية واهتمام ، وقد تكتشوفون أموراً نحن فعلاً نقوم بها وكذلك أموراً أخرى لم تخطر في البال .

لمن لم يقرأ الحلقات السابقة :

الحلقة الأولى (العصيان المدني... مقاومة أم احتجاج)

الحلقة الثانية (الحوار لغة العصيان)

الحلقة الثالثة (العصيان المدني ومجموعات العمل)

الحلقة الرابعة (مجموعات العمل والتحضير للنشاط)


الحلقة الخامسة (الأنشطة والحوار)

الحلقة السادسة (حملات المقاومة)

----------------------------------------------------------------------------------------------

الحلقة السابعة

حملة مواجهة القمع

"لابد من إقناع النظام والمجتمع بأن تكلفة القمع أعلى بكثير من المكاسب الناتجة عن استخدامه" أكاديمية التغيير

إعداد
أحمد عبدالحكيم د/ هشام مرسي م/وائل عادل

13/4/2006
نتناول في هذه الحلقة:
أولاً: الصراع السياسي وحملة مواجهة القمع
ثانياً: حقيقة القمع في الصراع السياسي الصفري
ثالثاً: من أهداف الحملة
رابعاً: استراتيجية جديدة
خامساً: متطلبات الاستراتيجية
سادساً: من وسائل تحقيق الاستراتيجية
سابعاً: القواعد الذهبية


أولاً: الصراع السياسي وحملة مواجهة القمع

ينشأ الصراع السياسي نتيجة لوجود اختلاف في المصالح أو الرؤى بين أطراف المجتمع المختلفة.
ويمكن تقسيم هذا الصراع إلى نوعين:

صراع منخفض الحدة (تنافسي): حيث يُحسَم الصراع من خلال التنافس بين الأطراف المختلفة عبر آليات الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة كما يحدث في الدول الديمقراطية.

صراع مرتفع الحدة (صفري): حيث يُحسَم الصراع من خلال التدافع بين الحركات الوطنية والأنظمة الحاكمة، وهو مايحدث في الدول الدكتاتورية، وغالباً ما ينتهي بالقضاء على أحد الطرفين، ويحتاج فيه النظام الدكتاتوري إلى القمع لضمان استمرار سيطرته.


ثانياً: حقيقة القمع في الصراع السياسي الصفري

إن الصراع السياسي الصفري لابد وأن يمر في أحد أطواره بمرحلة القمع، والذي لايجد النظام بداً من اللجوء إليه لاجبار المجتمع على القبول ببقائه وشرعيته.
وفي مرحلة القمع يحتاج النظام في صراعه مع القوى الوطنية - والذي من المفترض أن يكون صراعاً مدنياً دستورياً - إلى المبررات التي تسوغ لجوءه للقوة لإقناع المجتمع الدولي والمواطنين، وهذه المبررات تنقسم إلى نوعين:

1. مبرر أو غطاء أخلاقي، وهي ضرورة إنسانية (ضرورة ضميرية): مثل التبرير بحماية الشباب من التغرير بهم وغسل عقولهم وحماية المجتمع من الحركات المشبوهة التي تستعين بالجهات الخارجية وبالتمويل الأجنبي لتدمير المجتمع وإضعافه.

2. مسوغات قانونية أو غطاء عقلي، وهي ضرورة للتقبل العقلي (ضرورة عقلية): من قبيل مخالفة القوانين والاعتداء على الممتلكات العامة وتعطيل مصالح الجماهير والانتماء لتنظيمات محظورة.

وبالمقابل تسعى الأطراف المقاوِمة إلى تفنيد مزاعم النظام الأخلاقية والقانونية، وتبيان عدالة ونبل القضية التي تدافع عنها، والتصريح بأنه ليس من حق النظام غير الشرعي استخدام العنف ضد المجتمع، بدلاً من الدخول في صراع سياسي مدني ومتحضر.

وانطلاقاً من فهم المجتمع ونشطاء المقاومة لحقيقة القمع تبدأ حملة المقاومة للنظام المعتدي لتحويل أداة القمع لصالح المجتمع، وذلك عن طريق إدراك الأهداف والاستراتيجية وتطبيق الوسائل والتدريبات المناسبة لمواجهة وسيلة القمع هذه، والتعامل معها على أنها فعل سياسي بحت بغض النظر عن المبررات القانونية والأخلاقية التي يختلقها النظام.


ثالثاً: من أهداف الحملة

تختلف أهداف الحملة باختلاف مرحلة الصراع، ففي المرحلة الأولى للمقاومة وهي مرحلة بناء القدرة، تكمن أهداف حملة مواجهة القمع في الهدفين التاليين:

1. الحد من فاعلية أداة القمع وتحويلها إلى نقطة قوة للحركة التغييرية ونقطة ضعف للنظام (تجريد النظام من أحد أدوات قوته والمتمثلة في القمع).

2. تدريب النشطاء على كيفية التعامل مع أسلوب القمع.
وتحقيق هذه الأهداف يتطلب من الحركة التغييرية أن تتبنى نظرة استراتيجية إيجابية.


رابعاً: استراتيجية جديدة

ولتوضيح المقصود من استراتيجية جديدة أو إيجابية دعنا نتأمل هذا المثال:
لو اضطر لاعب الدفاع لعرقلة مهاجم الفريق المضاد داخل منطقة الجزاء، كيف ينظر كلا الفريقين لهذه الحركة؟

الفريق المدافع:
1- الفريق المدافع اضطر إليها كمحاولة ربما يائسة لمنع تسديد الهدف.

2- هناك نتيجة إيجابية ترتبت على هذا التصرف، ألا وهي تأخير الهدف وليس منعه، أو بمعنى أدق أخر هذا التصرف مرتبة الفريق المهاجم من الفوز الأكيد إلى مرتبة احتمال الفوز.

3- وهناك نتائج سلبية قد تترتب على هذا التصرف، مثل أن الهدف سيسجل حتماً لو أحسن الفريق المهاجم استثمار الفرصة، أو احتمال طرد لاعب الدفاع المعتدي، وحرمانه من المباراة القادمة أو على الأقل حصوله على الكارت الأصفر.

4- قد لايحسن الفريق المهاجم استغلال الفرصة فيهدر التسديدة، وعندها تصبح مخاطرة لاعب الدفاع مقبولة.

الفريق المهاجم:
1- على الفريق المهاجم ضمان تسديد الهدف عن طريق اختيار أفضل لاعب تم تدريبه على تسديد ضربات الجزاء، ووضع أي أنانيات أو مصالح شخصية أو خلافه بعيداً من أجل مصلحة الفريق.

2- هناك مكاسب أخرى ممكنة مثل طرد اللاعب المدافع ومن ثم معاقبة الفريق المدافع واضطراره أن يلعب بفريق أقل عدداً، أو الفوز الكامل بالمباراة عن طريق حجب الأهلية عن الفريق المدافع وإخراجه من الدورة كلياً إذا قام بالتصعيد ولم ينصاع لأمر الحكم.

3- أسوأ احتمالات الفريق المهاجم أن يضيع كل هذه الفرص بسبب جهل أو أنانية أو...
وهكذا فإن المطلوب من الحركة التغييرية إمعان النظر والتفكير في كيفية استثمار الأعمال القمعية لتحويلها إلى أداة فعالة في يد المقاومة والمجتمع في صراعه ضد الديكتاتور.


خامساً: متطلبات الاستراتيجية

1. التفكير العميق في كيفية تحويل تلك الإجراءات القمعية التي يلجأ إليها النظام من نقطة قوة يضبط من خلالها المعترضين إلى نقطة ضعف تمثل هاجساً مزعجاً له، وكيف يتحول القمع إلى أداة فعالة في يد الحركة التغييرية بحيث يتحول اعتقال أحد النشطاء مثلاً إلى مكسب للحركة وخسارة تخصم من رصيد النظام، ويعتمد حجم المكاسب على دهاء الفريق الإداري وإمكانياته في استثمار الأحداث.

2. تحتاج مجموعات العمل إلى تدريب دقيق للتعامل مع أداة القمع، فبإمكان نشطاء الحركة التغييرية - إذا كانوا مُعَدِّين ومُدربين - أن يُحدثوا تأثيراً كبيراً من خلال تنسيق استراتيجيتهم في طريقة التعامل مع وسائل القمع مثل الضرب والحصار والاعتقالات والسجون والمحاكمات والدعاوى القضائية، وبتأثير لا يقل فاعلية عن الأنشطة التي أدت إلى اعتقالهم، وهو جزء لايتجزأ عن أنشطة المقاومة اللاعنيفة.

إن الدور المنوط بالحركة التغييرية هو إقناع النظام والمجتمع بأن تكلفة القمع أعلى بكثير من المكاسب الناتجة عن استخدامه.

مثال:
قد يقوم النظام باعتقال أحد رموز الحركة التغييرية.
مكاسب الدولة: تحجيم نشاط هذا الفرد، وتوصيل رسالة إلى الحركة، وقياس رد فعلها، ومدى تضامنها في حالة استهداف أفراد من الطرف أو من القيادة،...
خسائر الدولة: تظاهرات مستمرة، حملة إعلامية شرسة، ضغوط خارجية، أصبح الفرد المراد تحجيمه رمزاً محلياً وعالمياً،...
وهكذا فإن تكلفة القمع (الخسائر) أصبحت أعلى بكثير من المكاسب، وبالتالي لن يقدم النظام على مثل هذا العمل بسهولة، وبالتالي يضطر إلى البحث عن أدوات أخرى للصراع السياسي.

3. العمل على توفير مساحة كبيرة من الحرية في تعامل النشطاء ومجموعات العمل مع الأحداث وتشجيع الإبداع، من خلال إمداد النشطاء بورقة استراتيجية توضح الخطوط والمبادئ الكبرى (تتناول أسس ومبادئ أسلوب اللاعنف وتوفر رؤية شاملة لخارطة الصراع وتحدد الاتجاهات الداعمة لنشاطات المقاومة وتبين نوعية التصرفات التي تضر بالعمل) ثم اعتماد اللامركزية ومجموعات العمل.


سادساً: من وسائل تحقيق الاستراتيجية

ونقدم هنا بعض الأمثلة على الوسائل التي يمكن أن تستخدم لتحقيق الاستراتيجية الجديدة، وهذه الأمثلة مذكورة على سبيل المثال لا الحصر، وإن المواهب والأفكار المختزنة في عقول أفراد المجتمع يمكنها أن تصل بأعمال المقاومة إلى المدى الذي يذهل النظام والحركات التغييرية نفسها:

1. تحييد رجال الشرطة عبر مسارين:

الأول: استثمار الاعتقال والتحقيق في بناء حوار مع رجال الشرطة، ورغم صعوبة هذا الأمر إلا أنه مهم جداً، وليس بالضرورة أن يكون هذا الحوار عن طريق الكلام والإقناع - إذ قد يتعذر بناء حوار منطقي مع رجال الشرطة خلال التحقيق - ولكن يمكن الاستعاضة عن ذلك بأن يعطى جميع المشاركين في المظاهرة مثلاً بعض الأوراق القليلة الموثقة التي تحوي أرقاماً ومعلومات موثقة حول موضوع المظاهرة (الفقر - البطالة - الفساد -...)، وما على المحتجز سوى إعطاء هذه الأوراق للمحققين كمبرر على مشاركته في المظاهرة.
ومع تكرار المحاولة يبدأ الحوار النفسي داخل ضمير رجل الشرطة (موظف النظام/عبد المأمور) حول شرعية النظام وشرعية قمع الشعب من أجله.

والثاني: عبر الملاحقة القانونية للمسئولين عن حالات الاعتقالات والتعذيب والقتل عبر اللجوء إلى القضاء المدني، والملاحقة الإعلامية عبر نشر صورهم وأسمائهم لتصبح وصمة عار وفضيحة لهم أمام أهليهم وأقربائهم وجيرانهم، والملاحقة المهنية عبر المطالبة بعزلهم عن مواقعهم ومناصبهم.

2. استثمار كل حالة اعتقال وتضخيمها إعلامياً وتحويل المعتقل إلى رمز، وذلك عبر توثيق حالات الاعتقال والقمع والضرب - بالصور إن أمكن - وبثها عبر الفضائيات ووسائل الاتصال المختلفة (الانترنت والهاتف الخلوي) ومناقشتها على صفحات الجرائد والمجلات وتحويلها إلى قضية محلية ودولية، ورفض ممارسة العملية السياسية (انتخابات - مفاوضات -...)، وحشد الأعداد الغفيرة بسرعة وكفاءة عالية أمام الأماكن التي يحتجز وينقل إليها النشطاء والتهديد بالتصعيد حتى يتم الإفراج عن المعتقل.

3. حشد مصادر القوة الداخلية: عبر الاتصال باللجان الحقوقية والديمقراطية ولجان الحريات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة ومحاولة جعلها أداة ضغط على النظام.

4. حشد مصادر القوة الخارجية: عبر الاتصال بالهيئات الدولية والحقوقية العالمية لممارسة الضغط على النظام للإفراج عن المعتقلين وللتوقف عن منع الجماهير من الإعلان عن مطالبها سلمياً.

5. تضامن نشطاء الحركة التغييرية: والتضامن في حقيقته حالة عقلية وروحية توحد بين الأفراد في كفاحهم الطويل أكثر منه تدريب خاص يكلف الأفراد باتباعه وتطبيقه. والتضامن لا يعني خياراً واحداً يطبقه جميع الأفراد في جميع المواقف، بل هو قوة داخلية موجودة لدى كل فرد ومختزنة داخل كل مجموعة، إنه التزام نابع من كل فرد تجاه الآخرين وتجاه القضية المشتركة، إنه تفضيل الصالح العام على المصالح الشخصية. إنه رفض للأنانية التي تعود عليها الأفراد والتنظيمات والجماعات. إنه تكريس كل فرد لوقته وجهده لدعم الوطن وللمضي في العمل على رفعته في كل الأوقات، وفي جميع المواقف. ولا يستطيع كائناً من كان - محاكمات أوسجون أوقوى خارجية أو نظام معتدي - أن يكسر هذا التضامن.

أنواع التضامن :
التضامن المعنوي:
تجمع المتظاهرين حول مقار الشرطة وأقسام البوليس ومراكز الاعتقال، وتجمع النساء حول أماكن احتجاز أبنائهن وأزواجهن وآبائهن، ووضع الزهور على أسوار وأبواب السجون، رفض المعتقلين لقرارات الإفراج في حال استمرار اعتقال بعض زملائهم.

التضامن المالي: مساعدة عائلات المحتجزين، وتوفير الكفالات المالية لخروج المسجونين.

6. تقويض شرعية القمع:
عبر استخدام استراتيجية عدم التعاون.

استراتيجية عدم التعاون

لقد اكتسبت الاعتقالات والمداهمات والتعذيب شرعية - لا مكتوبة - لكثرة وطول استخدامها. وبالتالي فغالباً ما يدرب النشطاء على كيفية التعامل مع القمع لا على كيفية تقويضه ورفضه عبر استخدام استراتيجية عدم التعاون وأساليب اللاعنف.

فبعض النشطاء يرفضون التعاون - جزئياً أو كلياً - مع إجراءات التحقيق والمحاكمة، فيرفضون تقديم الالتماسات أو توكيل أو القبول بالمحامين، أو الوقوف في المحكمة أو التحدث إلى القاضي كونه يمثل رمز سلطة المحكمة، أو اتخاذ موقف أو سؤال الشاهد، ولكنه قد يلقي خطبة على الجموع الذين تجمعوا في مقر المحاكمة، أو ينام أو يجلس على الأرض إذا أُريد حمله، أو يحاول المغادرة إذا لم يمنع بالقوة.

وقد تكون العقوبات المترتبة على عدم التعاون صارمة، لأن بعض المحققين أو القضاة يأخذون هذه التصرفات على محمل الإهانة الشخصية أو الإهانة لقدسية التحقيق أو المحاكمة، ولكن من ناحية أخرى يغفل بعض المحققون أو القضاة هذه السلوكيات بل وربما يحاولون الاتصال بالمتظاهرين.

كما يمكن تطبيق عدم التعاون الجسدي خلال عمليات ووقت الاحتجاز، وهذا يتضمن رفض المشي والأكل والنظافة الشخصية أو نظافة المكان المحيط، وهذا قد يؤدي إلى محاولة مسئولي السجن إجبار الناشط السياسي السجين على الأكل ووضع حفاظات له.

ويعد الصيام من أحد أشكال اللاتعاون، ويقصد به الامتناع عن الطعام والسوائل ما عدا الماء، وبينما يمثل الامتناع عن الغذاء إزعاجاً لسلطات السجن كونه يمثل خطورة على حياة السجين، فإن الامتناع عن الغذاء والسوائل كلية وحتى الماء أشد خطورة، حيث أن السجين لن يعيش لفترة تتجاوز الخمس أو الست أيام، ولذلك فإن السلطات تراقب الأشخاص الذين يهددون ويلوحون باستخدام "صيام الماء" فيدخلونهم المستشفيات حرصاً على حياتهم، ولكن يجب على المتظاهر ألا يعتمد على هذه الوسيلة لجذب الانتباه، بل يجب أن يكون قادراً على وقف الصيام أو أن يكون عازماً على الاستمرار حتى الموت، كما فعل مقاتلو الحرية في أيرلندا في عام 1981م.

وعدم التعاون قد يأخذ أشكالاً أخرى وينتج عن أسباب أخرى، فرفض الفرد أن يعطي اسمه لا شك أنه ينبع من رغبته وتصميمه على المقاومة وعلى التغلب على النظام الذي يلفق محاضر إجرامية للناس، ويصنفهم ويتجسس عليهم، ويعاقب المنظمين والمخالفين للقانون بعنف وصرامة أشد. وهذا ينقل رسالة للنظام مفادها أنه لا أحد منا سيتعاون مع النظام وأننا سنعيد هذا الأمر المرة بعد المرة.

ومع ذلك فكثير من نشطاء الحركة التغييرية اللاعنيفة يعملون بانفتاح وثقة، ولا يحاولون إخفاء شخصياتهم وهو ما يميز ويقوي أنشطة اللاعنف، ويطبقون ما يطلق عليه "التعاون المقيد" فيرفضون البوح بعناوينهم أو رفض إعطاء الوعود بالعودة للمحكمة، وهذا يزيد العبء على المحاكم لضرورة التعامل السريع مع المتظاهرين، كما أنه يعزز التضامن بين النشطاء ويزيد من وحدتهم.



سابعاً: القواعد الذهبية لتعزيز مساحة الحرية وإطلاق الإبداع في حركة المقاومة

1. استراتيجية حركة لا استراتيجة فرد:
فحتى يتحول عدم التعاون إلى ظاهرة عامة وهو ما يمكن أن يحدث تأثيراً حقيقياً، فإنه ينبغي أن يتخذ القرار بشأن استراتيجية التعاون الكامل أو المقيد أو عدم التعاون بشكل جماعي لا فردي، بمعنى أن يكون استراتيجية حركة لا استراتيجة فرد، حيث أن اتخاذ قرار اللاتعاون مثلاً بشكل فردي قد يضر بصاحبه أشد الضرر رغم عدم احتياج الحركة إليه في المرحلة الراهنة كما أنه لن يحدث التأثير المطلوب، كما أن اتخاذ قرار اللاتعاون بشكل جماعي يمثل إزعاجاً ومشكلة للنظام، ويعطي مصداقية وشرعية لممارسيه.

2. الحفاظ على ثوابت الحوار في اللاعنف:
ففي حالة اختيار استراتيجية التعاون لابد أن تكون المعلومات التي تعطى للمحققين صحيحة، فلابد من الابتعاد عن الكذب أو أنصاف الحقائق، فاستراتيجية اللاعنف تستمد قوتها من المواجهة والمجابهة المفتوحة واللاتعاون، وليس من خلال المراوغة أو التهرب والتحايل، فلابد من الحفاظ على ثوابت أسلوب اللاعنف المتمثلة في الأمانة والصراحة المباشرة في طرح القضية خلال تعامل نشطاء الحركة مع الموظفين المسئولين عن تطبيق القانون.
وتكمن المشكلة هنا في أنه في أغلب الأحيان يكون الكذب أسهل من إعلان رفض التعاون، فعلى سبيل المثال إذا ما سئل المعتقل عن شخص ما فإن الاسهل أن ينفي معرفته به من أن يواجه المحققين بأنه يرفض الإجابة والتعاون.

3. تأمين قنوات الاتصال:
لابد من العمل على إيجاد قنوات اتصال بين المعتقلين وبين نشطاء الحركة التغييرية في الخارج قبل البدء في الأنشطة، وهذا الاتصال قد يكون من خلال المحامين أو رجال الشرطة المتعاطفين أو المعتقلين الجدد أو المفرج عنهم، وهذ التفكير في كيفية الاتصال في حالة حدوث الاعتقالات ينبغي أن يشمل حتى مجموعات العمل الصغيرة، فعلى كل مجموعة أن تفكر في تأمين قنوات اتصالها.

4. المتابعة والتوثيق وتوفير الاستشارات:
في الأنشطة الكبيرة لابد أن توفر الحركة التغييرية الاستشارة القانونية في موقع الحدث (مكان تنفيذ النشاط) ليخبروا النشطاء بما عليهم فعله خلال اعتقالهم. كما يجب أن تكون هناك مجموعة مختصة بمراقبة ساحة الفعل، فتوثق أسماء وصور المعتقلين والقائمين على عملية الاعتقال، وتوثق أي ارتفاع لمستوى العنف أو القمع.
ولا يحتاج النشطاء إلى محامون إذا اختاروا استراتيجية عدم التعاون، ولكن إمدادهم بالاستشارة القانونية أو وجود محام متعاطف معهم أو مؤيد لموقفهم قد يساعدهم على التعامل بحنكة أكثر مع النظام القانوني القائم.

5. بناء قدرة الحركات التغييرية على مواجهة القمع:
من خلال التدريب، حيث تتدرب مجموعات على مناقشة هذه المسائل القانونية، وبخاصةً الجزئية المتعلقة بعدم التعاون والموقف من المحاكمات. وعلى قائد المجموعة أن يضع مجموعة من المواقف الافتراضية وأن يرى كيف سيتجاوب أفراد المجموعة مع مثل هذه المواقف. وتجدر هنا الإشارة إلى أن حركات اللاعنف تصدر لنشطائها دليل (manual) يدرس للنشطاء ويتدربوه عليه؛ ماذا يقولون وكيف يتصرفون ويمكن الرجوع إلى دليل (Act Up).

6. المحافظة على القيادة والأطراف:

لابد أن ترسم الحركات التغييرية خطة للرد على النظام منطلقةً من كون كل أفراد المقاومة - سواءً كانوا في القيادة أو في الأطراف - على نفس الدرجة من الأهمية الاستراتيجية، فحين يكون رد فعل الحركة مقصوراً عند استهداف أفراد من القيادة يقوم النظام باستهداف الأطراف، فإذا لم تستجب الحركة تتمادى الحكومة في اضطهاد الأطراف، وشيئاً فشيئاً تنصرف الأطراف عن الحركة فتجد القيادة نفسها وحيدة في مواجهة النظام، الذي سرعان مايستفرد بها ويفنيها بعد أن فرطت في مصدر قوتها.

7. تقويض شرعية النظام:
من خلال سعي الأطراف المقاوِمة إلى تفنيد الغطاء الأخلاقي والقانوني اللذان استخدمهما النظام أمام المجتمع الدولي والمحلي والنيل من هيبته وتبيان عدم شرعيته.

8. وضوح الرؤية لدى المجموعات المختلفة:
من خلال إمداد النشطاء باستراتيجية توضح الخطوط والمبادئ الكبرى (تتناول أسس ومبادئ أسلوب اللاعنف وتوفر رؤية شاملة لخارطة الصراع وتحدد الاتجاهات الداعمة لنشاطات المقاومة).

9. الرمزية:
فحملة مواجهة القمع واستراتيجية اللاتعاون وتقويض شرعية النظام في بدايتها لابد أن تركز على تبيين إمكانية الفعل وخلق حوار مع الجماهير لاقناعها بالمشاركة في الصراع لصالح المجتمع، لا سيما وإن أحسنت المقاومة استخدام الرمزية لتبيين فاعلية العمل إن شارك فيه المجتمع.

تحياتي هذه هي الحلقة الأخيرة من حلقات (العصيان المدني) سنقوم بتحويل جميع الحلقات إلى كتاب pdf لكي يسهل الوصول إليه وسنضعه في مكتبة التهيئة السياسية والتي أتمنى من المشرفين تثبيت هذه المكتبة ولكن لحد الأن لم تثبت وصلة مغلقة ثابتة لذلك رغم أحتياج الساحة اليوم لهذه المعلومات للمرحلة المقبلة. كتابنا القادم أنشاء الله بعنوان (فلسفـــة التغيـــــير) خمس حلقات.


منقول من ملتقى شهداء البحرين وضحايا التعذيب
العضو: العلوم السياسية
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل عمر الفاروق الحلقة 26,تنزيل مسلسل عمر بن الخطاب الحلقة السابعة والعشرين محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 08-14-2012 02:40 PM
الحلقة الثالثة والأخيرة : أشخاص متنكرون .. وكأنهم أنبياء زمانهم !! محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 01-03-2010 12:50 PM
من منغوليا ورحلة عمر (صور + فيديو لطرح الطير ) الحلقة السادسة والأخيرة لعام 2007 محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 05-10-2009 04:11 AM
سوال عن نتائج الحلقة السابعة حبتين لعيون الزعيم حلقات الميدان للكبار 4 4 02-08-2009 12:18 PM
الحلقة السابعة ذيبة ماتنصاد حلقات الميدان للكبار 4 6 01-22-2009 03:13 PM


الساعة الآن 04:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML