تحليل :هل سقوط الاسد = سقوط آل خليفة؟؟

محروم.كوم · #1 12-24-2012, 10:50 PM

تحليل :هل سقوط الاسد = سقوط آل خليفة؟؟ - بقلم الحر الموسوي

إن قواعد اللعبة السياسية في السنوات الأخيرة قد تغيرت, وانتهى زمن القطب الواحد لتعود روسيا من جديد في واجهة الأحدات السياسية, بالاضافة إلى بروز قطب جديد, بل مارد اقتصادي في حالة صعود على عكس الاقتصاديات الأخرى التي تشهد تراجعا كالاقتصاد الأميركي والأوربي الذي ظلّ مسيطرا خلال سنوات طوال.

إن الحديث عن اللعبة السياسية الدولية هو لفهم مستقبل الثورة في البحرين ومعرفة المصير الذي ينتظرها من جهة، ومعرفة انعكاس الأحداث على الوضع الداخلي بالنسبة للثورة والقوى السياسية الأخرى من جهة.

في التحليل السابق (هل البحرين لقمة تحلية.. أم غصّة في حلق التسوية الدولية؟) ذكرنا بالتفصيل أسباب فشل التسوية, لذلك لن نسهب في هذا الخصوص, وإنما سنتكلم عن تصاعد الصراع الدولي خلال الأيام القادمة وانعكاسه على الوضع الداخلي في البحرين.

إن ما ينذر ببدء مرحلة جديدة في الصراع الدولي, هو الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة في اعترافها بإتلاف المعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري, حيث تمثِّل سوريا حليفا استراتيجيا مع روسيا، وكما أنها تعتبر أهم حليف ممانع للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط ، ومن هنا اكتسبت سوريا أهميتها المحورية، ليس للحلفاء فحسب وإنما لأعداء سوريا أيضا كالولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج.

إن أهمية سوريا سواء بالنسبة للأعداء أو الحلفاء لا يمكن مقارنتها مع أهمية البحرين بالرغم من وجود الأسطول الأميركي الخامس فيها، فأميركا مستعدة للتخلي عن آل خليفة ونقل أسطولها إلى قطر مقابل سقوط النظام السوري، ومن جانب آخر فإن إيران وحلفاءها مستعدة أيضا للتخلّي عن المعارضة وعن الثورة في البحرين مقابل بقاء نظام الأسد في سوريا.

إن سوريا تحتل الأولوية في الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لللاعبين الدوليين رغم ما تشكِّله البحرين من موقع في قلب الخليج, فلا يمكن أن تقبل إيران سقوط الأسد مقابل سقوط آل خليفة, كما أنه ليس مقبولا عند أميركا وحلفائها بقاء الأسد مقابل بقاء ال خليفة .

كانت المقايضة الدولية سابقا قائمة على دعم التسوية السياسية في كل من البحرين وسوريا،
ووضعت الدول الحليفة لسوريا كل إمكاناتها للدفع بهذا الاتجاه, وقد جاء الاعتراف الأميركي بإتلاف المعارضة السورية ليلقي بكل هذه الجهود والاتفاقيات عرض الحائط ، الأمر الذي سيقلب المعادلات رأسا على عقب، وسيدخل الصراع الدولي مرحلة جديدة مختلفة.

ومن أولى ردّات الفعل التهديد الذي جاء على لسان مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في تصريح لوكالة فارس حيث قال: (إن على الرئيس الأميركي أن يعلم أن مصير سوريا والبحرين واحد, وأن أي سياسة خاطئة ضد سوريا ستنعكس على المنطقة بأسرها بما فيها البحرين)، كما أعربت روسيا والصين في بيان مشترك الأربعاء معارضتهما الشديدة للتدخل العسكري في سوريا وتغيير النظام فيها، ورفضتا في الوقت عينه استخدام القوة ضد إيران".

وقد جاء في البيان المشترك أن "روسيا والصين تعارضان بشكل قاطع المساعي لحل الأزمة في سوريا عن طريق التدخّل العسكري الخارجي، كما تعارضان سياسة تغيير النظام في سوريا، بما في ذلك داخل مجلس الأمن الدولي".

وأضاف البيان أن التطورات في سوريا "تؤثر بشكل كبير على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم بأجمعه, ومن جانب آخر حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروفي بكين من أن الاستجابة لمطالب المعارضة السورية بتغيير نظام الرئيس بشار الأسد سيقود إلى كارثة.

إن الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع قد تؤدي إلى حرب إقليمية، بل وحتى دولية شاملة إذا ما تمّ ضرب سوريا وإيران بعد ذلك عسكريا، والموقف الأميركي الأخير حسم القرار بإسقاط نظام بشار الأسد بدل التسوية السياسية.

من جهة أخرى، تحاول أميركا دفع الأمور في البحرين بتسريع الحوار، ووضع حلٍّ في أقرب فرصة للتفرّغ للملف السوري وللتخلص من ضغط روسيا والصين وإيران فيما يرتبط بازدواجية المعايير, وتعزيز موقفها لإسقاط نظام بشار الأسد.

إن تداعيات الموقف الأميركي الأخير سيجعل من البحرين مقابلا لإسقاط نظام الأسد في سوريا إذا فشل الاتفاق على التسوية في البحرين مقابل التسوية في سوريا، وهذا ما هو متوقع لفشل التسوية والحل السياسي في كل من سوريا والبحرين، وستفرض هذه المعادلة نفسها.

إن ما يجري اليوم هو مخاض لمرحلة جديدة للصراع، وقد تنتهي بحرب عالمية ثالثة قد تكون بدايتها ضرب سوريا وإيران, أو اسقاط نظام الأسد بالقوة.

إن التحذيرات الروسية الصينية لم تأتِ من فراغ, فهم يدركون حجم التآمر على إسقاط نظام الأسد حتى لو أُفشِلت أي محاولة من داخل مجلس الأمن لإصدار أي قرار ضد سوريا التي تعتبر اليومخطاً أحمر لإيران وروسيا والصين.

أما التهديد الإيراني فقد كشف الكثير من الاحتقان الموجود الذي كان مغلّفا بالدبلوماسية والمجاملات، فمصير البحرين مرتبط بمصير سوريا، وهذا يعكس المعادلة الجديدة التي لا تشمل البحرين وسوريا كدولتين فقط، وإنما ما تمثِّله من رمزية, فسقوط نظام بشار الأسد يعني اشتعال المنطقة برمَّتها، وأن التهديد سيشمل كل الدول المحيطة بسوريا كلبنان والعراق، وانعكاس ذلك سيكون بعدم استقرار الخليج، لأن الردّ سيكون هنا وليس في أي مكان آخر.

من المرجّح أن يكون ردّ الفعل الصيني والروسي والإيراني في الخليج دعم إسقاط الأنظمة الملكية، وعلى رأسها السعودية التي تقف خلف مشروع إسقاط نظام بشار الأسد, وهي التي وقفت من قبل لإسقاط حليفهم نظام معمر القذافي، كما أن الخليج يُعتبر أفضل منطقة لاحتضان صراعها مع أميركا ومصالحها.

جاء في تصريح نائب وزير الخارجية الروسي أن النظام السوري يفقد سيطرته على البلاد أكثر فأكثر، ولا يمكن استبعاد انتصار المعارضة في النزاع, وهذا يعطي مؤشرا عن قرب سقوط الأسد وانفجار الوضع الإقليمي والدولي خلال الشهور القادمة.

فإذا سقط الأسد واحتدم الصراع فأمام أميركا خيار وحيد فيما يرتبط بالبحرين... فإما أن تتخلّى عن نظام آل خليفة، أو أن تخسر مصالحها في المنطقة برمّتها لصالح إيران وحلفائها، وبهذا يكون مصيرالبحرين ليس مقابل مصير سوريا فحسب، بل مقابل كل مصالح أميركا في الخليج.

فهل ستتخلى أميركا عن دعم نظام آل خليفة لتحافظ على بقية مصالحها في الخليج؟؟
هل تتحول البحرين من لقمة تحلية.. إلى لقمة ترضية؟!
وهل سقوط الأسد = سقوط آل خليفة؟؟

ودمتم بخير.

الحر الموسوي
@asmohd2 __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
تحليل :هل سقوط الاسد = سقوط آل خليفة؟؟	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-24-2012 10:30 PM
بيان أمل :المجلس الأعلى للمرآة يحتفل على وقع سقوط شهيدة في الدية..سقوط	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-07-2011 08:20 PM
هل جوجل أدسنس ستفك حظر سوريا بعد سقوط نظام الاسد ؟؟ !! نقاش !!	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	11-15-2011 05:30 AM
سقوط مؤيد بشار الاسد في الاتجاه المعاكس مما ادى الى كسر حوضه (صوووورة)	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-22-2011 09:40 AM
البشارة... سقوط آل خليفة قريب إن شاء الله!	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-20-2011 05:10 PM