إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: ورشة صيانة بنتلي بالرياض (آخر رد :renaultshamel)       :: مواصفات سيارة تويوتا كامري 2023 (آخر رد :saddkn)       :: طرق عزل الاسطح بالخبر (آخر رد :رودى طه)       :: كيف تحمي منزلك من هجوم الحشرات (آخر رد :رودى طه)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: تبي متابعين تيك توك مجاناً؟ (آخر رد :ريم جاسم)       :: قهوجي جدة صبابين قهوه مباشرات ضيافه 0539307706 (آخر رد :ksa ads)       :: وانيت نقل عفش بالرياض 0539735360 ونيت توصيل اثاث مشاوير (آخر رد :ksa ads)       :: متجر Google Play: (آخر رد :محمد العوضي)       :: فوائد تحميل التطبيقات: (آخر رد :محمد العوضي)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2012, 01:20 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,610
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

مقدمة
محمد العبدالله القاضي رحمه الله شاعر كبير من شعراء نجد عاش في القرن الثالث عشر، ولد سنة 1224 هـ وتوفي سنة 1285 هـ، من آل القاضي في عنيزة.

القاضي رحمه الله من فحول شعراء نجد ويتميز بثقافته الواسعة واسلوبه الجزل، ومن المواهب التي حباه الله بها معرفته بالأنواء والنجوم، وقد نظم قصيدة من 55 بيتاً يصف بها الطوالع ومايصاحبها من الظواهر وماينصح به الفلاح والطبيب.

في قصيدته عن الأنواء والنجوم، يصف القاضي رحمه الله نجوم الطالع وصفاً يستطيع منه القاريء الملم قليلاً تحديد النجوم التي يتكلم عنها، ويذكر وقت طلوع هذه النجوم ومدتها، وطول ظل قامة الإنسان في فصلها، ويذكر مايناسب هذا الفصل من الزراعة والتداوي ومايحدث بالعادة خلاله من رياح وأمطار.

نص القصيدة منقول بالشكل من كتاب:
"شاعر نجد الكبير محمد العبدالله القاضي 1224 - 1285 هـ ، حياته وشعره وديوانه برواية الراوية عبدالرحمن بن ابراهيم الربيعي 1309- 1402 هـ، إعداد وتحقيق وشرح عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القاضي"

شرح القصيدة
في هذا الشرح سيكون التركيز على معرفة النجوم التي ذكرها القاضي رحمه الله والتي يستدل بها على الطالع وتوضيحها بالصور، مع المرور العابر على الفوائد المذكورة المصاحبة لكل طالع وذلك لأن المفكرات الزراعية والعديد من المؤلفات تشرح الظواهر الجويّة والمناسبات الزراعية، ومعرفتي بهذه الأمور ضحلة جداً. وفي كتاب الأستاذ عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القاضي المذكور سابقاً شرح للقصيدة في الفصل المعنون "القاضي الفلكي" في الصفحة 117.

طول الظل وقت الزوال
قبل الدخول في شرح القصيدة يحسن أن أبيّن المقصود بالظل.
تطرّق القاضي في القصيدة إلى طول الظل وذكر مقداره فحيناً يكون قدماً واحداً ويزيد في بعض الأوقات إلى أكثر من سبعة أقدام. والمقصود هو طول ظل الشخص القائم وقت زوال الشمس وهو دخول وقت صلاة الظهر، وهذا الظل يكون في اتجاه الشمال تماما في المناطق الواقعة شمال مدار السرطان. والطريقة القديمة هي اعتبار أن طول قامة الإنسان تساوي سبعة أضعاف طول قدمه، فإذا قال أن الظل قدم فمعناه أن أي شاخص عمودي مثل عصا أو جدار سيكون ظله وقت الزوال سبع ارتفاعه. العصا التي طولها 70 سم سيكون ظلها 10 سم.
والظل أقصر مايكون في الصيف حتى يكاد أن ينتعل الشخص ظله وقت الزوال فليس له طول يذكر، وأطول مايكون في الشتاء حين تبتعد الشمس إلى الجنوب فيزيد الظل وقت الزوال على طول الإنسان.
وطول الظل يختلف من مكان إلى آخر، والمقادير التي يذكرها القاضي رحمه الله تنطبق على منطقة القصيم وما قاربها.

فضل الشيخ محمد بن ناصر العبودي
للشيخ محمد بن ناصر العبودي فضل كبير بما حباه الله، في إتمام هذا الشرح فلقد نهلت من بحر علمه الذي سطّره في كتبه ومعاجمه مثل معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة في 13 مجلداً ومعجم الأنواء والفصول ومعجم المطر والسحاب ومعجم النخلة وغيرها. كما بين لي حفظه الله مشافهة بعض ماغمض علي من المعاني. وأشكر أيضاً كل من اتصلت به وأجابني على تساؤلاتي في هذه القصيدة.


القصيدة

#poem_50c79703ee2e2 td {font-family: 'DecoType Naskh', Arial, Helvetica, sans-serif;font-size: x-large;font-weight: bold;} سبّك نُجُوم الدَّهْر بالفِكْرِ حاذِقْ حَوَى واخْتِصَرْ مَضْمُونَها بامْرِ خالِقْ تَرَى أَوَّل نُجُومَ القَيظْ سَبْعٍ رِصايفْ كِما جَيْبِ وَضْحا ضَيَّع الدَّرْكِ دالِقْ أَوْ نَعْلِ شاخٍ والتِّويبِعْ تِبيعَها في بِرْجَها الجَوْزا كِما الدّال دانقْ تِرْفَعْ بُهْ عاهات الثِّمار وعُشْبَها يْغَدِي مِنْ سُمُومَ الحَرِّ مِثْلَ الحَرايقْ سِتِّهْ وعِشْرِينٍ بَهْ الظِّلِّ بَصْطِهْ نِهايَة قِصْرَ اللّيلِ عَشْرُ ودِقايقْ وعُقْبِ تَطْلَعْ الجَوْزا كَشَلفا شِمالَها نِظِيمٍ تْلاَلي كَالدَّرارِي لَواهِقْ تَبْرا لَها الهَقْعِه وبَالهَنْعِه انْتَهَتْ تِهِبَّ السِّمايمْ فِيهِ والظِّل سايقْ سِتِّهْ وعِشْرِينٍ سَرَطان برْجَها يَصْلَحْ بْفَصلُهْ كِلِّ حِلْوٍ وحاذِقْ ويَظْهَرْ ذِرَاعَ اللِّيثْ هُو المِرْزَمْ الذي كِما مِشْعَلَ السّارِي بْنُورٍ تِشاعَقْ يْرَفْرِفْ بْنُورٍ كِلِّ مابان واخْتِفَى كِما عَيْنِ عِمْهُوجٍ غَنُوجٍ لْعاشِقْ وِيْبينِ لِكْ نَجْمَ الكِلِيبين بَعْدُهْ هِيَ النَّثْرِه وَصْفَهْ كَالعُيُون الرَّوامِقْ دِلِيلٍ على ظْهُورَ الكِلِيبين أَمارِهْ إلى غَرِّبَتْ عَنْه النُّسُور العَتايقْ رِيحُ وسُمُومْ وقِيلْ يَظْهَرْ بُهْ آفِهْ لْبَعْضْ الزُّرُوع وبَعْض الاثْمار صافِقْ سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى اللِّيث برْجِهِنْ يقَفْ ظِلَّها قِدَمْ وتْغُورْ الخَرايقْ ويَظْهَرْ لِكَ النَّجْمْ اليمانِي وطَرْفُهْ يقَلِّبْ كَدُرَّةْ خاتَمٍ بيد مايقْ ينْشَرْ قْماشْ الجَوخْ والصُّوف لايقَعْ بُهْ الدُّودِ في مَثْنَى مُطاوِيهِ خارِقْ ومَحْسُوبهْ أَرْبَعْةَ النُّجُوم بْنَجْمِهْ مَعَ الجَبْهِةَ الزَّبْرِه لَها الصَّرْفْ لاحِقْ إلى مُضَى مِنْهِنْ ثلاثين لَيلِهْ تَواسَى نَهارُهْ هُو ولَيله مْطابقْ وعَشْرٍ ويَبْدا المِزْنِ ينْشِي مْغَرِّبْ كَمْغَتَّر ذِيدانٍ حَداهِنِّ سايقْ واثِنْ عَشَرْ باقِي سْهيلٍ وبَعْدِهِنْ تَظْهَرْ نْجُومَ الوَسْمِ صَرْمَ الحَدايقْ اثْنَين وخَمْسِينٍ تَرَى نْجُومَهْ أَرْبَعَه أَوَّلْهِنْ العَوَّا كِما اللاَّم لاهِقْ وسِماك مع غَفْرٍ كِما القَوسْ وَصْفُهْ وزُباناه نَجْمَينٍ كَرُمْحٍ مْعانِقْ تَكْثَرْ عَواصِفْها بَهْ الظَّلَّ سَبْعِهْ وعَنْ الفَصْد والمِسْهِلْ نَهُونا الحَواذِقْ بَهْ القَطْع لَلأَشْجار والأَثِلْ والنَّخَلْ يَصْلَحْ عَنْ القادِحْ مْنَ الدُّود عاتِقْ ويَطْلَعْ لِكْ إِكْلِيلٍ وقَلْبٍ وشَوْلِهْ هِيَ المِرْبعانِيّهْ للأوْراق ماحِقْ تِسْعُ وثلاثِينٍ إلى فات ثِلْثِهِنْ نِهايَة طُولَ اللّيل بَالقَلبِ فارِقْ وبْرُوجِهِنْ بَالقَوسِ والجَدِي ينْتِهِي كِثِيرٍ بَهْ الماطِرْ حَقُوقَ البَوارِقْ يقَفْ ظِلَّها عَنْ سَبْع الاَقْدام زايدْ بَهْ البَردِ دَخَّانُهْ مْنَ الجَوف عالقْ وتَبْدا النّعايمْ تِسْعِ نَجْمات سَبْكَها تاسِعْهِنْ مِرْتَفْعٍ عَلَيهِنْ وشاعِقْ وبدَت عُقْبُهْ البَلْدِهْ نِظِيمَين سِتِّهْ خَلْفَ القِلادِهْ وِان تَحَقَّقْت رامِقْ نَجْمَين يْسَمَّنَّ السِّماكَين بَعْضُهُمْ يْسَمُّونِهِنّ الشِّبْط بَالبَرْد غارِقْ تَرَى برْجِهِنْ بَالَّدلْوِ والظِّلِّ سَبْعِهْ ومَحْسُوبِهنْ سِتِّه وعِشْرين شارِقْ بهِنْ يَظْهَر الهدْهدْ والاشْجار كِلَّها تِغْرَسْ ويَجْرِيَ الما بَالعُود سايقْ وتَظْهر سُعُوداتْ النُّجُوم الثَّلاثِهْ وهِنَّ العَقارِبْ عِنْدِ بَعْضَ الخَلايقْ فَالذَّابحْ نَجْمَينٍ كِما الأَلْفِ وَصْفُهِنْ بْجَنْبَ العُلُوْ نَجْمٍ شِمالٍ مْلابقْ وسَعَدْ بُلَعْ نَجْمَين بَالعَرْض وِافْتَخَرْ الاعْلى على الأَسْفَل بُهْ الكُبْر فارِقْ وسَعْدَ السُّعُود يشابهَ الذَّابحْ إِنْ بدا تَرَى نُورِهِنْ نَجْمَ الشِّمالِيِّ شارِقْ فاَلوَرْد والرُّمَّان والخَوخ يُورِقْ بَالاُولَى ينَضِّر تين غَضَّ المِطارِقْ والثّانِيهْ هِي آخِرَ البَرْد مِبْتدا رِبِيعَهْ مَعْ أَنَوا الصّيف والعِرْقْ عالق والثَّالِثِهْ يُورِقْ اَلاَشجار كِلَّها تِزْهِرْ رَياحِيَنَهْ بَهْ البَرْد خافِقْ عَدالَ الزِّمان بْلَيلَها مَعْ نَهارَها تَواسَى بْراسْ الحُوتِ فَصْلٍ مْوافِقْ فَالاسْعِدِهْ تِسْعُ وثلاثِين لَيْلِهْ اَلُاولَى بْراسَ الدَّلْوِ والحُوت لاحِقْ ويَطْلَعْ لِكْ نَجَمَ الحَمِيمِين وِاسْمِهِنْ اَلاخْبيهْ ثُمّ المِقَدّم يْعانِقْ فَالاخْبِيِهْ وَصْفَهْ كِما رِجْلِ بَطِّهْ وَصْفَ المِقَدَّمْ كَوْكَبَينٍ شَعايقْ سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى الحَمْلِ برْجِهِنْ فِيه الدَّوا والفَصْدِ والحَجْمِ لايقْ ويَظْهَرْ لِكَ الفَرْغ المُوَخَّرْ مع الرِّشا نَجْمَين لِهِن اسْمَ الذِّراعَين عالِقْ فَرْغَ المُوَخَّر كَالمِقدَّمْ نْجُومُهْ تَرَى كِلّ فَرْغٍ نَجْمِتَينٍ لَوايقْ وَصْفَ الرِّشا سَبْكَةْ نْجُومٍ زَواهِرْ وحادي الْعَشَرْ نُورُهْ عَلَيهِنّ فايقْ بَآخِر برْجَ الحَمْلِ والثَّور ظِلُّهْ قِدَمْ وُهُو فَصْلَ الِّربيعَ المُوافِقْ اِعْدادِهِنْ سِتِّهْ وعِشْرين لَيلِهْ يْوافِقْ بِهنْ غَرْسَ الشِّجَر والحَدايقْ ويَظْهَرْ لِكَ الشَّرْطَين كَالأَلْفِ بُهْ مَيْلْ ثَلاثِ نَجْمَاتٍ حَداهِنّ غامِقْ ويَظْهَرْ عُقُب هذا البْطَين نْجُومُهْ ثلاثٍ كَنَقْط الثّا صْغارٍ خَوافِقْ بَآخِرْ فَصْلَ الصّيف يَصْلَحْ بُهْ الدَّوا وفَصْدُهْ وحَجْمُهْ هايجَ الدَّم دافِقْ فالِبْطَين وَالشَّرْطين نَجْمَين ظِلِّهِنْ قِدَمْ وُهُو سِتِّهْ وعِشْرين فالِقْ يسِدّ الخَلَلْ مِنْ شاف عَيبٍ وخَتْمهْ صَلاةٍ على المُخْتار ماناض بارِقْ

قال القاضي رحمه الله:
سبّك نُجُوم الدَّهْر بالفِكْرِ حاذِقْ *** حَوَى واخْتِصَرْ مَضْمُونَها بامْرِ خالِقْ

نظم عارف بالأنواء والنجوم عليم بها الطوالع نظماً منسقاً شاملاً اختصر بأمر الله مضامينها وفوائد معرفتها. والطوالع هي منازل الشمس والقمر الثمانية والعشرين، حيث ينزل القمر في المنزلة ثم يتعداها إلى التي بعدها في يوم وليلة بينما تمضي الشمس في كل منزلة حوالي ثلاثة عشر يوماً.

والمنازل الثمانية والعشرون على ترتيب القاضي هي الثريا ، الدبران (التويبع) ، الجوزاء (الهقعة - الهنعة) ، الذراع (المرزم) ، الكليبين (النثرة) ، سهيل (الطرف - الجبهة - الزبرة - الصرفة) ، الوسم (العوّا - السماك - الغفر - الزبانا) ، المربعانية (الإكليل - القلب - الشولة) ، الشبط أو السماكين (النعايم - البلدة) ، العقارب (سعد الذابح - سعد بلع - سعد السعود) ، الحميمين (سعد الأخبية - المقدّم) ، الذراعين (المؤخّر - الرشا) ، الشرطان - البطين.

الثريّا والتويبع

تَرَى أَوَّل نُجُومَ القَيظْ سَبْعٍ رِصايفْ *** كِما جَيْبِ وَضْحا ضَيَّع الدَّرْكِ دالِقْ

أَوْ نَعْلِ شاخٍ والتِّويبِعْ تِبيعَها *** في بِرْجَها الجَوْزا كِما الدّال دانِقْ

تِرْفَعْ بُهْ عاهات الثِّمار وعُشْبَها *** يْغَدِي مِنْ سُمُومَ الحَرِّ مِثْلَ الحَرايقْ

سِتِّهْ وعِشْرِينٍ بَهْ الظِّلِّ بَصْطِهْ *** نِهايَة قِصْرَ اللّيلِ عَشْرُ ودِقايقْ




تَرَى أَوَّل نُجُومَ القَيظْ سَبْعٍ رِصايفْ *** كِما جَيْبِ وَضْحا ضَيَّع الدَّرْكِ دالِقْ

إن أول نجوم القيظ سبعٍ رصايف أي سبعة نجوم متقاربة وملتمّة وهي الثريّا كأنها بياض صدر الجميلة الذي كشفه انفتاح جيبها على آخره، والجيب هو فتحة العنق من اللباس ودالق معناها مفتوح إلى آخره، مثل قولهم الباب مدلوق يعني مفتوح إلى آخره، ومعنى ضيّع الدرك، اي أن أزرار الجيب ضيعت عراويها التي إذا ربطت بها سترت الصدر، والدرك جمع دركة وهي عروة الأزرار.

أَوْ نَعْلِ شاخٍ والتِّويبِعْ تِبيعَها *** في بِرْجَها الجَوْزا كِما الدّال دانِقْ

الشاخ هو الفضة، وتشبيه الثريا ب (نعل شاخ)، فسّرها البعض بتشبيه الثريا بحذاء من فضة، وقد ورد في وصف سلاح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعل سيفه من فضة، ونعل السيف هو الحديدة او الفضة التي تكون في طرف غمده، فإن كان مقصد القاضي تشبيه الثريا بنعل سيف من فضة فهو مناسب جداً، لأن نجومها كعنقود العنب على شكل مثلث شبيه بنهاية غمد السيف.

ويتبع الثريّا التويبع وهو الاسم الشعبي لنجم الدبران، والتويبع بمعنى الدبران لأن هذا النجم يتبع الثريا وهو دائماً في أدبارها وتسميته جاءت من موقعه من الثريّا لأنها تطلع قبله ويتبعها في الطلوع وتغيب قبله ويتبعها في الغياب. والدبران نجم لامع وحوله سطران من النجوم يشكل معه شكلاً شبيهاً بحرف الدال المائل.

وقوله "في برجها الجوزا" معناه أن هذين الطالعين يطلعان في برج الجوزاء الذي يبدأ من 22 مايو ولمدة 31 يوماً. الثريا تطلع في 17 الجوزاء الموافق 7 يونية، والتويبع يطلع في 30 الجوزاء الموافق 20 يونية.

تِرْفَعْ بُهْ عاهات الثِّمار وعُشْبَها *** يْغَدِي مِنْ سُمُومَ الحَرِّ مِثْلَ الحَرايقْ

وقوله ترفع به عاهات الثمار، ربما يقصد أن العاهات تزول بطلوع الثريا، يقول ابن قتيبة "وقال طبيب العرب اضمنوا لي مابين سقوط الثريا وطلوعها أضمن لكم سائر السنة" وذلك أن هذا الوقت هو أكثر أوقات السنة وباء عند العرب. وقوله وعشبها يغدي من سموم الحر مثل الحرايق يعني أن العشب يصبح هشيما من شدة الحر والسموم وفي ذلك قالت العرب "إذا طلع النجم فالحر في حدم والعشب في حطم" والنجم هو الثريّا.

سِتِّهْ وعِشْرِينٍ بَهْ الظِّلِّ بَصْطِهْ *** نِهايَة قِصْرَ اللّيلِ عَشْرُ ودِقايقْ

ستة وعشرين يوماً لهذين النجمين الثريّا والتويبع، ويكون ظل الرجل معتدل القامة وقت الزوال يساوي بصطة والبصطة هي مقدار الكف المبسوطة مع مد الأصابع وضمها وتساوي نصف شبر، وهي من المقاييس القديمة حيث يقال أريد من هذا القماش ذراعين وبصطة. ولمّا كانت أيام الثريا والتويبع من أطول أيام السنة فإن الشمس تسامت فيهما الرأس تقريباً في نجد ويكاد الظل يختفي وقت الزوال ولذلك بيّن القاضي أن ظل الرجل وقت الزوال لايتعدى نصف شبر. وخلال هذه الأيام الستة والعشرين يبلغ قصر الليل منتهاه ويتوقف ثم يعاود الليل الزيادة وذلك في أوائل أيام الدبران التي توافق الانقلاب الصيفي. ويكون نهاية قصر الليل حوالي عشر ساعات وبضع دقائق.


الثريّا والتويبع كما يظهران في الأفق الشرقي فجراً بعد دخول التويبع بأيام، ولاحظ شكله مع النجوم المحيطة به كأنها حرف دال مائل. التويبع هو الدبران

الجوزا (الهقعة والهنعة)

وعُقْبِ تَطْلَعْ الجَوْزا كَشَلفا شِمالَها *** نِظِيمٍ تْلاَلي كَالدَّرارِي لَواهِقْ
تَبْرا لَها الهَقْعِه وبَالهَنْعِه انْتَهَتْ *** تِهِبَّ السِّمايمْ فِيهِ والظِّل سايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ سَرَطان برْجَها *** يَصْلَحْ بْفَصلُهْ كِلِّ حِلْوٍ وحاذِقْ



وعُقْبِ تَطْلَعْ الجَوْزا كَشَلفا شِمالَها *** نِظِيمٍ تْلاَلي كَالدَّرارِي لَواهِقْ
وبعدها تطلع الجوزا وهي تشبه شلفا شمالها نظيم من الدراري، والشلفا يقول عنها سعد بن عبدالله الجنيدل في معجم التراث (السلاح): "واسم شلفا يشمل كل أنواع الرماح، ذات السنان المصفّح، سواءً كان ذا رأس واحد أو ذا رأسين أو ذا ثلاثة رؤوس".


صورة شلفا (رمح) بثلاثة رؤوس من معجم التراث (السلاح) للشيخ سعد بن عبدالله الجنيدل

ويذكر محمد بن ناصر العبودي في معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة أنها تطلق على الرمح القصير والحربة والخنجر، وفي معجم الأنواء والفصول قال العبودي: في شرح هذا البيت:
إي بعد طلوع التويبع، والتويبع مدته ثلاثة عشر يوماً، تطلع الجوزا، وهذا معنى قوله عقبٍ بتنوين الباء أي بعد ذلك، ووصف الجوزاء بأنها كشلفا، والشلفا هي الخنجر البيضاء المنحنية قليلا، وأنه يقع إلى الشمال منها نظيم، أي نجوم كالمنظومة وهويتلألأ كالدراري - جمع درّة من البحر - ولواهق جمع لاهقة، وهي البيضاء المتألقة أي شديدة البياض.



صورة وصفها صاحبها بأنها شلفا لأحد شيوخ الأسرة الحاكمة الكويتية، انظر http://www.mazadq8.com/vb/showthread.php?t=351133

وقال القاضي "شمالها نظيم تلالي" وأقرب مايكون للنظيم هي الثلاثة نجوم اللامعة المصطفة في وسط الجوزاء، وهي تسمّى عند العرب النظام والنظم، والمعنى أن الجوزاء تشبه شلفا إلى شمالها نظم من الدر يتلألأ، وكأنه يقصد أن نجمي منكب الجوزاء والناجذ هما الشلفا ونجوم النظم عن شمالهما كالدراري اللامعة. مثل الصورة التالية:

الجوزا والهقعة والهنعة كما تظهر في الأفق الشرقي فجراً بعد دخولها بأيام.
|
أو أن القاضي يقول أن الجوزا نجوم لامعة كالدراري تشبه الشلفا وشمالها نظيم من النجوم، ويمكن أن يكون النظيم هنا هو نجوم قوس الجوزاء وهي ثمانية نجوم على شكل قوس إلى جهة الشمال من الجوزاء. مثل الصورة التالية:



وفي حساب الخلاوي وهو مماثل لما عند القاضي يقول عن طلوع الجوزا:
والى مضى سته وعشرين ليله *** تبيّن نجمٍ كالوهيد المنثّرا

يعني بعد مضي ستة وعشرين يوماً من الثريا تطلع الجوزا، ولم يذكرها باسمها ولكن وصفها بأنها كالوهيد المنثّر والوهيد هو المتاع المنتثر حول بيت الشعر مثل الحوض والقدح والدلو وغيره، وربما كان هذا التشبيه بسبب لمعان نجوم الجوزاء وتناثرها في بقعة من السماء.

ثم قال القاضي رحمه الله:
تَبْرا لَها الهَقْعِه وبَالهَنْعِه انْتَهَتْ *** تِهِبَّ السِّمايمْ فِيهِ والظِّل سايقْ

تبرا لها الهقعة، أي تسير بمحاذاتها الهقعة، والهقعة ثلاثة نجوم خفيّة على شكل مثلث في رأس الجوزاء، ومعنى بالهنعة انتهت أن فصل الجوزا يبدأ بالهقعة وينتهي بنهاية الهنعة. وأما الهنعة فهي نجمان من ضمن ثمانية نجوم على شكل قوس باتجاه الشمال من الجوزاء. وفي الجوزاء يهب السموم ويكون الظل سايق أي يبدأ في الزيادة والظهور وذلك أنه في وقت التويبع السابق للجوزا يثبت طول الظل ويكون شبه منعدم في أيامه التي توافق الانقلاب الصيفي.

وفي حر الجوزا ولهيب سمومها، ذِكرٌ كثير في الشعر العربي الفصيح القديم والشعر الشعبي. قال النابغة الشيباني:

وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ مُستَوقِدُ الحَصى *** تَكادُ عِضاهُ البيدِ مِنهُ تَحَـــــرَّقُ
لَهُ نِيرَتا حَرٍّ سَمومٌ وَشَمسُــــــــــهُ *** صِلابُ الصَفا مِن حَرِّها تَتَشَقَّقُ


وقال جرير:

وَيَومٍ مِنَ الجَوزاءِ مُستَوقِدِ الحَصى *** تَكادُ صَياصي العَينِ مِنهُ تَصَيَّحُ
شَديدِ اللَظى حامي الوَديقَةِ ريحُهُ *** أَشَدُّ أَذىً مِن شَمسِهِ حينَ تَصمَحُ


وقال لشريف بركات بنفس المعنى:
بيوم من الجوزا مستوقد الحصا *** تلوذ باعضاد المطايا جخادبه

وقال الخلاوي يذكر سموم الجوزا:
كفرق القطا صفر الحلاقيم ساقها *** سموم من الجوزا كحامي الوقايد

وقال:
وتطلع لك الجوزا وهي حنّة الجمل *** وتاتي هبايب والسموم لهيب

وقال أيضأ يذكر تلوّن البسر وقت بوارح الجوزا:
وبوارح الجوزا ربت فيه بسرها *** وتخالف الالوان بين الجرايد

ثم قال القاضي رحمه الله:
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ سَرَطان برْجَها *** يَصْلَحْ بْفَصلُهْ كِلِّ حِلْوٍ وحاذِقْ

وأيام الجوزا ستة وعشرون يوماً، للهقعة ثلاثة عشر ومثلها للهنعة، وتبدأ الهقعة في 12 من السرطان الموافق 3 يولية، وتبدأ الهنعة في 25 من السرطان الموافق 16 يولية، وفي فصل الجوزا تكون الأطعمة الحلوة والحامضة مناسبة.

المرزم والكليبين (الذراع والنثرة)

ويَظْهَرْ ذِرَاعَ اللِّيثْ هُو المِرْزَمْ الذي *** كِما مِشْعَلَ السّارِي بْنُورٍ تِشاعَــــقْ

يْرَفْرِفْ بْنُورٍ كِلِّ مابان واخْتِفَــى *** كِما عَيْنِ عِمْهُوجٍ غَنُوجٍ لْعاشِـــــقْ


ثم يظهر ذراع الليث والمقصود بذراع الليث، ذراع الأسد. وعند العرب للأسد ذراعان، وكل ذراع عبارة عن نجمين. أحد الذراعين تسمى المبسوطة وهي النجمان النيِّران في رأس كوكبة التوأم، والأخرى هي الذراع المقبوضة، وهي الشعرى الغميصاء مع مرزمها.


ذراعا الأسد المبسوطة والمقبوضة وكل ذراع نجمان.

وأما مقصود القاضي بالمرزم فهو الشعرى اليمانية وهي مشهورة بهذا الاسم في الكثير من أنحاء الجزيرة، والدليل تشبيهه له بمشعل الساري في الليل القوي النور وتلألئه الشديد بقوله يرفرف بنور كل مابان واختفى، وهذا الوصف لاينطبق على مرزم العبور ولاعلى مرزم الغميصاء، كما أن تسمية الشعرى اليمانية بالمرزم قديمة فقد ذكرها ابن كثير رحمه الله في تفسيره لسورة النجم، قال: وقوله { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد وغيرهم: هو هذا النجم الوقاد الذي يقال له مرزم الجوزاء . ولانفهم من قول القاضي "ويظهر ذراع الليث هو المرزم"، أن نجم المرزم هو ذراع الليث ولكن طالع الذراع يزامن في طلوعه طلوع المرزم فجراً، وهذا مثل قوله أن الكليبين هي النثرة:

وِيْبينِ لِكْ نَجْمَ الكِلِيبين بَعْــــــــدُهْ *** هِيَ النَّثْرِه وَصْفَهْ كَالعُيُون الرَّوامِـقْ

فالكليبين نجمان يتزامن طلوعهما فجراً مع طلوع النثرة، ولكنهما يتميزان بوضوحهما وسهولة رصدهما.

ووصف القاضي المرزم بأنه يْرَفْرِفْ بْنُورٍ كِلِّ مابان واخْتِفَــى، وذلك لأن المرزم هو ألمع نجوم السماء وأشدها تلألئاً، خاصة عند قربه من الأفق، ثم شبّه لمعان هذا النجم ببريق عين جميلة الوجه والقد ذات الدلال حين تنظر لعاشقها الولهان.

ثمّ قال:

وِيْبينِ لِكْ نَجْمَ الكِلِيبين بَعْــــــــدُهْ *** هِيَ النَّثْرِه وَصْفَهْ كَالعُيُون الرَّوامِـقْ

دِلِيلٍ على ظْهُورَ الكِلِيبين أَمــارِهْ *** إلى غَرِّبَتْ عَنْه النُّسُور العَتايـــــقْ

رِيحُ وسُمُومْ وقِيلْ يَظْهَرْ بُهْ آفِـهْ *** لْبَعْضْ الزُّرُوع وبَعْض الاثْمار صافِقْ

سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى اللِّيث برْجِهِنْ *** يقَفْ ظِلَّها قِدَمْ وتْغُورْ الخَرايــــــقْ


ثم يظهر نجم الكليبين، والكليبين نجمان يطلعان بعد المرزم، بينهما مسافة كأنهما عينان ترمقان، والكليبين يطلعان بطلوع النثرة، والنثرة هي لطخة سحابية بين نجمين خفيين وتقع إلى جهة الشمال من الكليبين. والظاهر أن الناس وجدوا في طلوع المرزم ثم الكليبين ثم سهيل سهولة في الرصد تفوق الطوالع المتزامنة معها الذراع والنثرة والطرف فغلب استعمالها. ووصف القاضي للكليبين بعينين يشبه وصف ابن المعتز للفرقدين بعينين خلف نقاب، قال:

ورنا إليَّ الفرقدان كما رنت *** زرقاء تنظر من نقاب أسود



نجما الكليبين يتزامن طلوعهما مع طلوع النثرة


ثم زاد القاضي علامة أخرى على ظهور الكليبين، فقال:
دِلِيلٍ على ظْهُورَ الكِلِيبين أَمــارِهْ *** إلى غَرِّبَتْ عَنْه النُّسُور العَتايـــــقْ

ومن أمارات طلوع الكليبين أي علامات طلوعهما هو غروب النسرين وقت الفجر. وهذا البيت يشابه قول الخلاوي:

ونجوم الكليبين التي تنشف الجــــم *** يغور فيها ما العدود الوكايد

والى غابت النسرين بالفجر علقوا *** مخارف في لينات الجرايــد


حيث يشير أن في وقت الكليبين يميل النسران إلى الغياب فجراً، ويعلق أهل النخيل المخارف وهي المكاتل المصنوعة من الخوص على نخلهم لأنه أوان نضج التمر. والنسران هما النسر الواقع والنسر الطائر.


غياب النسرين فجراً وقت ظهور الكليبين


رِيحُ وسُمُومْ وقِيلْ يَظْهَرْ بُهْ آفِـهْ *** لْبَعْضْ الزُّرُوع وبَعْض الاثْمار صافِقْ


وفي أيام الكليبين تهب الرياح الحارة ويقال أنه تظهر به آفة لبعض الزرع والنخل. وقوله صافق أي منصفق، والنخل المنصفق هو الذي ييبس تمره بسبب الآفة قبل أوان ينعه، كما ذكره العبودي في معجم "كلمات قضت". وذكر الأنصاري في التقويم القطري عن الكليبين، قيل في نوئها كل يوم تظهر فيه آفة، وكذلك في موسوعة الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية في المجلد الخامس الخاص بالفلاحة، ذكر أنه من خصائص الكليبين الزراعية انتشار الآفات بحيث لايخلو أي يوم من أيامه من ظهور آفة تفسد الثمار وتقلق راحة الفلاح.

سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى اللِّيث برْجِهِنْ *** يقَفْ ظِلَّها قِدَمْ وتْغُورْ الخَرايــــــقْ

وأيام المرزم والكليبين ستة وعشرين، للمرزم ثلاثة عشر وللكليبين مثلها، وطلوعهما في برج الأسد حيث يطلع المرزم في 7 الأسد الموافق لـ 29 يوليه. ووقت طلوع الكليبين هو 20 الأسد الموافق 11 أغسطس، وظل قامة الرجل في هذا الوقت يكون بطول قدم واحد. وتغور الخرايق، قال الصاحب بن عبّاد: الخريق، البئر كُسِر جبلتها من الماء وجمعها خرائق وخُرُق مثل سفائن وسُفُن، وقال أحمد بن محارب الظفيري: الخريجة وجمعها خرايج: وهي الابار الضيقة الفوهة التي حفرتها النجوم والنيازك الساقطة من السماء وهي تجمع الماء اذا كانت في مسيل الوادي او القلعة وهي تعتمد على الامطار وما يترسب من المياه في باطن التربة ويشح ماؤها في القيظ وهي تصحيف للكلمة العربية الفصحى خريقة وجمعها خرايق اما في اللهجة البدوية فهي "خريجة" او خريكه بقلب القاف جيما قاهرية. أما أهل الخليج فيسمون البئر الموجودة في البيت خريجة إذا كانت مالحة. وأخبرني أحد الكبار أن الخرايق هي القلبان ضيقة الفتحة وهي موارد للمياه، وفتحتها الضيقة هي بقدر الحاجة لإنزال الدلو وزعب الماء، بخلاف آبار المزارع التي تكون فتحاتها واسعة لتناسب السواني. والمقصود من قوله وتغور الخرايق، أي تنضب مياه الآبار في وقت الكليبين.

وفي نفس المعنى عند الخلاوي رحمه الله:

ونجوم الكليبين التي تنشف الجــــم *** يغور فيها ما العدود الوكايد

حيث يقول إن وقت الكليبين وقت حار يجف فيه الجم وهو الماء الذي يجتمع في البئر بعد نزحها وتغور فيه مياه العدود وهي الآبار التي لاينضب ماؤها من النزح، وفي المثل "بين سهيل والمرزم نجمٍ ييبس غزير الجم" ويقصدون به الكليبين.


المرزم والكليبين في الأفق الشرقي فجرأ بعد طلوع الكليبين بعدة أيام

سهيل (الطرف والجبهة والزبرة والصرفة)

ويَظْهَرْ لِكَ النَّجْمْ اليمانِي وطَرْفُهْ *** يقَلِّبْ كَـــدُرَّةْ خاتَـــمٍ بيـــد مايــــــقْ

ينْشَرْ قْماشْ الجَوخْ والصُّوف لايقَعْ *** بُهْ الدُّودِ في مَثْنَى مُطاوِيهِ خـارِقْ

ومَحْسُوبهْ أَرْبَعْةَ النُّجُوم بْنَجْمِـــــهْ *** مَعَ الجَبْهِةَ الزَّبْرِه لَها الصَّرْفْ لاحِقْ

إلى مُضَى مِنْهِنْ ثلاثين لَيلِــــــــهْ *** تَواسَــى نَهــارُهْ هُو ولَيلـُه مْطابـــقْ

وعَشْرٍ ويَبْدا المِزْنِ ينْشِي مْغَرِّبْ *** كَمْغَتَّـــر ذِيــدانٍ حَداهِـــنِّ سايـــــقْ

واثِنْ عَشَرْ باقِي سْهيلٍ وبَعْدِهِــنْ *** تَظْهَرْ نْجُومَ الوَسْمِ صَرْمَ الحَدايــقْ

ثم يظهر النجم اليماني وهو سهيل يتقلب نوره ويتلألأ كأنه درّة خاتم بيد شاب معجب بنفسه. وقوله "وطرفه" يعني يظهر في نفس الوقت الطرف، وهما نجمان خفيّان، سمّيا الطرف ويقصد بهما عينا الأسد، فهما عند العرب في مكان العينين من صورة الأسد التي منها الجبهة والزبرة والصرفة والذراعان.


الطرف وسهيل يطلعان في نفس الوقت

سهيل اليماني ثاني ألمع نجوم السماء بعد الشعرى اليمانية، ولقرب مطلعه من الجنوب فهو لايرتفع عن الأفق الجنوبي كثيراً، وبسبب سطوعه وقربه من الأفق يرى متلألئاً. قال الشاعر:

أُراقِبُ لَوحاً مِن سُهَيلٍ كَأَنَّــهُ *** إِذا ما بَدا مِن آخِرِ اللَيلِ يَطــــرِفُ

يُعارِضُ عَن مَجرى النُجوم وَيَنتَحي *** كَما عارَضَ الشَوكَ البَعيرُ المُؤَلَّفُ


يقول أنظر إلى بريق سهيل كأنه يتلألأ وذلك لأنه لايرتفع عن الأفق كثيرا. وهو في ناحية عن مجرى النجوم الأخر لأن مجراه قريب من الجنوب ولايبتعد عنه.

والخلاوي يشبِّه لمعان سهيل بقلب الذيب، يقول:

والى مضى عقبه ثمان مع اربع *** الخامسة طالع سهيل يحايـــــــد

تشوفه كقلب الذيب يلعج بنوره *** مويق على غرات حدب الجرايد


وقول الخلاوي "والى مضى عقبه ثمان مع اربع الخامسة طالع سهيل" يعني إذا مضى ثلاثة عشر يوما بعد الكليبين فانظر سهيل يتبين مثل قلب الذيب يتلألأ بنوره مطلاً على النخيل.

ثم قال القاضي:

ينْشَرْ قْماشْ الجَوخْ والصُّوف لايقَعْ *** بُهْ الدُّودِ في مَثْنَى مُطاوِيهِ خـارِقْ

وينصح عند دخول سهيل بنشر أقمشة الجوخ والصوف حتى لاينخر الدود في طيّاته، والنشر هو بسط القماش تحت الشمس لحمايته من الدود.

ومَحْسُوبهْ أَرْبَعْةَ النُّجُوم بْنَجْمِـــــهْ *** مَعَ الجَبْهِةَ الزَّبْرِه لَها الصَّرْفْ لاحِقْ

ونجوم سهيل بالحساب أربعة، أولها الطرف الذي يطلع مع طلوع سهيل ويتبعه الجبهة ثم الزبرة، وآخرها نجم الصرفة.

والطرف يدخل بدخول سهيل في 2 السنبلة الموافق 24 أغسطس، وتدخل الجبهة في 15 السنبلة الموافق 6 سبتمبر وايامها 14 يوماً عند بعض الحسابين، وتدخل الزبرة في 29 السنبلة الموافق 20 سبتمبر، وتدخل الصرفة في 11 الميزان الموافق 3 أكتوبر.

إلى مُضَى مِنْهِنْ ثلاثين لَيلِــــــــهْ *** تَواسَــى نَهــارُهْ هُو ولَيلـُه مْطابـــقْ

وإذا مضى من سهيل ثلاثين ليلة يتساوى الليل والنهار أي في الطول ويوافق ذلك وقت الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر، أي شهر بعد دخول سهيل في 24 أغسطس.

وعَشْرٍ ويَبْدا المِزْنِ ينْشِي مْغَرِّبْ *** كَمْغَتَّـــر ذِيــدانٍ حَداهِـــنِّ سايـــــقْ

وبعد اعتدال الليل والنهار بعشر ليال يبدأ نشوء السحاب من الغرب، وكأن قطع السحاب أذواد إبل مغاتير بيضاء يسوقهن الحادي، والذود هو القطيع من الإبل لا يتعدى عدده العشرين أو الثلاثين.

واثِنْ عَشَرْ باقِي سْهيلٍ وبَعْدِهِــنْ *** تَظْهَرْ نْجُومَ الوَسْمِ صَرْمَ الحَدايــقْ

ويبقى من سهيل اثنا عشر يوماً وبعدها تظهر نجوم الوسم وفيها جداد النخل وصرامه.


نجوم سهيل الأربعة، الطرف والجبهة والزبرة والصرفة، بعد اكتمال طلوعها فجراً في الأفق الشرقي

الوسم (العوّا والسماك والغفر والزبانا)

واثِنْ عَشَرْ باقِي سْهيلٍ وبَعْدِهِــنْ *** تَظْهَرْ نْجُومَ الوَسْمِ صَرْمَ الحَدايــقْ

اثْنَين وخَمْسِينٍ تَرَى نْجُومَهْ أَرْبَعَه *** أَوَّلْهِــنْ العَـــوَّا كِمـــا اللاَّم لاهِـــقْ

وسِماك مع غَفْرٍ كِما القَوسْ وَصْفُهْ *** وزُبـانـاه نَجْمَيـــنٍ كَرُمْـــحٍ مْعانِـــقْ

تَكْثَرْ عَواصِفْها بَهْ الظَّلَّ سَبْعِــــهْ *** وعَنْ الفَصْد والمِسْهِلْ نَهُونا الحَــواذِقْ

بَهْ القَطْع لَلأَشْجار والأَثِلْ والنَّخَلْ *** يَصْلَحْ عَنْ القادِحْ مْنَ الدُّود عاتِـقْ


وبعد انقضاء أيام سهيل تظهر نجوم الوسم التي فيها صرم الحدايق، والمقصود جداد النخل وصرامه. والجداد والصرام هو قطع أعذاق التمر، وفي المَثَل "يوم الصرام كلٍّ كرام"، وذلك لوفرة التمر، والجداد هو الصرام، ويوم الجداد يوم مشهور لايمنع فيه صاحب النخل المحتاج من التمر. قال محمد العيدي من شعراء بريدة:

طلبنا وجبة نبي نذوقه *** نعدَّه شبعة مثل يوم الجداد

(انظر معجم النخلة في المأثور الشعبي للشيخ محمّد بن ناصر العبودي).

ثم قال القاضي:

اثْنَين وخَمْسِينٍ تَرَى نْجُومَهْ أَرْبَعَه *** أَوَّلْهِــنْ العَـــوَّا كِمـــا اللاَّم لاهِـــقْ

وأيام الوسم اثنان وخمسون يوماً ونجومه أربعة، وأول هذه النجوم العوّا وهي خمسة نجوم منيرة بشكل حرف اللام. وطلوع العوا في 16 أكتوبر الموافق 24 الميزان.


العوّا أول نجوم الوسم طلوعاً كما تبدو في الأفق الشرقي بعد عدة أيام من طلوعها

وسِماك مع غَفْرٍ كِما القَوسْ وَصْفُهْ *** وزُبـانـاه نَجْمَيـــنٍ كَرُمْـــحٍ مْعانِـــقْ

وبعد العوّا يطلع السماك وهو نجم وحيد لامع، وهو السماك الأعزل، ثم الغفر وهي ثلاثة نجوم خفية على تقويس، ثم الزبانا وهي نجمان بينهما مسافة كأنهما الرمح المعترض. والسماك يطلع في 29 أكتوبر الموافق 7 العقرب، ثم الغفر في 11 نوفمبر الموافق 20 العقرب ثم الزبانا في 24 نوفمبر الموافق 3 القوس.


نجوم الوسم الأربعة، العوّا والسماك والغفر والزبانا بعد اكتمال طلوعها فجراً

تَكْثَرْ عَواصِفْها بَهْ الظَّلَّ سَبْعِــــهْ *** وعَنْ الفَصْد والمِسْهِلْ نَهُونا الحَــواذِقْ

وتكثر العواصف في هذا الفصل، والمذكور في المفكرات الموسمية أن العواصف تكثر في الزبانا، آخر نجوم الوسم، كما في التقويم القطري وجدول الطوالع والمواسم الزراعية. وذكر الشيخ صالح بن محمد الشثري في كتابه "جدول في علم الحرث على حساب الشثور" في أواخر القرن الثالث عشر أن في الغفر يضطرب بحر الروم الروم فلا تجري فيه جارية، وهذه العناية حتى بأحوال البحر تدل على انتشار أهل الجزيرة في السعي والتجارة وركوبهم البحر. ثم قال القاضي "به الظل سبعة" يعني يبلغ ظل القامة سبعة أقدام، أما بالنسبة للتداوي فينهى العارفون بالطب في هذه الأثناء عن فصد الدم وملينات البطن ويوافق الشيخ الشثري على ذلك قائلاً: "وشرب اللبن صالح وكذا ختان الصبيان وشرب الدواء والمسهل إذا احتيج إليه... ويجتنب فيه إخراج الدم بالفصد إلا لضرورة".

بَهْ القَطْع لَلأَشْجار والأَثِلْ والنَّخَلْ *** يَصْلَحْ عَنْ القادِحْ مْنَ الدُّود عاتِـقْ

وقطع الأشجار والأثل والنخل في هذه الأيام مناسب لأنه بإذن الله لايصيبها القادح وهو السوس الي ينخر الخشب، قال الشيخ الشثري "وماقطع في أيام الغفر من شجر لاتقع فيه الأرضة". وذكر الشاعر عبدالله الشوشان من عنيزة أن قطع الأخشاب يحميها من القادح إن قطعت وقت الجوزا وقد نش العود يعني يبس قليلا، قال:

عقب تظهر الجــوزا نظيـــم تــــلالا *** تبرى لها الهقعة يميــــن بجانبهـــا

بها القطع للأخشاب لى نش عودها *** تسلم من القادح عواصي خشايبها


المربعانية (الإكليل والقلب والشولة)

ويَطْلَعْ لِكْ إِكْلِيلٍ وقَلْبٍ وشَوْلِـــــهْ *** هِيَ المِرْبعانِيّــــِهْ للأوْراق ماحِــــقْ

تِسْعُ وثلاثِينٍ إلى فات ثِلْثِهِـــــــنْ *** نِهايَة طُـــولَ اللّيل بَالقَلـــْبِ فــارِقْ

وبْرُوجِهِنْ بَالقَوسِ والجَدِي ينْتِهِي *** كِثِيـرٍ بَهْ الماطِــرْ حَقُــوقَ البَـوارِقْ

يقَفْ ظِلَّها عَنْ سَبْع الاَقْدام زايـدْ *** بَهْ البَردِ دَخَّانُهْ مْنَ الجَوف عالــِقْ


ثم تبدأ المربعانية وهي ثلاثة طوالع، الإكليل والقلب والشولة، وفيها تسقط أوراق الشجر. الإكليل في 7 ديسمبر الموافق 16 القوس، والقلب في 20 ديسمبر الموافق 29 القوس، والشولة في 2 يناير الموافق 12 الجدي.

تِسْعُ وثلاثِينٍ إلى فات ثِلْثِهِـــــــنْ *** نِهايَة طُـــولَ اللّيل بَالقَلـــْبِ فــارِقْ

وأيام المربعانية تسعة وثلاثون يوماً، لكل طالع من طوالعها ثلاثة عشر يوماً، وبعد مضي ثلثها أي ثلاثة عشر يوماً من المربعانية وخروج الإكليل، ينتهي طول الليل ويبدأ النهار في الأخذ من الليل، والفاصل بين نهاية طول الليل وابتداء زيادة النهار هو دخول طالع القلب وقت الانقلاب الشتوي في 20 ديسمبر.

وبْرُوجِهِنْ بَالقَوسِ والجَدِي ينْتِهِي *** كِثِيـرٍ بَهْ الماطِــرْ حَقُــوقَ البَـوارِقْ

وهذه الطوالع الثلاثة تبدأ في 16 القوس وتنتهي في 24 الجدي، وأيامها بإذن الله كثيرة المطر وبرقها حَقوق أي متتابع لاينفصل.

يقَفْ ظِلَّها عَنْ سَبْع الاَقْدام زايـدْ *** بَهْ البَردِ دَخَّانُهْ مْنَ الجَوف عالــِقْ

ويصل طول الظل عند الزوال مايزيد على السبعة أقدام وهو أطول ظل في السنة، وعند خروج الهواء من الجوف يتكثف كالبخار من شدة البرد.


الإكليل والقلب والشولة بعد اكتمال ظهورها فجراً في الأفق الشرقي الجنوبي في نهاية المربعانية

الشبط (النعايم والبلدة)

وتَبْدا النّعايمْ تِسْعِ نَجْمات سَبْكَهــا *** تاسِعْهِــنْ مِرْتَفْعٍ عَلَيهِــنْ وشاعِــــقْ

وبدَت عُقْبُهْ البَلْدِهْ نِظِيمَين سِتِّـــــهْ *** خَلْفَ القِــلادِهْ وِان تَحَقَّقْت رامِـــقْ

نَجْمَين يْسَمَّنَّ السِّماكَين بَعْضُهُـــمْ *** يْسَمُّونِهِــنّ الشِّبْــط بَالبَرْد غـــــارِقْ

تَرَى برْجِهِنْ بَالَّدلْوِ والظِّلِّ سَبْعِهْ *** ومَحْسُوبِهنْ سِتِّه وعِشْــرين شــارِقْ

بهِنْ يَظْهَر الهدْهدْ والاشْجار كِلَّهـا *** تِغْرَسْ ويَجْرِيَ الما بَالعُود ســـايقْ


وتظهر بنهاية المربعانية وبداية الشبط نجوم النعايم، وهي تسعة نجوم أربعة منها على شكل تربيع وهي النعايم الواردة وأربعة أخرى تشبهها وهي النعايم الصادرة ويعلوهن نجم تاسع مرتفع عليهن وشاعق، وشاعق يعني لامع كما قال القاضي في قصيدة له أخرى:
برقٍ شعق نوره سرى يجهر الخلق *** اسفر وضاح ولاح من بين الآفاق

ثم وصف القاضي طالع البلدة قائلاً:

وبدَت عُقْبُهْ البَلْدِهْ نِظِيمَين سِتِّـــــهْ *** خَلْفَ القِــلادِهْ وِان تَحَقَّقْت رامِـــقْ

وتظهر البلدة بعد النعايم، والبلدة قطعة من السماء خالية من النجوم اللامعة تحت نظيم من النجوم مقوّس تسميه العرب القلادة ويسمى أيضاً أدحي النعام أي المكان الذي يضع فيه النعام بيضه. والقلادة ستة نجوم، من مجموعتين كل مجموعة ثلاثة نجوم، ولعل هذا ماقصده القاضي بقوله نظيمين ستة، أي نظيمين من ستة نجوم كل نظيم فيه ثلاثة. وإذا تحققت من القلادة فانظر البلدة تحتها.

نَجْمَين يْسَمَّنَّ السِّماكَين بَعْضُهُـــمْ *** يْسَمُّونِهِــنّ الشِّبْــط بَالبَرْد غـــــارِقْ

والنعايم والبلدة تسمّى السماكين وتسمّى أيضا الشبط ووقتها في شدة البرد، وتسمية السماكين وردت عند الشيخ صالح بن محمد الشثري المتوفى سنة 1309 هـ رحمه الله في كتابه "جدول في علم الحرث على حساب الشثور" ولكنها عنده توافق القلب والشولة، من نجوم المربعانية. ويقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم الأنواء والفصول: "السماك من الأنواء وهو في آخر فصل الربيع وهما سماكان الأول والثاني وبعدهما القيظ"، وقول الشيخ العبودي يوافق الأزهري (توفي رحمه الله سنة 370 للهجرة) في تهذيب اللغة حيث جعل السماكين في آخر الربيع، قال: أول المطر الوسمي ، وأنواؤه العرقوتان المؤخرتان . قال أبو منصور [الأزهري] : هما الفرغ المؤخر ثم الشرط ثم الثريا ثم الشتوي ، وأنواؤه الجوزاء ، ثم الذراعان ، ونثرتهما ، ثم الجبهة ، وهي آخر الشتوي وأول الدفئي والصيفي ، ثم الصيفي وأنواؤه السماكان الأول الأعزل ، والآخر الرقيب ، وما بين السماكين صيف ، وهو نحو من أربعين يوما ، ثم الحميم ، وهو نحو من عشرين ليلة. انتهى كلام الأزهري والملاحظ أن السماكين عنده قبل الحميم . أما القاضي فالسماكين عنده هما الشبط في اشتداد البرد. وعند الخلاوي نو السماك أو السماكين يكون قبل العقارب والحميم حسب فهمي من الأبيات التالية وهذا قريب من قول القاضي،فإذا انتهت الشبط ولم ينزل من الغيث مايملأ الغدران فإنّه يكون مضى من الوقت من نزول الغيث العام الماضي القيظ ثم سهيل ثم الوسمي ثم المربعانية ثم السماكين الذين هما الشبط ، وهذا وقت طويل وشديد من دون غيث، ولذلك يدعو الخلاوي بأن ينزل الله في العقارب أو الحميم من المزون غيثاً يفرح به الفلاح والراعي. يقول الخلاوي:

إذا ظهر نو السماك ولا نشــا *** من المزن مايملا دعوب المسايــــــل
قد خلّت الخور المتالي عيالهـا *** وطلقت أولاد السلوب الحلايــــــــــل
وغدا منادي الليل ماينوحي له *** وغدوا فتخ الاكاسبين النفايــــــــــــل
فيالله بتالي العقربيات سيلـــــه *** يفرح بها راعي السواني الهزايـــــل
حميم أو تالي حيا عقربيـــــــة *** صدوق الحيا يحيي العصور الأوايل


والشيخ العبودي ذكر البيت الأول بهذه الصيغة:
والى فات من نو السماكين ماجرى *** من الغيث مايروي دعوب المسايل

وهذا الاختلاف في السماكين لايعني أن البعض مصيب والآخرين مخطئون ولكن هي اصطلاحات اصطلح عليها أهل البلاد المختلفة.

ثم قال القاضي:

تَرَى برْجِهِنْ بَالَّدلْوِ والظِّلِّ سَبْعِهْ *** ومَحْسُوبِهنْ سِتِّه وعِشْــرين شــارِقْ

والسماكان أو الشبط ستة وعشرين شارق أي ستة وعشرون يوما، عبّر القاضي عن اليوم بالشروق، ثلاثة عشر يوماً للنعايم ومثلها للبلدة ومعظم أيامها في برج الدلو، حيث يكون طلوع النعايم فجراً في 25 الجدي الموافق 15 يناير، وطلوع البلدة في 8 الدلو الموافق 28 يناير. وببداية الشبط في 25 الجدي ونهايتها في 20 الدلو يكون لها 6 أيام في الجدي و20 يوماً في الدلو. وأمّا طول الظل في الشبط فيبلغ سبعة اقدام.

بهِنْ يَظْهَر الهدْهدْ والاشْجار كِلَّهـا *** تِغْرَسْ ويَجْرِيَ الما بَالعُود ســـايقْ

ومن مظاهر الشبط مجيء الهدهد وصلاح غرس جميع الأشجار وبداية جريان الماء في أغصان الشجر. وآخر ثلاثة أيام من البلدة مع أول ثلاثة أيام من سعد الذابح هي الست الصالحة للزراعة.


النعايم والبلدة بعد مضي أيام على طلوع البلدة

العقارب (سعد الذابح، سعد بلع، سعد السعود)

قال القاضي رحمه الله في وصف نجوم العقارب:

وتَظْهر سُعُوداتْ النُّجُوم الثَّلاثِـــــهْ *** وهِنَّ العَقارِبْ عِنْدِ بَعْضَ الخَـلايقْ

فَالذَّابحْ نَجْمَينٍ كِما الأَلْفِ وَصْفُهِنْ *** بْجَنْبَ العُلُوْ نَجْــــمٍ شِمـــالٍ مْـلابقْ

وسَعَدْ بُلَعْ نَجْمَين بَالعَرْض وِافْتَخَرْ *** الاعْلى على الأَسْفَل بُهْ الكُبْر فارِقْ

وسَعْدَ السُّعُود يشابهَ الذَّابحْ إِنْ بدا *** تَرَى نُورِهِنْ نَجْمَ الشِّمالِيِّ شـــارِقْ

فاَلوَرْد والرُّمَّان والخَوخ يُــــورِقْ *** بَالاُولَى ينَضِّر تين غَضَّ المِطارِقْ

والثّانِيهْ هِي آخِرَ البَرْد مِبْتـــــــِدا *** رِبِيعَهْ مَعْ أَنَوا الصّيف والعِرْقْ عالق

والثَّالِثِهْ يُورِقْ اَلاَشجار كِلَّهــــــــا *** تِزْهِــرْ رَياحِيَنَــهْ بَهْ البَــرْد خافِــقْ

عَدالَ الزِّمان بْلَيلَها مَعْ نَهارَهــــا *** تَواسَى بْراسْ الحُوتِ فَصْلٍ مْوافِقْ

فَالاسْعِدِهْ تِسْعُ وثلاثِين لَيْلِـــــــــــهْ *** اَلُاولَى بْراسَ الدَّلْوِ والحُوت لاحِقْ




وتَظْهر سُعُوداتْ النُّجُوم الثَّلاثِـــــهْ *** وهِنَّ العَقارِبْ عِنْدِ بَعْضَ الخَـلايقْ

وتظهر بعد ذلك السعودات الثلاثة، وأولها سعد الذابح ثم سعد بلع ثم سعد السعود، ويسمّيها البعض العقارب ويقسمّونها إلى العقرب الأولى والثانية والثالثة.

فَالذَّابحْ نَجْمَينٍ كِما الأَلْفِ وَصْفُهِنْ *** بْجَنْبَ العُلُوْ نَجْــــمٍ شِمـــالٍ مْـلابقْ

وسعد الذابح هو نجمان مثل حرف الألف، وبالقرب من النجم الأعلى إلى جهة الشمال نجم قريب خافت يكاد يلتصق به، ويقول العرب عن هذا النجم أنّه هو شاته التي يذبحها. وطلوع سعد الذابح في 21 الدلو الموافق 10 فبراير.


وصف السعودات الثلاثة

وسَعَدْ بُلَعْ نَجْمَين بَالعَرْض وِافْتَخَرْ *** الاعْلى على الأَسْفَل بُهْ الكُبْر فارِقْ


وسعد بلع أيضاً نجمان ولكنهما معترضان مع ميل والأعلى منهما يفتخر بقوة لمعانه على الأسفل، والفرق بينهما واضح. وطلوع سعد بلع في 4 الحوت الموافق 23 فبراير.

وسَعْدَ السُّعُود يشابهَ الذَّابحْ إِنْ بدا *** تَرَى نُورِهِنْ نَجْمَ الشِّمالِيِّ شـــارِقْ

وسعد السعود يشبه الذابح في شكله، وأنور النجمين هو الشمالي منهما، وعند العرب سعد السعود ثلاثة نجوم مع نجم آخر أسفل منهما. وطلوع سعد السعود في 17 الحوت الموافق 8 مارس.

فاَلوَرْد والرُّمَّان والخَوخ يُــــورِقْ *** بَالاُولَى ينَضِّر تين غَضَّ المِطارِقْ

ففي العقرب الأولى أي سعد الذابح يورق الورد والرمّان والخوخ، وتصبح أغصان التين غضّة نضرة لأن الماء قد جرى فيها قبل ذلك. والمطرق يطلق على العصا الدقيق المستقيم وربما أطلقت على الأغصان الدقيقة.

والثّانِيهْ هِي آخِرَ البَرْد مِبْتـــــــِدا *** رِبِيعَهْ مَعْ أَنَوا الصّيف والعِرْقْ عالق

والعقرب الثانية، سعد بلع هي نهاية البرد والشتاء وبداية الربيع مع أنواء الصيف. والصيف عند العرب هو مايعرفه الناس بالربيع الآن. وقوله "والعرق عالق" يقصد أنه بعد أن يكون الشتاء الذي يتوقف فيه النمو قد مضى، فإن عروق الأشجار والنباتات تبدأ تتغلغل في الأرض وفروعها تنمو.

ولم يذكر القاضي أيام العجوز السبعة الباردة، وهي أثناء العقرب الثانية وتبدأ في 26 فبراير.

والثَّالِثِهْ يُورِقْ اَلاَشجار كِلَّهــــــــا *** تِزْهِــرْ رَياحِيَنَــهْ بَهْ البَــرْد خافِــقْ

وفي العقرب الثالثة تورق الأشجار وتزهر الرياحين وينصرم الشتاء.

عَدالَ الزِّمان بْلَيلَها مَعْ نَهارَهــــا *** تَواسَى بْراسْ الحُوتِ فَصْلٍ مْوافِقْ

ويعتدل الزمان بنهاية العقرب الثالثة حيث يتساوى الليل والنهار ويكون ذلك أيضاً في نهاية برج الحوت وبداية الحمل، وهو الاعتدال الربيعي.

فَالاسْعِدِهْ تِسْعُ وثلاثِين لَيْلِـــــــــــهْ *** اَلُاولَى بْراسَ الدَّلْوِ والحُوت لاحِقْ

وهكذا تكون الأسعدة الثلاثة تسعة وثلاثين يوماً، لكل منها ثلاثة عشر يوماً، وبدايتها في برج الدلو وتنتهي بنهاية الحوت.


نجوم العقارب الثلاثة سعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود في الأفق الشرقي فجراً

الحميمين (سعد الأخبية والمقدَّم)

ويَطْلَعْ لِكْ نَجَمَ الحَمِيمِين وِاسْمِهِنْ *** اَلاخْبيــــهْ ثُـــمّ المِقَــــدّم يْعانِـــــــقْ

فَالاخْبِيِهْ وَصْفَهْ كِما رِجْلِ بَطِّـــهْ *** وَصْفَ المِقَـــدَّمْ كَوْكَبَيـــنٍ شَعايـــــقْ

سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى الحَمْلِ برْجِهِـنْ *** فِيه الدَّوا والفَصْـدِ والحَجْـمِ لايــــقْ


ويظهر بعد ذلك الحميمين وهما طالعان الأول سعد الأخبية والثاني هو الفرغ المقدّم

فالاخْبِيِهْ وَصْفَهْ كِما رِجْلِ بَطِّـــهْ *** وَصْفَ المِقَـــدَّمْ كَوْكَبَيـــنٍ شَعايـــــقْ

وسعد الأخبية أربعة نجوم كأنها رجل بطة، بينما المقدّم نجمان لامعان.

سِتِّهْ وعِشْرِينٍ تَرَى الحَمْلِ برْجِهِـنْ *** فِيه الدَّوا والفَصْـدِ والحَجْـمِ لايــــقْ

وللحميمين ستة وعشرين يوم في برج الحمل، لسعد الأخبية ثلاثة عشر يوماً ومثلها للفرغ المقدَّم، وأيامها مناسبة لمن أراد الفصد والحجامة. وسعد الأخبية يطلع في أول الحمل الموافق 21 مارس، والمقدم في 14 الحمل الموافق 3 إبريل.


سعد الأخبية والفرغ المقدّم في الأفق الشرقي فجراً، ولاحظ شكل نجوم سعد الأخبية وتشبيهها برجل البطّة.

الذراعين (الفرغ المؤخر والرشا)

ويَظْهَرْ لِكَ الفَرْغ المُوَخَّرْ مع الرِّشا *** نَجْمَين لِهِن اسْمَ الذِّراعَيــن عالِـــقْ

فَرْغَ المُوَخَّر كَالمِقدَّمْ نْجُومُـــــــــهْ *** تَرَى كِلّ فَــرْغٍ نَجْمِتَيـــنٍ لَوايـــــقْ

وَصْفَ الرِّشا سَبْكَةْ نْجُومٍ زَواهِـرْ *** وحادي الْعَشَرْ نُورُهْ عَلَيهِنّ فايــــقْ

بَآخِر برْجَ الحَمْلِ والثَّور ظِلُّــــــهْ *** قِدَمْ وُهُو فَصْــلَ الِّربيــعَ المُوافِـــقْ

اِعْدادِهِنْ سِتِّهْ وعِشْرين لَيلِـــــــــهْ *** يْوافِقْ بِهنْ غَرْسَ الشِّجَر والحَدايقْ


ويظهر بعد ذلك الفرغ المؤخر ثم الرشا ويسمّى هذان النجمان الذراعين

فَرْغَ المُوَخَّر كَالمِقدَّمْ نْجُومُـــــــــهْ *** تَرَى كِلّ فَــرْغٍ نَجْمِتَيـــنٍ لَوايـــــقْ

والفرغ المؤخر نجومه مثل الفرغ المقدّم، لكل منهما نجمان لامعان بينهما نفس المسافة وهذه النجوم الأربعة تشكل مربعاً كبيراً في السماء يوصف بأنه مربع الفرس الأعظم لأنه في كوكبة الفرس وعند العرب تسمّى هذه النجوم الفرغ المقدّم والفرغ المؤخّر وتسمّى العرقوة العليا والعرقوة السفلى.

وَصْفَ الرِّشا سَبْكَةْ نْجُومٍ زَواهِـرْ *** وحادي الْعَشَرْ نُورُهْ عَلَيهِنّ فايــــقْ

أما الرشا فهو قوسين متلاقيين من أحد عشر نجماً تشبه السمكة والحادي عشر يفوقهن في اللمعان وهو الذي يسمّى الرشا.

بَآخِر برْجَ الحَمْلِ والثَّور ظِلُّــــــهْ *** قِدَمْ وُهُو فَصْــلَ الِّربيــعَ المُوافِـــقْ

والذراعين تكون بآخر برج الحمل وتنتهي في 21 من برج الثور، والظل ينحسر فيها إلى قدم ووقتها هو وقت الربيع الملائم للناس.

اِعْدادِهِنْ سِتِّهْ وعِشْرين لَيلِـــــــــهْ *** يْوافِقْ بِهنْ غَرْسَ الشِّجَر والحَدايقْ

وأيام الذراعين ستة وعشرون يوماً، للفرغ المؤخر ثلاثة عشر يوماً وللرشا مثلها، وغرس الأشجار في هذه الفترة مناسب. والفرغ المؤخر يطلع في 27 الحمل الموافق 16 إبريل وتطلع الرشا في 9 الثور الموافق 29 إبريل.


نجما الذراعين، الفرغ المؤخر والرشا في الأفق الشرقي فجراً بعد طلوع الرشا بأيام

الشرطين والبطين

ويَظْهَرْ لِكَ الشَّرْطَين كَالأَلْفِ بُهْ مَيْلْ *** ثَلاثِ نَجْمَـــاتٍ حَداهِــــنّ غامِـــــقْ

ويَظْهَرْ عُقُب هذا البْطَين نْجُومُـهْ *** ثلاثٍ كَنَقْط الثّــا صْغــارٍ خَوافِـــقْ

بَآخِرْ فَصْلَ الصّيف يَصْلَحْ بُهْ الدَّوا *** وفَصْدُهْ وحَجْمُهْ هايجَ الـــدَّم دافِــقْ

فالِبْطَين وَالشَّرْطين نَجْمَين ظِلِّهِـنْ *** قِدَمْ وُهُـو سِتِّــهْ وعِشْــرين فـــــالِقْ

يسِدّ الخَلَلْ مِنْ شاف عَيبٍ وخَتْمـَهْ *** صَلاةٍ على المُخْتار ماناض بــارِقْ


ويظهر لك الشرطين بعد ذلك وهو ثلاثة نجوم كأنها حرف ألِف مائل وأحد هذا النجوم الثلاثة منطفيء النور.

ويَظْهَرْ عُقُب هذا البْطَين نْجُومُـهْ *** ثلاثٍ كَنَقْط الثّــا صْغــارٍ خَوافِـــقْ

ويظهر بعده البطين وهي ثلاثة نجوم صغار خفية كأنها نقط حرف الثاء.

بَآخِرْ فَصْلَ الصّيف يَصْلَحْ بُهْ الدَّوا *** وفَصْدُهْ وحَجْمُهْ هايجَ الـــدَّم دافِــقْ

وتظهر هذه النجوم بآخر فصل الصيف حيث يناسب به شرب الدوا والفصد والحجم على قدر قوة الإنسان، قال الشيخ صالح بن محمّد الشثري رحمه الله عن فصل الصيف: "واعلم أن فصل الربيع المسمّى عند العامة الصيف هو الفصل الكبير، وهو أعدل الأزمان، وهو حار رطب فيه يهيج الدم، فالفصد والحجامة على قدر قوة الإنسان، وفيه يشرب الدواء." والمقصود بالدوا هنا هو المسهل وملينات البطن، حيث كانوا يستخدمون بعض الأعشاب مثل العشرق كمسهل للبطن ولم يكن الغرض منها التداوي من مرض دائما، ولكن كانوا يعتقدون بفائدتها للجسم وصحته.

فالِبْطَين وَالشَّرْطين نَجْمَين ظِلِّهِـنْ *** قِدَمْ وُهُـو سِتِّــهْ وعِشْــرين فـــــالِقْ

والشرطين والبطين 26 يوماً، نجمان لكل منهما ثلاثة عشر يوماً، وعبر القاضي عن اليوم بالفالق أي بفلق الصبح. والشرطين يطلع في 22 الثور الموافق 12 مايو ويطلع البطين في 4 الجوزاء الموافق 25 مايو.

والظل فيه وقت الزوال قدم، وهكذا نرى أن ظل الزوال يقترب من الانعدام بسبب اقتراب موعد الانقلاب الصيفي الذي يحدث بعد نهاية البطين باسبوعين، ويكون مع بداية طالع التويبع.


الشرطين والبطين في الأفق الشرقي فجراً


يسِدّ الخَلَلْ مِنْ شاف عَيبٍ وخَتْمـَهْ *** صَلاةٍ على المُخْتار ماناض بــارِقْ

ومن رأى عيباً في هذا النظم يصلح خلله، وختامه صلاة وسلام على خير البرية عدد مالمع برق.

وأقول أنا ايضاً من رأى عيباً وخللاً في هذا الشرح فليصلح عيبه ويقوِّم خلله، والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.

كتبه خالد بن عبدالله العجاجي في السابع والعشرين من شهر محرم من العام 1434 للهجرة.

__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
09- شرح قصيدة محمّد العبدالله القاضي رحمه الله في الأنواء والنجوم - العقارب محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-09-2012 11:40 PM
08- شرح قصيدة محمّد العبدالله القاضي رحمه الله في الأنواء والنجوم - الشبط محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-07-2012 10:20 PM
07- شرح قصيدة محمّد العبدالله القاضي رحمه الله في الأنواء والنجوم - المربعانية محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-04-2012 11:50 AM
05- شرح قصيدة محمّد العبدالله القاضي رحمه الله في الأنواء والنجوم - سهيل محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-30-2012 03:10 AM
01- شرح قصيدة محمّد العبدالله القاضي رحمه الله في الأنواء والنجوم - مقدمة محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-22-2012 09:20 PM


الساعة الآن 11:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML